الشيخ خالد الجندي انتقد تصريحات لوسي... والفنانة تُلوِّح بالتحرُّك

قالت إنّ الله وحده مَن يحاسب... وناقد يرى السجال «خالياً من المضمون»

الفنانة المصرية لوسي (أرشيفية)
الفنانة المصرية لوسي (أرشيفية)
TT
20

الشيخ خالد الجندي انتقد تصريحات لوسي... والفنانة تُلوِّح بالتحرُّك

الفنانة المصرية لوسي (أرشيفية)
الفنانة المصرية لوسي (أرشيفية)

رغم مرور نحو شهرين على تصريحات الفنانة المصرية لوسي عبر إحدى المنصات الإلكترونية بشأن الرقص، وأنه «كُتب عليها»، عادت تلك التصريحات إلى الواجهة مجدّداً في أعقاب تعليق عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الشيخ خالد الجندي عليها، من دون ذكر اسمها، لينشب تلاسن بين الاثنين عقب ردّ الفنانة عليه مباشرةً.

وانتقد الجندي، في برنامجه على إحدى القنوات المصرية، تصريحات لوسي، رافضاً تأكيدها بأنّ الرقص «أمر كتبه الله»، مؤكداً ضرورة تصحيح الفكرة لاحتمال تأثيرها «سلباً» على الشباب والفتيات، مشدّداً على أنّ «الله كتب على الإنسان الستر».

وردّت لوسي بالتأكيد على أنّ الله وحده مَن سيحاسبها، مضيفةً في تصريحات نشرتها وسائل إعلام محلية أنّ «لديها ما ستقوله ما لم يكفَّ الجندي عن الحديث عنها».

الشيخ خالد الجندي (لقطة من برنامجه)
الشيخ خالد الجندي (لقطة من برنامجه)

ويرى الناقد المصري محمد عبد الخالق أنّ التلاسن بين الطرفين «لم يقدّم اختلافاً في وجهات النظر، ولكن عكس حالة من السجال الخالي من المضمون»، مشيراً إلى أنّ «مثل هذه النوعية من السجالات، والتي كانت تحدُث عبر الصحف والمجلات بين شخصيات لديها وجهات نظر مختلفة وقناعات مغايرة، كانت تمثّل فرصة للاستماع إلى ما يريد كل طرف قوله، وما يستند إليه من أمور يدافع بها عن مواقفه».

ويضيف لـ«الشرق الأوسط» أنّ «تعليق الجندي يطرح علامات استفهام عدّة من بينها التوقيت. فقد مرَّ وقت طويل على تصريحات لوسي، بالإضافة إلى أنّ طبيعة برنامجه ليست لها علاقة من قريب أو بعيد بالتعليق على ما يُثار من تصريحات للفنانين»، مؤكداً أنّ «الداعية المصري أخطأ في تناول الأمر».

ويلفت عبد الخالق إلى «سوء تقدير في طريقة تناول عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية لتصريحات لوسي، التي كان يمكن أن يتناولها مجرَّدة من دون الإشارة لشخصية قائلها، بالحديث عن القضية بشكل عام، فالتأثير في هذه الحالة يكون أكبر».

وتطوّر التلاسن ليصبح محلَّ تندُّر في مواقع التواصل، وظهرت تعليقات كثيرة تبرز تصريحات الفنانة لوسي في مواجهة الجندي، وتُطالبها بإظهار ما لديها ضدّ الشيخ.

«التلاسن الذي حدث ليس في مصلحة الطرفين»، من وجهة نظر الناقد الفني المصري محمد عبد الرحمن الذي يقول لـ«الشرق الأوسط» إنّ «مثل هذه السجالات ليست من ورائها فائدة لأصحابها أو للجمهور».

ويضيف أنّ «التعليقات من رجال الدين يجب ربطها بمواقف عامة، وليس فقط بما تذكره شخصيات محدّدة»، لافتاً إلى أنّ «هذا الأمر سيجعل رسالة رجل الدين تصلّ إلى الجمهور بوضوح».

وأبرزت مواقع التواصل الاجتماعي تصريحات للداعية الإسلامي نفسه يرفض فيها تصريحات فنانة أخرى عن الحجاب، قائلاً: «إنها غير مؤمنة به، وهي حرّة في رأيها، ولكن غير مقبول تعبيرها عن آرائها بشكل يسيء إلى الإسلام، أو التطاول على أمهات المؤمنين».


