كيف تغيَّرت ملامح طاهر رحيم ليُشبه أزنافور؟

الممثل الجزائري الأصل يؤدّي دور المغنّي الأرميني العظيم

طاهر رحيم في دور أزنافور الخارق (إكس)
طاهر رحيم في دور أزنافور الخارق (إكس)
TT

كيف تغيَّرت ملامح طاهر رحيم ليُشبه أزنافور؟

طاهر رحيم في دور أزنافور الخارق (إكس)
طاهر رحيم في دور أزنافور الخارق (إكس)

احتاج الممثل الفرنسي طاهر رحيم إلى استخدام قالب في الفكّ السفلي، وساعات من الجلوس بين يدَي خبير الماكياج ليؤدّي دور البطولة في الفيلم الجديد «مسيو أزنافور». وكما يشير اسمه؛ يتناول الفيلم سيرة المغنّي الفرنسي الأرميني شارل أزنافور، ومن المقرَّر أن يبدأ عرضه أواخر الشهر المقبل.

عن التغيير الكبير في ملامحه، قال الممثل الجزائري الأصل في تصريح للصحافة، إنه رفض ارتداء قناع كامل ينسخ الملامح المميّزة لأسطورة الغناء الفرنسي. برَّر ذلك بأنّ القناع يخنق كل التعابير التلقائية ورمشات العينين، ويمنعه من نقل مشاعر الشخصية التي يؤدّيها.

يأتي الفيلم تكريماً للمغنّي والممثل الذي فارق الحياة قبل 6 سنوات، واحتفاء بالذكرى المئوية لولادته. لكنّ أزنافور لم يكن شكلاً فحسب، بل صوت خارق. لهذا، كان على طاهر رحيم أن يخضع لتدريبات شاقة استعداداً للدور. فقد كان عليه أن يتمرَّن على الغناء لمدة 8 ساعات كل أسبوع وطوال 6 أشهر. كما وجد الوقت لمراجعة كل أفلام المغنّي وتسجيلات حفلاته، وكذلك المَشاهد الطويلة المصوَّرة بكاميرا العائلة.

مُلصق «مسيو أزنافور» (الشركة المنتجة)

الفيلم من إخراج مهدي إدير وفابيان مارسو؛ الفنان المتعدّد المواهب والمُلقَّب بـ«غران كور مالاد»، أي الجسد الكبير المريض، وذلك بعد تعرّضه لحادث أصاب عموده الفقري. وصُوِّر جزءٌ من المَشاهد في أرمينيا وفي الأماكن التي كانت لها قيمة رمزية في حياة أزنافور. بذل الاثنان مجهوداً لنقل الصعود الفذّ له من ولد فقير لأب أرميني لاجئ في خمسينات القرن الماضي، لا يملك شيئاً من مقوّمات النجاح سوى موهبته وطموحه، وبفضلهما انتقل من مغنٍّ هامشي ضئيل القامة لا يتمتّع بالوسامة المطلوبة، إلى نجم تتبنّاه العظيمة إديث بياف، فينطلق يمثّل ويغنّي ويحقّق شهرة عالمية ويبيع ملايين الأسطوانات ويستحقّ لقب أسطورة الأغنية الفرنسية. خلال حياته الفنّية المديدة، قدَّم أزنافور 1200 أغنية وكان يؤدّي بعضها بعدد من اللغات.


مقالات ذات صلة

جوليان مور لـ«الشرق الأوسط»: أجد راحتي وسعادتي في العمل

يوميات الشرق جوليان مور لـ«الشرق الأوسط»: أجد راحتي وسعادتي في العمل

جوليان مور لـ«الشرق الأوسط»: أجد راحتي وسعادتي في العمل

على هامش مهرجان «ڤينيسيا» وقبل يوم من ساعاته الحاسمة، كان لـ«الشرق الأوسط» لقاء خاص مع الممثلة الأميركية جوليان مور تحدّثت فيه عن مشاركتها في فيلم

محمد رُضا (ڤينيسيا)
يوميات الشرق فؤاد المهندس (صورة أرشيفية)

احتفاء مصري بمئوية «صانع البهجة» فؤاد المهندس

يرفض المهندس تقديم سيرة والده درامياً قائلاً: «لم يكتب والدي مذكراته بل كان يردّد أن أعماله هي المتحدث الرسمي بعد وفاته، كما أنّه لا يصلح أحد لتجسيد شخصيته».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق بيوت اللبنانيين البسيطة تتميّز بالدفء (صور المخرجة)

«أرزة»... فيلم يعزّز صورة اللبنانية المناضلة

نهاية الفيلم السعيدة تزوّد مُشاهدها بالأمل، فيصفّق لفريق العمل إعجاباً وتشجيعاً. موهبة شبابية جديدة تُمثّلها ميرا شعيب في عالم السينما اللبنانية...

