التعافي يستمر في الأسواق العالمية... والين يتراجع بعد الحذر من رفع أسعار الفائدة

متداول يشاهد لوحة أسعار الأسهم في بورصة طوكيو للأوراق المالية (رويترز)
متداول يشاهد لوحة أسعار الأسهم في بورصة طوكيو للأوراق المالية (رويترز)
TT

التعافي يستمر في الأسواق العالمية... والين يتراجع بعد الحذر من رفع أسعار الفائدة

متداول يشاهد لوحة أسعار الأسهم في بورصة طوكيو للأوراق المالية (رويترز)
متداول يشاهد لوحة أسعار الأسهم في بورصة طوكيو للأوراق المالية (رويترز)

ارتفعت أسواق الأسهم الأوروبية والآسيوية، الأربعاء، بقيادة انتعاشة جديدة في مؤشر «نيكي»، بعد أن تحول بنك اليابان بشكل غير متوقع إلى الحذر بشأن رفع أسعار الفائدة في ظل تقلبات السوق، مما أدى إلى هبوط حاد في الين.

ونما مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي بنسبة 0.8 في المائة في التداولات المبكرة، وارتفعت عقود مؤشر «ناسداك» الآجلة بنسبة 0.9 في المائة، بعد أن تراجعت في وقت سابق من اليوم عقب هبوط بنسبة 12 في المائة في سهم «سوبر مايكرو كومبيوتر» المتخصصة في الذكاء الاصطناعي بعد أن خفضت تقديرات الأرباح.

وجاء ارتفاع مؤشر «نيكي» بنسبة 1.2 في المائة جاء بعد صعوده بنسبة 10 في المائة يوم الثلاثاء، مما يشير إلى أن المستثمرين يجدون موطئ قدم بعد الانهيار الأخير في الأسواق. تراجع المؤشر بنسبة 13 في المائة يوم الاثنين.

بدأ الشعور بعدم الاستقرار في وقت مبكر في آسيا، لكن نائب محافظ بنك اليابان شينيتشي أوتشيدا قال في خطاب لقادة الأعمال إن البنك المركزي لن يرفع أسعار الفائدة عندما تكون الأسواق المالية غير مستقرة، مما عزز الأصول العالية المخاطر.

قفز الدولار بنسبة 1.8في المائة إلى 146.84 ين مبتعداً عن الحضيض الذي وصل إليه يوم الاثنين عند 141.675 ين، رغم أنه لا يزال بعيداً عن ذروته في يوليو (تموز) عند 161.96.

يُتابع الين الياباني من كثب في الوقت الحالي بسبب ارتفاعه السريع الذي يُعتبر جزئياً سبباً لاضطرابات الأسواق العالمية، حيث أجبر ارتفاعه المستثمرين على التخلص من صفقات الحمل، حيث اقترضوا بالين بأسعار منخفضة للاستثمار في أصول ذات أداء أفضل في أماكن أخرى.

وتتزايد التوقعات بين المستثمرين والمحللين بأن التقلبات في الأسواق، التي بلغت ذروتها يوم الاثنين عندما تراجعت مؤشرات الأسهم العالمية، لا تشكل حركات أكثر استدامة.

وقال تيم غراف، رئيس استراتيجية الاقتصاد الكلي لأوروبا في أسواق «ستايت ستريت» العالمية: «أعتقد أنك بحاجة إلى النظر فيما لم يحدث يوم الاثنين للحصول على فكرة عن مكان هذا بالنسبة لفترات التقلب الكبيرة الأخرى، في الأزمات الأخرى سترى أن سوق تمويل ما بين البنوك أصبح أكثر ضيقاً بشكل كبير، ولم يحدث ذلك، لم يكن أداء الذهب جيداً، ولم تنهر السلع. بالنسبة لي، كان هذا تطهيراً شديداً للمواقف في ظل بيئة تجارية بها مكاتب تداول بها دعم خفيف وسيولة منخفضة، لكنه لم يكن أسوأ من ذلك. من هنا أعتقد أننا سنبدأ في عكس بعض هذه الحركات ولكن ليس بالكامل، لا أعتقد أنك سترى الدولار/ين يعود إلى المستويات العالية التي كان عليها».

في أوروبا، كانت أسهم البنوك، التي تعرضت لضربة قوية في الأيام الأخيرة، من بين الأعلى ربحاً بزيادة قدرها 1.6 في المائة، وأثارت شركة «نوفو نورديسك»، أكبر شركة في أوروبا من حيث القيمة السوقية، الانتباه بانخفاضها بنسبة 3.3 في المائة بعد أن أعلنت عن أرباح أقل من المتوقع للربع الثاني.

وفي وقت سابق من اليوم، ارتفع مؤشر MSCI لأوسع أسهم منطقة آسيا والمحيط الهادئ خارج اليابان بنسبة 1.8 في المائة.

