لأول مرة بمشاركة طالبان... انطلاق مؤتمر في الدوحة بشأن أفغانستان برعاية الأمم المتحدة

لمدة يومين... بوجود ممثلين من نحو 30 دولة ومنظمة دولية

المتحدث باسم حكومة طالبان ذبيح الله مجاهد يتحدث مع الصحافيين خلال مؤتمر صحافي في كابل السبت (إ.ب.أ)
المتحدث باسم حكومة طالبان ذبيح الله مجاهد يتحدث مع الصحافيين خلال مؤتمر صحافي في كابل السبت (إ.ب.أ)
TT

لأول مرة بمشاركة طالبان... انطلاق مؤتمر في الدوحة بشأن أفغانستان برعاية الأمم المتحدة

المتحدث باسم حكومة طالبان ذبيح الله مجاهد يتحدث مع الصحافيين خلال مؤتمر صحافي في كابل السبت (إ.ب.أ)
المتحدث باسم حكومة طالبان ذبيح الله مجاهد يتحدث مع الصحافيين خلال مؤتمر صحافي في كابل السبت (إ.ب.أ)

من المقرر أن ينطلق الأحد ولمدة يومين، مؤتمر برعاية الأمم المتحدة في الدوحة، يهدف إلى تعزيز التواصل الدولي مع طالبان، ويضم وفداً من حركة طالبان للمرة الأولى منذ أن عادت للسلطة.

المتحدث باسم حكومة طالبان ذبيح الله مجاهد يتحدث مع الصحافيين خلال مؤتمر صحافي في كابل 29 يونيو 2024 (إ.ب.أ)

وكانت الأمم المتحدة أعلنت أنه قد تمت دعوة ممثلين من نحو 30 دولة ومنظمة دولية لحضور الجولة الثالثة من المحادثات، للاجتماع مع السلطات الأفغانية الفعلية، لبحث الأوضاع في أفغانستان.

المتحدث باسم حكومة طالبان ذبيح الله مجاهد يتحدث مع الصحافيين خلال مؤتمر صحافي في كابل السبت (إ.ب.أ)

ومن جانبه، قال كبير المتحدثين باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، الذي يقود الوفد، في كابل قبيل مغادرته إن أولوياتهم تتضمن مناقشة القضايا الاقتصادية والعقوبات الدولية التي تؤثر على أفغانستان وإنجازاتهم في الحكم.

ومع ذلك، أكد مجاهد أن الشؤون الأفغانية الداخلية، التي تعتبر اهتمامات داخلية، لن تكون مطروحة على الطاولة.

ويمثل هذا تحولاً عما حدث في فبراير (شباط) الماضي، عندما رفضت طالبان حضور اجتماع مماثل.

المتحدث باسم حكومة طالبان ذبيح الله مجاهد يتحدث مع الصحافيين خلال مؤتمر في كابل قبل مغادرته إلى الدوحة (إ.ب.أ)

إلى ذلك، شدّدت سلطات طالبان السبت على أن المطالب المتعلقة بحقوق المرأة هي شأن داخلي يتعين حلّه في أفغانستان، وذلك عشية اجتماع دولي في قطر لإجراء محادثات تقدّمها الأمم المتحدة على أنها خطوة رئيسية في عملية المشاركة، في حين تندّد جماعات حقوق الإنسان بتغييب للمرأة الأفغانية. ومنذ استيلائها على السلطة في أغسطس (آب) 2021، تطبق حركة طالبان تفسيرها المتشدّد للشريعة، مشدّدة القيود على النساء بصورة خاصة، بينما تندّد الأمم المتحدة بسياسات تكرّس التمييز و«الفصل القائم على النوع الاجتماعي».

وأُغلقت أبواب الثانويات ثم الجامعات أمام النساء، وكذلك المتنزهات وصالات الرياضة وغيرها. وسترسل حكومة طالبان وفداً إلى الجولة الثالثة من المحادثات التي تبدأ في قطر الأحد. وانتقدت جماعات حقوق الإنسان استبعاد النساء الأفغانيات من الاجتماعات الرئيسية وعدم إدراج قضايا حقوق الإنسان في جدول الأعمال. وقال المتحدث باسم الحكومة ذبيح الله مجاهد في مؤتمر صحافي في كابل عشية المحادثات الأخيرة إن سلطات طالبان «تعترف بالقضايا المتعلقة بالمرأة».

