باسيل يفصل آلان عون من «التيار الوطني الحر»

ترقب لمواقف 3 نواب وعدوه بالاستقالة

النائب آلان عون خلال جلسة في البرلمان (الوكالة الوطنية)
النائب آلان عون خلال جلسة في البرلمان (الوكالة الوطنية)
TT

باسيل يفصل آلان عون من «التيار الوطني الحر»

النائب آلان عون خلال جلسة في البرلمان (الوكالة الوطنية)
النائب آلان عون خلال جلسة في البرلمان (الوكالة الوطنية)

بعد انتظار لأشهر، قرر رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل التوقيع على قرار فصل النائب آلان عون، ابن شقيقة مؤسس «التيار» والرئيس السابق للبلاد العماد ميشال عون، من صفوفه.

وردت اللجنة المركزية للإعلام والتواصل في «التيار» فصل عون إلى «مخالفته النظام الداخلي مراتٍ عدّة، كما لمخالفة قرارات (التيار) وتوجيهاته، على المستويات السياسية والتنظيمية والإعلامية».

وكان مجلس الحكماء في «التيار» برئاسة العماد عون أصدر توصيتين بفصل النائب عون، بعد تخلّفه عن المثول أمامه.

ويأخذ باسيل على عون «عدم قبوله مراراً الإعلان عن التزامه بقرار (التيار) في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في 14/6/2023»، علماً أن عون لم يعلن أنه صوّت لغير المرشح الذي دعمته قيادة «التيار» الوزير السابق جهاد أزعور.

النائب آلان عون خلال جلسة في البرلمان (الوكالة الوطنية)

وبحسب بيان «الوطني الحر» الذي صدر الجمعة، فإن «احترام حرية الرأي المكرّسة في (التيار) وسلوكيّاته مقدّسة، ولكنّها تقف عند حدود وحدة (التيار) والالتزام الحزبي بقراراته ونظامه».

وكان مجلس الحكماء في «التيار» قد فصل النائب الياس بوصعب بتاريخ 6/3/2024 «بعد مخالفته أحكام النظام الداخلي وعدم التزامه بقرارات (التيار) وتوجهاته السياسية والإعلامية والتنظيمية، وبعد إقراره بتصويته المخالِف لقرار (التيار) في جلسة مجلس النواب في 14 يونيو (حزيران) 2023 لانتخاب رئيس الجمهورية، وبعد تمنّعه كذلك عن المثول أمام مجلس الحكماء، وتمنّعه عن حضور اجتماعات الهيئة السياسية والمجلس السياسي لفترة زمنية طويلة».

ويُنتظر الموقف الذي سيتخذه 3 نواب من كتلة «التيار» تردد أنهم كانوا وعدوا آلان عون بأنهم لن يسكتوا في حال فصله وسيتقدمون باستقالاتهم.

عضو تكتل «لبنان القوي» خلال إحدى مشاركاته في مجلس النواب (الوكالة الوطنية)

وردت مصادر معنية بالملف إقدام باسيل على عملية الفصل في هذا التوقيت إلى «استفادته من انشغال اللبنانيين، وضمناً مناصري (التيار)، بمتابعة الوضع الأمني في البلد في ظل الخشية من اندلاع حرب موسعة»، لافتة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «مهّد لهذا القرار بأكثر من طريقة، كان آخرها استطلاع رأي حزبي داخلي، ومن بعدها مواقف عالية النبرة أطلقها في مناسبات عامة، باعتباره يخشى ردود فعل داخلية على القرار كما حملة انشقاقات».

ومع فصل عون يكون تكتل «لبنان القوي» الذي يرأسه باسيل تراجع من 21 نائباً إلى 17 مع فصل الياس بوصعب منه، ومن قبله وزير الصناعة والنائب جورج بوشكيان، ومع انضمام النائب محمد يحيى إلى تكتل «التوافق الوطني»، علماً أن نائبي «الطاشناق» اللذين ينضويان في التكتل لم يلتزما أصلاً بقرار باسيل التصويت لأزعور وصوتا لرئيس «المردة» سليمان فرنجية في الجلسة الأخيرة التي انعقدت لانتخاب رئيس.

ويعتبر معارضو باسيل أن «ما يريده من خلال عمليات الفصل، هو الاستئثار بقرارات الحزب وإقصاء كل من يرفع الصوت للتعبير عن رأي آخر».

وبحسب معلومات «الشرق الأوسط»، يغطي العماد ميشال عون كل قرارات باسيل، وهو كان أكثر تشدداً منه فيما يتعلق بفصل عون وبوصعب. ويعتقد باسيل وعون أن عمليات الانشقاق الأخيرة، وحتى لنواب عونيين سابقين كانوا من المؤسسين، لم تنعكس سلباً على وحدة «التيار»، ومنهم زياد أسود وحكمت ديب وماريو عون وسواهم، وبالتالي فإن فصل عون وبوصعب لن يؤثر على هذه الوحدة.

ولم يستغرب النائب عون صدور قرار فصله، وكان يتوقعه في أي لحظة لاعتباره أن «التسريبات في الإعلام سياسة يعتمدها باسيل قبيل التبليغ»، حسبما يقول عارفون بأوضاع «التيار».


مقالات ذات صلة

رد «حزب الله» المرتقب على إسرائيل… تحت سقف الحرب الموسعة

تحليل إخباري عناصر في «حزب الله» يحملون نعش القيادي العسكري البارز فؤاد شكر خلال تشييعه بضاحية بيروت الجنوبية (د.ب.أ)

رد «حزب الله» المرتقب على إسرائيل… تحت سقف الحرب الموسعة

يخشى الطرفان من أن يؤدي رد كبير من قبل الحزب أو حتى رد مشترك موحد لمحور إيران إلى حرب موسعة في المنطقة من دون سقف.

