موسكو ومينسك لمواجهة قوات أوكرانية على حدود بيلاروسيا

بوتين يلتقي «حلفاء وشركاء» في قمة «شنغهاي» هذا الأسبوع

جنود أوكرانيون قرب الحدود مع بيلاروسيا (أرشيفية - أ.ف.ب)
جنود أوكرانيون قرب الحدود مع بيلاروسيا (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

موسكو ومينسك لمواجهة قوات أوكرانية على حدود بيلاروسيا

جنود أوكرانيون قرب الحدود مع بيلاروسيا (أرشيفية - أ.ف.ب)
جنود أوكرانيون قرب الحدود مع بيلاروسيا (أرشيفية - أ.ف.ب)

أعرب الكرملين، الاثنين، عن «قلق جدي» بسبب زيادة الحشود العسكرية الأوكرانية في المناطق الحدودية مع بيلاروسيا، مؤكداً أن موسكو «تنسق المواقف مع الحليف والشريك»، البيلاروسي، عبر قنوات المؤسسة العسكرية والأجهزة الخاصة.

وقال الناطق الرئاسي الروسي ديمتري بيسكوف: «بيلاروسيا جزء من دولة الاتحاد (الروسي البيلاروسي)، ولدينا أشكال خاصة للحوار من خلال جميع الإدارات ذات الصلة، بما في ذلك الأجهزة الخاصة. ووزارتا الدفاع على اتصال دائم (...) ولديهما أسباب للقلق، ليس فقط بالنسبة إلى مينسك، لأننا شريكان وحليفان أساسيان».

وأضاف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمكن أن يناقش مع نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو هذا الموضوع على هامش قمة منظمة «شنغهاي»، التي تعقد هذا الأسبوع في العاصمة الكازاخية، أستانا.

وكان رئيس الأركان البيلاروسي حذر من أن «الوضع على الحدود مع أوكرانيا صعب. ويتغير كل يوم، وليس للأفضل».

وزاد أن مينسك «تراقب نشاطاً غير مفهوم حتى الآن» في المنطقة الحدودية. ووفقاً له فقد نشرت القوات المسلحة الأوكرانية وحدات من القوات الخاصة في مدينة أوفروتش في اتجاه جيتومير. وأوضح مورافيكو أنه بمثل هذه القوات «يمكن لنظام كييف أن يشبع أراضينا بمجموعات التخريب والاستطلاع».

جنود أوكرانيون قرب الحدود مع بيلاروسيا (أرشيفية - أ.ف.ب)

وأفادت وزارة الدفاع البيلاروسية بأن كييف نشرت في المنطقة أخيراً مركبات للمشاة وقاذفات الصواريخ ومدفعية ثقيلة بعيدة المدى وغيرها من المعدات.

وأضافت في بيان أن الجيش الأوكراني «يستمر في بناء مواقع دفاعية على طول الحدود»، بالإضافة إلى عدد من الحواجز الأمنية والألغام.

وكانت مينسك أعلنت استنفار القوات المسلحة بمختلف صنوفها جنوب غربي البلاد، في إطار اختبار مفاجئ لجهوزيتها في مقاطعتي بريست على حدود بولندا، وغوميل على حدود أوكرانيا.

بدوره، قال نائب قائد قوات العمليات الخاصة في بيلاروسيا، فاديم لوكاشيفيتش، إن القوات المسلحة الأوكرانية نشرت أيضاً أنظمة مراقبة إلكترونية بالقرب من الحدود، وتستخدم المسيرات على نطاق واسع.

وأكد أن «وحدات من القوات الصاروخية والمدفعية وضعت في حالة استعداد دائم للاستجابة السريعة إذا لزم الأمر (...)، نحن مستعدون لأي استفزازات ومواجهة أي عدوان».

وقد نفى حرس الحدود الأوكراني تقارير بيلاروسيا عن تعزيز انتشار قواته على الحدود.

