تحولت مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، إلى قبلة للمسؤولين الدوليين والإسرائيليين على حد سواء، في محاولة لتركيز الضوء أكثر على واقع المدينة الأكبر فلسطينيا، التي تشهد إجراءات إسرائيلية غير مسبوقة في محيطها وقلبها.. فبعد أيام فقط على الزج بلواء إسرائيلي كامل إلى المدينة والبدء بإجراءات أمنية جديدة في محيطها، ردا على تنفيذ أبناء الخليل سلسلة عمليات متواصلة ضد المستوطنين والجيش، وعلى وقع دعوات وزراء إسرائيليين لاجتياحها وفرض حظر التجول بداخلها والفصل بالقوة بين المستوطنين والعرب حتى في الشوارع، زار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مجمع مستوطنات غوش عتصيون على بوابة الخليل، الذي زاره كذلك المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، الذي وصفه من الداخل بـ«مدينة أشباح».
وقال نتنياهو الذي اصطحب معه وزير الدفاع موشيه يعالون، وعدد من القيادات العسكرية: «سنواصل العمل بلا قيود ضد الإرهابيين». وأضاف: «من الناحية الهجومية، إننا ندخل جميع القرى والبلدات الفلسطينية، وندخل البيوت ونقوم باعتقالات واسعة النطاق، لا تُفرض أي قيود على أنشطة الجيش والأجهزة الأمنية».
وتحدث نتنياهو بشيء من التفصيل لكي يعطي المستوطنين مزيدا من الأمان قائلا: «سأشرح لكم، يجري فحص جميع المركبات الفلسطينية التي تمر في الطرقات الرئيسية، ونبحث تطبيق حلول في أماكن محددة مثل مفترق غوش عتصيون، حيث يتم تحويل المركبات إلى طريق التفافي وفقا لتوصيات الأجهزة الأمنية. ونحن نعمل أيضا على شق طرقات التفافية أخرى، كما أننا سنعمل على سحب تصاريح العمل بشكل واسع النطاق من ذوي الإرهابيين».
وسرد نتنياهو هذه الإجراءات ليعلن أنه ضد عملية «سور واقٍ 2»، كما يطالب مسؤولون ووزراء إسرائيليون. وكان وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت، دعا إلى عملية «سور واقٍ» جديدة على غرار الاجتياح الكبير للضفة الغربية في 2002، وضم غوش عتصيون إلى إسرائيل، فيما دعا الوزير في مكتب نتنياهو، أوفير أوكنيس، إلى حصار كامل للخليل وفرض منع التجول فيها. ويتفق نتنياهو في هذا، مع مسؤولي الأمن والجيش والشاباك ومسؤول الإدارة المدنية في الضفة الغربية، الذين يعتقدون أن حصار الخليل «سيشكل ضربة اقتصادية قاتلة للسكان، وقد يُدخل كثيرا من الفلسطينيين إلى دائرة العنف». ويقول ضباط إسرائيليون إن فرض الحصار على المدينة، لن يساعد الأمن الإسرائيلي في الوقت الحالي. وأوضح ضابط كبير: «فرض الحصار معناه أن الإسرائيليين فقط هم من سيتحركون في شوارع الضفة الغربية، مما سيسهّل استهدافهم».
إضافة إلى ذلك، فإن أحد المخاوف هو أن فرض العقوبات على سكان الخليل، قد يؤدي إلى انتقال مركز العمليات الإرهابية إلى مدينة أخرى، كما انتقلت من القدس الشرقية في بداية موجة التصعيد إلى الخليل. وعلى الرغم من ذلك، فإن الأجهزة الأمنية تستعد لزيادة الضغوط في منطقة الخليل، من خلال تكثيف عمليات الاعتقال، وكذلك أعمال التفتيش ونصب حواجز إسمنتية في مفرق غوش عتصيون، بالإضافة إلى تعزيز القوات المنتشرة على امتداد خط التماس، ولكن ليس خنق المدينة نهائيا.
ومع الإجراءات الأمنية الجديدة، بدا قلب المدينة حيث يتجمع المستوطنون، مثل موقع أشباح، كما وصفه المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، أمس، حين طالب بوقف الإجراءات المشددة على حركة السكان في البلدة القديمة من مدينة الخليل. وقال ملادينوف، من قلب الخليل: «من المحزن أن نرى أن على نحو 5 آلاف طالب وطالبة أن يجتازوا حاجزا عسكريا إسرائيليا للوصول إلى مدارسهم. من المحزن أن ترى المحال التجارية مغلقة والبلدة القديمة تشبه مدينة أشباح، وهذا ما شاهدته خلال زيارتي الأولى لمدينة الخليل». وتابع: «لقد عدت إلى الخليل لرؤية ما يمكن تقديمه، من خلال الأمم المتحدة ومؤسساتها، لمساعدة الخليل والاقتصاد والخدمات، وحماية حقوق الإنسان، ووقف معاناة الأطفال وحمايتهم خصوصا في المدارس. ويجب فتح البلدة القديمة من الناحية الاقتصادية واستعادة الجثامين المحتجزة، فمن حق عائلاتهم أن تدفنهم».
وجاءت التطورات في الخليل، فيما نفذ فلسطينيون، من مناطق أخرى، أمس، عمليات أدت إلى مقتل مستوطن وجرح آخرين. وفي المقابل، قتلت إسرائيل بدم بارد، 3 فلسطينيين بينهم فتاة في القدس.
وهاجم فلسطيني إسرائيليا وقتله، وأصاب آخر في عملية طعن بالقرب من محطة الوقود «دور الون» على طريق رقم «443» الواصل إلى رام الله، قبل أن يقتله الجنود الإسرائيليون. وأعلنت وزارة الصحة أن «(الشهيد) هو أحمد طه، 16 عاما».
وقبل ذلك قتل الجنود على حاجز حوارة قرب نابلس، شمال الضفة، فتى بدعوى محاولته طعن جنود. وأفادت وزارة الصحة أن الطفل علاء خليل صباح حشاش (16 عاما)، هو الذي قضى برصاص الاحتلال على الحاجز.
وفي القدس، قتل شرطي من مسافة قريبة جدا، الشابة هديل عواد، وجرح أخرى، لأنهما كانتا تحملان مقصا. واتضح أن هديل هي شقيقة للشاب محمود، الذي قتله الإسرائيليون في عام 2013. وفي هجوم رابع، دهس فلسطيني مستوطنا بسيارته قرب مستوطنة حوميش شمال الضفة، ولاذ بالفرار.
إسرائيل تقتل 3 فلسطينيين بينهم فتاة.. ومقتل مستوطن طعنًا بسكين
ملادينوف يطالب بوقف الإجراءات في الخليل.. ونتنياهو: سنواصل العمل بلا قيود
إسرائيل تقتل 3 فلسطينيين بينهم فتاة.. ومقتل مستوطن طعنًا بسكين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة