السوداني يتعهد لبلينكن بحماية «التحالف الدولي»

أنباء عن إطلاق جميع المتهمين بقصف «عين الأسد»

السوداني خلال اجتماعه بقادة أجهزة أمنية في بغداد (إعلام حكومي)
السوداني خلال اجتماعه بقادة أجهزة أمنية في بغداد (إعلام حكومي)
TT

السوداني يتعهد لبلينكن بحماية «التحالف الدولي»

السوداني خلال اجتماعه بقادة أجهزة أمنية في بغداد (إعلام حكومي)
السوداني خلال اجتماعه بقادة أجهزة أمنية في بغداد (إعلام حكومي)

جدد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، التزام بلاده بحماية مستشاري «التحالف الدولي» في العراق، فيما دعا إلى وقف الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة.

تصريحات السوداني جاءت بعد ساعات من تسريبات أفادت بأن القوات الأمنية أفرجت عن المتهمين بقصف قاعدة «عين الأسد»، التي تستضيف مستشارين تابعين للجيش الأميركي.

وقال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء إن الأخير تلقى، في ساعة متأخرة من مساء أمس الاثنين، مكالمة هاتفية هي الثانية من نوعها في غضون أيام من وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، قبيل توجهه إلى المنطقة، بحثا خلالها الأوضاع المتوترة في المنطقة.

وطبقاً لبيان من مكتب السوداني الإعلامي، فإنه «أكد موقف العراق المبدئي من الأسباب الحقيقية وراء زعزعة الاستقرار، المتمثلة باستمرار العدوان على غزّة».

ودعا السوداني «الدول الكبرى والمنظمات الأممية إلى أن تضطلع بكامل دورها لوقف الجرائم التي تُرتكب بحقّ الشعب الفلسطيني، وأن تُطبق على المعتدين القوانين الدولية الخاصة بمرتكبي (الجرائم ضد الإنسانية)، ووقف هذا التوحش الفظيع، فضلاً عن منع خرق سيادة دول المنطقة».

وأكد السوداني «التزام العراق بمنع أي عمل موجّه يؤدي إلى الإخلال بالأمن، أو تعريض مستشاري (التحالف الدولي لمحاربة داعش) المتواجدين في العراق، لأي خطر»،

وشدد على «استمرار التواصل بين الجانبين من أجل إنهاء مهام التحالف في العراق، والانتقال إلى علاقات أمنية ثنائية تصبّ في مصلحة تعزيز الأمن والاستقرار».

من جانبه، استعرض وزير الخارجية الأميركي الجهود الدبلوماسية الجارية لوقف التصعيد، والتزام الولايات المتحدة الأميركية باستمرار التشاور مع الجانب العراقي بشأن قضايا المنطقة، ودعم مسار تعزيز العلاقات والتعاون بين البلدين، وفقاً للبيان.

هجمات الميليشيات

وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، أن الوزير أنتوني بلينكن أجرى مكالمة هاتفية مع السوداني، وشدد على أهمية الدور العراقي في توفير الحماية للمستشارين العسكريين للتحالف الدولي من هجمات الميليشيات.

ووفق البيان الأميركي، فإن الجانبين اتفقا على «استمرار التشاور المتبادل بشأن قضايا المنطقة، والعمل على تعزيز العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والعراق».

ويعتزم بلينكن زيارة المنطقة التي تترقب هجوماً إيرانياً مزدوجاً مع «حزب الله» اللبناني على إسرائيل، رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، في طهران، ومقتل فؤاد شكر، القيادي البارز في «حزب الله» خلال قصف جوي في ضاحية بيروت الجنوبية.

وكان وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، تحدث عن اتصالات مباشرة مع الأميركان لتجنب التصعيد وعدم تحويل العراق إلى ساحة حرب، بعدما أعلنت ما تُعرف بـ«تنسيقية المقاومة العراقية»، عن قيامها بالرد إذا ما تعرضت إيران لقصف أميركي عبر الأجواء العراقية.

