غضب في ألمانيا بسبب مؤامرة روسية مزعومة لقتل رئيس شركة «راينميتال» للأسلحة

المخابرات الأميركية أبلغت برلين بالمخطط لاغتيال أرمين بابيرغير وشخصيات في صناعة التسليح الألمانية والأوروبية.

رئيس شركة «راينميتال» الألمانية للأسلحة أرمين بابيرغير مع وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس في صورة أرشيفية (أ.ف.ب)
رئيس شركة «راينميتال» الألمانية للأسلحة أرمين بابيرغير مع وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس في صورة أرشيفية (أ.ف.ب)
TT

غضب في ألمانيا بسبب مؤامرة روسية مزعومة لقتل رئيس شركة «راينميتال» للأسلحة

رئيس شركة «راينميتال» الألمانية للأسلحة أرمين بابيرغير مع وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس في صورة أرشيفية (أ.ف.ب)
رئيس شركة «راينميتال» الألمانية للأسلحة أرمين بابيرغير مع وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس في صورة أرشيفية (أ.ف.ب)

تسبب الكشف عن مخطط روسي لاغتيال رئيس شركة أسلحة ضخمة في ألمانيا، بغضب لدى الأوساط السياسية الألمانية، التي دعت بالرد على موسكو بطرد دبلوماسييها. ويأتي هذا ليزيد من التوتر بين برلين وموسكو في أسبوع شهد إعلاناً حول نشر أسلحة أميركية بعيدة المدى في ألمانيا؛ مما أغضب الكرملين.

رئيس شركة «راينميتال» الألمانية للأسلحة أرمين بابيرغير (إ.ب.أ)

وكشفت قناة «سي إن إن» الأميركية، الخميس، عن مخطط روسي لاغتيال رئيس شركة «راينميتال» للأسلحة أرمين بابيرغير، يبدو أنه كان في مراحل متقدمة، في حين رفض الكرملين، الجمعة، الاتهامات وما جاء في التقرير. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: «كل ذلك تم تقديمه بأسلوب الأخبار المضللة؛ لذا لا يمكن أخذ مثل تلك التقارير على محمل الجد». وأضاف: «من الصعب جداً بالنسبة لنا أن نعلّق على تقارير لوسائل إعلام مختلفة لا تحتوي على أي حجج جدية وتستند إلى مصادر مجهولة».

وبحسب القناة التي نقلت عن مصادر في المخابرات الأميركية، فإن واشنطن أطلعت برلين على المخطط فور كشفها عنه مطلع العام الحالي، وإن ألمانيا اتخذت خطوات لمنع حدوث ذلك بتأمين حماية أمنية مشددة لبابيرغير.

واستندت «سي إن إن» في تقريرها إلى «خمسة مسؤولين أميركيين وغربيين على اطلاع بالحادثة»، وتم إخطار السلطات الألمانية بالمؤامرة؛ لذلك شددت ألمانيا الإجراءات الأمنية لبابيرغير، في ذلك الوقت.

مقر الشركة في دوسلدورف (د.ب.أ)

وبحسب القناة الأميركية، فإن اغتيال رئيس الشركة الألمانية سببه الأسلحة التي تصنعها «راينميتال» وتقدمها لأوكرانيا، وأن العملية كانت جزءاً من مخطط أوسع لاغتيال عدد من مسؤولي شركات الأسلحة الأوروبية المتورطة بصناعة أسلحة لأوكرانيا، إلا أن اغتيال بابيرغير كان الأكثر تقدماً.

وتعد «راينميتال» واحدة من أكبر الشركات الأوروبية المورّدة لتكنولوجيا الدروع وقذائف المدفعية لأوكرانيا. وبحسب بياناتها، فهي أكبر شركة مصنّعة لذخائر المدفعية في العالم الغربي. ولم تعلق «راينميتال» حتى الآن على التقرير.

