هل تتخلى سويسرا عن حيادها التاريخي؟... تقرير يوصي بالتقارب مع «الناتو» والاتحاد الأوروبيhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%A7/5055877-%D9%87%D9%84-%D8%AA%D8%AA%D8%AE%D9%84%D9%89-%D8%B3%D9%88%D9%8A%D8%B3%D8%B1%D8%A7-%D8%B9%D9%86-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%8A%D8%9F-%D8%AA%D9%82%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D9%8A%D9%88%D8%B5%D9%8A-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%82%D8%A7%D8%B1%D8%A8-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%AA%D9%88-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D8%AF
هل تتخلى سويسرا عن حيادها التاريخي؟... تقرير يوصي بالتقارب مع «الناتو» والاتحاد الأوروبي
التهديد الروسي وتراجع مبيعات الأسلحة يثيران نقاشاً حول مستقبل الحياد السويسري
أمين عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي مع رئيس الاتحاد السويسري إيغناسيو كاسيس خلال زيارة له إلى سويسرا قبل يومين (إ.ب.أ)
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
هل تتخلى سويسرا عن حيادها التاريخي؟... تقرير يوصي بالتقارب مع «الناتو» والاتحاد الأوروبي
أمين عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي مع رئيس الاتحاد السويسري إيغناسيو كاسيس خلال زيارة له إلى سويسرا قبل يومين (إ.ب.أ)
بعد قرون من التمسك بالحياد وعدم التحالف، تواجه سويسرا تحدياً غير مسبوق يدفعها إلى إعادة النظر في موقفها الدفاعي التاريخي.
ووفقاً لتقرير أصدرته مجموعة من الخبراء، الخميس، ونشرته شبكة «بوليتيكو»، أوصى بتعزيز التعاون العسكري مع الاتحاد الأوروبي وحلف «الناتو»، وهو ما يثير تساؤلات حول مستقبل الحياد السويسري الذي استمر لأكثر من 500 عام.
وفقاً للتقرير، فإن التهديد الذي يشكله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أمن أوروبا بأكملها، إلى جانب انخفاض مبيعات الأسلحة السويسرية، يدفعان البلاد لإعادة تقييم استراتيجيتها الدفاعية.
التقرير يقترح مراجعة سياسة الحياد التي اتبعتها سويسرا منذ عام 1515، مشدداً على الحاجة إلى قدرة دفاعية مشتركة مع حلفائها الأوروبيين.
التغيرات في المشهد الأمني الأوروبي
يشير التقرير إلى أن الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022، أحدث تحولات جذرية في الأمن الأوروبي، حيث تخلت كل من السويد وفنلندا عن حيادهما التاريخي وانضمتا إلى حلف «الناتو».
هذه التغيرات دفعت الخبراء إلى دعوة الحكومة السويسرية لمراجعة موقفها والاستعداد للتعاون مع «الناتو» والاتحاد الأوروبي في مجالات مثل التدريب المشترك والدفاع الصاروخي.
تأثير الحياد على صناعة الأسلحة
تأثر قطاع صناعة الأسلحة السويسري بشكل ملحوظ بسياسة الحياد، حيث تراجعت صادرات الأسلحة، العام الماضي، بنسبة 27 في المائة لتصل إلى أقل من 700 مليون فرنك سويسري (800 مليون دولار). ويُعزى هذا الانخفاض إلى القوانين الصارمة لتصدير الأسلحة، والتي تعرقل بيعها للدول التي تخوض نزاعات. كما أثرت هذه السياسات على علاقات سويسرا مع الدول الأوروبية التي تسعى لتسليح أوكرانيا بمكونات سويسرية الصنع.
مقترحات تفجيرية وتحديات داخلية
التقرير، الذي أعده مجموعة من الدبلوماسيين والمسؤولين العسكريين السابقين، أثار جدلاً حتى قبل نشره. ووُصف بأنه تفجيري في الأوساط السياسية السويسرية، حيث يُتوقع أن يواجه مقاومة شديدة في البرلمان، خاصة من الأحزاب اليسارية المسالمة واليمين المتطرف القومي.
ويركز التقرير أيضاً على التهديدات غير التقليدية مثل الهجمات السيبرانية والتضليل الإعلامي، داعياً إلى الدفاع الشامل الذي يتطلب إشراك المجتمع بأكمله في الاستعداد لمواجهة أي صراع محتمل.
خطوات نحو التقارب
في ظل هذه التحولات، يبدو أن الحكومة السويسرية تمهد الطريق لتقارب أكبر مع حلف «الناتو» والاتحاد الأوروبي. فقد شارك وفد سويسري مؤخراً في اجتماع مع وكالة دعم وتوريد الناتو (NSPA)، كما وافقت الحكومة على المشاركة في مشاريع تعاونية ضمن الاتحاد الأوروبي، تتعلق بالدفاع السيبراني والتنقل العسكري.
