إردوغان: ناقشنا مع بوتين انتخابات شمال سوريا ودمشق لن تسمح بإجرائها

القوات التركية تنشئ خطاً دفاعياً حول نقاطها العسكرية في شرق إدلب

إردوغان هدد مجدداً بعملية عسكرية لمنع الانتخابات المحلية الكردية بشمال سوريا في تصريحات لصحافيين رافقوه خلال عودته من إيطاليا السبت (الرئاسة التركية)
إردوغان هدد مجدداً بعملية عسكرية لمنع الانتخابات المحلية الكردية بشمال سوريا في تصريحات لصحافيين رافقوه خلال عودته من إيطاليا السبت (الرئاسة التركية)
TT

إردوغان: ناقشنا مع بوتين انتخابات شمال سوريا ودمشق لن تسمح بإجرائها

إردوغان هدد مجدداً بعملية عسكرية لمنع الانتخابات المحلية الكردية بشمال سوريا في تصريحات لصحافيين رافقوه خلال عودته من إيطاليا السبت (الرئاسة التركية)
إردوغان هدد مجدداً بعملية عسكرية لمنع الانتخابات المحلية الكردية بشمال سوريا في تصريحات لصحافيين رافقوه خلال عودته من إيطاليا السبت (الرئاسة التركية)

كشف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن مناقشة مسألة الانتخابات التي تسعى الإدارة الذاتية (الكردية) لشمال شرقي سوريا، لإجرائها في مناطق خاضعة لسيطرة «قوات شوريا الديمقراطية» (قسد) مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

جاء ذلك في الوقت الذي تواصل فيه القوات التركية استهدافاتها لمواقع «قسد» في شمال وشمال شرقي سوريا، كما قامت بإنشاء خط أمني حول نقاطها العسكرية المنتشرة في شرق إدلب ضمن مناطق خفض التصعيد المعروفة بـ«بوتين - إردوغان».

انتخابات شمال سوريا

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إن وزير الخارجية هاكان فيدان، بحث بالتفصيل خلال زيارته إلى موسكو قبل أيام، للمشاركة في اجتماعات وزراء خارجية مجموعة «بريكس +»، مع الرئيس فلاديمير بوتين موضوع الانتخابات في مناطق الإدارة الذاتية الكردية بشمال وشمال شرقي سوريا.

تركيا تعزز نقاطها العسكرية في إدلب وتنشئ خطاً أمنياً حولها (أرشيفية)

وأضاف إردوغان، في تصريحات السبت لصحافيين أتراك رافقوه خلال عودته من زيارتين لإسبانيا وإيطاليا: «دعونا نلاحظ أولاً أنه لا توجد أي انتخابات هناك... تمارس لعبة تهدف إلى إضفاء الشرعية على منظمة إرهابية (حزب العمال الكردستاني وامتداده في سوريا وحدات حماية الشعب الكردية التي تقود «قسد»)، لقد أظهرنا بوضوح في العمليات السابقة مدى مهارتنا في كسر الألعاب».

وأضاف: «من دون شك، لن تمنحهم الإدارة السورية في دمشق، بالطبع، الإذن بإجراء الانتخابات أو القيام بحرية بخطوات في هذا الاتجاه».

وتابع الرئيس التركي: «لقد كان وزير خارجيتنا هاكان فيدان في موسكو وناقش هذه القضايا بالتفصيل خلال لقاء مع الرئيس فلاديمير بوتين، وكذلك مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف... نأمل في ألا تتمكن منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية الانفصالية، وغيرها، من العمل بحرية في سوريا».

تلويح بعمل عسكري

وزاد إردوغان: «تركيا أثبتت من خلال عملياتها السابقة في شمال سوريا مدى مهارتها في كسر مثل هذه الألعاب، إذا نشأ مثل هذا الموقف (إجراء الانتخابات)، فسنحشد كل قواتنا حسب الضرورة. ولن نسمح للإرهابيين بترسيخ مواقعهم تحت أنوفنا، ولن نتردد أبداً في القيام بما هو ضروري في هذا الشأن».

