قلق أممي من إمكانية تفشي الأوبئة في غزة

بعد اكتشاف فيروس شلل الأطفال في الصرف الصحي

فلسطينيون يعبرون شارعاً غمرته مياه الصرف الصحي في دير البلح وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يعبرون شارعاً غمرته مياه الصرف الصحي في دير البلح وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

قلق أممي من إمكانية تفشي الأوبئة في غزة

فلسطينيون يعبرون شارعاً غمرته مياه الصرف الصحي في دير البلح وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يعبرون شارعاً غمرته مياه الصرف الصحي في دير البلح وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعرب مسؤول رفيع المستوى في منظمة الصحة العالمية الثلاثاء عن «قلقه البالغ» من إمكان تفشي الأوبئة في غزة بعد اكتشاف فيروس شلل الأطفال في مياه الصرف الصحي.

وقال رئيس فريق منظمة الصحة العالمية المعني بحالات الطوارئ الصحية في الأراضي الفلسطينية المحتلة أياديل ساباربيكوف إن عدد الأشخاص الذي قد يتعيّن إجلاؤهم من قطاع غزة لتلقي الرعاية الطبية وصل إلى نحو 14 ألفا.

أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد بدء تطعيم جنوده الذين يقاتلون في غزة ضد شلل الأطفال بعدما أعلنت سلطات «حماس» رصد الفيروس في القطاع المحاصر والمدمر.

وشلل الأطفال مرض شديد العدوى يسببه فيروس يضرب الجهاز العصبي ويمكن أن يتسبب بشلل دائم خلال ساعات أو الموت في بعض الحالات. وتتم الإصابة بالفيروس من طريق شرب المياه الملوثة أو الاتصال من طريق الفم.

كومة من القمامة بالقرب من شارع مغطى بمياه الصرف الصحي الراكدة في دير البلح بوسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

وكانت وزارة الصحّة في حكومة «حماس» في غزّة أعلنت الأسبوع الماضي أنّ الفحوص بيّنت وجود الفيروس المُسبّب لشلل الأطفال في عيّنات عدّة من مياه الصرف الصحّي في القطاع، مندّدة بـ«كارثة صحّية». وأكدت وكالات تابعة للأمم المتحدة رصد فيروس شلل الأطفال من النوع الثاني في ست عينات بيئية جمعتها في 23 يونيو (حزيران). وقالت وزارة الصحة الإسرائيلية إنها توصلت إلى النتيجة نفسها. ولم يتم الإبلاغ عن أي إصابات بشرية.

فلسطينيون يعبرون شارعاً غمرته مياه الصرف الصحي في دير البلح وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

وقال الجيش في بيان إنه «بدأ عملية تطعيم واسعة النطاق لجميع القوات البرية، النظامية والاحتياط». ولم يذكر الجيش عدد الذين سيتلقون التطعيم.

ويوجد نحو 170 ألف جندي نظامي و300 ألف جندي احتياط في الجيش الإسرائيلي وفقا لبيان الجيش. وبحسب البيان جاء قرار التطعيم بعد اختبارات خاصة في غزة التي دمرت الحرب بنيتها الصحية. ويمكن ملاحظة تدفق مياه الصرف الصحي بين خيم النازحين الذي يعانون شح المياه الصالحة للشرب. وأكد الجيش أنه تم الاتفاق مع وزارة الصحة الإسرائيلية على أن «تخضع القوات في المنطقة للتطعيم ضد الفيروس للحفاظ على صحة الجنود والمواطنين الإسرائيليين».

واندلعت الحرب مع شن «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) هجوما غير مسبوق على إسرائيل أدى إلى مقتل 1195 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها «وكالة الصحافة الفرنسية» استنادا إلى أرقام إسرائيلية. واحتجز المهاجمون 251 رهينة ما زال 116 منهم في غزة، بينهم 42 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم لقوا حتفهم. وردت إسرائيل متوعدة بـ«القضاء» على «حماس» وتنفذ مذاك حملة قصف مدمرة وهجمات برية، ما أسفر عن سقوط ما يقرب من 39 ألف قتيل معظمهم مدنيون، ولا سيما من النساء والأطفال، وفق بيانات وزارة الصحة التابعة لـ«حماس» في غزة.


