مساعٍ دبلوماسية للتهدئة وتفادي توسّع النزاع بين إسرائيل و«حزب الله»

جانب من الدمار جراء ضربة صاروخية طالت بلدة مجدل شمس الدرزية في هضبة الجولان أول من أمس (رويترز)
جانب من الدمار جراء ضربة صاروخية طالت بلدة مجدل شمس الدرزية في هضبة الجولان أول من أمس (رويترز)
TT

مساعٍ دبلوماسية للتهدئة وتفادي توسّع النزاع بين إسرائيل و«حزب الله»

جانب من الدمار جراء ضربة صاروخية طالت بلدة مجدل شمس الدرزية في هضبة الجولان أول من أمس (رويترز)
جانب من الدمار جراء ضربة صاروخية طالت بلدة مجدل شمس الدرزية في هضبة الجولان أول من أمس (رويترز)

تسعى دول؛ أبرزها الولايات المتحدة، إلى تفادي التصعيد بين إسرائيل و«حزب الله»، بعدما توعدت الدولة العبرية بالردّ على ضربة صاروخية بالجولان السوري المحتل نسبتها إلى «الحزب». وأجرى وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، اليوم (الاثنين)، اتصالاً هاتفياً مع رئيس إسرائيل، إسحاق هيرتسوغ، لبحث الهجوم الصاروخي الذي وقع على هضبة الجولان. وشدد بلينكن، خلال الاتصال، على أهمية تجنب تصعيد الصراع، وفقاً لوكالة «رويترز». كما بحث الجانبان جهود التوصل إلى حل دبلوماسي للسماح للمواطنين على جانبي الحدود بين إسرائيل ولبنان بالعودة إلى منازلهم، بالإضافة إلى الجهود الجارية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن المحتجزين هناك.

من جانبه، أجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، «سلسلة اتصالات دبلوماسية وسياسية، في إطار متابعة الأوضاع الطارئة المستجدة والتهديدات الإسرائيلية المتكررة ضد لبنان»، وفق بيان صادر عن مكتبه. وأكّد البيان أن «الاتصالات مستمرة في أكثر من اتجاه دولي وأوروبي وعربي لحماية لبنان ودرء الأخطار عنه».

وتلقى ميقاتي في هذا الإطار اتصالاً من وزير خارجية بريطانيا، ديفيد لامي، الذي «جدد دعوة جميع الأطراف إلى ضبط النفس منعاً للتصعيد». ودعا الوزير البريطاني إلى «حل النزاعات سلمياً وعبر تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة».

وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس، أنّ باريس «ملتزمة بالكامل القيام بكل ما هو ممكن لتجنب تصعيد جديد في المنطقة»، وفق ما أفاد به قصر «الإليزيه».

وأعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، اليوم، عن قلقه إزاء احتمالات توسع دائرة المواجهة العسكرية بين إسرائيل و«حزب الله» بما يزيد على نطاقها الحالي ويجر الشرق الأوسط إلى حرب إقليمية. وأكد أبو الغيط على التضامن الكامل مع الدولة اللبنانية وشجبه التهديدات الإسرائيلية للبنان، مشدداً على أن أي تصعيد محتمل سيشكل تهديداً لأمن واستقرار المنطقة برمتها. وأوضح جمال رشدي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، أن الجامعة تدعو أيضاً إلى وجوب التحقق من ملابسات حادث مجدل شمس السورية المحتلة، الذي أودى بحياة أفراد سوريين. وأشار إلى أن الجامعة سبق أن نبهت مراراً، وكانت المرة الأخيرة بلسان الموفد الشخصي للأمين العام إلى لبنان السفير حسام زكي، للتداعيات السلبية المترتبة على استمرار الحرب الإسرائيلية العدوانية على غزة، ومخاطر اتساع رقعتها ودخولها في حالة من المواجهة العسكرية الكبيرة وعدم الاستقرار. ودعا إلى وقف فوري لهذه الحرب بما ينعكس على التهدئة في لبنان، مشدداً في هذا السياق على أهمية الالتزام الكامل بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم «1701». وأضاف أن الأمين العام بصدد إجراء عدد من الاتصالات الدولية للمساعدة في احتواء الوضع وعدم رفع منسوب التوتر الحالي تجنباً لمواجهة موسعة ستهز استقرار المنطقة بشكل غير مرغوب فيه.

ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» الفلسطينية في قطاع غزة يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، يسجل تبادل شبه يومي للقصف عبر الحدود اللبنانية - الإسرائيلية بين «حزب الله» الداعم للحركة وفصائل حليفة له من جهة؛ والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى.

واتهمت إسرائيل، أول من أمس، «حزب الله» بالوقوف خلف ضربة صاروخية طالت بلدة مجدل شمس الدرزية في هضبة الجولان السورية، وأدت إلى مقتل 12 فتى وفتاة. إلا إن الحزب المدعوم من طهران نفى «أي علاقة» له بالهجوم.

وبعدما توعدت إسرائيل «بضرب العدو بقوة»، فوّض مجلس الوزراء الأمني المصغّر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع أمس «تقرير كيفية وتوقيت الردّ» على «حزب الله».


