الادعاء ودفاع ترمب يعودان إلى المحكمة بعد توقف طويل

دونالد ترمب (أ.ف.ب)
دونالد ترمب (أ.ف.ب)
TT

الادعاء ودفاع ترمب يعودان إلى المحكمة بعد توقف طويل

دونالد ترمب (أ.ف.ب)
دونالد ترمب (أ.ف.ب)

يتواجه الادعاء العام والدفاع عن دونالد ترمب في القضية الفيدرالية التي تستهدفه بتهمة محاولة قلب نتائج الانتخابات الرئاسية عام 2020، اليوم الخميس، في المحكمة للمرة الأولى منذ أكثر من عشرة أشهر.

ترأس القاضية الفيدرالية تانيا تشوتكان أول جلسة استماع لها في هذه القضية منذ استعادتها الملف، بعد القرار غير المسبوق الذي اتخذته المحكمة العليا في الأول من يوليو (تموز)، والذي اعترف بالحصانة الجنائية الواسعة لرئيس الولايات المتحدة. وأُعيدت القضية إلى المحكمة الابتدائية في أغسطس (آب).

من المرتقب أن تهيمن على النقاشات عواقب هذا القرار على محاكمة محتملة كانت مرتقبة أساساً بدءاً من 4 مارس (آذار) 2024، والتي يبدو أن إجراءها قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني) مستبعد إلى حد كبير.

أصدر الرئيس السابق والمرشح الجمهوري في هذه الانتخابات الذي رفض المثول أمام المحكمة، الخميس، تعليمات لمحاميه بأن يؤكد رسمياً أنه غير مذنب.

في 27 أغسطس، نشر المدعي الخاص جاك سميث نص الاتهام المعدل لكي يأخذ في الاعتبار قرار المحكمة العليا الذي يكرر التهم نفسها.

بالتالي، يبقى ترمب متهماً «بالتآمر على المؤسسات الأميركية»، و«تقويض حق تصويت» ناخبين بسبب ضغوطه على السلطات المحلية في ولاية محورية من أجل إبطال النتائج الرسمية للانتخابات التي فاز فيها الديمقراطي جو بايدن.

وقال الملياردير الجمهوري في مقابلة، الأسبوع الماضي، إن لديه «كل الحق» في محاولة قلب نتيجة الانتخابات الرئاسية كما فعل.

«افتراض الحصانة»

إلى جانب الجدول الزمني، سيناقش الطرفان عناصر أدلة وشهوداً سيسمح الادعاء بتقديمهم.

دون أي مفاجآت، اقترح الدفاع الأسبوع الماضي جدولاً زمنياً للنظر في اقتراحات أولية تمتد إلى ما بعد يوم الانتخابات الرئاسية وحتى نقل السلطات في يناير (كانون الثاني) 2025.

من جهته، لم يذكر المدعي الخاص موعداً، معتمِداً على قرار القاضي. وقال جاك سميث إنه مستعد لتقديم حججه المكتوبة بشأن مسألة الحصانة الجنائية التي تذرع بها دونالد ترمب بصفته رئيساً سابقاً «في أي وقت تراه المحكمة مناسباً».

وبأغلبية ستة أصوات مقابل ثلاثة، قضاة محافظون ضد التقدميين، رأت المحكمة العليا أن «الرئيس لا يتمتع بحصانة عن أفعاله غير الرسمية، لكن «يحق له على الأقل افتراض الحصانة عن أفعاله غير الرسمية».

وأحالت المحكمة الأمر على المحكمة الابتدائية لتحديد الأفعال التي يحتمل أن تشملها الحصانة من الملاحقات الجنائية.

ومن ثم، يقترح جاك سميث على القاضية تشوتكان أن توضح كيف أن الأفعال التي تجري ملاحقته بشأنها تخرج من نطاق المهام الرئاسية، «عبر التمييز بين العمل الانتخابي الخاص بالمتهم وأفعاله الرسمية»، وبالتالي لا تغطيها الحصانة الجنائية.

