محاولة اغتيال ترمب تدفع عادل إمام إلى صدارة «التريند»

متابعون يستحضرون مشاهد من أحد الأفلام الكوميدية لـ«الزعيم»

متابعون شبّهوا إصبع «محروس» بأُذن ترمب (الشركة المنتجة للفيلم)
متابعون شبّهوا إصبع «محروس» بأُذن ترمب (الشركة المنتجة للفيلم)
TT

محاولة اغتيال ترمب تدفع عادل إمام إلى صدارة «التريند»

متابعون شبّهوا إصبع «محروس» بأُذن ترمب (الشركة المنتجة للفيلم)
متابعون شبّهوا إصبع «محروس» بأُذن ترمب (الشركة المنتجة للفيلم)

رغم الضجة السياسية الواسعة التي أحدثتها محاولة اغتيال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، المرشح المحتمل لسباق الرئاسة المقبل، والتداعيات التي ستترتب عليها، فإن متابعين عرباً ربطوا بين هذه الواقعة، ومشاهد من فيلم «الواد محروس بتاع الوزير»، بطولة «الزعيم» عادل إمام، وسيناريو وحوار يوسف معاطي وإخراج نادر جلال.

وتصدر إمام «تريند» موقع «إكس»، الأحد، بعد محاولة اغتيال ترمب، حين استعان متابعون بمشهد لـ«الشرطي الريفي محروس»، وهو يقف بجوار الوزير مدكور أبو المجد، الذي يتعرض لمحاولة اغتيال لدى وجوده في أحد المواقع العشوائية، لكن الرصاصة تخطئ طريقها وتصيب إصبع «محروس»، الذي يُكرّم وسط أجواء رسمية حافلة.

ولوّح ترمب بيده لأنصاره بعلامة القوة والانتصار عقب نجاته من محاولة الاغتيال، وقد تطايرت قطرات الدم من أذنه اليمنى على وجهه.

عادل إمام في لقطة من فيلم «الواد محروس بتاع الوزير» (الشركة المنتجة للفيلم)

وفي الفيلم الكوميدي، الذي مرّ على عرضه الأول ربع قرن، يعود «محروس» إلى مسقط رأسه كبطلٍ شعبيٍّ من الطراز الرفيع حيث يستقبله الأهالي بحفاوة كبيرة، باعتباره بطلاً لـ«موقعة الزرايب»، ويستغل «محروس» هذه الحالة ويبالغ في إظهار البطولة الوهمية بالتلويح عالياً بإصبعه «المتضخم» الذي أنقذ رقبة الوزير وسط أجواء احتفالية صاخبة، قبل أن يجلس بين جمع غفير من أهالي قريته متحدثاً عبر الميكروفون، مستعرضاً قدراته «الخارقة»، ونظراته «الثاقبة»، ومواجهته لصاحب «المدفع الرشاش» بالتحذير «اضرب يا وله»، متتبعاً الرصاصة «الأسرع من الصوت» لإنقاذ الوزير.

وأحدث هذا المشهد الكوميدي تفاعلاً كبيراً عبر مواقع التواصل من متابعين من جنسيات مختلفة. مثمنين «موهبة الزعيم وقدرته الفائقة في التشخيص» إذ يذهب «محروس» بأبناء قريته «الطيبين» بعيداً، قبل أن يكمل روايته الوهمية عن تتبّع المجرم في النيل «والمالح» انتهاءً في جزيرة قبرص بالبحر المتوسط.

كمال الشناوي مع عادل إمام في لقطة من العمل (الشركة المنتجة للفيلم)

وربط متابعون بين إصبع «محروس» وأذن ترمب اليمنى التي تلقّت الرصاصة من توماس ماثيو كروكس، خلال تجمع حاشد في مقاطعة باتلر بولاية بنسلفانيا، حيث أعلنت السلطات مقتل منفذ العملية، إضافة إلى مقتل اثنين من الحاضرين، وإصابة اثنين آخرين بجروح خطرة.