وقالت القناة الأميركية إن مصادر في الحكومة الألمانية أكدت تلقي معلومات حول عملية اغتيال بابيرغير من المخابرات الأميركية. ونقلت مجلة «دير شبيغل» عن مصادر أمنية ألمانية قالت إن السلطات تلقت تحذيراً من الـ«سي آي إيه» قبل قرابة الشهرين بعد أن لاحظت المخابرات الأميركية تحركات مشبوهة لعملاء روس في الأشهر الماضية، وأن بعضهم دخل حتى إلى منطقة الشنغن؛ ما يعني أن سفرهم إلى ألمانيا كان سيكون سهلاً. ونقلت المجلة كذلك أنه لوحظ وجود «أشخاص مشبوهين» في محيط مقر شركة «ريانميتال» في دوسلدورف وفي أماكن سفر بابيرغير في الخارج.

مدرّعة من تصنيع شركة «راينميتال» تم تسليمها للجيش الألماني (رويترز)

وأكدت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر على حزم السلطات الأمنية الألمانية في التعامل مع التهديدات الروسية. وقالت فيزر في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية في برلين: «نحن لا نعلّق على وقائع تهديد فردية... لكن هناك شيئاً واحداً واضحاً للغاية: نحن نأخذ التهديد المتزايد بشكل كبير من العدوان الروسي على محمل الجد»، مؤكدة التعاون مع الشركاء الدوليين والسلطات الأمنية في الولايات الألمانية من أجل حماية ألمانيا وإحباط خطط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأوضحت فيزر أن نظام بوتين يريد تقويض الدعم الذي تحظى به أوكرانيا، وقالت: «لكننا لن نرتهب»، مضيفة أنه في ضوء التهديدات الروسية، تمت زيادة إجراءات الحماية بشكل كبير في العامين الماضيين، وقالت: «تتراوح التهديدات بين التجسس والتخريب والهجمات السيبرانية وإرهاب تمارسه الدولة». وأشارت فيزر إلى أن المخابرات الألمانية أحبطت عملين تخريبيين في أبريل (نيسان) الماضي. وفي ذلك الوقت ألقت السلطات الألمانية القبض على رجلين في ولاية بافاريا بتهمة التخطيط لارتكاب أعمال تخريبية، خاصة ضد الدعم الألماني لأوكرانيا في الحرب ضد روسيا. وقالت فيزر: «لقد تصرفت سلطاتنا الأمنية بشكل حازم للغاية ومنعت وقوع هجمات تفجيرية محتملة في ألمانيا... سنواصل بذل كل ما في وسعنا لمنع التهديدات الروسية في ألمانيا».

ويتمتع رئيس شركة «راينميتال» بحماية أمنية منذ أشهر وحراسة على مدار الساعة، بحسب صحيفة «بيلد». ونقلت الصحيفة أن عدداً من سيارات الشرطة تصطف أمام مقرّ الشركة منذ أشهر بشكل يومي، وفيها عناصر مسلحون بشكل مرئي.

المستشار الألماني أولاف شولتس يتحدث خلال تدشين موقع للشركة لتصنيع الذخيرة (د.ب.أ)

وعلّق المستشار الألماني أولاف شولتس الذي كان يشارك في اجتماعات حلف شمال الأطلسي في واشنطن عندما نشرت «سي إن إن» الخبر، وقال من دون أن يكشف عن أي تفاصيل، إن ألمانيا «تعلم أنها معرّضة لتهديدات من نشاطات روسية بمختلف الطرق»، وإنها «شديدة التنبه لذلك».

واتهمت وزيرة الخارجية أنالينا بيروبوك التي كانت موجودة في واشنطن مع شولتس، روسيا بشنّ «هجمات هجينة» على أوروبا، مشيرة إلى أن هذا الأمر يستدعي من الأوروبيين «حماية أنفسهم وألا يكونوا سذجاً».

