«هدنة غزة»: دعوات دولية متزايدة لإنهاء الحرب تعزز جهود الوسطاء

أميركا تتحدث عن «اتفاق قريب»... ومصر تطالب بالضغط على إسرائيل

نقل أحد ضحايا قصف إسرائيلي إلى مستشفى ناصر في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
نقل أحد ضحايا قصف إسرائيلي إلى مستشفى ناصر في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

«هدنة غزة»: دعوات دولية متزايدة لإنهاء الحرب تعزز جهود الوسطاء

نقل أحد ضحايا قصف إسرائيلي إلى مستشفى ناصر في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
نقل أحد ضحايا قصف إسرائيلي إلى مستشفى ناصر في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

تتوالى دعوات إقليمية ودولية لإنهاء الحرب في قطاع غزة، المستمرة منذ 11 شهراً، وسط حديث أميركي عن الاقتراب أكثر من إبرام اتفاق هدنة، ومطالبة مصرية للدول الكبرى والمؤثرة بالضغط على إسرائيل، تزامناً مع جهود مكثفة من الوسطاء لإعادة المفاوضات لمسارها بعد تداعيات اغتيال رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، إسماعيل هنية الأسبوع الماضي.

خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، يرون أن زخم تلك الدعوات التي تتوالى مع المطالبات المصرية بضغوط على إسرائيل، قد يعزز جهود الوسطاء نحو استئناف المفاوضات وإنجاز المرحلة الأولى من 3 مراحل دعا لها مقترح أعلنه الرئيس الأميركي، جو بايدن، في نهاية مايو (أيار) الماضي، مشترطين تزايد الضغوط الدولية على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو للوصول لذلك قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية التي يراهن الأخير عليها في فوز حليفه دونالد ترمب؛ أملاً في دعم أكبر منه.

ومع دخول الحرب بغزة شهرها الـ11، تزايدت الدعوات الساعية لإنهاء الحرب وسط تصعيد بين إسرائيل من جانب وإيران وحليفها «حزب الله» اللبناني، على خلفية اغتيال أحد قادته فؤاد شكر في بيروت ثم هنية بطهران الأسبوع الماضي.

وردّت البعثة الإيرانية الأممية، على تقارير تفيد باحتمال امتناعها عن شنّ هجوم انتقامي ضد إسرائيل مقابل إبرام هدنة بغزة بالقول إنها «تسعى لتحقيق أولويتين في وقت واحد»، الأولى، التوصل لوقف إطلاق نار دائم في غزة وانسحاب إسرائيل منها، والأخرى «معاقبة المعتدي» على اغتيال هنية، وفق ما نقلته «سي إن إن» الأميركية الأربعاء.

وبينما حضّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، نتنياهو في اتصال هاتفي، الأربعاء، على «تجنّب دوامة أعمال انتقامية»، وفق الإليزيه، اعتبر الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، أنه «لا يمكن لأي صوت عاقل إلا تأكيد أولوية الوقف الفوري للحرب في غزة وإنهاء دوامة العنف والتصعيد الإقليمي»، وفق ما ذكره الخميس عبر منصة «إكس».

ولـ«احتواء حالة التوتر والتصعيد الراهنة بالمنطقة»، أكد وزير الخارجية والهجرة المصري، الدكتور بدر عبد العاطي، أيضاً «ضرورة وقف الحرب الدائرة في قطاع غزة باعتبارها السبب الرئيسي في اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط».

ودعا، خلال اتصال هاتفي، مع الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل: «الدول الكبرى والمؤثرة في التدخل والضغط علي إسرائيل للتوقف عن اتباع سياسة حافة الهاوية والاغتيالات وانتهاك سيادة الدول الأخرى».