وأعلنت الإدارة الذاتية الكردية لشمال شرقي سوريا تأجيل إجراء الانتخابات التي كانت مقررة في 11 يونيو (حزيران) الحالي، لكن تم تأجيلها إلى 8 أغسطس (آب) المقبل، بينما أرجعته إلى طلب بعض الأحزاب تأجيلها.

وهددت تركيا بشن عمل عسكري لمنع إجراء الانتخابات وأكدت ضرورة إلغائها، بينما أعلنت الولايات المتحدة، التي تدعم «قسد»، أن الظروف غير مهيأة حالياً لإجراء انتخابات حرة وشفافة ونزيهة.

وزارة الدفاع التركية أعلنت السبت مقتل 9 من عناصر «قسد» في شمال سوريا (الدفاع التركية)

وفي رسالة متلفزة موجهة إلى الشعب التركي، السبت، للتهنئة بعيد الأضحى، قال إردوغان إن تركيا عازمة على الاستمرار في مكافحة الإرهاب والمنظمة الإرهابية الانفصالية (حزب العمال الكردستاني) التي استهدفت أمن البلاد على مدى أكثر من 40 عاماً، ولن تسمح لها بأن تكون مصدر تهديد لحدودها الجنوبية.

في السياق، أعلنت وزارة الدفاع التركية، السبت، القضاء على 9 من عناصر وحدات حماية الشعب الكردية في منطقتي عمليتي «درع الفرات» (شمال سوريا) و«نبع السلام» (شمال شرقي سوريا).

تحصينات في إدلب

في الوقت ذاته، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بقيام القوات التركية بإنشاء «خط دفاعي» جديد على امتداد أغلب محاور القتال في مناطق ريف إدلب الشرقي ضمن منطقة خفض التصعيد «بوتين - إردوغان» شمل نحو 20 بلدة وقرية.

وقال المرصد إن القوات التركية بدأت رفع السواتر وحفر الخنادق لحماية الطرق الرئيسية وخطوط الإمداد وفصل المناطق عن بعضها، تحسباً لأي تصعيد عسكري أو معارك محتملة.

ودفعت القوات التركية، الأربعاء الماضي، بتعزيزات إلى نقاطها العسكرية في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي لدعم نقاطها المنتشرة هناك.


مقالات ذات صلة

ارتفاع حصيلة الغارات الإسرائيلية على تدمر إلى 79 قتيلاً موالياً لإيران

المشرق العربي دخان الغارات في تدمر (متداولة)

ارتفاع حصيلة الغارات الإسرائيلية على تدمر إلى 79 قتيلاً موالياً لإيران

طائرات إسرائيلية استهدفت ثلاثة مواقع في تدمر، من بينها موقع اجتماع لفصائل إيرانية مع قياديين من حركة «النجباء» العراقية وقيادي من «حزب الله» اللبناني.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال مؤتمر صحافي في ختام مشاركته بقمة الـ20 بالبرازيل ليل الثلاثاء - الأربعاء (الرئاسة التركية)

تركيا تؤكد استعدادها لمرحلة «ما بعد أميركا في سوريا»

أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن تركيا مستعدة للوضع الجديد الذي سيخلقه الانسحاب الأميركي من سوريا، وعازمة على جعل قضية الإرهاب هناك شيئاً من الماضي.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية صورة جوية للقصف التركي على مواقع «قسد» في شمال سوريا (وزارة الدفاع التركية)

تركيا تصعد هجماتها على «قسد» شمال وشرق سوريا

واصلت القوات التركية تصعيد ضرباتها لمواقع «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في شمال وشرق سوريا، وسط حديث متصاعد في أنقرة عن احتمالات القيام بعملية عسكرية جديدة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي «قوات سوريا الديمقراطية» خلال عرض عسكري في ريف دير الزور (الشرق الأوسط)

أكراد سوريا يتحسبون لتمدد الحرب نحو «إدارتهم الذاتية»

ألقت نتائج الانتخابات الأميركية بظلالها على أكراد سوريا ومصير «إدارتهم الذاتية» بعدما جدد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، التهديد بشن عملية عسكرية.