يبقى السؤال المطروح: هل ستتخلى سويسرا عن حيادها التاريخي لتنضم إلى التحالفات العسكرية الغربية؟ الوقت وحده كفيل بالإجابة عن هذا السؤال الذي قد يعيد رسم خريطة الأمن في أوروبا.
قال وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابيك، إنه يسعى لتغيير قواعد الديون التي تم التفاوض عليها بشق الأنفس داخل الاتحاد الأوروبي، واصفاً إياها بـ«الخطر الأمني».
في خطوة عدّها الاتحاد الأوروبي «علامة فارقة في الشراكة الثقافية مع ليبيا»، يواصل مهرجان للأفلام الأوروبية عرض الأعمال المشاركة في العاصمة طرابلس حتى الخميس.
كييف تسعى إلى إقناع ترمب بجدوى الاستثمار في مواردها لمواصلة دعمها
مدنيون يرتدون زياً عسكرياً يشاركون في تدريب عسكري من قبل جنود أوكرانيين في كييف (أ.ف.ب)
في الوقت الذي يؤكد فيه العديد من المحللين والمدونين أن القوات الروسية تتقدم في أوكرانيا بأسرع وتيرة منذ الأيام الأولى للغزو عام 2022، حيث سيطرت على منطقة كبيرة خلال الشهر الماضي وحده، تكافح أوكرانيا من أجل الاحتفاظ بأوراقها التي قد تتيح لها التوصل إلى اتفاق متوازن قدر الإمكان، بعدما بات من شبه المؤكد أن الإدارة الأميركية الجديدة مقبلة على هذا الخيار.
وتدخل الحرب في أوكرانيا، بحسب ما يصفه بعض المسؤولين الروس والغربيين، المرحلة الأكثر خطورة، بعد أن حققت قوات موسكو جانباً من أكبر المكاسب فيما يتعلق بالسيطرة على الأراضي، وبعد أن سمحت الولايات المتحدة لكييف بالرد باستخدام صواريخ أميركية.
حالة عدم اليقين في كييف
ومع ذلك، تسيطر حالة من عدم اليقين في أوكرانيا بسبب الغموض الذي لا يزال يحيط بخطط الرئيس دونالد ترمب، بحسب ما تنقله تقارير إعلامية عن مسؤولين أوكرانيين. ويسعى هؤلاء إلى التواصل مع فريق إدارته الجديد، والمسؤولين والمديرين التنفيذيين في شركات، يمكنهم بيع فكرة لترمب، مفادها أن أوكرانيا القوية مفيدة لأهدافه السياسية، في الوقت الذي تعرب فيه كييف عن تفاؤل حذر بأنه قد يتصرف بشكل أسرع وأكثر حسماً من الرئيس جو بايدن.
وتأمل كييف في إقناع ترمب بأن المساعدات المقدمة لها ليست صدقة أو خيرية، ولكنها فرصة اقتصادية وجيوستراتيجية فعالة من حيث التكلفة، من شأنها في نهاية المطاف تأمين مصالح الولايات المتحدة. وتأمل أوكرانيا أنه من خلال تبني نهج ترمب الدبلوماسي القائم على المعاملات، بما في ذلك تقديم فرص عمل مربحة للشركات الأميركية، سيساعده في الطلب من روسيا وقف تقدمها العسكري.
وبحسب مجموعات إخبارية روسية، فقد تمكنت القوات الروسية من السيطرة على نحو 235 كيلومتراً مربعاً في أوكرانيا، خلال الأسبوع الماضي، وهي مساحة قياسية أسبوعية في عام 2024. وأضافت أن القوات الروسية سيطرت على 600 كيلومتر مربع في نوفمبر (تشرين الثاني)، نقلاً عن بيانات من مجموعة «ديب ستيت» التي تربطها صلات وثيقة بالجيش الأوكراني، وتدرس صوراً ملتقطة للقتال، وتوفر خرائط للخطوط الأمامية، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.
روسيا تتقدم بأسرع وتيرة
وقال محللون في معهد دراسة الحرب، الذي يتخذ من واشنطن مقراً له، في تقرير: «تتقدم القوات الروسية في الآونة الأخيرة بمعدل أسرع بكثير مما سجلته في عام 2023 بأكمله». وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية في تحديث يوم الاثنين، إن 45 معركة متفاوتة الشدة دارت بمحاذاة كوراخوف على خط المواجهة في فترة المساء.