ورغم الحذر في التصريحات من المسؤولين في الحكومة، خرجت تصريحات من سياسيين ألمان تدعو إلى تصعيد المواجهة مع روسيا. وقال رئيس لجنة الدفاع في مجلس النواب الألماني الاتحادي (البوندستاغ) ماركوس فابر المنتمي إلى الحزب الليبرالي المشارك في الحكومة، إنه «إذا تم التوصل لمعرفة أي وكالة روسية مسؤولة عن العملية التي كان يُعدّ لها، فيجب طرد دبلوماسيين روس، ولو تطلب الأمر إصدار مذكرات توقيف دولية». وأضاف فابر في تصريحات لصحيفة «بيلد» إن محاولة روسيا اغتيال بابيرغير «تؤكد أن موسكو تجلب حربها وإرهابها إلى أوروبا، وأن نظام بوتين يحاول كذلك قتل مواطنين ألمان».

من داخل مصنع لصناعة الأسلحة والمعدات القتالية في ألمانيا (أرشيفية - رويترز)

ودعا كذلك رئيس لجنة العلاقات الخارجية في «البوندستاغ» ميشائيل روث المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الحاكم، إلى «رد ألماني صارم». ونقلت مجموعة «فونكه» الإعلامية عن الخبير في الشؤون الأمنية في حزب الخضر المشارك أيضاً في الحكومة، كونسنتين فون نوتز، قوله إنه يتعين على الحكومة «أن تتخذ رداً صارماً لو ثبت التقرير»، وانتقد ردود الفعل على حوادث شبيهة في الماضي، ووصفها بأنها كانت «خجولة وغير حاسمة».

وصدرت موافقة شبيهة من الحزب المسيحي الديمقراطي المعارض والذي تنتمي إليه المستشارة السابقة أنجيلا ميركل، وقال الخبير في الشؤون الدفاعية النائب سيراب غوتر لصحيفة «بيلد»، إن رد الفعل يجب أن يكون زيادة الدعم لأوكرانيا، في حين دعا النائب رودريش كيسفيتر إلى «زيادة تسليح أنفسنا»، مضيفاً في تصريحات للقناة الألمانية الثانية، إنه «من المهم أن نحضّر أنفسنا وشعبنا للدفاع عن نفسه».

وجاء الكشف عن المخطط بعد يوم على توقيع الولايات المتحدة وألمانيا على اتفاق مشترك في واشنطن لنشر أسلحة أميركية بعيدة المدى بداية عام 2026، للمرة الأولى منذ نهاية الحرب الباردة. والأسلحة المتفق على نشرها هي صواريخ كروز من نوع «توماهوك» صواريخ «إس إم 6» تفوق سرعتها سرعة الصوت. وكانت هذه الأسلحة محظورة منذ عام 1988 بحسب اتفاقية بين روسيا وأميركا للحد من انتشار الأسلحة البعيدة المدى والتي انهارت قبل 5 سنوات ولم يتم تجديدها. وأغضب الاتفاق موسكو التي هددت برلين بالرد، وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إن بلاده «سترد عسكرياً على التهديد الجديد»، متهماً «ناتو» والولايات المتحدة بالتصعيد «ومحاولة ترهيب روسيا».

المستشار الألماني أولاف شولتس متحدثاً بواشنطن في ختام قمة «ناتو» الخميس (رويترز)

ورد شولتس على تهديدات روسيا من واشنطن، قائلاً إن موسكو هي تلك رفضت تجديد اتفاقية عدم نشر الأسلحة البعيدة المدى مع واشنطن قبل 5 سنوات، وأضاف: «نحن اليوم نواجه حقيقة جديدة وهي أن روسيا زادت من عدد صواريخها وكذلك من حجم وقدرة هذه الصواريخ، وبات من الضروري للردع والسلام أن تكون الأسلحة اللازمة موجودة أيضاً في أوروبا وألمانيا».


