خوري تناشد تكالة والمشري «وضع مصلحة ليبيا في المقام الأول»

بعد أن حسمت اللجنة القانونية بـ«الأعلى للدولة» الخلاف على رئاسته

صورة أرشيفية للمشري وهو يسلم رئاسة المجلس الأعلى للدولة لتكالة في انتخابات أغسطس 2023 (المكتب الإعلامي للمجلس)
صورة أرشيفية للمشري وهو يسلم رئاسة المجلس الأعلى للدولة لتكالة في انتخابات أغسطس 2023 (المكتب الإعلامي للمجلس)
TT

خوري تناشد تكالة والمشري «وضع مصلحة ليبيا في المقام الأول»

صورة أرشيفية للمشري وهو يسلم رئاسة المجلس الأعلى للدولة لتكالة في انتخابات أغسطس 2023 (المكتب الإعلامي للمجلس)
صورة أرشيفية للمشري وهو يسلم رئاسة المجلس الأعلى للدولة لتكالة في انتخابات أغسطس 2023 (المكتب الإعلامي للمجلس)

طوت اللجنة القانونية بالمجلس الأعلى للدولة في ليبيا الخلاف على رئاسته، معلنة فوز المرشح خالد المشري على منافسه محمد تكالة، بعد جدل واسع بين أعضائه، بشأن ورقة الاقتراع المختلف عليها في انتخابات رئاسة المجلس، التي جرت الثلاثاء الماضي.

ومع إقرار اللجنة القانونية فور المشري، الرئيس السابق للمجلس، تسارعت الأسئلة حول مدى قبول غريمه تكالة بهذه النتيجة للحيلولة دون انقسام المجلس وتفتته.

وحصل الأول، وفقاً للجنة، على 69 صوتاً، مقابل 68 صوتاً للثاني، الذي سبق أن رفض هذه النتيجة، وأعلن أنه سيحتكم إلى القضاء لحسم الخلاف.

ويرى سياسيون وأعضاء من مجلس الأعلى للدولة، داعمون للمشري، أن تكالة «لم يعد أمامه بعدما أعلنت اللجنة القانونية رأيها إلا أن يذعن، ويسلّم بفوز المشري»، لافتين إلى أنه «لو رفض القبول بهذه النتيجة فإن المجلس إلى انقسام حتمي لا محالة؛ وسيصبح لدينا جسم سياسي آخر منقسم».

صورة أرشيفية لأحد اجتماعات المجلس الأعلى للدولة (المجلس)

وسبق وأعلن تكالة في تسجيل مصور إعادة جولة انتخابات رئاسة المجلس يوم 20 أغسطس (آب) الحالي، «إذا لم يفصل القضاء في النتيجة»، وعدّ ذلك «حلاً وسطاً يحافظ على المكتسبات، ويجنب الانقسام»، لكن الفريق الموالي للمشري يرى أن عدم تسليمه بفوز منافسه منذ البداية كان بداية أولى محاولات الانقسام.

وأوضحت اللجنة القانونية بالمجلس، التي لجأ إليها المشري لحسم الخلاف، أنها «اجتمعت بنصاب مكتمل، ورأت أن ورقة الاقتراع المختلف عليها (ملغاة)، ولا يعتد بها في احتساب عدد أصوات الناخبين، البالغ (139) صوتاً، من إجمالي أعضاء المجلس»، وبناءً على ذلك، بيّنت اللجنة أن «توزيع الأصوات يكون على النحو التالي: ورقتان غير محتسبتَين في العدّ، وهما ورقة بيضاء، وورقة ملغاة».

وسبق أن طالب رئيس «الحزب الديمقراطي»، محمد صوان، من تكالة الاعتراف بنتائج انتخاب رئاسة المجلس، وفوز المشري، محذراً من «انقسام المجلس وانتهاء دوره».

خوري ناشدت تكالة والمشري «وضع مصلحة ليبيا في المقام الأول» (أ.ف.ب)

وعلقت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا على نتائج انتخابات رئيس المجلس الأعلى الدولة. وقالت في بيان، (الجمعة)، إنها تابعت عن كثب الجدل الدائر حول نتائج جلسة السادس من أغسطس لانتخاب رئيس المجلس الأعلى للدولة، وقد أخذت البعثة علماً بمواقف المرشحين للرئاسة. وفي حين أكدت البعثة أن هذه «مسألة داخلية يتعين على المجلس الأعلى للدولة حلها»، فإنها حثت جميع الأطراف على «التحلي بروح المسؤولية للتوصل إلى حل، وإنهاء هذه الأزمة في أقرب وقت ممكن». ورأت أنه «يتوجب على الأطراف المعنية أن تسعى جاهدة للحفاظ على وحدة وتماسك المجلس، وأن تضع مصلحة ليبيا في المقام الأول».

