قدمت النيابة العامة الإسرائيلية لائحة اتهام ضد رئيس الهيئة الإسلامية العليا وإمام وخطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري لـ«تحريضه على الإرهاب» وفق ما أكد محاميه الخميس.
وقال المحامي خالد زبارقة إن النيابة العامة تعد أن الإمام «يدعم ويتماهى مع الإرهاب» بعد زيارته «لعائلتي شهيدين في كل من القدس وجنين».
وكانت وزارة العدل الإسرائيلية قالت في بيان الأربعاء إن اللائحة قدمت لمحكمة الصلح في القدس بعد «تحريضه على الإرهاب والإشادة بإرهابيين».
وبحسب بيان الوزارة: «زار صبري خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2022 منزل عائلة حازم في جنين من أجل تعزية والد العائلة بوفاة عبد الرحمن حازم الذي تشتبه القوات الأمنية في تورطه في عدة هجمات إطلاق نار».
وحازم هو شقيق رعد حازم الذي نفذ هجوماً دامياً في شارع ديزنغوف الشهير وسط تل أبيب في أبريل (نيسان) 2022.
وقام الشيخ صبري في الشهر نفسه وفق البيان بزيارة منزل «عائلة الإرهابي عدي التميمي خلال أيام الحداد... بعد مقتل الإرهابي عدي التميمي الذي نفذ هجوماً قاتلاً على حاجز مخيم شعفاط للاجئين، وهجوماً آخر في منطقة معاليه أدوميم».
وقال البيان إن صبري قام خلال الزيارتين بتصوير مقاطع فيديو أشاد خلالها «بالإرهابيين والأعمال الإرهابية وتعاطف معهم».
وقال زبارقة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن لائحة الاتهام «نتاج عمل سياسي وليست قانونية... هذا استغلال سيئ للقانون ونوع من أنواع الحرب الدينية».
ووفق زبارقة: «الشيخ يتعرض للتحريض، وقدمنا شكاوى للنائب العام الإسرائيلي مرفقة بأدلة قانونية ضد التحريض على الشيخ، لكن لم يأخذها (النائب العام) بعين الاعتبار، ولم تتم متابعتها». واستدرك «هذا تمييز عنصري في تطبيق القانون».
من جانبه، وصف الشيخ صبري لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» الاتهام بأنه «باطل».
وقال صبري (85 عاماً): «هذا اتهام باطل، لائحة الاتهام مفبركة وكيدية».
وأضاف: «تقديم التعازي أمر ديني... لا يعني أننا نؤيد ما قام به الأبناء، ولا يحق لأحد تجييره إلى شأن سياسي، أو أن يعده إرهابياً».
ووفق صبري، فإنه يتعرض للملاحقة منذ عام 2001، مشيراً إلى استدعائه المتكرر للتحقيق ومنعه من السفر ودخول الضفة الغربية وغيرها.
وقال: «لطالما طلبت الجماعات المتطرفة تقديم لائحة اتهام ضدي، واليوم تمكنوا من ذلك بعدما أصبحوا جزءاً من الحكومة».
ويقع المسجد الأقصى في صلب النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وتسيطر القوات الإسرائيلية على مداخل الموقع الذي تتولى إدارته دائرة الأوقاف الإسلامية التابعة للأردن.
ويشهد المسجد بين الحين والآخر توترات بين المصلين والشرطة الإسرائيلية بسبب رفض الفلسطينيين دخول اليهود إليه، عادّين هذه الخطوة استفزازاً لمشاعرهم.