من جهته، أكد الدكتور حسين علاوي، مستشار رئيس الوزراء، لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتصالات الاستراتيجية العراقية - الأميركية المستمرة تدل على عمق العلاقات بين البلدين في تبادل وجهات النظر تجاه القضايا الإقليمية، ومناقشة أبعاد العلاقات الثنائية، وسبل إنهاء مهام التحالف الدولي، في ضوء عمل اللجنة العسكرية العليا المشتركة».

وأضاف علاوي أن «رؤية العراق تقوم على أن الحل لأزمة غزة هو وقف إطلاق النار، وإنهاء الحرب، واستعادة نقطة الاستقرار».

وقال علاوي: «العراق يعمل على إبعاد أراضيه عن الدخول في الصراع المفتوح في الشرق الأوسط، والالتزام بحماية البعثات الدبلوماسية وبعثة مستشاري (التحالف الدولي)».

وأوضح أن «العلاقات العراقية - الأميركية ترتكز على أبعاد شاملة يسعى العراق لاستثمارها؛ من أجل تطوير أبعاد العلاقة في المجالات؛ الاقتصادي، والسياسي، والتعليمي، والتكنولوجي، ومواجهة التغير المناخي، والطاقة المتجددة».

تدريب في قاعدة «عين الأسد» الجوية غرب العراق (الجيش الأميركي)

لا مدانين في «عين الأسد»

إلى ذلك، أفادت تسريبات بأن القوات الأمنية أخلت سبيل 5 متهمين بقصف قاعدة «عين الأسد».

ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر أمنية أن «جميع المعتقلين الذين أُلقي القبض عليهم بتهمة استهداف قاعدة (عين الأسد) بالصواريخ قبل أيام بمحافظة الأنبار، أُطلق سراحهم، وعددهم 5 أشخاص».

وأضافت المصادر أن «جميع الذين أُطلق سراحهم من أهالي قضاء حديثة في الأنبار».

ورفض مسؤولون أمنيون في «قيادة العمليات المشتركة» التعليق لـ«الشرق الأوسط» على هذه الأنباء.

وكانت «قيادة العمليات المشتركة» أعلنت أن القطعات الأمنية ألقت القبض على 5 من المتورطين «بالاعتداء» على قاعدة «عيّن الأسد» الجوية في محافظة الأنبار غرب البلاد.

وقالت القيادة في بيان إنه «من خلال التحقيقات القانونية المعمقة، والاستماع إلى أقوال الشهود، وتقاطع المعلومات، واستحصال الموافقات القضائية، تم إلقاء القبض على (5) خمسة من المتورطين المشاركين بهذا الفعل غير القانوني، ووفق مذكرات قبض أصولية صادرة من الجهات القضائية المختصة».

وفي حين أفادت «قيادة العمليات» بأن عملية إلقاء القبض على المتهمين جاءت بعد التوصل إلى معلومات وصفتها بـ«المهمة» بشأن هوية منفذي الهجوم على قاعدة «عين الأسد» غرب العراق لإلقاء القبض عليهم وتقديمهم إلى العدالة، فإن إطلاق سراحهم أعاد القضية إلى المربع الأول وهو عدم التوصل إلى المنفذين الفعليين الذين أعلنوا في بيان على الإنترنت أنهم ينتمون إلى فصيل غير معروف يدعى «الثوريون».


مقالات ذات صلة

«ممر الصواريخ الوحيد»... بغداد الأكثر قلقاً من الرد الإيراني

المشرق العربي صورة إطلاق طائرة مُسيَّرة من فيديو نشرته «المقاومة الإسلامية في العراق» عبر «تلغرام»

«ممر الصواريخ الوحيد»... بغداد الأكثر قلقاً من الرد الإيراني

العراق من بين أكثر دول المنطقة قلقاً لو ردت إيران وأذرعها على إسرائيل، بالنظر لاعتبارات؛ في مقدمتها أن سماءه وأراضيه ستكون المعبر الوحيد للصواريخ الإيرانية.