كما أدانت مصر، تصريحات وزير المالية الإسرائيلي، التي ادعى فيها «وجود مبرر أخلاقي لتجويع المدنيين الفلسطينيين في غزة». ووصفت في بيان صادر عن الخارجية، الخميس، هذه التصريحات بـ«المشينة»، مؤكدة رفضها «شكلاً وموضوعاً»، باعتبارها «مخالفةً صريحةً لقواعد القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف الأربع... وتحريضاً ضد سكان غزة».

بدوره، دعا اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي (57 دولة)، الأربعاء «مجلس الأمن الدولي إلى تحمل مسؤولياته إزاء فرض وقف فوري وشامل للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني».

تلك الدعوات المتزايدة لإنهاء الحرب بغزة، بحسب نائب مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، اللواء محمد إبراهيم الدويري: «تبدو في شكلها العام إيجابية، ويمكن أن تساهم في دعم جهود الوسطاء»، إلا أنه اشترط لتحقيق ذلك أن «تكون هناك آليات ضغط وتنفيذ وتوقيتات محددة، وقبل ذلك قدرة على الضغط على إسرائيل وإلا ستصبح محاولات شكلها جيد ومضمونها غير فعال».

وشدّد على أن المطالبة المصرية بالضغط على إسرائيل مهمة وتقرأ المشهد بصورة واقعية بهدف إنجاز حلول.

وعن تزايد تلك الدعوات الدولية هذه الآونة، يعتقد المدير التنفيذي لمنتدى «الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والأمن القومي»، الخبير الفلسطيني، عبد المهدي مطاوع، أن مسار دعوات إنهاء حرب غزة، ليست وليدة اللحظة وترتفع وتنخفض بناءً على مستوى التصعيد في المنطقة، وتعزز جهود الوسطاء مع مساعي احتواء التوترات.

في مقابل تلك المطالبات، تمسك نتنياهو، بأن «الحرب في غزة لن تنتهي قريباً»، وفق حوار مع مجلة «تايم» الأميركية، الخميس، غداة إعلان مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، في مؤتمر صحافي، الأربعاء، أن إسرائيل و«حماس» «باتتا أقرب من أي وقت مضى للوصول إلى اتفاق من شأنه وقف إطلاق النار في غزة».

يعزّز ذلك الحديث الأميركي، ترجيحات الأربعاء، من الكاتب الإسرائيلي، كوبي مايكل، بصحيفة «جيروزاليم بوست»، ترى أن اختيار السنوار «قد يساعد في دفع المفاوضات»، باعتباره ما زال داخل غزة وسيتعامل بواقعية، تتزامن مع تأكيد «حماس»، استمرارها في عملية التفاوض عبر الوسطاء غداة اختيار السنوار رئيساً لمكتبها السياسي، باعتبار أن الأخير «لم يكن بعيداً عن عملية التفاوض، بل كان حاضراً بتفاصيلها»، وفق تصريحات للقيادي بالحركة أسامة حمدان.

ولا يرى اللواء الدويري تكرار الحديث الأميركي عن الاقتراب من إبرام اتفاق في غزة، إلا كونه «تصريحات إيجابية تحتاج إلى الانتقال لمربع التفاوض والخروج بصفقة».

وباعتقاد الدويري، فإن انتخاب السنوار يبعد إتمام الصفقة ولا يقرّبها، مؤكداً أن إتمام الصفقة يحتاج إلى ضغوط حقيقية على نتنياهو، لا سيما من الداخل الذي يُعدّ رقماً مهماً في المعادلة.

غير أن نتنياهو «سيماطل حتى انتهاء الانتخابات الأميركية؛ أملاً في دعم أكبر مع احتمال قدوم ترمب، وسيعمل على إبقاء شعلة التصعيد»، بحسب الخبير الفلسطيني، عبد المهدي مطاوع، مستغرباً الترويج الأميركي للتقدم في المفاوضات، والذي يرده لاحتمال معلومات لديهم بشأن مواقف إيجابية من «حماس» قد تقود إلى اتفاق.

ويعتقد مطاوع أن الترويج لأن اختيار السنوار سيكون عامل ضغط يعد تقديراً «سطحياً»، خصوصاً وأنه كان موجوداً من قبل ومطلع على المفاوضات ولم يتجاوب.