وشدّد مجاهد الذي سيرأس الوفد على أن «هذه القضايا هي قضايا أفغانستان»، موضحاً «نعمل على إيجاد طريق منطقي نحو الحلول داخل أفغانستان حتى لا تقع بلادنا، لا سمح الله، في الصراع والخلاف مرة أخرى». ورأى أن «حكومة طالبان ستمثل أفغانستان بأكملها في الاجتماعات، وبالنظر إلى سلطتها، يجب أن تكون الممثل الأوحد للأفغان على الطاولة».

وأشار إلى أنه «إذا شارك الأفغان من خلال قنوات عدة، فهذا يعني أننا ما زلنا مشتتين، وأمتنا ما زالت غير موحدة». وكانت سلطات طالبان استُبعدت من الاجتماع الذي عُقد في الأول في مايو (أيار) 2023، ثمّ رفضت المشاركة في الاجتماع الثاني في فبراير إلّا إذا كان أعضاؤها الممثلين الوحيدين للبلاد. وتم استيفاء هذا الشرط في هذه الجولة. وستتاح الفرصة أمام وفود الأمم المتحدة والوفود الدولية للقاء ممثلي المجتمع المدني، بمن فيهم جماعات حقوق المرأة، في 2 يوليو (تموز) بعد اختتام الاجتماعات الرئيسية.

وجدّد مجاهد التأكيد على أن حكومة طالبان تسعى إلى إقامة علاقات إيجابية مع جميع الدول. لكنه أشار إلى أنه «لن تجري أي مناقشات كبيرة أو رئيسية» في الدوحة وأن الاجتماع يمثل فرصة لتبادل وجهات النظر، خاصة مع الدول الغربية. ويشمل جدول الأعمال مكافحة المخدرات والقضايا الاقتصادية، وهي موضوعات رئيسية للسلطات في الدولة الفقيرة. وبحسب مجاهد «لدينا عقبات تعترض التنمية الاقتصادية ويجب إزالتها» مؤكداً «إذا كان الاقتصاد على ما يرام، فيمكن حل جميع القضايا الأخرى».


مقالات ذات صلة

بعد فرارها من «طالبان»... أفغانية سترقص مع فريق اللاجئين في «أولمبياد باريس»

الرياضة  الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)

بعد فرارها من «طالبان»... أفغانية سترقص مع فريق اللاجئين في «أولمبياد باريس»

حققت الأفغانية، مانيزها تالاش، حلمها بالأداء خلال مسابقات «أولمبياد باريس 2024» المقامة حاليا في العاصمة الفرنسية ضمن فريق اللاجئين بعد هروبها من قبضة «طالبان»

«الشرق الأوسط» (باريس)
آسيا ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم حكومة «طالبان» خلال إحاطة في كابول أفغانستان 3 يوليو 2024 (إ.ب.أ)

«طالبان» ترحّب بـ«روح التعاون» بعد استبعاد النساء من المحادثات مع الأمم المتحدة

أشادت حكومة «طالبان» بـ«روح التعاون» التي دفعت الأمم المتحدة إلى الموافقة على استبعاد ممثلي المجتمع المدني الأفغاني، وخصوصاً النساء، من الحوار مع المجتمع الدولي

«الشرق الأوسط» (كابول)
الولايات المتحدة​ المتحدث ذبيح الله مجاهد (أ.ف.ب)

«طالبان» بحثت مع واشنطن صفقة تبادل تشمل «سجناء غوانتانامو»

أعلن متحدث باسم حكومة «طالبان» في أفغانستان، الأربعاء، أن السلطات تحتجز أميركيَّين وبحثت مع الولايات المتحدة عملية تبادلهما مع أفغان محتجزين في «غوانتانامو».