فاضل النشمي (بغداد)
شؤون إقليمية لقطة من مقطع فيديو يُظهر أنقاض مبنى في شمال العراق بعد تعرّضه لغارة جوية عام 2021 (رويترز)

تركيا تعلن مقتل 17 مسلّحاً كردياً بضربات جوية شمال العراق

قالت وزارة الدفاع التركية، الاثنين، إن الجيش نفّذ ضربات جوية في شمال العراق أسفرت عن «تحييد» 17 عضواً بحزب العمال الكردستاني المحظور بتركيا.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
المشرق العربي صورة من الجو لمدينة كركوك (غيتي)

حكومة كركوك إلى صيغة «التدوير الثلاثي»

وسط أنباء عن اجتماع حاسم لمكونات كركوك المتنازعة يعقد في العاصمة بغداد تنتهي غداً الأحد مهلة رئيس الحكومة لحل أزمة الحكم في المحافظة

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي السوداني يدخل على خط أزمة «الأحوال الشخصية»

السوداني يدخل على خط أزمة «الأحوال الشخصية»

تعهد رئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني، بمناقشة «جميع الملاحظات» التي أثيرت بشأن تعديل قانون «الأحوال الشخصية».

حمزة مصطفى (بغداد)
شؤون إقليمية جندي تركي مشارك في عملية «المخلب - القفل» شمال العراق (وزارة الدفاع التركية)

أنقرة وبغداد إلى «اجتماع أمني رابع» لتعزيز التعاون

قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إن الاجتماع الرابع للآلية الأمنية المشتركة بين تركيا والعراق سيعقد في أنقرة الأسبوع المقبل.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

«حزب الله» يبرر تأخر الرد بـ«الحرب النفسية»

مظاهرة دعت إليها منظمات شبابية فلسطينية ولبنانية في صيدا بجنوب لبنان احتجاجاً على اغتيال زعيم «حماس» إسماعيل هنية والقائد العسكري لـ«حزب الله» فؤاد شكر (أ.ف.ب)
مظاهرة دعت إليها منظمات شبابية فلسطينية ولبنانية في صيدا بجنوب لبنان احتجاجاً على اغتيال زعيم «حماس» إسماعيل هنية والقائد العسكري لـ«حزب الله» فؤاد شكر (أ.ف.ب)
TT

«حزب الله» يبرر تأخر الرد بـ«الحرب النفسية»

مظاهرة دعت إليها منظمات شبابية فلسطينية ولبنانية في صيدا بجنوب لبنان احتجاجاً على اغتيال زعيم «حماس» إسماعيل هنية والقائد العسكري لـ«حزب الله» فؤاد شكر (أ.ف.ب)
مظاهرة دعت إليها منظمات شبابية فلسطينية ولبنانية في صيدا بجنوب لبنان احتجاجاً على اغتيال زعيم «حماس» إسماعيل هنية والقائد العسكري لـ«حزب الله» فؤاد شكر (أ.ف.ب)

في موازاة تمسك «حزب الله» بالرد العسكري على اغتيال القيادي فؤاد شكر، وبأنه سينفّذه قريباً وسيكون «مؤلماً ورادعاً»، يعدّ أن جزءاً من هذا الرد نفّذ من خلال الحرب النفسية التي يقوم بها منذ عملية الاغتيال قبل أسبوعين في الضاحية الجنوبية لبيروت، «التي جعلت الكيان المحتل في حالة استنزاف وشلل وخوف وهلع ورعب، وبات الجميع يعيشون على أعصابهم»، بحسب ما قال نائب رئيس المجلس التنفيذي الشيخ علي دعموش الاثنين، مؤكداً أن «هذا يعني أن المقاومة نجحت في تحقيق جزء من أهداف الرد قبل أن تقوم به».

والأمر نفسه عاد، وتحدث عنه الثلاثاء، النائب في «حزب الله» علي فياض، قائلاً إن «الرد على اغتيال القائد الجهادي الكبير فؤاد شكر، والقائد الفلسطيني الكبير إسماعيل هنية، آتٍ لا محالة، وأما التأخر في الرد فهذا جزء مدروس من أداء المقاومة وإدارتها للمعركة».

