بعد أسابيع قليلة من انتهاء دورة الألعاب الأولمبية في باريس، أقيمت مراسم افتتاح الألعاب البارالمبية بشكل رائع؛ إذ جرت خارج الملعب لأول مرة في التاريخ، بحضور كبير ومشاركة واسعة، جذبا انتباه وسائل الإعلام العالمية، وكانا محط إشادة.
وشارك 140 فناناً، من بينهم 16 مؤدياً من ذوي الإعاقة، في العرض الذي بدأ أسفل شارع الشانزليزيه الشهير قبل الانتقال إلى ساحة الكونكورد، أكبر ساحة في العاصمة الفرنسية.
وعدّت الصحف أن الحفل لم يكن مجرد عرض رياضي، بل كان أيضاً فرصة لإبراز الفنون والثقافة. وقد أثار الفنان الفرنسي لوكي لوف اهتماماً كبيراً بأدائه لأغنية ماي أبيليتي خلال الحفل. الفنان الفرنسي ولد دون ذراعه اليسرى، ولديه أغنية أخرى بعنوان ماسيونيليتي، صدرت في عام 2022، والتي انتشرت بشكل واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، محققة ملايين المشاهدات.
وكتبت صحيفة «ذا غارديان» البريطانية: «لم تفسد أي صورة لفنانين مبللين، الاحتفال»، مشيدةً بالأداء المذهل للراقص الجنوب أفريقي موسى موثا، الذي بترت ساقه، والذي أضاء الحفل برقصه الذي جمع بين الفنانين الأصحاء وذوي الإعاقة في عرض تميز بالتناغم والوحدة.
من جانبها، تساءلت صحيفة «التايمز» اللندنية: «هل مضى حقاً 33 يوماً منذ أن فعلت باريس ذلك؟»، في إشارة إلى حادثة التخريب التي عطّلت حركة القطارات أثناء افتتاح الألعاب، والجدل الذي أثير بسبب ظهور الفنان الفرنسي فيليب كاترين عارياً في افتتاح أولمبياد باريس في العرض المسرحي، الذي انتقده الرأي العام العالمي، إضافة إلى السيول التي ضربت حفل الافتتاح في يوليو (تموز).
الصحيفة سخرت من الأمطار الغزيرة بقولها: «كان هذا تقريباً أول حدث أولمبي يُقام تحت الماء، وليس فقط خارج ملعب».
أما صحيفة «لو موند» الفرنسية، فقد أشادت بجمال حفل الافتتاح وبالأجواء «الجافة» التي رافقته، مبرزة الرسالة القوية للوحدة التي حملها الحفل، والتي نالت إعجاب وسائل الإعلام العالمية، رغم أنها أشارت إلى أن الحفل لم يصل إلى مستوى الضخامة التي تميز بها افتتاح الألعاب الأولمبية.