مقالات ذات صلة

الاتحاد الأوروبي يحول لأوكرانيا 1.5 مليار يورو من عائدات الأصول الروسية

أوروبا أوراق نقدية من فئة 20 و50 يورو (د.ب.أ)

الاتحاد الأوروبي يحول لأوكرانيا 1.5 مليار يورو من عائدات الأصول الروسية

أعلن الاتحاد الأوروبي تأمين 1.5 مليار يورو (1.6 مليار دولار) لدعم أوكرانيا، وهي أول دفعة من الأموال المكتسبة من الأرباح على الأصول الروسية المجمدة.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

بوتين يدعو إلى «معاقبة» الساعين لـ«تقسيم» روسيا

شجع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المحققين الروس على التصدي لأي خطر يتسبب بانقسام المجتمع في روسيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم وزير الخارجية الصيني وانغ يي (إلى اليمين) يصافح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال اجتماع وزاري على هامش الاجتماع الـ57 لوزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) والاجتماعات ذات الصلة في فينتيان 25 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

بدء محادثات بين روسيا والصين على هامش اجتماع «آسيان»

التقى وزيرا خارجية روسيا والصين، الخميس، في فينتيان عاصمة لاوس، على هامش اجتماع إقليمي وغداة لقاء الوزير الصيني نظيره الأوكراني في الصين.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
رياضة عالمية الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)

زيلينسكي: مشاركة أوكرانيا في الأولمبياد إنجاز في زمن الحرب

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم (الأربعاء)، إن مجرد مشاركة بلاده في دورة الألعاب الأولمبية تمثل إنجازاً في زمن الحرب.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا صورة تُظهر جانباً من وسط موسكو في روسيا 23 نوفمبر 2020 (رويترز)

«هاكرز» أوكرانيون يوقفون الخدمات المصرفية وشبكات الهواتف في روسيا مؤقتاً

تردَّد أن خبراء في الحواسب الآلية بالاستخبارات العسكرية الأوكرانية عرقلوا أنظمة البنوك والهواتف المحمولة والشركات المقدِّمة لخدمة الإنترنت بروسيا لفترة وجيزة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

لافروف: تصريحات كييف في شأن مفاوضات السلام «متناقضة»

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مشاركته باجتماع «آسيان» في عاصمة لاوس فينتيان الجمعة (رويترز)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مشاركته باجتماع «آسيان» في عاصمة لاوس فينتيان الجمعة (رويترز)
TT

لافروف: تصريحات كييف في شأن مفاوضات السلام «متناقضة»

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مشاركته باجتماع «آسيان» في عاصمة لاوس فينتيان الجمعة (رويترز)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مشاركته باجتماع «آسيان» في عاصمة لاوس فينتيان الجمعة (رويترز)

رأى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، السبت، أن تصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ووزير خارجيته حول مفاوضات السلام تنم عن تناقض، مؤكداً أنه «لا يستمع إليهما».

ولافروف الموجود في فينتيان بلاوس، كان يتحدث بعد زيارة للصين قام بها هذا الأسبوع وزير الخارجية الأوكراني، ديمتري كوليبا، وإثر تصريحات لزيلينسكي رأى فيها أن بكين وجهت «إشارة دعم واضحة» لوحدة أراضي أوكرانيا.

ورداً على أسئلة طرحها صحافيون على هامش اجتماع رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان)، كان لافروف يشير إلى تعليقات أخيرة لزيلينسكي وكوليبا انطوت في رأيه على شيء من الازدراء.

ففي مقابلة مع قناة «تي إس إن» الأوكرانية خصصت لزيارته لبكين، الجمعة، أعلن كوليبا أنه لا يمكن إجبار كييف على التفاوض مع موسكو، وأن بكين التي ترغب في أداء دور الوسيط بين البلدين تحترم وحدة أراضي أوكرانيا.

مصافحة بين وزيري خارجية الصين وانغ يي وروسيا سيرغي لافروف في عاصمة لاوس فينتيان الخميس (أ.ف.ب)

وعلق لافروف بالقول إن كوليبا «لا يقول ذلك للمرة الأولى، وقد أعلن أحياناً موقفاً مناقضاً تماماً». أضاف: «قبل وقت غير بعيد، تحدث (الأوكرانيون) عن مفاوضات. أبدى زيلينسكي استعداده للجلوس إلى طاولة مفاوضات مع ممثلين لروسيا. ولأكون صادقاً، لا أستمع إليهم».