«الشرق الأوسط» (كابل)
آسيا الملا ذبيح الله مجاهد في اليوم الافتتاحي لاجتماع بقيادة الأمم المتحدة في قطر حول تعزيز التواصل مع أفغانستان (إ.ب.أ)

«طالبان» تطالب الغرب بغض الطرف عن القيود المفروضة على الأفغانيات

طالبت حركة «طالبان» الغرب بتجاهل الإجراءات التي تفرضها على النساء والفتيات الأفغانيات، من أجل تحسين العلاقات الخارجية.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد – الدوحة)
آسيا المتحدث باسم «طالبان» ذبيح الله مجاهد يتحدث إلى المبعوث الروسي إلى أفغانستان زامير كابولوف في الدوحة الأحد (أ.ب)

محادثات للمرة الأولى بين ممثلي «طالبان» ومسؤولين أمميين

بدأت في العاصمة القطرية الدوحة الأحد، محادثات للمرة الأولى بين ممثلين لحكومة «طالبان» الأفغانية ومسؤولين أمميين.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)

باكستان: مقتل 5 أشخاص إثر تفجير عبوة ناسفة قرب الحدود مع أفغانستان

أشخاص يحملون نعش السيناتور السابق هداية الله خان إلى سيارة إسعاف بعد مقتله في انفجار قنبلة في منطقة باجور بمقاطعة خيبر بختونخوا الباكستانية في 3 يوليو 2024 (أف.ب )
أشخاص يحملون نعش السيناتور السابق هداية الله خان إلى سيارة إسعاف بعد مقتله في انفجار قنبلة في منطقة باجور بمقاطعة خيبر بختونخوا الباكستانية في 3 يوليو 2024 (أف.ب )
TT

باكستان: مقتل 5 أشخاص إثر تفجير عبوة ناسفة قرب الحدود مع أفغانستان

أشخاص يحملون نعش السيناتور السابق هداية الله خان إلى سيارة إسعاف بعد مقتله في انفجار قنبلة في منطقة باجور بمقاطعة خيبر بختونخوا الباكستانية في 3 يوليو 2024 (أف.ب )
أشخاص يحملون نعش السيناتور السابق هداية الله خان إلى سيارة إسعاف بعد مقتله في انفجار قنبلة في منطقة باجور بمقاطعة خيبر بختونخوا الباكستانية في 3 يوليو 2024 (أف.ب )

قُتل عضو سابق بمجلس الشيوخ الباكستاني ومرشح لانتخابات فرعية مع 4 أشخاص آخرين، في هجوم استهدف سيارتهم، الأربعاء، في منطقة بالقرب من الحدود مع أفغانستان.

وقال متحدث باسم شرطة المنطقة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» (طلب عدم الكشف عن هويته): «يبدو أن قنبلة يتم التحكم فيها من بُعد استهدفت السيارة التي كانت تقل عضو مجلس الشيوخ السابق». وأضاف أن «التحقيق جارٍ حالياً للتأكد من نوع المتفجرات المستخدَمة ومَن يقف وراءها. لكن خارجين عن القانون كثفوا أنشطتهم في المنطقة بالآونة الأخيرة».

أدان رئيس الوزراء شهباز شريف بشدة مقتل عضو مجلس الشيوخ السابق إثر انفجار بمنطقة باجور (الاعلام الباكستاني)

في غضون ذلك، أدان رئيس الوزراء شهباز شريف بشدة مقتل عضو مجلس الشيوخ السابق إثر انفجار بمنطقة باجور. وأعلنت شرطة إقليم خيبر بختونخوا مقتل 5 أشخاص، بينهم عضو سابق في مجلس الشيوخ، في انفجار قنبلة في مدينة باجور بشمال البلاد. وذكر بخت منير المسؤول بالشرطة أن هداية الله، العضو السابق في مجلس الشيوخ، كان يقوم بحملته الانتخابية في منطقة باجور القبلية على الحدود مع أفغانستان، عندما انفجرت قنبلة يتم التحكم فيها عن بُعد في سيارته.

وقال أنور حق، وهو مسؤول حكومي آخر، إنها كانت عبوة ناسفة بدائية الصنع.