مقالات ذات صلة

في «أوكسفورد»... شربوا من كأس مصنوعة من جمجمة بشرية

يوميات الشرق الجمجمة تحوَّلت لأداة مائدة (جامعة أكسفورد)

في «أوكسفورد»... شربوا من كأس مصنوعة من جمجمة بشرية

يكشف كتابٌ جديدٌ عن الاستخدام الطويل لكأس في كلية وورسيستر، ما يضيء على التاريخ الاستعماري العنيف المُرتبط بالرفات البشرية المنهوبة، وفق البروفيسور دان هيكس.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق أوقفت نقابة الأطباء الطبيب العامل بمستشفى قصر العيني (جامعة القاهرة)

«تدوينة غزل» تثير أزمة بين «الأطباء» و«التمريض» في مصر

قررت النقابة العامة للأطباء إحالة استشاري جراحة المخ والأعصاب بكلية طب «قصر العيني» إلى التحقيق على خلفية تدوينة كتبها عبر حسابه على «فيسبوك» اعتبرت مسيئة.

أحمد عدلي (القاهرة )
الخليج كمية كبيرة من المخدرات ضبطتها سابقاً السلطات الكويتية (كونا)

قانون مقترح في الكويت يلوّح بـ«الإعدام» في قضايا المخدرات

كشفت مسودة التعديلات التي أجرتها لجنة حكومية لتعديل قانون مكافحة المخدرات عن اقتراح عقوبات صارمة تصل للإعدام بحق المتاجرين بالمخدرات.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
يوميات الشرق مصورون يقفون خلف الحواجز في عزاء سليمان عيد (الشرق الأوسط)

مصر: حفيد فريد شوقي يعيد الجدل بشأن «تصوير جنازات» الفنانين

اشتبك الفنان محمد السباعي مع عدد من الصحافيين المصريين على خلفية نشره صورة لمصورين خلال عزاء الفنان الراحل سليمان عيد.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق لقطة من جنازة الفنان الراحل سليمان عيد (حساب الفنانة بدرية طلبة على «فيسبوك»)

أزمة تصوير جنازات الفنانين تعود إلى الواجهة في مصر

عادت أزمة تصوير جنازات الفنانين إلى الواجهة بمصر مجدداً، بعد تزاحم عدد كبير من المصورين بالهواتف المحمولة خلال تشييع جنازة الفنان المصري سليمان عيد، الجمعة.

داليا ماهر (القاهرة)

عالمة نفس اجتماعية: لا تكن لطيفاً جداً في العمل... هذا ما يفعله الناجحون

هل أنت لطيف أكثر من اللازم في العمل؟ (رويترز)
هل أنت لطيف أكثر من اللازم في العمل؟ (رويترز)
TT
20

عالمة نفس اجتماعية: لا تكن لطيفاً جداً في العمل... هذا ما يفعله الناجحون

هل أنت لطيف أكثر من اللازم في العمل؟ (رويترز)
هل أنت لطيف أكثر من اللازم في العمل؟ (رويترز)

الانزعاج الاجتماعي أمرٌ شائعٌ جداً يُمكننا أن نجده في أي مكان تقريباً، مثل إجراء مفاوضات الرواتب، أو المحادثات القصيرة التي تتخللها فترات صمت مُحرجة كثيرة.

وقالت تيسا ويست، عالِمة النفس الاجتماعية، في تقرير لشبكة «سي إن بي سي»، إن كل شخص تقريباً سيجد نفسه في مرحلة ما في تفاعلٍ يُشعره بعدم الارتياح، خصوصاً في العمل، حيث تظهر هذه المواقف يومياً.

وقالت: «يتبع معظم الناس نهجاً بسيطاً لتهدئة الانزعاج: نبتسم بأقصى ما نستطيع، ونضحك (حتى عندما لا يكون هناك شيء مُضحك)، ونبذل قصارى جهدنا لإقناع الآخرين: التفاعل معي إيجابي. أنا لطيف».

ولكن هل أنت لطيف أكثر من اللازم في العمل؟

مشكلة اللطف المُفرط

هناك مفارقة مُحزنة، إذ إننا كلما حاولنا استخدام اللطف لإخفاء انزعاجنا، اكتشف الناس حقيقتنا.

