هاريس تنتقد «تضخيم» الأسعار وتعد بـ«القتال» من أجل الطبقة الوسطى

كشفت بعضاً من جوانب برنامجها الاقتصادي

كامالا هاريس مرشحة الرئاسة الأميركية تزور سوق «بايليف» في كارولاينا الشمالية - الجمعة 16 أغسطس 2024. (أ.ب)
كامالا هاريس مرشحة الرئاسة الأميركية تزور سوق «بايليف» في كارولاينا الشمالية - الجمعة 16 أغسطس 2024. (أ.ب)
TT

هاريس تنتقد «تضخيم» الأسعار وتعد بـ«القتال» من أجل الطبقة الوسطى

كامالا هاريس مرشحة الرئاسة الأميركية تزور سوق «بايليف» في كارولاينا الشمالية - الجمعة 16 أغسطس 2024. (أ.ب)
كامالا هاريس مرشحة الرئاسة الأميركية تزور سوق «بايليف» في كارولاينا الشمالية - الجمعة 16 أغسطس 2024. (أ.ب)

كشفت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، التي لم تتحدث كثيراً حتى الآن عن مشاريعها الملموسة في حال فوزها بالانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني)، عن بعض جوانب برنامجها الاقتصادي مع تركيزها على القدرة الشرائية.

وتوجهت المرشحة الديمقراطية البالغة 59 عاماً التي حلت مكان الرئيس جو بايدن بعد انسحابه من السباق الرئاسي، إلى كارولاينا الشمالية في جنوب شرقي البلاد للتطرق إلى كلفة المعيشة على الطبقات المتوسطة، فضلاً عن محاولات الشركات «تضخيم» الأسعار بشكل مبالغ فيه، على ما قال فريق حملتها الانتخابية.

ووعدت هاريس بـ«القتال» من أجل الطبقة الوسطى إذا فازت في الانتخابات الرئاسية، ووضعت مشاريعها الاقتصادية في مواجهة مشاريع منافسها دونالد ترمب الذي تتهمه بخدمة الأغنى.

وقالت: «ترمب يقاتل من أجل أصحاب المليارات والشركات الكبرى. أنا سأقاتل من أجل إعادة الأموال إلى عائلات الطبقة المتوسطة والشعبية».

وتحدثت هاريس عن مشاعر الأُسر فيما يتعلق بتكاليف المعيشة، وقالت: «كثير من الناس لديهم انطباع بأنهم حتى لو عملوا بأكبر قدر ممكن، فإنهم لن يتمكنوا من تدبير أمورهم». كما تحدثت عن جهود والدتها لشراء منزل، وروت عملها في «ماكدونالدز» عندما كانت طالبة لكسب مصروفها، وكل ذلك في محاولة منها لتمييز نفسها عن الملياردير الجمهوري الذي ستتواجه معه في نوفمبر خلال أول مناظرة لهما.

وذكرت هاريس أن ترمب يريد زيادة الرسوم الجمركية بشكل حاد، ورأت أن هذا يعادل «فرض ضريبة وطنية على الاستهلاك»، وهو ما سيكون «مدمراً». وقالت: «هذا يعني ارتفاع أسعار كل احتياجاتكم اليومية: ضريبة ترمب على الوقود، ضريبة ترمب على المواد الغذائية، ضريبة ترمب على الملابس»، مؤكدة أن مشروع منافسها الجمهوري سيكلف الأُسرة 3900 دولار في السنة.

وكان فريق هاريس قد كشف عن مقترحات أولى؛ كبناء ثلاثة ملايين مسكن جديد لمواجهة «النقص» في هذا المجال، وتوفير مساعدة للأشخاص الذين يقدمون على شراء أول مسكن لهم قد تصل إلى 25 ألف دولار عند الشراء.

كذلك، كشف فريقها عن مقترحات لأُسر الطبقة المتوسّطة، بينها إعفاء ضريبي جديد يصل إلى ستة آلاف دولار لأولئك الذين لديهم أطفال حديثو الولادة.