مقالات ذات صلة

إسرائيل تتوعد بمواجهة «عدوان حزب الله» بكل قوتها

المشرق العربي وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت (وسط) خلال اجتماع مع أفراد من سلاح الدفاع الجوي (د.ب.أ)

إسرائيل تتوعد بمواجهة «عدوان حزب الله» بكل قوتها

قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الخميس، إن بلاده ستواجه «حزب الله» اللبناني «بكل قوتها» في حال واصل «عدوانه» عبر الحدود.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية الدول الأعضاء بمنظمة «التعاون الإسلامي» بحث العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني (واس)

«التعاون الإسلامي» تحمّل إسرائيل مسؤولية اغتيال هنية في إيران

البيان الختامي للاجتماع الاستثنائي مفتوح العضوية للجنة التنفيذية على مستوى وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي المنعقد في مقر الأمانة العامة.

أسماء الغابري (جدة)
المشرق العربي الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في المكتب البيضاوي (رويترز)

إسرائيل تتوقع نجاح واشنطن في تخفيف التوتر

ذكرت مصادر سياسية في تل أبيب أن لدى الإدارة الأميركية انطباعاً من اتصالاتها المباشرة مع إيران بأن هناك فرصة لتبديد التوتر والتوصل إلى صفقة تُوقف حرب غزة.

نظير مجلي (تل أبيب)
تحليل إخباري دفاعات إسرائيلية مضادة للصواريخ تستهدف مسيرات إيرانية في إسرائيل 14 أبريل 2024 (أ.ف.ب)

تحليل إخباري «اغتيال هنية»: «تفوق دفاعي» إسرائيلي يُصعب «الرد الإيراني»

جاء اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية في طهران، ليفاقم مخاطر اندلاع حرب إقليمية، خصوصاً مع توعد إيران بالردّ على العملية.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
المشرق العربي فلسطينيون يغادرون خان يونس بعد أوامر إخلاء إسرائيلية (إ.ب.أ)

الجيش الإسرائيلي يشن عملية برية جديدة في خان يونس

أفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن الجيش الإسرائيلي بدأ عمليات برية جديدة في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

اليمن يستنجد لإغاثة سكان تهامة غداة أمطار وسيول مميتة

منازل من القش والطين يسكنها غالبية أهالي تهامة اليمنية كانت عرضة لتجريف السيول (إكس)
منازل من القش والطين يسكنها غالبية أهالي تهامة اليمنية كانت عرضة لتجريف السيول (إكس)
TT

اليمن يستنجد لإغاثة سكان تهامة غداة أمطار وسيول مميتة

منازل من القش والطين يسكنها غالبية أهالي تهامة اليمنية كانت عرضة لتجريف السيول (إكس)
منازل من القش والطين يسكنها غالبية أهالي تهامة اليمنية كانت عرضة لتجريف السيول (إكس)

تواجه منطقة تهامة اليمنية الواقعة على الساحل الغربي المحاذي للبحر الأحمر وضعاً مأساوياً بعد أمطار غزيرة خلال الأيام الماضية تسببت بسيول جارفة خلَّفت أكثر من 45 قتيلاً على الأقل، ونحو ضعفهم من المفقودين في وضع كارثي غير مسبوق، مع قصور تام لأعمال الإغاثة وتقديم العون للمنكوبين.

وبينما استنجدت الحكومة اليمنية الشرعية لإغاثة سكان المنطقة التي تضم محافظة الحديدة بكاملها إلى جانب أجزاء من محافظات حجة والمحويت شمالاً، وريمة في الوسط وتعز إلى الجنوب، تتهم الجماعة الحوثية بالسيطرة على موارد ومقدرات المنطقة مثل الموانئ والزراعة والأراضي دون تقديم أي عون للمتضررين.