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق جوليان مور (إلديسيو)

مهرجان «ڤينيسيا» يصل إلى ساعاته الحاسمة

مساء السبت، تُعلن نتائج الدورة الـ81 من مهرجان «ڤينيسيا» السينمائي، الذي استمر 12 يوماً، عُرض فيها 21 فيلماً في المسابقة الرسمية.

محمد رُضا (ڤينيسيا)
سينما «عطلة سعيدة» (مهرجان ڤينيسيا)

ثلاثة أفلام تتحدّث عن إسرائيل من زوايا مختلفة

يسبح المتابع لأفلام مهرجان «ڤينيسيا» الذي يقترب حثيثاً من انتهاء دورته الـ81 يوم السبت، بين أفلام تتماوج في اتجاهات متعددة. يأخذنا كل فيلم صوب موضوع مختلف.

محمد رُضا‬ (ڤينيسيا)

«برك موت» في قاع البحر تقتل كل شيء «فوراً»

أعماق البحار تطفح بالأسرار (ناسا)
أعماق البحار تطفح بالأسرار (ناسا)
TT

«برك موت» في قاع البحر تقتل كل شيء «فوراً»

أعماق البحار تطفح بالأسرار (ناسا)
أعماق البحار تطفح بالأسرار (ناسا)

قد تساعد أعماق البحر الأحمر المظلمة في الإضاءة على أصول الحياة بفضل اكتشاف مذهل توصّل إليه العلماء مؤخراً.

ووفق «الإندبندنت»، توصّل فريق من الباحثين في جامعة ميامي بالولايات المتحدة إلى قاع البحر الضيّق الواقع بين شبه الجزيرة العربية وأفريقيا، واكتشفوا هناك بحيرات كثيفة ومالحة تُعرف بـ«برك الموت».

ويبدو هذا الاسم المثير للقلق مناسباً؛ نظراً إلى أنّ هذه البرك النادرة تُعدُّ من بين أكثر البيئات تطرُّفاً على وجه الأرض، حيث تتشكّل في قاع البحر، وتتّسم بدرجة ملوحة عالية جداً إلى حدّ لا يمكن تخيّله، كما أنها لا تحتوي على أي أكسجين.

هذه بيئة غير مضيافة على الإطلاق؛ فأي حيوان يضلُّ طريقه إلى مياهها المالحة يُصاب بصدمة أو يُقتل على الفور. ومع ذلك، فإنها لا تزال مليئة بالميكروبات الحيّة، مما قد يوفّر رؤى حول كيفية بدء الحياة على كوكبنا، وكيف يمكن أن تتطوّر الكائنات في البيئات الغنيّة بالماء خارجه.

وفي تصريح لمجلة «لايف ساينس»، قال أستاذ الجيولوجيا البحريّة في جامعة ميامي الذي قاد دراسة حول هذه الاكتشافات، سام بوركيس: «فهمنا الحالي هو أنّ الحياة نشأت على الأرض في أعماق البحر، ومن المرجّح بشدّة أنّ ذلك حصل في ظروف خالية من الأكسجين»، مضيفاً: «تُعدُّ البرك المالحة في أعماق البحر نظيراً رائعاً للأرض في بدايتها. ورغم أنها خالية من الأكسجين وارتفاع نسبة الملوحة فيها، فإنها تعجُّ بمجتمع غنيّ من الميكروبات التي تُسمَّى بالميكروبات المتطرِّفة، وهي تلك التي تفضّل الظروف القاسية».

وتابع: «تتيح دراسة هذا المجتمع لمحة عن شكل الظروف التي ظهرت فيها الحياة للمرّة الأولى على كوكبنا، كما أنها قد توجّه البحث عن الحياة في عوالم مائية أخرى في نظامنا الشمسي وما وراءه».

ومضى بوركيس يقول إنه إذا لم يكن كل ذلك كافياً، فإنّ هذه البرك قد تؤدّي أيضاً إلى اكتشافات ميكروبية يمكن أن تقود إلى تطوير أدوية جديدة.

وأوضح: «عُزلت بعض الجزيئات التي تتمتّع بخصائص مضادة للبكتيريا والسرطان سابقاً من ميكروبات أعماق البحر التي تعيش في البرك المالحة».

ووفق «لايف ساينس»، اكتُشف عدد قليل فقط من البرك المالحة في أعماق البحر بجميع أنحاء العالم، وتتراوح مساحتها من بضعة آلاف من الأقدام المربّعة إلى نحو ميل مربع (2.6 كيلومتر مربع). وعلاوة على ذلك، ثمة 3 مسطّحات مائية فقط من المعروف أنها تحوي هذه البرك النادرة، وهي خليج المكسيك، والبحر الأبيض المتوسط، والبحر الأحمر.