مقالات ذات صلة

قبرص مستعدة لعمليات إجلاء من الشرق الأوسط إذا لزم الأمر

المشرق العربي دخان يتصاعد على الجانب اللبناني من الحدود بين إسرائيل ولبنان بعد غارة إسرائيلية كما يظهر من شمال إسرائيل (رويترز)

قبرص مستعدة لعمليات إجلاء من الشرق الأوسط إذا لزم الأمر

قال وزير الخارجية القبرصي، الاثنين، إن بلاده مستعدة للمساعدة في إجلاء مدنيين من الشرق الأوسط إذا تصاعدت المواجهة بين إسرائيل وجماعة «حزب الله» اللبنانية.

«الشرق الأوسط» (نيقوسيا )
تحليل إخباري رجل فلسطيني مصاب يغطي وجهه بينما يسير معه آخر عقب غارة إسرائيلية على دير البلح (رويترز)

تحليل إخباري ​«هدنة غزة»: مخاوف «اتساع الحرب»... هل تعزز «ضغوط الوسطاء»؟

تتصاعد مخاوف اتساع نطاق الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة إلى جنوب لبنان إثر توترات تزداد كان أحدثها تداعيات الهجوم الصاروخي على قرية «مجدل شمس» بالجولان المحتل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي مشايخ دروز يقيمون الصلاة على جنازة أحد ضحايا الهجوم في مجدل شمس بهضبة الجولان (أ.ف.ب)

«حزب الله» يبلِغ المسؤولين اللبنانيين والدوليين «حتمية الردّ» على أي ضربة إسرائيلية

رفض «حزب الله» تقديم أي تطمينات، وجدّد «موقفه المعلن» من أنه سيردّ على أي ضربة إسرائيلية، من غير تحديد طبيعة الرد «المتروكة للميدان».

نذير رضا (بيروت)
المشرق العربي صورة من مطار بيروت (أرشيفية - رويترز)

دول تحث رعاياها على مغادرة لبنان مع ترقب لتصعيد بين إسرائيل و«حزب الله»

دعت دول عدة مواطنيها إلى مغادرة الأراضي اللبنانية بشكل فوري مع تصاعد التوتر بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله» في لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شؤون إقليمية جانب من عملية تشييع القتلى جراء سقوط صاروخ على بلدة مجدل شمس في الجولان السوري (أ.ف.ب)

نتنياهو من الجولان: ردنا قادم وسيكون قوياً

زار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم (الاثنين)، موقع سقوط الصاروخ في بلدة مجدل شمس في الجولان السوري.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

قبرص مستعدة لعمليات إجلاء من الشرق الأوسط إذا لزم الأمر

دخان يتصاعد على الجانب اللبناني من الحدود بين إسرائيل ولبنان بعد غارة إسرائيلية كما يظهر من شمال إسرائيل (رويترز)
دخان يتصاعد على الجانب اللبناني من الحدود بين إسرائيل ولبنان بعد غارة إسرائيلية كما يظهر من شمال إسرائيل (رويترز)
TT

قبرص مستعدة لعمليات إجلاء من الشرق الأوسط إذا لزم الأمر

دخان يتصاعد على الجانب اللبناني من الحدود بين إسرائيل ولبنان بعد غارة إسرائيلية كما يظهر من شمال إسرائيل (رويترز)
دخان يتصاعد على الجانب اللبناني من الحدود بين إسرائيل ولبنان بعد غارة إسرائيلية كما يظهر من شمال إسرائيل (رويترز)

قال وزير الخارجية القبرصي، الاثنين، إن بلاده مستعدة للمساعدة في إجلاء مدنيين من الشرق الأوسط إذا تصاعدت المواجهة بين إسرائيل وجماعة «حزب الله» اللبنانية.

ويتأهب لبنان لرد من إسرائيل منذ أن قتلت ضربة صاروخية 12 طفلاً وفتى في هضبة الجولان المحتلة، السبت. وألقت إسرائيل والولايات المتحدة بالمسؤولية في الهجوم على «حزب الله» المدعوم من إيران. ونفى الحزب مسؤوليته.

وقال وزير الخارجية كونستانتينوس كومبوس للصحافيين إن السلطات القبرصية لديها آلية استجابة طارئة للإجلاء المحتمل لمدنيين منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وأضاف: «لقد حددنا الطريقة التي سيعمل بها البرنامج، إذا لزم الأمر».

وقال الوزير: «نأمل جميعاً ألا يكون ذلك ضرورياً، لكن إن لم يحدث ذلك، فستواصل قبرص العمل كجسر أمان لتسهيل رحيل المدنيين من أي بقعة محاصرة في منطقتنا».

كانت جزيرة قبرص الواقعة في شرق البحر المتوسط ​​قد استُخدمت لإجلاء آلاف الأجانب من لبنان في 2006، أثناء الحرب بين إسرائيل و«حزب الله»، كما استخدمت بريطانيا الجزيرة لإجلاء البريطانيين ومزدوجي الجنسية من السودان العام الماضي.