ماذا نعرف عن أكثر الأماكن النائية على وجه الأرض؟

يسكنها 350 شخصاً فقط

أحد صيادي الدببة القطبية في غرينلاند يمتطي زلاجة الكلاب الخاصة به بحثاً عن الفقمة على الجليد البحري خارج إيتوكورتورميت (أ.ف.ب)
أحد صيادي الدببة القطبية في غرينلاند يمتطي زلاجة الكلاب الخاصة به بحثاً عن الفقمة على الجليد البحري خارج إيتوكورتورميت (أ.ف.ب)
TT

ماذا نعرف عن أكثر الأماكن النائية على وجه الأرض؟

أحد صيادي الدببة القطبية في غرينلاند يمتطي زلاجة الكلاب الخاصة به بحثاً عن الفقمة على الجليد البحري خارج إيتوكورتورميت (أ.ف.ب)
أحد صيادي الدببة القطبية في غرينلاند يمتطي زلاجة الكلاب الخاصة به بحثاً عن الفقمة على الجليد البحري خارج إيتوكورتورميت (أ.ف.ب)

تقع قرية إيتوكورتورميت في غرينلاند، التي تتجمد لمدة 9 أشهر كل عام، وتقع على بُعد 800 كيلومتر من أقرب مدينة، وتوفر لمحة رائعة عن الحياة على حافة العالم.

ويمتاز المكان بنوع من العزلة، كما أنه من غير العادي أن نشهد كيف يعيش الناس في أحد أكثر الأماكن عزلة على وجه الأرض.

وإيتوكورتورميت هي قرية يسكنها 350 شخصاً من المنازل المطلية بالألوان، وتقع بين أكبر حديقة وطنية في العالم إلى الشمال، وأكبر نظام مضيق في العالم إلى الجنوب، وفق ما أفاد تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».

ولا توجد طرق تؤدي إلى إيتوكورتورميت؛ الطريق الوحيدة للوصول إلى هناك هي عبر طائرة هليكوبتر أو قارب (في الصيف) أو دراجة بخارية ثلجية، أو إحدى الرحلتين الأسبوعيتين إلى مطار نيرليرت إنات، على بُعد نحو 40 كم: واحدة من آيسلاندا، والأخرى من غرب غرينلاند.

وتقع قرية إيتوكورتورميت فوق الدائرة القطبية الشمالية عند 70 درجة شمالاً وعلى بُعد نحو 800 كم من أقرب مدينة. ويعد الفناء الخلفي لقرية إيتوكورتورميت موطناً برياً بارداً وغير مروض للدببة القطبية وثيران المسك وملايين الطيور البحرية التي تعشش على الجبال الجليدية.

ويجمد الجليد البحري القرية لمدة 9 أشهر في السنة، ولكنه يوفر شريان حياة لسكان إيتوكورتورميت الإنويت، الذين يسافرون بها بواسطة زلاجة كلاب الصيد.

مشهد من قرية إيتوكورتورميت في غرينلاند (أ.ف.ب)

ويحصل سكان إيتوكورتورميت، البالغ عددهم 350 شخصاً، على مياههم العذبة من نهر يغذيه نهر جليدي يذوب بسرعة.

ومن المتوقع أن تحتفل القرية بالذكرى المئوية لتأسيسها في عام 2025، ولكن في السنوات الأخيرة، انكمش عدد سكانها (35 في المائة منذ عام 2006، وفقاً لبعض التقديرات) حيث يهاجر الشباب بشكل زائد إلى المدن للدراسة أو متابعة مهن مختلفة عن الصيد القطبي التقليدي لأسلافهم.

وفضلاً على ذلك، مع تسبب ارتفاع درجات الحرارة في تجميد الجليد البحري المحيط به في وقت لاحق وذوبانه في وقت أبكر، تجد إيتوكورتورميت نفسها على الخطوط الأمامية لتغير المناخ، وهو ما يُهدد ثقافة المجتمع الأصلي.

أحد سكان قرية إيتوكورتورميت في غرينلاند خلال الصيد (أ.ف.ب)

ويختزن الغطاء الجليدي في غرينلاند نسبة واحد من 12 من مجمل المياه العذبة في العالم، وهو ما يكفي لرفع مستوى سطح البحر 7 أمتار في حال ذاب، لكن التَّغير المناخي يهدد مصدر المياه الوحيد للسكان، وفق تقرير سابق لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

ومع ذوبان الجليد، ينتاب الصيادون الإنويت في قرية إيتوكورتورميت -التي تضم واحدة من آخر مجموعاتهم- القلق بشأن المصدر الذي سيحصلون منه مستقبلاً على المياه.

ويعد الشتاء البارد والجليد الصلب والكميات الكبيرة من الثلوج أموراً مهمة ليتمكن أفراد الإنويت في منطقة سكورسبي ساوند من تأمين مياههم وغذائهم. إلا أن درجات الحرارة في القطب الشمالي ترتفع بوتيرة أسرع بنحو 4 مرات من المتوسط العالمي.

ولا تصل سفن الشحن إلى إيتوكورتورميت عند مدخل المضيق سوى مرة واحدة في السنة، وتُشكل الجبال الجليدية الضخمة التي تجعل الممر ضيقاً، تحدياً للبحارة.