يشار إلى أن المشري عدّ نفسه فور إعلان النتيجة، الثلاثاء، «الرئيس الفعلي والشرعي للمجلس».

وكانت استمارة الاقتراع، التي أثارت جدلاً كبيراً، كُتب على ظهرها اسم تكالة، مما عدّها الأخير في صالحه، وبعد اعتراض منافسه على ذلك، طالب بجولة ثالثة، وهو الأمر الذي رفضه مناصرو المشري، وطالبوا باللجوء للجنة القانونية بالمجلس.

وقال المشري في مؤتمر صحافي: «وفق نتيجة الاقتراع في الجولة الثانية، التي أظهرت فوزي برئاسة المجلس، أعتبِر نفسي رئيساً شرعياً وفعلياً للمجلس»، لافتاً إلى أنه سيمارس عمله على هذا الأساس، وأنه لن يسلم الرئاسة إلا بانتهاء مدتها، وإجراء الانتخابات بعد عام».

وكان المشري قد شغل منصب رئيس المجلس منذ أبريل (نيسان) 2018، قبل أن يطيح به تكالة في انتخابات العام الماضي بـ67 مقابل 62 صوتاً للأول.


مقالات ذات صلة

«النفوذ الروسي» في ليبيا يلاحق زيارة المبعوث الأميركي للجنوب

شمال افريقيا زيارة وفد السفارة الأميركية في ليبيا إلى سبها (السفارة الأميركية على إكس)

«النفوذ الروسي» في ليبيا يلاحق زيارة المبعوث الأميركي للجنوب

يعتقد ليبيون بأن «نفوذاً روسياً يتمدد في جنوب البلاد ليس بمنأى عن توجهات الاستراتيجية الأميركية للمناطق الهشة وزيارة نورلاند الأخيرة إلى سبها».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا وفد حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة في غينيا (محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار)

الدبيبة يسعى لاستعادة «أكبر مزرعة» ليبية في غينيا

المزرعة الليبية في غينيا تبلغ مساحتها 2150 هكتاراً ومخصصة لإنتاج المانجو والأناناس وملحق بها مصنع للعصائر وسبع بحيرات.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا اجتماع المنفي ولجنة الحدود (المجلس الرئاسي الليبي)

مقتل 3 مواطنين في اشتباكات بالزاوية الليبية

توقفت الاشتباكات التي جرت بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، في جزيرة الركينة، بالقرب من مصفاة الزاوية الليبية مخلفة 3 قتلى و5 جرحى.

خالد محمود (القاهرة)
يوميات الشرق بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)

مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة طرابلس لكسر حاجز الانقسام

في خطوة عدّها الاتحاد الأوروبي «علامة فارقة في الشراكة الثقافية مع ليبيا»، يواصل مهرجان للأفلام الأوروبية عرض الأعمال المشاركة في العاصمة طرابلس حتى الخميس.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا يرى ليبيون أن «خطاب الكراهية يعد عاملاً من العوامل المساهمة في النزاع الاجتماعي» (البعثة الأممية)

ليبيون يتخوفون من تصاعد «خطاب الكراهية» على خلفية سياسية

قالت سميرة بوسلامة، عضو فريق حقوق الإنسان في بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا، إنه «يجب على أصحاب المناصب اختيار كلماتهم بعناية».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

أفورقي يبلغ البرهان بوقوف بلاده مع استقرار ووحدة السودان

أفورقي والبرهان لدى لقائهما الثلاثاء (موقع مجلس السيادة السوداني على إكس)
أفورقي والبرهان لدى لقائهما الثلاثاء (موقع مجلس السيادة السوداني على إكس)
TT

أفورقي يبلغ البرهان بوقوف بلاده مع استقرار ووحدة السودان

أفورقي والبرهان لدى لقائهما الثلاثاء (موقع مجلس السيادة السوداني على إكس)
أفورقي والبرهان لدى لقائهما الثلاثاء (موقع مجلس السيادة السوداني على إكس)

أعلن الرئيس الإريتري آسياس أفورقي وقوف حكومته مع السودان لتحقيق الأمن والاستقرار، في أعقاب جولة مباحثات أجراها في العاصمة أسمرة مع رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان، الذي وصل إلى بلاده في زيارة رسمية.

وتأتي زيارة البرهان إلى إريتريا، بعد وقت قصير من إعلان أفورقي دعمه المباشر للجيش السوداني في حربه ضد قوات «الدعم السريع»، وعدّ أفورقي الحرب الدائرة بأنها حرب إقليمية تهدد أمن بلاده، وهدد بالتدخل بجيشه وإمكانياته لنصرة الجيش السوداني، حال اقتراب الحرب من ولايات «البحر الأحمر، وكسلا، والقضارف، والنيل الأزرق»، كونها امتداداً للأمن القومي لبلاده.