ويؤكد اللواء الركن المتقاعد، الدكتور عبد الرحمن شحيتلي، أن الحرب النفسية هي جزء أساسي في الحرب، وعادة ما تسبق العمليات العسكرية وتترافق معها وتأتي بعدها، فيما يبقى عنصر المفاجأة لجهة التوقيت والمكان هو الأساس الذي يحتفظ به الطرف المعني. ويلفت في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «حزب الله» يعتمد خلال الحرب النفسية على المواقف التي تؤكد على أن الرد آتٍ ولا تراجع عنه، ما يجعل إسرائيل تترقب وتنتظر، ومما لا شكّ فيه أنها تلعب دوراً مهماً في عملية المواجهة والحرب بين الطرفين، وهو ما تعكسه ردود الفعل الداخلية ، حيث يكون تأثير الحرب النفسية على العسكريين والسكان والحكومات.

بدوره، يلفت رئيس مركز «الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري» (أنيجما) رياض قهوجي إلى أن الحرب النفسية أمر طبيعي يحدث في الحروب، لكن تداعياتها مكلفة بالنسبة إلى الطرفين المتحاربين، وليس من يقوم بهذه الحرب فقط، والدليل على ذلك انعكاساتها على لبنان وإسرائيل معاً، وهو ما ظهر جلياً من خلال الحركة الاقتصادية وحركة المطار وتحذيرات الدول لرعاياها وغير ذلك.

ويوضح لـ«الشرق الأوسط»: «هذه الحرب النفسية لا تقتصر على (حزب الله)، صاحب الرد، فقط، إنما على لبنان واللبنانيين أيضاً، الذين ينتظرون كيف سيكون الردّ على الرد، ولا سيما أن المسؤولين في تل أبيب يتوعدون بدورهم بردّ مضاعف»، مضيفاً: «كلما تأخر الرد الذي قال الحزب إنه يحدد مكانه وزمانه سترتفع التوقعات حيال حجمه، خصوصاً في أوساط مناصريه وبيئته، وسيصعب عليه تفسير الردّ إذا كان صغيراً».

لكنه يرى في المقابل، أن «الحزب سينفذ ردّه الذي سيكون مدروساً للمحافظة على وتيرة منخفضة في المواجهات، لأنه لا يريد هو، ولا إيران، الدخول في حرب كبيرة، وهو ما يتحدث عنه مسؤولوه، بالتأكيد على أنهم لا يزالون يخوضون حرب إسناد لغزة».

وبانتظار ما ستكون عليه طبيعة هذا الرد، في موازاة الجهود التي تبذل على أكثر من خط للتهدئة، تستمر المواجهات بالوتيرة نفسها على جبهة الجنوب في جنوب لبنان بين «حزب الله» وإسرائيل، التي تعتمد بشكل أساسي على سياسة الاغتيالات في معركتها ضد «حزب الله». وآخر هذه العمليات كانت باستهداف دراجة نارية على طريق برعشيت في جنوب لبنان، قضاء بنت جبيل، بصاروخ موجه، ما أدى إلى وقوع إصابتين، بحسب ما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام»، لتعود وسائل إعلام لبنانية وتؤكد أنهما قتلا، وأنهما عنصران في «حزب الله».

وخلال ساعات النهار، استمر القصف الإسرائيلي على بلدات عدة في الجنوب، واستهدف بلدات العديسة ويارون في جنوب لبنان وبلدة شيحين، كما تعرضت أطراف بلدتي طيرحرفا وزبقين في القطاع الغربي لقصف مدفعي بالقذائف الانشطارية.

في المقابل، أعلن «حزب الله» عن تنفيذه عدداً من العمليات، وقال في بيانات متفرقة إن مقاتليه استهدفوا انتشاراً لجنود إسرائيليين في محيط موقع السماقة في تلال كفرشوبا، وتجمعاً آخر في محيط ثكنة ميتات، بالأسلحة الصاروخية والتجهيزات التجسسية في موقع مسكاف عام.