لكنه يطلب منها النظر في هذه المسألة دون انتظار الحكم في مختلف الطعون المقدمة بإبطال الدفاع.

في المقابل، يطالب محامو دونالد ترمب بأخذ طلبات الإلغاء التي يدرسونها في الاعتبار أولاً، مشددين على أن ذلك «سيستغرق وقتاً وإمكانات كبرى» قبل التطرق إلى مسألة الحصانة.

ويقولون: «يجب على المحكمة أن تتخذ كل قرار معقول ممكن للبت في الملف على أسس قانونية قبل السماح بإجراء تحقيق في الأفعال الرسمية للرئيس ترمب حين كان يتولى مهامه».


مقالات ذات صلة

ستشهد منافسة حادة... هاريس تعود لبنسلفانيا قبل مناظرة ترمب

الولايات المتحدة​ كامالا هاريس تتحدث في نورث هامبتون نيو هامبشاير (أ.ب)

ستشهد منافسة حادة... هاريس تعود لبنسلفانيا قبل مناظرة ترمب

قبل شهرين من إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية، تقوم المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، الخميس، بجولة في ولاية بنسلفانيا التي من المتوقع أن تشهد منافسة حادة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس السابق دونالد ترمب خلال مشاركته في حدث لـ«أمهات من أجل الحرية» بواشنطن في 30 أغسطس (رويترز)

بنسلفانيا وجورجيا الجائزتان الكبريان في المنافسة بين هاريس وترمب

أظهرت استطلاعات منافسة حادة بين نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، والرئيس السابق ترمب في 6 ولايات متأرجحة، منها بنسلفانيا وجورجيا بوصفهما جائزتين كبريين.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ دونالد ترمب... من عالم الثروة والعقارات إلى البيت الأبيض

دونالد ترمب... من عالم الثروة والعقارات إلى البيت الأبيض

يحاول ترمب في انتخابات عام 2024 تكرار تجربته الانتخابية الناجحة عام 2016، للعودة إلى البيت الأبيض.

علي بردى (واشنطن)
يوميات الشرق دونالد ترمب راقصاً في أحد تجمّعاته الانتخابية بولاية ميشيغان شهر يوليو الماضي (إ.ب.أ)

دونالد ترمب يرقص... وأصحاب الأغاني يتذمَّرون

قضت محكمة في أتلانتا الأميركية بمنع المرشّح الجمهوري دونالد ترمب من استخدام إحدى الأغاني في تجمّعاته الانتخابية، وذلك بعد اعتراض ورثة كاتب الأغنية.

كريستين حبيب (بيروت)
الولايات المتحدة​ المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب في مؤتمر في واشنطن الجمعة 30 أغسطس 2024 (أ.ب)

ترمب: لدي «خطة محدّدة» بشأن أوكرانيا لكنني سأحتفظ بـ«المفاجأة»

أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في بودكاست بثّ الثلاثاء، أنّ لديه «خطة محدّدة» لإنهاء الحرب في أوكرانيا، لكنّه لن يكشف عنها للحفاظ على «المفاجأة».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تشيني للتصويت مع هاريس وجمهوريون آخرون يكتفون بانتقاد ترمب

صورة مركبة لهاريس وترمب (أ.ف.ب)
صورة مركبة لهاريس وترمب (أ.ف.ب)
TT

تشيني للتصويت مع هاريس وجمهوريون آخرون يكتفون بانتقاد ترمب

صورة مركبة لهاريس وترمب (أ.ف.ب)
صورة مركبة لهاريس وترمب (أ.ف.ب)

غداة موافقة الجمهوريين مع حملة المرشحة الديمقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس على قواعد مناظرتهما الرئاسية الأولى، سعى الرئيس السابق دونالد ترمب إلى التشكيك في عدالة مناظرة الثلاثاء المقبل في فيلادلفيا، مؤكداً أنه قلق من الجهة المضيفة: شبكة «إيه بي سي» للتلفزيون. بينما أعلنت النائبة الجمهورية السابقة ليز تشيني أنها لن تكتفي على غرار عدد من مسؤولي حزبها بمجرد انتقاد المرشح الجمهوري بل ستصوت لمصلحة المرشحة الديمقراطية.