خسائر هائلة لحقت بأهالي تهامة في اليمن جراء السيول التي طالت الأرواح والممتلكات والأراضي الزراعية (إكس)

ومع غياب الإحصائيات الفورية وصعوبة الحصول عليها، تشير التقديرات إلى أكثر من 100 مفقود ممن انقطع التواصل معهم، وأكثر من 500 منزل تعرضت لأضرار متفاوتة، ونزوح آلاف العائلات التي تسكن غالبيتها في منازل من الطين أو القش، وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع فيديو تبين حجم الكارثة.

وذكرت مصادر محلية في المديريات المنكوبة لـ«الشرق الأوسط» أن أعداد المفقودين بالعشرات، ورجحت بعض المصادر أن أعدادهم تزيد على 100 شخص مع انقطاع وسائل التواصل بين السكان وتوقف الحركة على أغلب الطرق.

ووجهت الحكومة اليمنية نداء استغاثة إلى المنظمات الأممية والدولية لتقديم العون والإغاثة العاجلين للمتضررين من كوارث الفيضانات التي ضربت المنطقة.

وقالت الحكومة إن رئيسها، أحمد عوض بن مبارك، استمع خلال اتصالات مكثفة أجراها مع الوزراء والمعنيين ومحافظي المحافظات وغرف الطوارئ والوحدات التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين، إلى تقارير أولية حول الأضرار الناجمة عن السيول، موجهاً دعوة عاجلة إلى المنظمات الأممية والدولية، لمساندة الجهود الحكومية في تقديم العون الإنساني والإغاثي الطارئ للمتضررين.

سيول وألغام

زعمت الجماعة الحوثية تشكيل لجنة طوارئ لمعالجة أضرار السيول؛ في حين أبدى يمنيون من مختلف الفئات غضبهم من الجماعة التي رأوا أن ممارساتها في تهامة وأعمالها العسكرية أسهمت في وقوع المأساة، إلى جانب استغلالها خيرات وموارد منطقة تهامة، وترك أهاليها دون تقديم أي نوع من المساعدات لهم بعد الكارثة.

وقال علي حميد الأهدل، مسؤول الإعلام في محافظة الحديدة، لـ«الشرق الأوسط» إن المتضررين من الفيضانات أغلبهم في المناطق الواقعة تحت سيطرة الجماعة الحوثية، داعياً الشركاء الدوليين والمحليين والجمعيات والمؤسسات الخيرية، إلى سرعة إغاثتهم.

وحمّل الأهدل الجماعة الحوثية المسؤولية عن تفاقم الكارثة بسبب لجوئها إلى بناء حواجز كبيرة وخنادق عسكرية في مجاري السيول، مما أدى إلى خروجها عن تلك المجاري وتدفقها باتجاه المنازل والممتلكات الخاصة والعامة والمزارع.

وناشد السكان اتخاذ الحيطة والحذر والبقاء في منازلهم حفاظاً على أرواحهم من الألغام التي زرعتها الجماعة الحوثية، وتسببت السيول بجرفها من حقول الألغام إلى الطرقات والمزارع والمراعي، مطالباً بسرعة فتح منفذ الطريق الرابطة بين منطقتي حيس والجراحي الذي تغلقه الجماعة.

وأظهرت صور ومقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي عشرات الألغام التي سحبتها السيول في طريقها بعد أن ظلت مدفونة في حقول رفضت الجماعة الحوثية الكشف عنها خلال السنوات الماضية، ومثلت خطراً يتهدد حياة وسلامة السكان ومواشيهم.

من جهته اتهم وليد القديمي، وكيل أول محافظة الحديدة، الجماعة الحوثية بالمتاجرة بمعاناة أبناء منطقة تهامة وتحديداً في محافظتي الحديدة وحجة، وتعمدها تنفير المنظمات التي كانت تقدم المعونات للأهالي، لافتاً إلى أنه جرى حصر تضرر 1527 أسرة، حتى مساء الأربعاء، في مديرية حيس وحدها.