السندات

هذا وارتفعت عائدات السندات الأميركية لأجل 10 سنوات بمقدار 5 نقاط أساس لتصل إلى 3.935 في المائة، وبعيداً عن أدنى مستوى ليوم الاثنين عند 3.667 في المائة وارتفع العائد على السندات الألمانية لأجل 10 سنوات بمقدار 9 نقاط أساس لتصل إلى 2.275% في المائة، تقريباً 20 نقطة أساس عن أدنى مستوى ليوم الجمعة.

كما ارتفعت عوائد السندات الأميركية لأجل سنتين مرة أخرى إلى 4.028 في المائة بعد تراجع كبير إلى 3.654 في المائة، حيث قلصت الأسواق الرهانات على قطع طارئ لأسعار الفائدة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي خارج اجتماعه الدوري.

وتُشير العقود الآجلة الآن إلى أن تخفيضات بمقدار 105 نقاط أساس ستحدث هذا العام، مقارنة بـ 125 نقطة أساس في مرحلة واحدة خلال اضطرابات يوم الاثنين، بينما يعتبر تخفيض بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر (أيلول) احتمالاً بنسبة 73 في المائة.

وتراجعت المخاوف من ركود اقتصادي وشيك في الولايات المتحدة إلى حد ما مع استمرار بيانات اقتصادية قوية تُشير إلى نمو اقتصادي صلب في الربع الحالي.

أسواق السلع الأساسية

في أسواق السلع الأساسية، ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 0.1 في المائة لتصل إلى 2391.00 دولار للأوقية، بعيداً عن قمة الأسبوع الماضي عند 2477 دولاراً.

وظلت أسعار النفط متقلبة مع تصارع المخاوف بشأن تراجع الطلب العالمي مع مخاطر انقطاعات العرض في الشرق الأوسط.

وارتفع خام برنت بنسبة 0.4 في المائة ليصل إلى 76.83 دولار للبرميل، في حين ارتفع الخام الأميركي أيضاً بنسبة 0.5 في المائة ليصل إلى 73.58 دولار للبرميل.


مقالات ذات صلة

هيمنة الأسهم الأميركية تزداد قوة مع فوز ترمب

الاقتصاد بورصة نيويورك للأوراق المالية (وكالة حماية البيئة)

هيمنة الأسهم الأميركية تزداد قوة مع فوز ترمب

تواصل الأسهم الأميركية تعزيز تفوقها على منافسيها العالميين، ويعتقد العديد من المستثمرين أن هذه الهيمنة قد تزداد إذا تمكن دونالد ترمب من تنفيذ برنامجه.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد مستثمران يتابعان أسعار الأسهم على شاشة «تداول» السعودية (رويترز)

سوق الأسهم السعودية تُنهي الأسبوع بتراجع إلى 11840 نقطة

أغلق مؤشر الأسهم السعودية الرئيسية «تاسي» آخِر جلسات الأسبوع متراجعاً بمقدار 27.40 نقطة، وبنسبة 0.23 في المائة، إلى 11840.52 نقطة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد تستهدف «بوني» تقييماً يصل إلى 4.55 مليار دولار في طرحها العام الأولي (موقع الشركة)

«بوني» الصينية المدعومة من «نيوم» السعودية تسعى لجمع 260 مليون دولار في طرحها بأميركا

قالت شركة «بوني إيه آي»، الأربعاء، إنها تستهدف تقييماً يصل إلى 4.55 مليار دولار في طرحها العام الأولي الموسع في الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد مخطط مؤشر أسعار الأسهم الألمانية «داكس» في بورصة «فرانكفورت» (رويترز)

الأسواق العالمية تتباين وسط تصاعد التوترات في الحرب الروسية الأوكرانية

شهدت الأسواق العالمية أداءً متبايناً، الأربعاء، على الرغم من المكاسب التي حققتها «وول ستريت»، وسط تزايد المخاوف بشأن تصعيد الحرب الروسية الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ)
الاقتصاد مستثمر يمر أمام شاشة تعرض معلومات سوق الأسهم السعودية «تداول» في الرياض (رويترز)

سوق الأسهم السعودية تضيف 45 نقطة بسيولة 1.6 مليار دولار

سجل «مؤشر الأسهم السعودية الرئيسية» (تاسي)، الثلاثاء، ارتفاعاً بمقدار 45.53 نقطة، وبنسبة 0.38 في المائة، إلى 11875.91 نقطة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
TT

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024، مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، لتتحول إلى الربحية وبنسبة نمو تجاوزت 200 في المائة.إذ وصلت أرباحها إلى نحو 525 مليون دولار (1.97 مليار ريال) مقارنةً بتسجيلها خسائر في العام السابق وصلت إلى 516 مليون دولار (1.93 مليار ريال).

ويأتي هذا التحول للربحية في النتائج المالية لشركات القطاع، وتحقيقها لقفزة كبيرة في الأرباح، بفعل ارتفاع الإيرادات ودخل العمليات والهامش الربحي وزيادة الكميات والمنتجات المبيعة.