مقالات ذات صلة

ماذا يعني غياب هاريس عن خطاب نتنياهو في الكونغرس؟

الولايات المتحدة​ مظاهرات معارضة لزيارة نتنياهو في واشنطن (أ.ف.ب)

ماذا يعني غياب هاريس عن خطاب نتنياهو في الكونغرس؟

الغائب عن حضور خطاب نتنياهو هذه المرة قد يكون أهم من الحاضر خاصّة في الأجواء السياسية المتشنجة في البلاد إذ رفضت كامالا هاريس حضوره بسبب التزامات أخرى.

رنا أبتر (واشنطن) رنا أبتر (واشنطن)
المشرق العربي فلسطينيون يفرون من الجزء الشرقي من خان يونس بعد أوامر إسرائيلية بالإخلاء (رويترز)

«هدنة غزة»: «تحركات جديدة» تعزز جهود «المرحلة الأولى»

تتراجع نقاط «الخلاف العلني» في مسار مفاوضات «هدنة غزة»، مع «تحركات جديدة»، تشمل مناقشات إسرائيلية للانسحاب من كامل القطاع بأول مراحل تنفيذ مقترح بايدن.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الولايات المتحدة​ جوناثان ديكل تشين (الثاني من اليمين) والد الرهينة الأميركية ساغي ديكل تشين إلى جانب عائلات أخرى من الرهائن في غزة يتحدث مع الصحافيين بعد اجتماعهم مع مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان بالبيت الأبيض أمس (أ.ب)

بايدن سيلتقي عائلات الرهائن الأميركيين المحتجزين في غزة خلال أيام

قال مسؤول أميركي، اليوم (الثلاثاء)، إن الرئيس الأميركي جو بايدن، سيلتقي في البيت الأبيض خلال أيام، عائلات الرهائن الأميركيين المحتجزين في غزة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (رويترز)

«صحة غزة»: حصيلة القتلى في القطاع تتجاوز 39 ألفاً

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، الثلاثاء، ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 39 ألفاً و90 قتيلاً.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية وزير الخارجية الصيني وانغ يي يتابع خلال التوقيع على «إعلان بكين» بدار ضيافة الدولة «دياويوتاي» في بكين (رويترز)

إسرائيل تنتقد «فتح» بسبب توقيعها «إعلان بكين» مع «حماس»

انتقدت إسرائيل حركة «فتح» الفلسطينية التي يتزعمها الرئيس محمود عباس لتوقيعها اتفاقاً مع حركة «حماس» عن مرحلة ما بعد الحرب في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

إسرائيل تمدد تعليق التعليم بالعام الدراسي المقبل على حدود لبنان

رجال إطفاء وجنود إسرائيليون يوجدون في موقع سقوط صواريخ أطلقها «حزب الله» من لبنان (رويترز)
رجال إطفاء وجنود إسرائيليون يوجدون في موقع سقوط صواريخ أطلقها «حزب الله» من لبنان (رويترز)
TT

إسرائيل تمدد تعليق التعليم بالعام الدراسي المقبل على حدود لبنان

رجال إطفاء وجنود إسرائيليون يوجدون في موقع سقوط صواريخ أطلقها «حزب الله» من لبنان (رويترز)
رجال إطفاء وجنود إسرائيليون يوجدون في موقع سقوط صواريخ أطلقها «حزب الله» من لبنان (رويترز)

أصدرت السلطات الإسرائيلية قراراً بإلغاء التعليم في المستوطنات والبلدات الحدودية مع لبنان للعام الدراسي المقبل، وأبلغت الطلاب بضرورة الالتحاق بمدارس أخرى، على وقع التصعيد المتواصل الذي يثير مخاوف أوروبية، ومن بينها السويد التي حثّ وزير خارجيتها مواطني بلاده على مغادرة لبنان.

وأخطر وزير التربية الإسرائيلي يوآف كيش رؤساء المستوطنات التي تم إخلاؤها على الحدود مع لبنان بإلغاء العام الدراسي المقبل في بلداتهم. وقال كيش لرؤساء السلطات المحلية في المستوطنات الشمالية إن «الطلاب من المجتمعات الشمالية التي تم إجلاؤها بسبب الحرب لن يتمكنوا من العودة إلى المدارس في مسقط رأسهم في شهر سبتمبر (أيلول)، وسيواصلون بدلاً من ذلك الذهاب إلى المدارس في جميع أنحاء إسرائيل»، وأرجع ذلك إلى «التعقيدات الأمنية» في المنطقة، التي تتعرض لإطلاق صاروخي متواصل وهجمات بطائرات دون طيار من قبل «حزب الله».