وكان ترمب يتحدث عبر شبكة «فوكس نيوز» للتلفزيون، إذ أصر على أن «(إيه بي سي نيوز) غير نزيهة»، علماً بأنه وافق قبل أشهر على السماح للشبكة باستضافة المناظرة الرئاسية مع الرئيس جو بايدن قبل انسحاب الأخير من السباق في 21 يوليو (تموز) الماضي. وغمز من قناة صداقة هاريس مع أحد المسؤولين التنفيذيين في «إيه بي سي»، مدعياً من دون دليل على أن هاريس «ستحصل على الأسئلة مسبقاً».

ترمب يرمي قلماً لشخص بعدما وقع له على تذكار خلال لقاء شعبي في هاريسبرغ (بنسلفانيا) الأربعاء (أ.ف.ب)

وتأتي محاولة ترمب التشكيك في نزاهة المناظرة كصدى لجهد مماثل سبق مناظرته في يونيو (حزيران) الماضي مع بايدن. وبعد استفزازه لبايدن وحضه على المناظرة «في أي وقت، وفي أي مكان»، سعى ترمب إلى التقليل من أي عواقب سياسية محتملة مع اقتراب المناظرة من خلال وصف الشبكة والمشرفين والقواعد بالتحيز.

وأصدرت الشبكة قواعد متفقاً عليها بعدم تقديم أي مواضيع أو أسئلة لأي مرشح أو حملة. وقالت الناطقة باسم «إيه بي سي» ليل الأربعاء إنه «بخلاف قواعد المناظرة التي نُشرت اليوم، والتي اتفق عليها بشكل متبادل من الحملتين في 15 مايو (أيار)، لم نتوصل إلى أي اتفاقات أخرى (...) نتطلع إلى إدارة المناظرة الرئاسية الثلاثاء المقبل».

وحتى عندما اقترح أن المناظرة ستكون متحيزة ضده، حاول ترمب أيضاً تقديم نفسه على أنه غير مهتم بمواجهته الأولى وجهاً لوجه مع هاريس منذ صارت المرشحة الديمقراطية. وأصر على أن التخطيط لن يوصله إلى هذا الحد وأنه سيتبع نهجاً مماثلاً مع هاريس كما فعل مع بايدن. وقال: «تركته يتحدث - سأتركها تتحدث». وأضاف ترمب، الذي سخر مراراً من ذكاء هاريس وأسلوبها، أن «هناك من يقول إن بايدن أذكى منها. إذا كانت هذه هي الحالة، فلدينا مشكلة».

النائبة الجمهورية السابقة ليز تشيني (أرشيفية - أ.ب)

وخلال الجزء الأكبر من حديثه، كرر ترمب نقاط الحديث من حملاته الانتخابية. وعاد ليستشهد مجدداً بمديح رئيس الوزراء المجري اليميني المتطرف فيكتور أوربان كدليل على أن زعماء العالم يفضلون قيادته للشؤون الخارجية. وواصل الإصرار على أن الدول الأخرى ترسل عمداً مجرمين عنيفين وأشخاصاً مصابين بأمراض عقلية عبر الحدود، وهو ادعاء لا يوجد دليل يدعمه.

تشيني تصوت لهاريس

إلى ذلك، كانت تشيني، وهي جمهورية رفيعة ضحت بحياتها السياسية بانشقاقها عن ترمب، تتحدث في جامعة ديوك في نورث كارولينا التي تشهد منافسة حامية الوطيس، إذ أفادت بأنها لن تكتفي فقط بمعارضة الرئيس السابق، بل تنوي القيام بكل ما في وسعها لمنع عودته إلى البيت الأبيض مجدداً. وقالت للطلاب: «لا أعتقد أننا نتمتع برفاهية كتابة أسماء المرشحين، وبخاصة في الولايات المتأرجحة»، مضيفة: «بصفتي محافظة، كشخص يؤمن بالدستور ويهتم به، فكرت بعمق في هذا الأمر وبسبب الخطر الذي يشكله دونالد ترمب، ليس فقط أنني لن أصوت لدونالد ترمب، بل سأصوت لكامالا هاريس». وانفجرت الغرفة بالهتافات بعد إعلانها غير المتوقع.

