عبّرت تركيا عن تطلعها لتعاون إيجابي من جانب الولايات المتحدة، وقطع الدعم الذي تقدمه لوحدات حماية الشعب الكردية، التي تقود «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)»، وشددت على أنها لن تقبل بإجراء انتخابات في مناطق «قسد».
وقال وزير الدفاع التركي، يشار غولر، إن استمرار تعاون الولايات المتحدة ودعمها للوحدات الكردية يهدد أمن تركيا رغم علاقة التحالف في حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وأضاف، خلال لقاء مع قادة وجنود الجيش الثاني في تشكورجا بولابة هكاري جنوب شرقي البلاد بمناسبة عيد الأضحى، أن تركيا تتطلع لتعاون إيجابي مع الولايات المتحدة في سوريا، وقطعها الدعم عن وحدات حماية الشعب الكردية.
ولفت غولر إلى أن «العلاقات مع الولايات المتحدة تستند إلى تاريخ طويل ومتين في إطار الناتو، وعلى الرغم من التقدم في عملية شراء مقاتلات (إف 16) في الفترة الأخيرة، فإن الدعم المقدم للوحدات الكردية، التي تشكّل امتداداً لحزب العمال الكردستاني، المصنف في تركيا والولايات المتحدة منظمةً إرهابيةً، لا يزال مستمراً، وهو ما يهدد أمننا القومي، ويتعارض مع التحالف بين البلدين».
وقال إن تركيا تتوقع من الولايات المتحدة الوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاق الموقع في أكتوبر (تشرين الأول) 2019، لوقف عملية «نبع السلام» العسكرية التركية في شرق الفرات، وأن تقطع جميع أشكال الدعم سواء التدريب أو التسليح أو التمويل عن الوحدات الكردية، بزعم التعاون في محارية تنظيم «داعش» الإرهابي، لأنه لا يمكن محاربة تنظيم إرهابي بالتعاون مع تنظيم إرهابي آخر.
وأضاف أن هذا النهج تسبب في نشوء «ممر إرهابي» على الحدود الجنوبية لحلف الناتو.
وعن الانتخابات المحلية التي تعتزم الإدارة الذاتية (الكردية) لشمال شرقي سوريا، إجراءها في 7 مناطق تسيطر عليها «قسد» في شمال وشمال شرقي سوريا، شدد غولر على أن تركيا لن تسمح بإقامة «دولة إرهابية» على حدودها الجنوبية مباشرة.
وقال: «هدفنا هو القضاء على الإرهابيين في المنطقة، وضمان أمن حدودنا، والمساهمة في تحقيق السلام والأمن للشعب السوري، وإن (الانتخابات المزعومة) التي تم تأجيلها إلى موعد لاحق، ليس لها أي أساس قانوني، وتتنافى مع قرار الأمم المتحدة رقم 2254، الذي يتضمن حماية سلامة الأراضي السورية».
تعتقد أنقرة بأن واشنطن ماضية في خططها لإقامة دولة كردية «إرهابية» على حدودها الجنوبية، وأن تأجيل الانتخابات في مناطق «قسد»، من 11 يونيو (حزيران) الحالي إلى أغسطس (آب) المقبل، لا يعني أنها أُلغيت.
ويرى مراقبون أن تركيا سعت من خلال تنشيط الاتصالات مجدداً مع روسيا، لتأييد موقفها في منع الانتخابات ودفع حكومة دمشق للتحرك لمنع إجرائها، وأن تظهر للولايات المتحدة أن لديها خيارات أخرى حيال عدم استجابتها لمطالبها بإلغاء الانتخابات ووقف دعم «قسد».
بالتوازي، واصل الجيش السوري تصعيده في حلب، لليوم الثاني على التوالي، (الثلاثاء)، وقصفت قواته بالمدفعية الثقيلة محيط قرى كفرعمة، وكفر تعال، والقصر بريف حلب الغربي. كما قصفت قريتَي القاهرة والعنكاوي بريف حماة.