وقال المتحدث باسم حرس الحدود الأوكراني، أندريه ديمتشينكو، للتلفزيون الوطني الأوكراني، إن «هذه ليست المرة الأولى التي تقدم فيها روسيا البيضاء معلومات عن أن أوكرانيا تمثل تهديداً وتعزز نفسها... هذا جزء آخر من الحرب الإعلامية التي تشنها روسيا البيضاء بدعم من روسيا». وأضاف أن المنطقة الحدودية مع روسيا البيضاء لا تزال «مهددة» وأن أوكرانيا تحتفظ هناك بالعدد اللازم من القوات لمنع أي استفزازات.

إلى ذلك، لمح الكرملين إلى أن روسيا بدأت عملياً ترتيبات لتوسيع نطاق أنظمة صاروخية متوسطة وقصيرة المدى.

القمة الـ22 لـ«منظمة شنغهاي للتعاون» خلال أعمالها في مدينة سمرقند الأوزبكستانية (أرشيفية - رويترز)

ورد بيسكوف على سؤال الصحافيين في هذا الشأن، مشيراً إلى أن «مسألة نشر روسيا صواريخ متوسطة وقصيرة المدى حساسة وليست مادة للإعلان عنها، لكن قد تظهر بعض المعلومات حول ذلك».

وفي وقت سابق، كان بوتين أعلن خلال اجتماع عملياتي مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الروسي، أن روسيا، «بحاجة إلى توسيع إنتاج صواريخ أرضية متوسطة وقصيرة المدى، واتخاذ قرارات بشأن نطاق نشرها، رداً على إجراءات أميركية».

وبدا من حديث بيسكوف أن الموضوع يتعلق بتلويح بوتين بتزويد خصوم واشنطن بتقنيات عسكرية، بينها طرازات من الصواريخ، رداً على مواصلة واشنطن تزويد كييف بالأسلحة والمعدات.

في الوقت ذاته، قال بيسكوف إن موسكو «ما زالت منفتحة على أي حوار لتحقيق الأهداف التي حددتها لنفسها».

وجاء حديثه تعليقاً على تصريحات للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه يرى نموذجاً محتملاً للمفاوضات مع موسكو، في شكل اتفاق ثلاثي مماثل لصفقة الحبوب، عندما يشارك وسطاء - الأمم المتحدة وتركيا - في العملية.

وأضاف بيسكوف: «لقد قال بوتين مراراً وتكراراً إن روسيا الاتحادية منفتحة على أي تواصل وأي حوار من أجل تحقيق الهدف الذي حددناه لأنفسنا، ونحن نحافظ على هذا الانفتاح ويحافظ عليه الرئيس، وقد تحدث عن هذا أكثر من مرة».

على صعيد آخر، أعلن الكرملين أن بوتين يستعد لإجراء عدة لقاءات على المستوى الرئاسي خلال أعمال قمة «شنغهاي» التي تعقد هذا الأسبوع.

وقال مساعد الرئيس الروسي لشؤون السياسة الدولية، يوري أوشاكوف، إن بوتين يعتزم إجراء اتصالات ثنائية مكثفة على هامش القمة. وأضاف أوشاكوف أنه سيكون هناك «العديد من الحلفاء والشركاء التقليديين لروسيا الاتحادية في القمة».


مقالات ذات صلة

«أونروا»: تمديد الأمم المتحدة عمل الوكالة يعكس تضامناً عالمياً مع اللاجئين الفلسطينيين

المشرق العربي خيام تؤوي النازحين الفلسطينيين وسط الدمار الذي خلفه الهجوم الجوي والبري الإسرائيلي على مدينة غزة (أ.ب) play-circle

«أونروا»: تمديد الأمم المتحدة عمل الوكالة يعكس تضامناً عالمياً مع اللاجئين الفلسطينيين

وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم (الجمعة)، على تمديد عمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لمدة 3 سنوات إضافية.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي صورة من لقاء الرئيس اللبناني جوزيف عون مع وفد من سفراء وممثلي بعثات مجلس الأمن اليوم في القصر الجمهوري في بعبدا (صفحة الرئاسة اللبنانية على «إكس»)