وأجرى البرهان جولة مباحثات مع أفورقي، تناولت علاقات البلدين، وتطور الأوضاع في السودان، وجهود إحلال الأمن والاستقرار، واستمع خلالها المضيف لتنوير من البرهان بشأن مستجدات الأوضاع في السودان، والانتهاكات التي «ارتكبتها الميليشيا الإرهابية المتمردة ضد المواطنين، والتدمير الممنهج للدولة السودانية ومؤسساتها»، وعزمه على «القضاء على الميليشيا ودحرها وهزيمتها»، وذلك وفقاً لنص إعلام مجلس السيادة.

أفورقي لدى استقباله البرهان في مطار أسمرة الثلاثاء (موقع مجلس السيادة السوداني على إكس)

ونقل إعلام السيادة عن الرئيس أفورقي، أن بلاده تقف بثبات ورسوخ إلى جانب السودان من أجل تحقيق الأمن والاستقرار، وهو ما يعد امتداداً للعلاقات الأزلية بين شعبي البلدين: «سنعمل على تعزيز آفاق التعاون المشترك بما يخدم مصالح البلدين والشعبين».

إريتريا لن تقف على الحياد

وكان الرئيس آسياس أفورقي قد هدد قبل أيام، بأن بلاده ستتدخل لصالح الجيش السوداني إذا اقتربت الحرب من أربع ولايات حدودية، هي: القضارف وكسلا والبحر الأحمر والنيل الأزرق، وأضاف في تصريحات نقلتها صحيفة «التيار» السودانية: «إذا وصلت الحرب إلى هذه الولايات، فإن إريتريا لن تقف مكتوفة الأيدي، وستصبح طرفاً في الحرب بكل ما تملك من جيوش وإمكانيات، لأن أمنها القومي سيصبح في المحك».

ووفق عثمان ميرغني رئيس تحرير صحيفة «التيار» السودانية، الذي زار أسمرة، ضمن وفد صحافي سوداني، الشهر الماضي، فإن الرئيس الإريتري أبلغهم بأن بلاده «تنظر إلى الحرب الدائرة بوصفها حرباً إقليمية تستهدف السودان»، داعياً للتعامل معها بالجدية الكافية، وقال أيضاً: «ما كان يجب السماح بقيامها (الحرب) ابتداءً، سواء كان ذلك سلماً أو حرباً، وعدم السماح باستمرارها لأكثر من عام ونصف العام، وكان يجب توجيه ضربة استباقية لـ(الدعم السريع)».

وأوضح ميرغني على «فيسبوك»، أن أفورقي أبلغهم بأهمية بلوغ الدولة السودانية ما سماه «بر الأمان»، عادّاً ذلك «أولوية الأولويات»، وقال أفورقي أيضاً: «الدولة السودانية تواجه تحدي البقاء أو الفناء، وإنقاذها من هذا المصير يتطلب اتحاد كلمة الشعب السوداني مع الجيش».

دعوة بوتين لزيارة بورتسودان

من جهة أخرى، سير مئات السودانيين في العاصمة الإدارية «بورتسودان» موكباً إلى السفارة الروسية، تأييداً وشكراً على «الفيتو» الروسي في مجلس الأمن، وإسقاط مشروع القرار الذي تقدمت به بريطانيا وسيراليون، لوقف الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية، وحملوا لافتات كتب عليها: «شكراً روسيا، روسيا تدعم السلام والاستقرار في السودان».

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان لدى لقائهما في منتجع سوتشي على البحر الأسود أكتوبر 2019 (أ.ب)

وقال السفير الروسي في بورتسودان، أندريه تشيرنوفول، لدى استقباله المسيرة، إن حكومته صديقة وستظل صديقة للشعب السوداني، وأضاف: «الكل يعرف الوضع الداخلي في السودان، وأن الشعب يقف مع الجيش ومع الحكومة الشرعية، وهذا واقع معروف في كل العالم».

وأوضح أن استخدام بلاده لحق النقض «فيتو» يأتي احتراماً لخيار الشعب السوداني، وأضاف: «نحترم خيار الشعب السوداني، ومن أجل ذلك رفعنا صوتنا في مجلس الأمن ضد الوجود الأجنبي على أراضي السودان». ووجهت «المبادرة السودانية الشعبية»، وهي الجهة التي نظمت الموكب الدعوة للرئيس الروسي «فلاديمير بوتين»، لزيارة السودان لتكريمه من قبل الشعب، وكرّمت سفير بلاده في بورتسودان.