ومن بين 11 شركة تعمل في مجال البتروكيميائيات مدرجة في «تداول»، حققت 8 شركات ربحاً صافياً، وهي: «سابك»، و«سابك للمغذيات»، و«ينساب»، و«سبكيم»، و«المجموعة السعودية»، و«التصنيع»، و«المتقدمة»، و«اللجين»، في حين واصلت 3 شركات خسائرها مع تراجع بسيط في الخسائر مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، وهي: «كيمانول»، و«نماء»، و«كيان».

وبحسب إعلاناتها لنتائجها المالية في «السوق المالية السعودية»، حققت شركة «سابك» أعلى أرباح بين شركات القطاع والتي بلغت مليار ريال، مقارنةً بتحقيقها خسائر بلغت 2.88 مليار ريال للعام السابق، وبنسبة نمو تجاوزت 134 في المائة.

وحلت «سابك للمغذيات» في المركز الثاني من حيث أعلى الأرباح، رغم تراجع أرباحها بنسبة 21 في المائة، وحققت أرباحاً بقيمة 827 مليون ريال خلال الربع الثالث 2024، مقابل تسجيلها لأرباح بـ1.05 مليار ريال في الربع المماثل من العام السابق.

وفي المقابل، حققت «اللجين»، أعلى نسبة نمو بين الشركات الرابحة، وقفزت أرباحها بنسبة 1936 في المائة، بعد أن سجلت صافي أرباح بلغ 45.8 مليون ريال في الربع الثالث لعام 2024، مقابل أرباح بلغت 2.25 مليون ريال في العام السابق.

مصنع تابع لشركة كيميائيات الميثانول (كيمانول) (موقع الشركة)

توقعات استمرار التحسن

وفي تعليق على نتائج شركات القطاع، توقع المستشار المالي في «المتداول العربي» محمد الميموني خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تستمر حالة التحسن في أرباح شركات قطاع البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، بفعل حالة ترقب التحسن في الاقتصاد الصيني الذي يعد من أهم وأكبر المستهلكين لمنتجات شركات البتروكيميكال، والاستقرار المتوقع في الأوضاع الجيوسياسية، مضيفاً أن تلك العوامل ستعمل على بدء انفراج في أسعار منتجات البتروكيميكال، وتجاوزها للمرحلة الماضية في تدني وانخفاض أسعارها. وقال «لا أتوقع أن يكون هناك مزيد من التراجع، ومن المتوقع أن يبدأ الاستقرار في أسعار منتجات البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، وهو مرهون بتحسن أسعار النفط، وتحسن الطلب على المنتجات».

وأشار الميموني إلى أن أسباب تراجع أرباح بعض شركات القطاع أو استمرار خسائرها يعود إلى انخفاض متوسط أسعار مبيعات منتجات البتروكيميكال نتيجة لاتجاه السوق والأسعار نحو الانخفاض بالإضافة إلى فترة الصيانة الدورية لعدد من مصانع شركات القطاع، وكذلك ارتفاع تكلفة وقود الديزل في الفترة منذ بداية يناير (كانون الثاني) 2024 وارتفاع تكلفة الشحن بسبب الاضطرابات الجيوسياسية التي أثرت على مسار الشحن من خلال مسار البحر الأحمر، وارتفاع تكاليف التمويل، ورغم اتجاه أسعار الفائدة نحو الانخفاض منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، فإنه لم ينعكس بشكل جيد على وضع نتائج شركات البتروكيميكال حتى الآن، مجدِّداً توقعه بتحسن النتائج المالية لشركات القطاع خلال الربعين المقبلين.

تحسن الكفاءة التشغيلية

من جهته، قال المحلل المالي طارق العتيق، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن شركات القطاع أظهرت منذ بداية السنة تحسناً في الكفاءة التشغيلية لجميع عملياتها وأدائها، وارتفاع في أعداد الكميات المنتجة والمبيعة، وتكيّف شركات القطاع مع تغير ظروف السوق. وقابل ذلك تحسّن ظروف السوق وزيادة الطلب على المنتجات البتروكيماوية، وتحسّن الهوامش الربحية ومتوسط الأسعار لبعض منتجات البتروكيميائيات الرئيسة.

وعّد العتيق تسجيل 8 شركات من أصل 11 شركة تعمل في القطاع، أرباحاً صافية خلال الربع الثالث، أنه مؤشر مهم على تحسن عمليات وأداء شركات القطاع، ومواكبتها لتغير الطلب واحتياج السوق، مضيفاً أن القطاع حساس جداً في التأثر بالظروف الخارجية المحيطة بالسوق وأبرزها: تذبذب أسعار النفط، والظروف والنمو الاقتصادي في الدول المستهلكة لمنتجات البتروكيميائيات وأهمها السوق الصينية، والأحداث الجيوسياسية في المنطقة وتأثيرها على حركة النقل والخدمات اللوجستية، لافتاً إلى أن تلك الظروف تؤثر في الطلب والتكاليف التشغيلية لمنتجات البتروكيميائيات، إلا أنها قد تتجه في الفترة الراهنة باتجاه إيجابي نحو تحسن السوق والطلب على منتجات البتروكيميائيات.