الوقاحة في مكان العمل تكلفتها قاتلة

الوقاحة في مكان العمل يمكن أن تهدد الحياة في مجالات حيوية مثل الرعاية الصحية (جامعة فلوريدا)
الوقاحة في مكان العمل يمكن أن تهدد الحياة في مجالات حيوية مثل الرعاية الصحية (جامعة فلوريدا)
TT

الوقاحة في مكان العمل تكلفتها قاتلة

الوقاحة في مكان العمل يمكن أن تهدد الحياة في مجالات حيوية مثل الرعاية الصحية (جامعة فلوريدا)
الوقاحة في مكان العمل يمكن أن تهدد الحياة في مجالات حيوية مثل الرعاية الصحية (جامعة فلوريدا)

كشفت دراسة أميركية عن أن الوقاحة في مكان العمل خصوصاً في مجال الرعاية الصحية، حتى لو كانت طفيفة، يمكن أن تسبب تدهوراً كبيراً في أداء الموظفين.

وأوضح الباحثون في كلية وارينجتون للأعمال بجامعة فلوريدا أن هذا السلوك السلبي قد يؤدي إلى عواقب قد تهدد الحياة في مجالات حيوية مثل الرعاية الصحية، ونُشرت النتائج، الثلاثاء، في دورية «علم النفس التطبيقي».

وفقاً للدراسة، تُعرَّف الوقاحة في مكان العمل على أنها «سلوك غير مهذب أو غير لائق يمكن أن يتجلى في صور مختلفة من التفاعل بين الزملاء أو بين الموظفين والعملاء أو حتى من قبل المشرفين».

وتشمل الوقاحة التعليقات السلبية أو الانتقادية أو التجاهل المتعمد لآراء الآخرين أو مقاطعة الآخرين أثناء الحديث أو عدم إظهار الاحترام للزملاء، وهذه السلوكيات تؤثر بشكل سلبي على بيئة العمل وتقلل من فاعلية العمل الجماعي والتواصل، مما قد يؤدي لتدهور في الأداء العام وزيادة التوتر بين الموظفين.

وخلال الدراسة، قيّم الباحثون تأثير الوقاحة في مكان العمل على مجموعة من الفرق في بيئات مختلفة، بما في ذلك محاكاة البيئة الطبية. ووجد الباحثون أن التعرض للسلوك الوقح أدى إلى انخفاض كبير في فاعلية عمل الفريق.

لكن الأمر المثير للدهشة هو أن تأثير الوقاحة كان غير متناسب مع شدتها؛ حيث تبين أن تعليقات وقحة طفيفة من مصدر خارجي تسببت في انخفاض جودة أداء الفرق الطبية بنسبة 44 في المائة.

كما وجد الباحثون أن الوقاحة في المجال الطبي قد تكون لها تأثيرات قاتلة على المرضى، كما يمكن أن تؤدي إلى آثار سلبية كبيرة على فرق العمل في مختلف الصناعات والقطاعات.

وكشفت الدراسة أيضاً عن أن الوقاحة تعمل كتهديد اجتماعي، مما يؤدي إلى استجابات دفاعية بين أعضاء الفريق، وهذا يجعل الأفراد أقل ميلاً للتعاون وأكثر تركيزاً على الذات، مما يعوق التعاون والتنسيق الضروريين لفاعلية العمل الجماعي. وفي البيئات الطبية، تُترجم هذه الآثار إلى تنفيذ أقل فاعلية للإجراءات المنقذة للحياة.

وسواء جاءت الوقاحة من المشرفين أو الزملاء أو حتى العملاء، فإنها تؤدي إلى تدهور التعاون والتنسيق بين الفرق، مما يؤدي إلى نتائج سلبية متكررة.

وبناءً على هذه النتائج، يوصي الباحثون بأن تسعى المؤسسات إلى تنفيذ حلول تساعد الفرق على الاستعداد لمواجهة المواقف التي يُنظر إليها على أنها تهديدية مثل الوقاحة.

وقد يشمل ذلك التدريب على تعزيز مرونة أعضاء الفريق وزيادة اليقظة الذهنية، مما قد يهيّئ الموظفين بشكل أفضل للتعامل مع هذه المواقف.


مقالات ذات صلة

ما الدرس الأساسي الذي يجب تعلمه من مسيرة وارن بافيت؟ خبير يكشف

يوميات الشرق الملياردير الأميركي وارن بافيت (أ.ب)

ما الدرس الأساسي الذي يجب تعلمه من مسيرة وارن بافيت؟ خبير يكشف

يقول بيل جورج من كلية «هارفارد للأعمال» إن تحقيق هذا التوازن يجعل الاعتماد على نقاط قوتك والبقاء متحفزاً بمرور الوقت أسهل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد عرض علامة توظيف في مركز للياقة البدنية في ريفر وودز بإلينوي (أ.ب)