وتحدثت محطة «سي إن إن» التلفزيونية أيضاً عن مبادرات تهدف إلى خفض أسعار المواد الغذائية.

ويواصل الاقتصاد الأميركي تسجيل نمو متين، في حين أن التضخم، وهو ظاهرة مكلفة جداً على الصعيد السياسي، يتباطأ. إلا أن كلفة المعيشة تبقى مرتفعة، ولا سيما النفقات اليومية مثل الطعام والإيجارات.

خفض الأسعار

ويشن ترمب هجوماً مركزاً على الديمقراطيين من هذا المنطلق. فقد أكد الرئيس السابق، الخميس، أنه في حال فوزه «سيعمل على خفض» الأسعار «سريعاً»، واصفاً منافسته بأنها «شيوعية»، وهي كلمة لها دلالات سلبية جداً في الولايات المتحدة.

وأعطت هاريس لحملتها طابعاً تطغى عليه الحماسة والتفاؤل. ويبدو أنها نجحت في ذلك؛ إذ تشير استطلاعات الرأي إلى تعادلها أو حتى تقدمها على ترمب في أكثر الولايات أهمية في الانتخابات المقبلة.

وأظهرت نتائج استطلاع أخير للرأي أجرته جامعة ميشيغان أن الأميركيين يثقون بهاريس على الصعيد الاقتصادي أكثر مما يثقون بترمب، وهو أمر لم يحققه بايدن أبداً عندما كان مرشحاً.

وثمة سؤال يطرح أيضاً حول مدى استعداد هاريس للتميز عن الرئيس الحالي في المجالين الاقتصادي والاجتماعي. فقد أطلق بايدن خطط استثمار ضخمة ومشاريع بنى تحتية هائلة، إلا أن ولايته تبقى بالنسبة إلى كثير من الأميركيين مرادفاً لغلاء المعيشة.

وتميل هاريس إلى الاستفادة من التقدم المسجل، فقد أشادت، الخميس، وبايدن إلى جانبها، بخفض أسعار بعض الأدوية، مع ابتعادها في الوقت ذاته عن سياسات اقتصادية سميت «بايدنوميكس».

ففي حين ركز بايدن على العمالة وإعادة التصنيع، يتوقع أن تركز هاريس على القدرة الشرائية واقتصاد يشمل الجميع.

وأثارت المرشحة الديمقراطية غضب ترمب باقتراحها إلغاء الضريبة على «البقشيش» في الفنادق والمطاعم ونشاطات الخدمات الأخرى. واتهمها ترمب بـ«سرقة» إحدى أفكاره. ووعدت كذلك في حال فوزها في الخامس من نوفمبر بزيادة الحد الأدنى للأجور.


مقالات ذات صلة

ما خيارات أوكرانيا بعد نجاح هجومها المفاجئ على روسيا؟

الولايات المتحدة​ مواطنون روس نازحون من منطقة كورسك يتلقون مساعدات من السلطات الروسية (إ.ب.أ)

ما خيارات أوكرانيا بعد نجاح هجومها المفاجئ على روسيا؟

كييف تبلغ واشنطن أن هدفها من توغلها الحالي في الأراضي الروسية هو خلق «معضلة» لإجبار موسكو على التفاوض

إيلي يوسف (واشنطن)
الاقتصاد نائبة الرئيس كامالا هاريس على اليسار والمرشح الرئاسي الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب (أ.ب)

شركات أميركية معرضة لخسائر جمة مع قرب الانتخابات الرئاسية

بينما بات المناخ السياسي أكثر استقطابا من أي وقت مضى في أميركا، تجد الشركات الكبرى نفسها في مرمى نيران الانتقادات والاتهامات بدعم مرشح ما في الانتخابات الرئاسية