وقُتل عضو مجلس الشيوخ السابق هداية الله خان مع شخصين كانا يرافقانه إضافة إلى حارسين أمنيين من الشرطة في منطقة باجور، على بُعد 45 كيلومتراً فقط من الحدود الأفغانية، في منطقة يتزايد فيها نشاط المتشددين منذ سيطرة «طالبان» على كابل عام 2021.

باكستانيون يحملون نعش السيناتور السابق هداية الله خان إلى سيارة إسعاف بعد مقتله في انفجار قنبلة في منطقة باجور بمقاطعة خيبر بختونخوا الباكستانية في 3 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

ووقع الانفجار قبل الانتخابات الفرعية المقرر إجراؤها في 11 يوليو (تموز)، التي كان خان يترشح فيها مستقلاً.

وفي يناير (كانون الثاني) قُتل مرشح مؤيد لرئيس الوزراء السابق المسجون عمران خان بالرصاص في المنطقة نفسها قبل الانتخابات العامة، في هجوم أعلن فرع محلي لتنظيم «داعش» مسؤوليته عنه.

لم تعلن أي جهة مسؤوليتها

وتُعدّ حركة «طالبان باكستان»، وهي جماعة منفصلة عن حركة «طالبان» الأفغانية، ولكن تتبع عقيدة مماثلة، والجماعات المرتبطة بها، الأكثر نشاطاً في المنطقة، وتستهدف إلى حد كبير مسؤولي الأمن.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هجوم الأربعاء الذي نفت «طالبان الباكستانية» تورّطها فيه.

وأعلنت الحكومة، الشهر الماضي، إطلاق عملية جديدة لمكافحة الإرهاب لدعم القوات المسلحة في حربها ضد المتشددين.

وقال أنور حق، وهو مسؤول حكومي آخر، إنها كانت عبوة ناسفة بدائية الصنع. ونفت حركة «طالبان الباكستانية»، وهي مظلة تضم متشددين وطائفيين، تورطها في الهجوم. وباجور واحدة من عدة مناطق قبلية على الحدود مع أفغانستان ينعدم فيها القانون وتعد منذ فترة طويلة ملاذاً آمناً للمتشددين الإسلاميين الذين ينشطون على جانبي الحدود. وقال مكتب رئيس الوزراء شهباز شريف في بيان إن شريف أدان الهجوم.

رجل أمن باكستاني يفتش الأشخاص والمركبات عند نقطة تفتيش عقب هجوم على مواطنين صينيين في بيشاور حيث قُتل ما لا يقل عن 6 أشخاص بينهم 5 صينيين في الهجوم (إ.ب.أ)

إلى ذلك، أصدرت محكمة في إقليم خيبرباختونخوا الباكستاني المحافظ حكماً بالسجن مدى الحياة بحق رجل لاختطاف زوجته القاصر واغتصابها، حسبما قال محامي الضحية لـ«وكالة الأنباء الألمانية». وقال المحامي مايان سافير إن «هذا هو أول قرار من نوعه في الإقليم». وأضاف المحامي أن قرار المحكمة يُعدّ خطوة مهمة صوب تعزيز حقوق المرأة في البلاد. وصدر الحكم عن محكمة تتعامل مع قضايا العنف القائم على النوع في الإقليم الذي يقع في شمال غربي باكستان.

وأفاد المحامي وصحيفة «دون» الباكستانية بأن الرجل احتجز الفتاة في منزله لعدة أيام بعد خطفها، وخلال هذه الأيام قام باغتصابها. وكانت الضحية لا تزال تعيش في منزل والديها، نظراً لأن مراسم الزواج تمت بشكل روحي تقليدي وقت وقوع الجريمة، ولم تتم بشكل مدني. وقال المحامي إن الحكم بالسجن مدى الحياة جاء كعقوبة على جريمتَي الاغتصاب والاختطاف، مضيفاً أنه تم أيضاً فرض غرامة على الرجل. يُذكر أن باكستان بدأت في اعتبار الاغتصاب الزوجي جريمة جنائية بشكل رسمي منذ عام 2021.