ما مصير أسعار الفائدة بعد تقرير الوظائف الساخن في أميركا؟

جعل تقرير الوظائف الساخن في الولايات المتحدة لشهر ديسمبر، الخبراء الاستراتيجيين واثقين من أن «الفيدرالي» سيؤجل المزيد من تخفيضات الفائدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد تباطؤ نمو الرواتب الخاصة في الولايات المتحدة خلال ديسمبر

تباطؤ نمو الرواتب الخاصة في الولايات المتحدة خلال ديسمبر

تباطأ نمو الرواتب الخاصة في الولايات المتحدة بشكل حاد خلال ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وفق تقرير التوظيف الوطني.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد الزوار يلتقطون صوراً لروبوت «كابتشا» خلال قمة «الذكاء الاصطناعي من أجل الخير» في جنيف (رويترز)

تقرير «مستقبل الوظائف 2025»... 78 مليون فرصة عمل جديدة بحلول 2030

كشف تقرير «مستقبل الوظائف 2025» الذي نشره «المنتدى الاقتصادي العالمي» أن الاضطراب سيصيب 22 % من الوظائف بحلول عام 2030 و170 مليون وظيفة جديدة ستخلق

«الشرق الأوسط» (جنيف)
الاقتصاد مظاهرة لأصحاب الحد الأدنى لرواتب المتقاعدين في أنقرة الجمعة رافعين لافتة «لا للجوع والبؤس» (إعلام تركي)

تركيا لإعادة تقييم الأجور حسب تطورات التضخم ودعم التوظيف

أعلنت الحكومة التركية أنها قد تعيد تقييم الحد الأدنى للأجور حال حدوث انحراف كبير للتضخم وتعهدت بمراجعة سريعة لأدنى راتب للمتقاعدين وسط غضب من أصحابها

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

باستخدام الذكاء الاصطناعي... محتال يوهم سيدة بأنه «براد بيت» ويسرق أموالها

الممثل الأميركي براد بيت (رويترز)
الممثل الأميركي براد بيت (رويترز)
TT

باستخدام الذكاء الاصطناعي... محتال يوهم سيدة بأنه «براد بيت» ويسرق أموالها

الممثل الأميركي براد بيت (رويترز)
الممثل الأميركي براد بيت (رويترز)

تعرضت امرأة فرنسية للاحتيال من قبل رجل أوهمها بأنه الممثل الأميركي الشهير براد بيت، باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، وحصل منها على مبلغ 830 ألف يورو، بعد أن أقنعها بأنه يحبها ويحتاج إلى المال لتلقي علاج لمرض السرطان.

وحسب صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، فقد قالت السيدة البالغة من العمر 53 عاماً، إن «العلاقة» بينها وبين «براد بيت» المزيف، بدأت بعد وقت قصير من تلقيها رسالة من حساب يدَّعي أنه «جين إيتا بيت»، والدة نجم هوليوود، تخبرها فيها أنها «المرأة التي يحتاجها ابنها بالضبط».

وفي اليوم التالي، تحدث إليها المحتال مقلداً شكل وصوت براد بيت باستخدام الذكاء الاصطناعي، وطلب منها معرفة المزيد عنها.

وأضافت السيدة التي تعمل مصممة ديكور، أنه على مدار العام ونصف العام التاليين، كان «حبيبها» المزيف يرسل لها قصائد حب، ويطلب منها في النهاية الزواج منه، إلا أنه أخبرها أنه يتلقى علاجاً لسرطان الكلى، ويريد بعض المال لاستكمال علاجه.

وأخبر المحتال السيدة أيضاً أن زوجة بيت السابقة أنجلينا جولي جمَّدت حساباته المصرفية، ولم يكن لديه إمكانية للوصول إلى ثروته.

وبعد ذلك، تلقت السيدة بريداً إلكترونياً من شخص ادعى أنه طبيب براد بيت الخاص، أكد لها خلاله أن «بيت» يحتضر، ويكافح من أجل البقاء، وعند هذه النقطة حوَّلت السيدة نحو 800 ألف يورو إلى حساب للرجل موجود في تركيا.

علاوة على ذلك، طلبت السيدة الطلاق من زوجها، وهو رجل أعمال مليونير، حتى تتمكن من الزواج من «بيت» المزيف.

وتحقق الشرطة الآن في الخدعة التي تسببت في دخول السيدة إلى المستشفى بعد معاناتها من الاكتئاب.

وقالت مصممة الديكور لوسائل الإعلام الفرنسية: «لقد أحببت الرجل الذي كنت أتحدث معه. كان يعرف كيف يتحدث إلى النساء، وكان الأمر يبدو مقنعاً للغاية».

وعندما حذَّرت ابنة الضحية والدتها من أنها تتعرض للنصب، قالت لها: «سترين عندما يكون هنا شخصياً، ثم ستعتذرين».

ومع ذلك، أدركت المرأة أنها تعرضت للنصب في صيف عام 2024، عندما شوهد بيت الحقيقي مع شريكته الحالية إينيس دي رامون.