عون يطالب وفد مجلس الأمن بالضغط على إسرائيل لتطبيق اتفاق وقف النار والانسحاب

طالب الرئيس اللبناني جوزيف عون وفد مجلس الأمن بالضغط على إسرائيل لتطبيق اتفاق وقف النار والانسحاب من جنوب البلاد.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي ناقلة جنود مدرعة تابعة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) تقوم بدورية على طول طريق الخردلي في جنوب لبنان... 17 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)

«يونيفيل»: الهجمات الإسرائيلية على جنوب لبنان انتهاك واضح للقرار 1701

وصفت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) الهجمات الإسرائيلية على جنوب لبنان بأنها «انتهاكات واضحة» لقرار مجلس الأمن رقم 1701.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شمال افريقيا الدبيبة مستقبلاً المبعوثة الأممية في مكتبه بطرابلس الأربعاء (مكتب الدبيبة)

محادثات أممية - كندية حول سبل تنفيذ «خريطة الطريق» الليبية

ناقشت المبعوثة الأممية إلى ليبيا مع الدبيبة آليات تطبيق «خريطة الطريق»، بما في ذلك إطلاق «الحوار المهيكل» وقضايا أخرى تتعلق بتطورات العملية السياسية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الممثل الدائم لسلوفينيا ورئيس مجلس الأمن الحالي صمويل زبوغار يتحدث خلال مؤتمر صحافي في دمشق الخميس (رويترز)

رئيس مجلس الأمن: زيارتنا لدمشق دعم لسوريا ووحدة أراضيها

قال رئيس وفد مجلس الأمن إلى دمشق، صامويل زبوغار، خلال مؤتمر صحفي، اليوم، إن ما ترمي لتحقيقه من هذه البعثة، هو تضامن المجتمع الدولي في دعمه لسوريا ووحدتها.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

قلق أوروبي من «تسرع» أميركي لإنهاء الحرب في أوكرانيا

المستشار الألماني ميرتس مع الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الوزراء الكندي كارني (رويترز)
المستشار الألماني ميرتس مع الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الوزراء الكندي كارني (رويترز)
TT

قلق أوروبي من «تسرع» أميركي لإنهاء الحرب في أوكرانيا

المستشار الألماني ميرتس مع الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الوزراء الكندي كارني (رويترز)
المستشار الألماني ميرتس مع الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الوزراء الكندي كارني (رويترز)

كشفت تقارير مضمون مكالمة حسّاسة جمعت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عن حجم القلق الأوروبي من النهج الأميركي الجديد في إدارة مفاوضات السلام مع موسكو.

التسارع الأميركي الملحوظ، خصوصاً بعد زيارة المبعوثَين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر إلى موسكو من دون تنسيق مسبق مع الحلفاء، عزَّز مخاوف من «اتفاق متعجِّل» قد يدفع أوكرانيا إلى تقديم تنازلات غير مضمونة، قبل تثبيت أي التزامات أمنية صلبة تمنع روسيا من استغلال ثغرات مستقبلية، حسب المحادثة التي نشرتها صحيفة «دير شبيغل» الألمانية ولم تكن بروتوكوليةً.

وحذَّر ميرتس مما وصفه بـ«ألعاب» واشنطن، ومن «احتمال خيانة واشنطن لكييف»، في حين أشار ماكرون إلى احتمال أن تتعرَّض كييف لضغط غير مباشر لقبول تسويات حدودية قبل الاتفاق على منظومة ردع حقيقية.


المحكمة الدولية: عقد جلسات استماع في غياب بوتين ونتنياهو وارد

مبنى المحكمة الدولية في لاهاي (رويترز)
مبنى المحكمة الدولية في لاهاي (رويترز)
TT

المحكمة الدولية: عقد جلسات استماع في غياب بوتين ونتنياهو وارد

مبنى المحكمة الدولية في لاهاي (رويترز)
مبنى المحكمة الدولية في لاهاي (رويترز)

اعتبر نائب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية مامي ماندياي نيانغ، اليوم (الجمعة)، أن عقد جلسات استماع في غياب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هو أمر «وارد».