مقالات ذات صلة

«كوب 29»: مضاعفة التمويل المناخي إلى 300 مليار دولار

الاقتصاد الأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ تصفق بحرارة في الجلسة الختامية لمؤتمر «كوب 29» (د.ب.أ)

«كوب 29»: مضاعفة التمويل المناخي إلى 300 مليار دولار

بعد أسبوعين من النقاشات الحامية، انتهى مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية (كوب 29)، باتفاق على مضاعفة التمويل المتاح لمساعدة الاقتصادات النامية.

«الشرق الأوسط» (باكو)
يوميات الشرق عرض جزيئات بلاستيكية دقيقة تم جمعها من البحر باستخدام مجهر بجامعة برشلونة (أرشيفية - رويترز)

أنشطة منزلية تزيد من تعرضك للجزيئات البلاستيكية الضارة... تعرف عليها

حذر علماء من أن الأنشطة المنزلية اليومية مثل طي الملابس والجلوس على الأريكة قد تنبعث منها سحب من البلاستيك الدقيق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد رئيس «كوب 29» مختار باباييف يصفق خلال الجلسة العامة الختامية لقمة الأمم المتحدة للمناخ (أ.ب)

«كوب 29» يسدل ستاره بالاتفاق على تمويل مناخي بـ300 مليار دولار

اتفقت دول العالم، بعد أسبوعين من المفاوضات الشاقة، على هدف تمويل سنوي بقيمة 300 مليار دولار لمساعدة الدول الأكثر فقراً على مواجهة آثار تغير المناخ.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد رجل يحمل حقيبة سفر بالقرب من مدخل مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP29 في باكو (رويترز)

أميركا وأوروبا ودول أخرى ترفع التمويل المناخي للدول النامية إلى 300 مليار دولار

وافق الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى خلال قمة الأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ (كوب29) على زيادة عرضها لهدف التمويل العالمي إلى 300 مليار دولار

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)

«كوب 29» يشتعل في اللحظات الحاسمة مع اعتراضات من كل الأطراف

سيطر الخلاف على اليوم الختامي لـ«كوب 29» حيث عبرت جميع الأطراف عن اعتراضها على «الحل الوسطي» الوارد في «مسودة اتفاق التمويل».

«الشرق الأوسط» (باكو)

جرائم العنف الأسري تحصد امرأة كل 10 دقائق في العالم

نساء يشاركن في احتجاج لإحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أمام بوابة براندنبورغ ببرلين (أ.ب)
نساء يشاركن في احتجاج لإحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أمام بوابة براندنبورغ ببرلين (أ.ب)
TT

جرائم العنف الأسري تحصد امرأة كل 10 دقائق في العالم

نساء يشاركن في احتجاج لإحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أمام بوابة براندنبورغ ببرلين (أ.ب)
نساء يشاركن في احتجاج لإحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أمام بوابة براندنبورغ ببرلين (أ.ب)

قُتلت 85 ألف امرأة وفتاة على الأقل عن سابق تصميم في مختلف أنحاء العالم عام 2023، معظمهن بأيدي أفراد عائلاتهنّ، وفقاً لإحصاءات نشرتها، (الاثنين)، الأمم المتحدة التي رأت أن بلوغ جرائم قتل النساء «التي كان يمكن تفاديها» هذا المستوى «يُنذر بالخطر».

ولاحظ تقرير لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في فيينا، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة في نيويورك أن «المنزل يظل المكان الأكثر خطورة» للنساء، إذ إن 60 في المائة من الـ85 ألفاً اللاتي قُتلن عام 2023، أي بمعدّل 140 كل يوم أو واحدة كل عشر دقائق، وقعن ضحايا «لأزواجهن أو أفراد آخرين من أسرهنّ».

وأفاد التقرير بأن هذه الظاهرة «عابرة للحدود، وتؤثر على كل الفئات الاجتماعية والمجموعات العمرية»، مشيراً إلى أن مناطق البحر الكاريبي وأميركا الوسطى وأفريقيا هي الأكثر تضرراً، تليها آسيا.

وفي قارتَي أميركا وأوروبا، يكون وراء غالبية جرائم قتل النساء شركاء حياتهنّ، في حين يكون قتلتهنّ في معظم الأحيان في بقية أنحاء العالم أفرادا من عائلاتهنّ.

وأبلغت كثيرات من الضحايا قبل مقتلهنّ عن تعرضهنّ للعنف الجسدي أو الجنسي أو النفسي، وفق بيانات متوافرة في بعض البلدان. ورأى التقرير أن «تجنّب كثير من جرائم القتل كان ممكناً»، من خلال «تدابير وأوامر قضائية زجرية» مثلاً.

وفي المناطق التي يمكن فيها تحديد اتجاه، بقي معدل قتل الإناث مستقراً، أو انخفض بشكل طفيف فقط منذ عام 2010، ما يدل على أن هذا الشكل من العنف «متجذر في الممارسات والقواعد» الاجتماعية ويصعب القضاء عليه، بحسب مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، الذي أجرى تحليلاً للأرقام التي استقاها التقرير من 107 دول.

ورغم الجهود المبذولة في كثير من الدول فإنه «لا تزال جرائم قتل النساء عند مستوى ينذر بالخطر»، وفق التقرير. لكنّ بياناً صحافياً نقل عن المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، شدّد على أن هذا الواقع «ليس قدراً محتوماً»، وأن على الدول تعزيز ترسانتها التشريعية، وتحسين عملية جمع البيانات.