كذلك، أوضح لافروف أنه تطرق خلال محادثاته مع نظيره الصيني، وانغ يي، في فينتيان إلى التصريحات التي صدرت خلال زيارة كوليبا، مؤكداً أن الروس «شعروا بأن الموقف الصيني لم يتغير».

وفي رأيه يرى أن بكين تشدد على وجوب أن يكون شكل مفاوضات السلام «مقبولاً لدى جميع الأطراف».

وأعلن زيلينسكي أخيراً أنه يجب أن تمثَّل موسكو في قمة ثانية حول السلام، بخلاف ما حصل خلال قمة أولى استضافتها سويسرا في يونيو (حزيران) الفائت، الأمر الذي دفع الصين إلى عدم المشاركة فيها.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتفقد جنوداً جرحى في أحد مستشفيات كييف السبت (أ.ف.ب)

وتناول لافروف أيضاً الموقف الذي يمكن أن يتبناه الرئيس الأميركي السابق الجمهوري، دونالد ترمب، حيال أوكرانيا في حال فاز في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) الرئاسية، وقال: «فيما يتعلق بترمب، سمعت أنه اقترح إقراض أوكرانيا 500 مليار دولار، بدلاً من مجرد إعطائها المال»، لافتاً إلى أن ذلك يعكس براغماتية «رجل أعمال». أضاف: «لا يمكنني أن أعلق على أفكار عديدة ليست جدية فعلاً... حين يتم طرح شيء جدي، مثلما قال الرئيس (فلاديمير بوتين)، نحن جاهزون دائماً لإجراء حديث صادق، مع أخذ الحقائق الراهنة في الاعتبار».

ميدانياً، قال مصدر بالمخابرات العسكرية الأوكرانية لوكالة «رويترز» إن طائرات مسيّرة أوكرانية ألحقت ضرراً بقاذفة قنابل استراتيجية روسية من طراز «تو - 22 إم 3» في مطار عسكري بشمال روسيا.

وأضاف المصدر أنه تمت إصابة قاذفة القنابل فرط الصوتية بعيدة المدى، في مطار أولينيا العسكري قرب أولينيغورسك بشمال روسيا.

وذكرت صحيفة «أوكراينسكا برافدا» أن المطار الذي تُقلع منه الطائرات الاستراتيجية الروسية لشن هجمات صاروخية على أوكرانيا، يبعد 1800 كيلومتر عن الحدود الأوكرانية.

وأضافت الصحيفة أنه تم شن هجمات أخرى على روسيا شملت مطاراً عسكرياً في مدينة إنعلز بمنطقة ساراتوف، ومطار دياغيليفو في منطقة ريازان. كما أصابت طائرة مسيّرة مصفاة نفط في ريازان.

نيران تتصاعد من مسيرة روسية أسقطتها الدفاعات الأوكرانية في خيرسون الجمعة (رويترز)

ولم يتسن لـ«رويترز» التحقق من التقارير على نحو مستقل.

وفي المقابل، أعلنت روسيا، السبت، سيطرتها على بلدة جديدة شرق أوكرانيا حيث تواصل تقدمها البطيء منذ أشهر من دون تحقيق خرق كبير في هذه المرحلة.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في تقريرها اليومي إن «وحدات من مجموعة القوات المركزية حررت بلدة لوزوفاتسكي».

تقع هذه البلدة شرق مدينة بوكروفسك، في قطاع أوتشريتين حيث تقدمت القوات الروسية بسرعة نسبياً في الأشهر الأخيرة.

بدأت روسيا تكتسب المزيد من الأرض منذ فشل الهجوم الأوكراني المضاد الكبير في صيف 2023، وسقوط أفدييفكا في فبراير (شباط).

وتواجه القوات الروسية جيشاً أوكرانياً يفتقر إلى الأسلحة والذخيرة مع تفكك المساعدات الغربية، ويواجه صعوبات في التجنيد.