وقال مامي ماندياي نيانغ، في مقابلة مع «وكالة الصحافة الفرنسية»: «اختبرنا هذا الأمر في قضية كوني. إنها فعلاً آلية معقدة. لكننا جربناها، وأدركنا أنها ممكنة ومفيدة».

وكان يشير إلى جلسة «تأكيد الاتهامات» التي عقدت غيابيّاً في وقت سابق هذا العام بحقّ المتمرد الأوغندي الفارّ جوزيف كوني.


موسكو: مسيّرة تضرب برجاً في الشيشان واندلاع حريق

مبنى يضم مكاتب حكومية في جمهورية الشيشان ضربته مسيرة اليوم (الإعلام الروسي)
مبنى يضم مكاتب حكومية في جمهورية الشيشان ضربته مسيرة اليوم (الإعلام الروسي)
TT

موسكو: مسيّرة تضرب برجاً في الشيشان واندلاع حريق

مبنى يضم مكاتب حكومية في جمهورية الشيشان ضربته مسيرة اليوم (الإعلام الروسي)
مبنى يضم مكاتب حكومية في جمهورية الشيشان ضربته مسيرة اليوم (الإعلام الروسي)

ضربت مسيّرة، اليوم (الجمعة)، مبنى يضم مكاتب حكومية في جمهورية الشيشان الروسية، ما أدى إلى اندلاع حريق امتد على عدة طوابق، بحسب ما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن الإعلام الرسمي الروسي وتسجيلات مصوّرة على شبكات التواصل الاجتماعي.

وتستهدف أوكرانيا على نحو متكرر الجمهورية الروسية الواقعة في القوقاز، لكن نادراً ما تصل مسيّراتها إلى المناطق الحضرية، وخصوصاً وسط العاصمة غروزني، حيث وقعت الحادثة الجمعة.

وندّد الزعيم الشيشاني رمضان قديروف، في رسالة عبر تطبيق تلغرام، بـ«هذا النوع من التصرّفات»، معتبراً أنّه «ليس أكثر من محاولة لتخويف السكان المدنيين وخلق وهم الضغط».

وأكد أنّ «الأهم بالنسبة إلينا، أنّ أحداً لم يُصب»، متهماً كييف بـ«التعويض عن ضعفها عبر تنفيذ ضربات على البنى التحتية المدنية».

ولم تؤكد السلطات المحلية ولا تلك الفيدرالية الروسية الانفجار، لكن شبكة «آر تي» الرسمية نقلت عن مصدر في أجهزة إنفاذ القانون قوله إن مسيّرة أوكرانية نفّذت الهجوم. ولم يتم الإعلان عن سقوط أي ضحايا.

وأغلقت وكالة الطيران الروسية «روسافياتسيا» مطار غروزني، في وقت سابق الجمعة، على خلفية مخاوف أمنية استمرت بضع ساعات، بحسب ما أعلنت على شبكات التواصل الاجتماعي.

وأظهرت عدة تسجيلات مصورة على شبكات التواصل الدخان يتصاعد من برج زجاجي، حيث تهشمت النوافذ في 5 طوابق.

ويعدّ القيام بأي عمل صحافي في الشيشان، التي تصفها بعض المجموعات الحقوقية بأنها «دولة داخل الدولة»، أمراً شبه مستحيل نتيجة القيود التي تفرضها السلطات.

وذكرت وسائل إعلام روسية أن المبنى يضم مجلس الأمن الشيشاني، ويبعد نحو 800 متر من مقر إقامة قديروف، كما يقع بجانب الفرع المحلي لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي.

ودعم قديروف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حربه على أوكرانيا، وأرسل آلاف الجنود الشيشانيين للقتال فيها.