وقال الكاتب محمد صلاح الزهار، مؤلف قصة «الواد محروس بتاع الوزير»، إن إصرار ترمب على التلويح بيده اليمنى تعبيراً عن الانتصار والقوة كما اعتاد أمام أنصاره، عقب نهوضه بعد إطلاق الرصاص عليه وإصابته بخدش في أذنه اليمنى، ذكّره بمشهد إنقاذ الوزير في الفيلم، مضيفاً عبر حسابه على «فيسبوك» أن «مبالغة عادل إمام في هذا المشهد وأداءه بهذه الطريقة فكرة خالصة للزعيم».

ويرى الكاتب والناقد الفني محمد رفعت أن «الأفلام المصرية التي تحمل أبعاداً سياسية واجتماعية، وتقدم بمعالجات كوميدية تُعدّ مميزة للغاية وتبقى طويلاً في ذاكرة الجمهور».

وعلّق الإعلامي السعودي علي الحربي على تلك الواقعة بعد نشره مشاهد من الفيلم والحادثة عبر حسابه في «إكس»: «المكاسب التي سيحقّقها ترمب كمكاسب عادل إمام في فيلم (الواد محروس بتاع الوزير)».

كما نشر السعودي بندر الهاجري لقطات من الفيلم المصري الكوميدي وعلق قائلاً: «من أراد أن يفهم حيثيات ومآلات حادثة محاولة اغتيال المرشح للرئاسة الأميركية ترمب عليه أن يشاهد فيلم عادل إمام (الواد محروس بتاع الوزير) لكاتب الأدب السياسي الساخر يوسف معاطي».

وقال الصحافي محمد العدوي: «ترمب عامل فيها محروس»

وقال آخرون إن «أذن بايدن التي أصبحت أشهر أذن في العالم، تذكّر بإصبع عادل إمام في فيلم (الواد محروس بتاع الوزير)».

وعلى الرغم من أن بعض أفلام الزعيم عادل إمام تتّسم بإطارها الكوميدي، فإنها تحمل رسائل سياسية ومجتمعية مهمة للغاية مثل «الإرهاب والكباب» و«المنسي»، حسب وصف رفعت، الذي يضيف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «رؤية عادل إمام واختياراته للأعمال ساهمت في بقائه بالقمة لنحو نصف قرن، بل جعلته يتصدر التريند من دون مجهود، وهو جالس في منزله رفقة أحفاده، عكس نجوم الكوميديا الجدد الذين تصدروا الساحة نحو 5 سنوات وتراجعوا سريعاً».

يوسف معاطي مع عادل إمام (حساب صلاح معاطي على «فيسبوك»)

وبينما يصف متابعون محاولة اغتيال ترمب بأنها «مسرحية من تأليفه»، فإن رفعت يؤيد وجهة النظر التي تقول إنها صحيحة، وستساهم في حسم ترمب للانتخابات الرئاسية المقبلة.


مقالات ذات صلة

الأديب ميخائيل نعيمة استقبل زواره وكأنه لا يزال حياً

يوميات الشرق سهى نعيمة تستقبل الزوار وتروي الذكريات (الشرق الأوسط)

الأديب ميخائيل نعيمة استقبل زواره وكأنه لا يزال حياً

تعنى سهى حداد بإرث ميخائيل نعيمة، برموش العين. تعيش مع أغراضه كأنه لا يزال حياً، تحيط نفسها بلوحاته وصوره وكتبه ومخطوطاته ورسومه وأقلامه، وتستقبل زواره وتحدثهم.

سوسن الأبطح (بيروت)
يوميات الشرق مارك أبو ضاهر يحمل مجموعات من ملصقات يطبعها على دفاتر (الشرق الأوسط)

مارك أبو ضاهر... لبناني يوثّق الفن الجميل في دفاتر الذكريات

يملك مارك أبو ضاهر مجموعة كبيرة من الملصقات القديمة، بينها ما يعود إلى ملصقات (بوستر أفلام)، وبطلها الممثل اللبناني صلاح تيزاني المشهور بـ«أبو سليم».