بولا أسطيح (بيروت)
يوميات الشرق تصف العودة إلى المسرح بعد 36 عاماً بـ«الشعور الخاص جداً» (صور هيام أبو شديد)

هيام أبو شديد لـ«الشرق الأوسط»: كنتُ مرآة نساء أقمن في الشرنقة

درَّبت التجارب هيام أبو شديد على إفلات ما ليس في المتناول، «وإن كان الوطن»... أحياناً هو حيث أمان المرء والإحساس بجدواه.

فاطمة عبد الله (بيروت)
عمال الدفاع المدني اللبناني يخمدون حريقاً إثر غارة جوية إسرائيلية على بلدة شمع في جنوب لبنان في 1 أغسطس 2024 وسط اشتباكات حدودية مستمرة بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي «حزب الله» (أ.ف.ب)

قصف مدفعي إسرائيلي فجراً يستهدف مناطق عدة في جنوب لبنان 

قصفت المدفعية الإسرائيلية، فجر اليوم (الجمعة)، أطراف عدد من البلدات في جنوب لبنان، وقصفت بعد منتصف الليل الماضي أطراف بلدات عدة في القطاع الأوسط في جنوب لبنان.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي عناصر إغاثة لبنانيون يمشّطون المنطقة عقب قصف إسرائيلي استهدف جنوب لبنان (أ.ف.ب)

4 قتلى سوريين في قصف إسرائيلي على جنوب لبنان

أحصت وزارة الصحة اللبنانية مقتل أربعة سوريين على الأقل في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان، أوضح مصدر في هيئة صحية أنهم من أفراد عائلة نازحة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي نصر الله يتحدث عبر الشاشة في تشييع القائد العسكري بـ«حزب الله» فؤاد شكر بالصاحية الجنوبية (رويترز)

نصر الله يتوعد بـ«رد مدروس جداً» على اغتيال شكر

توعّد أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله بـ«رد حقيقي ومدروس جداً» على اغتيال القائد العسكري البارز في الحزب فؤاد شكر.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

التوسّع الاستيطاني الإسرائيلي بالضفة الغربية بلغ مستوى قياسياً في 2023

منازل مؤقتة ضمن مستوطنة إسرائيلية في الضفة الغربية (رويترز)
منازل مؤقتة ضمن مستوطنة إسرائيلية في الضفة الغربية (رويترز)
TT

التوسّع الاستيطاني الإسرائيلي بالضفة الغربية بلغ مستوى قياسياً في 2023

منازل مؤقتة ضمن مستوطنة إسرائيلية في الضفة الغربية (رويترز)
منازل مؤقتة ضمن مستوطنة إسرائيلية في الضفة الغربية (رويترز)

شهد عام 2023 توسعاً قياسياً للاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلّة هو الأكبر منذ توقيع اتفاقات أوسلو في تسعينات القرن الماضي، وفق تقرير لبعثة الاتحاد الأوروبي في الأراضي الفلسطينية، صدَرَ الجمعة.

وتوقعت البعثة، في منشور على منصة «إكس»، «تفاقم الأوضاع في 2024 بسبب التطورات الأخيرة»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

ووفق التقرير، منحت السلطات الإسرائيلية تراخيص لبناء 12 ألفاً و349 وحدة سكنية في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967. ويُعدّ هذا الرقم قياسياً؛ إذ لم يجرِ بلوغه منذ توقيع اتفاقات أوسلو في عام 1993.

وفي القدس الشرقية، التي ضمّتها إسرائيل في عام 1967، مُنحت تراخيص لبناء 18 ألفاً و333 وحدة سكنية. وفي المجموع، جرت الموافقة على بناء 30 ألفاً و682 وحدة سكنية استيطانية في الضفة الغربية والقدس الشرقية خلال عام 2023، وهو العدد الأكبر من التصاريح الممنوحة في عام واحد منذ 2012، وفق الاتحاد الأوروبي.

ويشير التقرير إلى تداعيات لهذه المشاريع على حل (قيام) دولتين لتسوية النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني «مبنيّ على أن القدس عاصمة للدولتين» الإسرائيلية والفلسطينية.

وذكّر التقرير بأن الاتحاد الأوروبي طلب مراراً من إسرائيل عدم مواصلة مشاريعها في إطار سياستها الاستيطانية، ووضع حد لكل أنشطة الاستيطان. والأنشطة الاستيطانية لإسرائيل في الضفة الغربية المحتلة وفي القدس الشرقية غير قانونية بنظر القانون الدولي، لكنها تواصلت في عهد كل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ عام 1967.

وتدفع الأحزاب اليمينية المتطرفة المنضوية في الائتلاف الحاكم بإسرائيل حالياً لتسريع التوسع الاستيطاني. ويقيم نحو 490 ألف مستوطن في الضفة الغربية المحتلّة التي يقطنها نحو ثلاثة ملايين فلسطيني.

وفي الضفة الغربية أيضاً مستوطنات «عشوائية»؛ أي بُنيت دون ترخيص. وفي عام 2023، أقيمت 26 مستوطنة عشوائية، «وهو العدد الأكبر في عام واحد منذ 1991»، وفق التقرير الذي أوضح أن الحكومة الإسرائيلية تعتزم تشريع 15 منها.

وتشهد الضفة الغربية تصاعداً لأعمال العنف، خصوصاً منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» في غزة. وقُتل 594 فلسطينياً على الأقل في الضفة الغربية برصاص الجيش الإسرائيلي أو المستوطنين، و17 إسرائيلياً بينهم جنود، وفق تعداد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».