وذكر تقرير معهد دراسة الحرب ومدونون عسكريون موالون لروسيا أن القوات الروسية موجودة في كوراخوف. وقالت مجموعة «ديب ستيت» عبر «تلغرام»، الاثنين، إن القوات الروسية موجودة بالقرب من كوراخوف.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه يعتقد أن الأهداف الرئيسية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين هي احتلال منطقة دونباس بأكملها، التي تشمل منطقتي دونيتسك ولوغانسك، وطرد القوات الأوكرانية من منطقة كورسك التي تسيطر على أجزاء منها منذ أغسطس (آب).
إقناع ترمب
تنقل صحيفة «واشنطن بوست» عن أوساط مسؤولين أوكرانيين قولهم إن الآمال في أن يساعد ترمب في إنهاء الحرب بطريقة تعدّها كييف عادلة، لا تزال قائمة، على الرغم من الآراء التي عبر عنها والعديد من دائرته الداخلية، بأن الصراع يكلف دافعي الضرائب الأميركيين الكثير من المال، ويجب إنهاؤه بسرعة. وقد أثار هذا الخطاب مخاوف من أن يقطع ترمب فجأة الدعم الأميركي للجيش الأوكراني، ويدفعه إلى التنازل عن أراضٍ لروسيا.
ورغم إحباط الأوكرانيين من بطء إدارة بايدن في تقديم المساعدات، فإن العديد منهم يتجاهل التعليقات السلبية الأخيرة لترمب ليركزوا بدلاً من ذلك على كيف كان ترمب هو أول رئيس أميركي يبيع أسلحة فتاكة مباشرة لأوكرانيا. وخلال فترة ولايته الأولى، حصلت أوكرانيا على صواريخ جافلين المضادة للدبابات، والتي رفضت إدارة أوباما بيعها منذ فترة طويلة، والتي ساعدت في منع القوات الروسية من الاستيلاء على العاصمة في أوائل عام 2022. وأشار ترمب لاحقاً إلى تلك المبيعات، ليزعم أنه كان أكثر صرامة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من الديمقراطيين.
السلام من خلال القوة
وقال دميتري كوليبا، الذي شغل منصب وزير خارجية أوكرانيا حتى سبتمبر (أيلول): «الأسلحة الأولى التي تلقتها أوكرانيا من الولايات المتحدة جاءت من رئيس يكره أوكرانيا». وقال إنه على الرغم من عدم القدرة على التنبؤ بتصرفات ترمب، فإن رئاسته قد تكون بداية حقبة من التغيير الإيجابي لأوكرانيا.
ورأى الأوكرانيون أن نهج إدارة بايدن المقيد تجاه المساعدات يضر بمصداقية الولايات المتحدة بوصفها ضامنةً للأمن العالمي. كما شعروا بالإحباط لأن بايدن أعرب عن دعمه لأوكرانيا، ولكن عندما يتعلق الأمر بقرارات الأسلحة الرئيسية اتخذ نهجاً متحفظاً، معرباً عن مخاوفه بشأن الانتقام الروسي. وفي الأسابيع الأخيرة، بدأ الأوكرانيون في التحدث عن حقبة جديدة لسياسة أميركا تجاه أوكرانيا، تقوم على مبدأ «السلام من خلال القوة». ويأملون أن يتردد صدى هذه الرسالة لدى ترمب، بخلاف ما كان الحال عليه مع بايدن.
موارد أوكرانيا أمام ترمب
وقال ميخايلو بودولياك، مستشار المكتب الرئاسي الأوكراني، إنه سيكون على كييف أن تشرح لترمب البراغماتية السياسية وراء دعم أوكرانيا. وقال: «نحن بحاجة إلى تزويد ترمب وممثلي إدارته بالمعلومات الأكثر شمولاً حول منطق العملية».
وتخطط أوكرانيا لوضع احتياطيات مواردها كفرص عمل مثمرة للأميركيين، مثل تخزين الغاز الطبيعي، وهو الأكبر في أوروبا، والمعادن، بما في ذلك الليثيوم، بوصفه أمراً قد يغير قواعد اللعبة في صناعة الرقائق الدقيقة والسيارات الكهربائية، وهو أمر قد يكون موضع اهتمام إيلون ماسك وأعماله في مجال السيارات الكهربائية أيضاً.
وفي حديثه على قناة «فوكس نيوز»، الأسبوع الماضي، وصف السيناتور الجمهوري، ليندسي غراهام، أوكرانيا التي زارها مرات عدة طوال الحرب، بأنها موطن لتريليونات الدولارات من المعادن الأرضية النادرة. وقال: «أوكرانيا مستعدة لإبرام صفقة معنا، وليس مع الروس. لذا فمن مصلحتنا التأكد من عدم سيطرة روسيا على المكان».