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق امتهانُ التحكُّم من اللحظة الأولى (غيتي)

الأجنَّة تتحكَّم في الأمهات بـ«الريموت كونترول»

آلية مدهشة يستطيع الجنين من خلالها التحكُّم في طبيعة المغذّيات التي يحصل عليها من الأم خلال فترة الحمل اعتماداً على جين معيَّن ينتقل إليه عن طريق الأب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق كارين ميلر نسل ضحية جاك السفاح كاثرين أيدوس (نورث نيوز)

أحفاد ضحايا «السفاح جاك» في بريطانيا يطالبون بتحقيق جديد

رغم مرور أكثر من 130 عاماً على أحداث هذه القضية الغامضة في بريطانيا، يأمل أحفاد ضحايا «السفاح جاك» في أن يتمكنوا أخيراً من كشف الحقيقة بشأن واحدة من أشهر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق وجد العلماء نهجاً جديداً واعداً لإضعاف الذكريات السلبية وتنشيط الذكريات الإيجابية (أرشيفية - رويترز)

علماء يتوصلون لطريقة لـ«محو الذكريات السيئة»

وجد العلماء نهجاً جديداً واعداً لإضعاف الذكريات السلبية وتنشيط الذكريات الإيجابية بحسب ما نقله موقع «ساينس آليرت» العلمي

«الشرق الأوسط» (لندن)

السنة الأمازيغية 2975... احتفاء بالجذور وحفاظ على التقاليد

نساء أمازيغيات يرتدين ملابس تقليدية يشاركن في احتفال بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975 في الرباط 14 يناير 2025 (إ.ب.أ)
نساء أمازيغيات يرتدين ملابس تقليدية يشاركن في احتفال بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975 في الرباط 14 يناير 2025 (إ.ب.أ)
TT

السنة الأمازيغية 2975... احتفاء بالجذور وحفاظ على التقاليد

نساء أمازيغيات يرتدين ملابس تقليدية يشاركن في احتفال بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975 في الرباط 14 يناير 2025 (إ.ب.أ)
نساء أمازيغيات يرتدين ملابس تقليدية يشاركن في احتفال بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975 في الرباط 14 يناير 2025 (إ.ب.أ)

يحتفل الأمازيغ حول العالم وخاصة في المغرب العربي بعيد رأس السنة الأمازيغية في 12 أو 13 من يناير (كانون الثاني)، التي توافق عام 2975 بالتقويم الأمازيغي. ويطلق على العيد اسم «يناير»، وتحمل الاحتفالات به معاني متوارثة للتأكيد على التمسك بالأرض والاعتزاز بخيراتها.

وتتميز الاحتفالات بطقوس وتقاليد متنوعة توارثها شعب الأمازيغ لأجيال عديدة، في أجواء عائلية ومليئة بالفعاليات الثقافية والفنية.

وينتشر الاحتفال ﺑ«يناير» بشكل خاص في دول المغرب والجزائر وتونس وليبيا والنيجر ومالي وسيوة بمصر.

أمازيغ يحتفلون بالعام الجديد من التقويم الأمازيغي في الرباط بالمغرب 13 يناير 2023 (رويترز)

جذور الاحتفال

يعود تاريخ الاحتفال برأس السنة الأمازيغية إلى العصور القديمة، وهو متجذر في الحكايات الشعبية والأساطير في شمال أفريقيا، ويمثل الرابطة بين الأمازيغ والأرض التي يعيشون عليها، فضلاً عن ثروة الأرض وكرمها. ومن ثمّ فإن يناير هو احتفال بالطبيعة والحياة الزراعية والبعث والوفرة.

ويرتبط الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة بأصل تقويمي نشأ قبل التاريخ، يعكس تنظيم الحياة وفق دورات الفصول.

وفي الآونة الأخيرة، اكتسب الاحتفال برأس السنة الأمازيغية أهمية إضافية كوسيلة للحفاظ على الهوية الثقافية الأمازيغية حية.

ومصطلح «يناير» هو أيضاً الاسم الذي يُطلق على الشهر الأول من التقويم الأمازيغي.

خلال احتفال لأمازيغ جزائريين برأس السنة الأمازيغية الجديدة «يناير» في ولاية تيزي وزو شرق العاصمة الجزائر (رويترز)

متى رأس السنة الأمازيغية؟

إن المساء الذي يسبق يناير (رأس السنة الأمازيغية) هو مناسبة تعرف باسم «باب السَنَة» عند القبائل في الجزائر أو «عيد سوغاس» عند الجماعات الأمازيغية في المغرب. ويصادف هذا الحدث يوم 12 يناير ويمثل بداية الاحتفالات في الجزائر، كما تبدأ جماعات أمازيغية في المغرب وأماكن أخرى احتفالاتها في 13 يناير.