وطالب القديمي السكان في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية بموافاة الجهات الرسمية بأي أرقام أو إحصائيات عن المتضررين من السيول، لتسهيل تقديم العون لهم، محذراً من ألغام الجماعة المموهة على هيئة أحجار في ممرات الأودية والمزارع والطرق، التي كشفتها السيول أو حرَّكتها من أماكنها.

أوهام الإغاثة الحوثية

نفى سكان محليون في المديريات المنكوبة من منطقة تهامة أن يكونوا تلقوا أي مساعدات إغاثية من سلطات الجماعة الحوثية التي تسيطر على مناطقهم، مشيرين إلى أنهم لم يحصلوا على أبسط أشكال الإغاثة، التي تتمثل في تحذيرهم من الأمطار الغزيرة والسيول الكارثية، وبعد مرور أكثر من يومين على الفيضانات، لم تصل إليهم أي مساعدات إيوائية أو غذائية.

واستنكر علي ماهر، من أهالي مديرية حيس، في حديث لـ«الشرق الأوسط» ما وصفها بادعاءات الجماعة الحوثية بدء أعمال الإغاثة ومساعدة المتضررين، في حين أنها لم تبدأ باتباع أولويات أعمال الإغاثة في مثل هذه الحالة، وهو البحث عن المفقودين، وتقديم الخدمات الإيوائية لمن فقدوا منازلهم.

وتساءل عن مصير موارد مؤسسات الحديدة، مثل الموانئ، والجبايات المفروضة على مختلف فئات السكان، بالإضافة إلى النهب المنظم والعشوائي للأموال العامة والخاصة، التي يفترض أن تكون في خدمة المتضررين من الكوارث كما هو حاصل حالياً.

وفي الوقت الذي عاش فيه أهالي محافظات الحديدة وريمة والمحويت وحجة أوضاعاً مأساوية بسبب الأمطار وكوارث السيول؛ استبشرت الجماعة الحوثية خيراً بتلك الأمطار، إذ ورد في قناة «المسيرة» التابعة لها أن هذه الأمطار تسببت بعودة السيول إلى عدد من الأودية الجافة التي انقطعت عنها منذ عقود.

من جهته نبه عبد الرحمن مشهور، من سكان مدينة الحديدة، حيث مركز المحافظة التي تحمل الاسم نفسه، إلى أن فساد الجماعة الحوثية في نهب إيرادات وخزينة صندوق المجلس المحلي للمدنية لتنفيذ مشروع تصريف مياه الأمطار، انكشف عند أول اختبار بهطول الأمطار الغزيرة التي يندر أن تشهدها المدينة الساحلية.

منذ عقود لم تشهد تهامة اليمنية فيضانات كارثية مثل التي حدثت أخيراً (إكس)

وتحدث مشهور لـ«الشرق الأوسط» عن الوضع الكارثي الذي عاشه سكان مدينة الحديدة بعد أن اقتحمت المياه منازلهم ومحالهم وأتلفت الممتلكات وتسبب بتوقف الحركة، وهو الوضع الذي عاشته المديريات المحيطة بالمدينة مثل الدريهمي والزهراء.

ووجه مكتب الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في محافظة الحديدة (حكومية) دعوة لجميع الشركاء الدوليين والمحليين والجمعيات والمؤسسات الخيرية ورجال المال والأعمال وفاعلي الخير، إلى سرعة إغاثة المتضررين من الأمطار الغزيرة التي ضربت مديريتي «حيس والخوخة» جنوبي الحديدة الخاضعتين للشرعية.

وتحدث صندوق الأمم المتحدة للسكان، عن نزوح وتشرد آلاف العائلات جراء السيول التي ضربت ثلاث محافظات غربي اليمن، معلناً عن تسخير الموارد المتاحة لديه للإغاثة الطارئة، بالتزامن مع رفع مستوى الاستجابة العاجلة للمتضررين، مشدداً على الحاجة المُلحة لمزيد من الدعم من أجل إنقاذ الأرواح.