ووصف كيش قرار عدم بدء العام الدراسي في البلدات الشمالية المتضررة بأنه «مؤسف»، ودعا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى «التحرك الآن وبقوة ضد دولة لبنان». واعتبر أنه «لا مفر من قرار شن حرب واسعة النطاق على لبنان من أجل استعادة السلام والاستقرار لسكان الشمال، ومن أجل مستقبل دولة إسرائيل».

وفي ظل التصعيد وتعثّر المبادرات الدولية لإنهاء القتال على حدود لبنان الجنوبية، وتبادل التهديدات بين إسرائيل و«حزب الله»، وزعت سفارة السويد في بيروت نص مقال لوزير خارجية بلادها توبياس بيلستروم نُشر في صحيفة «إكسبرسن» في الأسبوع الماضي، قال فيه إن «الوضع متوتر، ولا يمكن التنبؤ به، وفي وقت قصير جداً، يمكن أن يتصاعد الأمر إلى حرب شاملة». ولفت إلى وجود 2000 مواطن سويدي في لبنان، وقال إنه «من المتوقع أن يسافر 5000 سويدي إلى بيروت هذا الصيف على الرغم من أن وزارة الخارجية أصدرت النصائح الأكثر صرامة ضد السفر، وحثت جميع السويديين على مغادرة البلاد».

وقال إن «حقيقة وجود هذا العدد الكبير من السويديين في لبنان أو في طريقهم إليه أمر مقلق للغاية. ومن المثير للقلق بشكل خاص أن نرى الأهل يعرِّضون أطفالهم للمخاطر التي ينطوي عليها ذلك». وتابع: «لا يعد لبنان حالياً خياراً مناسباً كوجهة لقضاء العطلات، وهناك أسباب قوية وراء حث وزارة الخارجية السويديين على مغادرة البلاد منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023».

وذكر «جميع السويديين الموجودين في لبنان، أنه لا يزال من الممكن مغادرة لبنان على رحلات جوية مجدولة»، كما حثّ جميع السويديين في لبنان «على اغتنام هذه الفرصة».

«القبة الحديدية» تطلق صواريخ لاعتراض مقذوفات أُطلقت من جنوب لبنان (أ.ف.ب)

ويأتي هذا التحذير في ظل تبادل متواصل للقصف؛ إذ قُتل عنصر في «حزب الله» في غارة إسرائيلية استهدفت سيارته في بلدة شقرا في جنوب لبنان، قبل أن يردّ الحزب باستهداف قاعدة جبل نيريا، للمرة الأولى، وهو «مقر قيادي كتائبي تشغله قوات ‏من لواء غولاني»، وفق ما أعلن الحزب في بيان.

وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام»، صباح الثلاثاء، بتنفيذ مسيرة إسرائيلية غارة بصاروخ موجّه مستهدفة حافلة صغيرة (فان) على طريق بلدة شقرا في قضاء بنت جبيل، وتسبب الغارة بوقوع إصابات وباحتراق جزئي للفان. وتسبب القصف في مقتل عنصر في الحزب، نعاه في بيان، وقال إنه ينحدر من بلدة شقرا.

وردّ «حزب الله» على عملية الاغتيال، معلناً استهدافه، في بيانات متتالية، ‏موقع المرج بصاروخ بركان وثكنة راميم، كما أعلن عن تنفيذ هجوم «بسرب من المسيرات الانقضاضية على قاعدة جبل نيريا»، مستهدفاً «مقر قيادي تشغله حالياً قوات ‏من لواء غولاني»، حسبما قال الحزب في بيان. وأشار الحزب في بيانه إلى أن «قاعدة جبل نيريا تستهدف للمرة الأولى، وهي تقع شمال غربي قاعدة ميرون الجوية في الجليل الغربي» وتبعد مسافة 5 كيلومترات عن الحدود اللبنانية.

وفي جنوب لبنان، استهدف القصف الإسرائيلي بلدات عدة، وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن المدفعية أطلقت قذيفتين على أطراف بلدة قبريخا، الأمر الذي تسبب باندلاع حريق في المكان، واستهدف القصف بلدات: مركبا، حولا، طلوسة، بني حيان، وادي السلوقي ورب ثلاثين بالقذائف المدفعية، وحرج مركبا بالقذائف الفوسفورية؛ ما تسبب باندلاع النيران فيه.