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا سودانيات تجمعن أمام مقر «الأمم المتحدة» في جنيف دعماً لمفاوضات وقف الحرب (أ.ف.ب) play-circle 00:56

واشنطن تتفاوض مع «البرهان» هاتفياً وتتحدث عن اختراقات إيجابية

رغم غياب ممثلي الجيش السوداني عن محادثات وقف النار في جنيف، فإن المبعوث الأميركي توم بيرييلو يؤكد أن التواصل معهم يتم عبر الهاتف يومياً وبشكل مكثف.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
الولايات المتحدة​ جو بايدن يتحدث خلال فعالية حول مفاوضات أسعار أدوية الرعاية الطبية في 15 أغسطس 2024 (د.ب.أ)

بايدن يتحول من نجم إلى شخصية هامشية في مؤتمر الحزب الديمقراطي

بعد انسحابه من الانتخابات الرئاسية، أصبح الرئيس الأميركي جو بايدن شخصية هامشية، جلّ ما قد يقوم به هو إلقاء خطاب تمهيدي لكامالا هاريس في مؤتمر الحزب الديمقراطي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مصر توقع اتفاقيتين لإنشاء محطة طاقة رياح بقدرة 200 ميغاواط

رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي وسلطان الجابر وزير الصناعة الإماراتي يشهدان توقيع اتفاقية لإنشاء محطة كهرباء بطاقة الرياح (الشرق الأوسط)
رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي وسلطان الجابر وزير الصناعة الإماراتي يشهدان توقيع اتفاقية لإنشاء محطة كهرباء بطاقة الرياح (الشرق الأوسط)
TT

مصر توقع اتفاقيتين لإنشاء محطة طاقة رياح بقدرة 200 ميغاواط

رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي وسلطان الجابر وزير الصناعة الإماراتي يشهدان توقيع اتفاقية لإنشاء محطة كهرباء بطاقة الرياح (الشرق الأوسط)
رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي وسلطان الجابر وزير الصناعة الإماراتي يشهدان توقيع اتفاقية لإنشاء محطة كهرباء بطاقة الرياح (الشرق الأوسط)

قالت الحكومة المصرية إن الشركة المصرية لنقل الكهرباء وهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، وتحالف شركات (مصدر - إنفينيتي) المصري - الإماراتي، وقعا اتفاقيتين لإنشاء محطة لإنتاج الكهرباء من طاقة الرياح بقدرة 200 ميغاواط في خليج السويس.

وأوضح بيان صحافي صادر من رئاسة مجلس الوزراء المصري، السبت، أن التوقيع «يأتي في إطار استراتيجية الدولة لتعظيم دور الطاقات الجديدة والمتجددة في مزيج الطاقة، ودعم القطاع الخاص والاعتماد عليه في إقامة محطات التوليد من طاقة الشمس والرياح».

حضر مراسم التوقيع، مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ومحمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، وسلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك بمقر الحكومة بمدينة العلمين الجديدة.

وبموجب الاتفاقيتين، سيقوم التحالف بتطوير وتمويل وتشغيل المشروع الذي من المتوقع أن يبدأ التشغيل التجاري له أكتوبر (تشرين الأول) 2026، و«سيسهم هذا المشروع في زيادة مشاركة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الكهربائية، وتعزيز جهود الدولة لتحقيق مستهدفاتها في مجال الطاقة المتجددة».

وقال سلطان الجابر إن «هناك توجيهات من القيادة السياسية بإنجاز 4 غيغاواط في خلال عام واحد، وسنعمل على تحقيق ذلك، كما لدينا رغبة لتطوير عدد من مشروعات الغاز».

وأشار إلى أهمية الأجندة الصناعية في مصر، و«تخصيص الأراضي للصناعة المصرية - الإماراتية مهم جداً... لدينا مشروعان مهمان حالياً؛ الأول: مشروع تصنيع الألواح الشمسية، والثاني: مشروع البطاريات لتخزين الطاقة المتجددة».