يبدأ التقويم الزراعي للأمازيغ في 13 يناير وهو مستوحى من التقويم اليولياني الذي كان مهيمناً في شمال أفريقيا خلال أيام الحكم الروماني.

يمثل يناير أيضاً بداية فترة مدتها 20 يوماً تُعرف باسم «الليالي السود»، التي تمثل واحدة من أبرد أوقات السنة.

أمازيغ جزائريون يحتفلون بعيد رأس السنة الأمازيغية 2975 في قرية الساحل جنوب تيزي وزو شرقي العاصمة الجزائر 12 يناير 2025 (إ.ب.أ)

ما التقويم الأمازيغي؟

بدأ التقويم الأمازيغي في اتخاذ شكل رسمي في الستينات عندما قررت الأكاديمية البربرية، وهي جمعية ثقافية أمازيغية مقرها باريس، البدء في حساب السنوات الأمازيغية من عام 950 قبل الميلاد. تم اختيار التاريخ ليتوافق مع صعود الفرعون شيشنق الأول إلى عرش مصر.

وشيشنق كان أمازيغياً، وهو أحد أبرز الشخصيات الأمازيغية في تاريخ شمال أفريقيا القديم. بالنسبة للأمازيغ، يرمز هذا التاريخ إلى القوة والسلطة.

رجال أمازيغ يرتدون ملابس تقليدية يقدمون الطعام خلال احتفال بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975 في الرباط 14 يناير 2025 (إ.ب.أ)

كيف تستعد لرأس السنة الأمازيغية؟

تتركز احتفالات يناير على التجمعات العائلية والاستمتاع بالموسيقى المبهجة. تستعد معظم العائلات لهذا اليوم من خلال إعداد وليمة من الأطعمة التقليدية مع قيام الأمهات بتحضير الترتيبات الخاصة بالوجبة.

كما أصبح من المعتاد ارتداء الملابس التقليدية الأمازيغية والمجوهرات خصيصاً لهذه المناسبة.

وتماشياً مع معاني العيد المرتبطة بالتجديد والثروة والحياة، أصبح يناير مناسبة لأحداث مهمة لدى السكان مثل حفلات الزفاف والختان وقص شعر الطفل لأول مرة.

يحتفل الأمازيغ في جميع أنحاء منطقة المغرب العربي وكذلك أجزاء من مصر بعيد «يناير» أو رأس السنة الأمازيغية (أ.ف.ب)

ما الذي ترمز إليه الاحتفالات؟

يتعلق الاحتفال بيوم يناير بالعيش في وئام مع الطبيعة على الرغم من قدرتها على خلق ظروف تهدد الحياة، مثل الأمطار الغزيرة والبرد والتهديد الدائم بالمجاعة. وفي مواجهة هذه المصاعب، كان الأمازيغ القدماء يقدسون الطبيعة.

تغيرت المعتقدات الدينية مع وصول اليهودية والمسيحية والإسلام لاحقاً إلى شمال أفريقيا، لكن الاحتفال ظل قائماً.

تقول الأسطورة إن من يحتفل بيوم يناير سيقضي بقية العام دون أن يقلق بشأن المجاعة أو الفقر.

نساء يحضّرن طعاماً تقليدياً لعيد رأس السنة الأمازيغية (أ.ف.ب)

يتم التعبير عن وفرة الثروة من خلال طهي الكسكس مع سبعة خضراوات وسبعة توابل مختلفة.

في الماضي، كان على كل فرد من أفراد الأسرة أن يأكل دجاجة بمفرده للتأكد من شبعه في يوم يناير. وترمز البطن الممتلئة في يناير إلى الامتلاء والرخاء لمدة عام كامل.

ومن التقاليد أيضاً أن تأخذ النساء بعض الفتات وتتركه بالخارج للحشرات والطيور، وهي لفتة رمزية للتأكد من عدم جوع أي كائن حي في العيد.