مؤيدو هاريس خلال تجمع انتخابي في نيوهمشر الأربعاء (أ.ف.ب)

ويمثل قرار تشيني بالتحول من إدانة ترمب نحو دعم هاريس انتخابياً انعطافة جديدة من زعيمة أثبتت نفسها كواحدة من أكثر الجمهوريين معارضة لترمب في البلاد، علماً بأنها ابنة نائب الرئيس السابق ديك تشيني وسليلة عائلة سياسية محافظة للغاية تؤيد اقتناء السلاح وتناهض الإجهاض. وهي وصفت هاريس عام 2020 بأنها «ليبرالية متطرفة».

وكان كبار مساعدي هاريس أفادوا بأنهم غير متأكدين مما إذا كانت تشيني ستذهب إلى تأييد صريح لترشيح هاريس، علماً بأن بعض الجمهوريين البارزين الآخرين، مثل السيناتور الجمهوري السابق المحافظ للغاية في بنسلفانيا بات تومي، الذي أعلن هذا الأسبوع أنه لن يدعم ترمب في انتخابات الخريف، لكنه أضاف أنه لا يستطيع التصويت لهاريس أيضاً. وقال تومي لشبكة «سي إن بي سي» للتلفزيون إنه «عندما تخسر الانتخابات، وتحاول قلب النتائج حتى تتمكن من البقاء في السلطة، فإنك تخسرني». وأضاف أن «أياً من هذين المرشحين لا يمكن أن يكون خياري للرئاسة».

ويرجح أن تشجع الأصوات المحافظة بعض الناخبين الجمهوريين على عدم اختيار مرشح أو الامتناع عن التصويت، مما يضر بترشيح ترمب.

هاريس تلقي خطاباً في تجمع انتخابي في نيوهمشر الأربعاء (رويترز)

لكن موقف تشيني يمكن أن يوجد نموذجاً إضافياً للناخبين المحافظين بشدة المترددين في دعم ترمب لمصلحة مرشح ديمقراطي للمرة الأولى في حياتهم.

وهذا أحدث انفصال لتشيني عن الحزب الجمهوري بعد خسارة منصبها القيادي ثم مقعدها النيابي بعد إدانة ترمب بسبب هجوم 6 يناير (كانون الثاني) 2021 على الكابيتول والتصويت لعزله بتهمة التحريض على التمرد. وهي أمضت أشهرها الأخيرة في الكونغرس في خدمة اللجنة الخاصة بمجلس النواب التي حققت في الاعتداء، واستمرت في التحدث بقوة ضد ترمب وإثبات أنه يشكل تهديداً للبلاد.

جمهوريون ضد ترمب

وجاء تأييدها بمثابة عرض مهم لدعم هاريس، التي دفعت حملتها عشرات الملايين من الدولارات لإعلانات مدفوعة الأجر تستهدف الجمهوريين المناهضين لترمب. وهي وظفت مديراً وطنياً للمشاركة الجمهورية بدوام كامل، وضمت جمهوريين إلى منصة المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي الشهر الماضي.

وفي سلسلة من النشاطات المقبلة في ولايات رئيسية، تخطط تشيني لتوضيح الآثار العملية لولاية ترمب الثانية، والتحدث بشكل محدد عن إساءة معاملته لمجتمع الاستخبارات، ومحاولته إفساد وزارة العدل. وتخطط للحديث عن حملة الضغط التي قادها ترمب ضد نائب الرئيس السابق مايك بنس لإلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020.