يُجيد البشر التقاط المشاعر، التي تتسرَّب من خلال سلوكياتنا غير اللفظية، مثل نبرة الصوت. ونعتقد أننا نُحسن إخفاء قلقنا بالإكثار من المجاملات، ولكن عندما تُقال هذه المجاملات بابتسامات مصطنعة، لا أحد يصدقها.

كثيراً ما نُسيطر على انزعاجنا بتقديم ملاحظات عامة جداً، لا تُجدي نفعاً. كتلك العبارات الكلاسيكية مثل «أحسنت!»، وفي كثير من الحالات، يكون هذا الثناء غير مستحق.

المبالغة في ردود الفعل الإيجابية تُشير إلى أنك لا تُولي اهتماماً. وبمرور الوقت، يُصبح الشخص المُتلقي غير واثق بك. يحتاج إلى معلومات مُحددة تُساعده بالفعل على تحسين عمله.

ماذا تفعل بدلاً من ذلك؟

يعمل كثير من الناس في بيئات يكون فيها اللطف المُفرط هو القاعدة. إليك 3 أشياء يُمكنك القيام بها لتغيير هذه الثقافة إلى بيئة تُقدَّر فيها ردود الفعل الصادقة والمفيدة.

1- تساءل عن «ثقافة اللطف»

اسأل نفسك: هل يستمتع جميع مَن حولي بهذه الثقافة المفرطة في اللطف، أم أنهم يفعلون ذلك لأن الجميع يفعلونه؟

تُعدُّ الأعراف الاجتماعية دافعاً رئيسياً للسلوكيات، وكلما أسرع الوافدون الجدد في تبني هذه الأعراف، أُدركوا أنهم «متأقلمون».

إذا لاحظ الوافد الجديد أن الجميع يُغدقون عليه المديح بعد عرض تقديمي دون المستوى، فسيفعل الشيء نفسه.

إذا لم يُشكِّك أحد في هذا السلوك صراحةً، فستكون النتيجة ما يُطلق عليه علماء النفس الاجتماعي «الجهل التعددي»، يفترض الجميع أن الآخرين يُقدمون تعليقات لطيفة للغاية لمجرد رغبتهم في ذلك، لكن في الخفاء.

ابدأ حواراً حول التغيير. تعرَّف على مشاعر الناس الحقيقية تجاه ثقافة اللطف. وإحدى طرق القيام بذلك هي اقتراح بدائل.

قبل العرض التقديمي التالي، على سبيل المثال، يمكنك أن تسأل الناس: «كيف ستشعر لو كتب كلٌّ منا 3 أشياء محددة يُمكنه تحسينها، و3 أشياء محددة يجب عليه بالتأكيد الاحتفاظ بها في نهاية العرض التقديمي؟».

2- كن دقيقاً ومحدداً

من الطبيعي أن نعتمد على السلوكيات لتكوين انطباعات وافتراضات. على سبيل المثال، قد نحكم على شخص يتأخر باستمرار بأنه كسول. لكن الانطباعات غالباً ما تكون عامة جداً بحيث لا تكون مفيدةً، حتى لو كانت إيجابية.

احرص على تقديم ملاحظات محددة ومبنية على السلوك. كلما تمكَّنت من تحديد المشكلة بدقة أكبر كانت الملاحظات أكثر فائدة.

وينطبق الأمر نفسه على الثناء. إذا أخبرت شخصاً ما بدقة بما قدَّمه جيداً أو لماذا كان عمله ممتازاً، فستبدو أكثر صدقاً وستكون ملاحظاتك أكثر أهمية.

3- ابدأ بخطوات صغيرة ومحايدة

قد يبدو الأمر أشبه بالقفز من جرف، والانتقال من ثقافة ملاحظات لطيفة للغاية إلى ثقافة صادقة.

ابدأ بخطوات صغيرة، كاختيار موضوعات عادية، لكنها لا تزال محل اهتمام الناس. الهدف هو بناء مهارة تلقي الملاحظات من دون إثارة غضب أحد.

بهذه الطريقة، بمجرد أن تخوض غمار الأمور الأصعب، تكون معايير الصدق قد بدأت بالتغير.

خلال عملك على تغيير الثقافة المحيطة بك، تحلَّ بالصبر. فالمعايير تستغرق وقتاً طويلاً لتتشكَّل، ووقتاً طويلاً لتتغير.