كمال شيخو (القامشلي)
شؤون إقليمية روسيا ترى أن العقبة الأساسية للتطبيع بين أنقرة ودمشق هي وجود القوات التركية في شمال سوريا (وزارة الدفاع التركية)

أنقرة: دمشق ليست لديها إرادة للتطبيع... وروسيا على الحياد

حمّلت تركيا دمشق المسؤولية عن جمود مسار تطبيع العلاقات، ورأت أن ذلك دفع روسيا إلى عدم التحرك والبقاء على الحياد، وأكدت أنها جاهزة لعملية عسكرية ضد «قسد».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

إسرائيل تنهي استخدام الاعتقال الاداري بحق المستوطنين اليهود في الضفة الغربية

 قوات إسرائيلية تقيم إجراءات أمنية في البلدة القديمة للخليل تحمي اللمستوطنين اليهود (د.ب.أ)
قوات إسرائيلية تقيم إجراءات أمنية في البلدة القديمة للخليل تحمي اللمستوطنين اليهود (د.ب.أ)
TT

إسرائيل تنهي استخدام الاعتقال الاداري بحق المستوطنين اليهود في الضفة الغربية

 قوات إسرائيلية تقيم إجراءات أمنية في البلدة القديمة للخليل تحمي اللمستوطنين اليهود (د.ب.أ)
قوات إسرائيلية تقيم إجراءات أمنية في البلدة القديمة للخليل تحمي اللمستوطنين اليهود (د.ب.أ)

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم الجمعة، أنه قرر إنهاء استخدام الاعتقال الإداري بحق المستوطنين اليهود في الضفة الغربية المحتلة.

وقال كاتس في بيان إنه قرر "وقف استخدام مذكرات الاعتقال الإداري ضد المستوطنين اليهود في الضفة الغربية في واقع تتعرض فيه المستوطنات اليهودية هناك لتهديدات إرهابية فلسطينية خطيرة، ويتم اتخاذ عقوبات دولية غير مبررة ضد المستوطنين".

وأضاف "ليس من المناسب لدولة إسرائيل أن تتخذ خطوة خطيرة من هذا النوع ضد سكان المستوطنات"، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

ووفقا لمنظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية بتسيلم، استخدمت إسرائيل الاعتقال الإداري "على نطاق واسع وبشكل روتيني" لاحتجاز آلاف الفلسطينيين لفترات طويلة. وعدّلت إسرائيل قانون المقاتلين غير الشرعيين في بداية الحرب في غزة، ما يسمح لها باحتجاز السجناء لمدة 45 يوما دون عملية إدارية، مقارنة بـ96 ساعة في السابق.

وقالت مصلحة السجون الإسرائيلية لمنظمة "هموكيد" غير الحكومية الإسرائيلية إنه حتى الأول من يوليو (تموز)، كان هناك 1402 فلسطيني محتجزين بموجب القانون، باستثناء أولئك الذين احتجزوا لفترة أولية مدتها 45 يوما دون أمر رسمي.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن "حوالي 20" مستوطنا محتجزين في الاعتقال الإداري.

وقال يوناتان مزراحي، مدير مراقبة المستوطنات في منظمة السلام الآن لوكالة الصحافة الفرنسية إنه "رغم أن الاعتقال الإداري يستخدم في الغالب في الضفة الغربية لاعتقال الفلسطينيين، كان إحدى الأدوات القليلة الفعالة لإزالة مؤقتة للتهديد بالعنف من قبل المستوطنين من خلال الاعتقال".

وقالت منظمة مراقبة المستوطنات في بيان "إن إلغاء أوامر الاعتقال الإداري للمستوطنين وحدهم هو خطوة مثيرة للسخرية وغير مترابطة، لتبيض وتطبيع الإرهاب اليهودي المتصاعد تحت غطاء الحرب".

ويأتي القرار بعدما أعلنت السلطات الأميركية الاثنين أنها ستفرض عقوبات على المنظمة الاستيطانية "أمانا" التي تنشط من أجل توسيع الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة وشركة البناء التابعة لها "بنياني بار أمانا" بسبب علاقاتها مع أفراد وبؤر استيطانية خاضعة للعقوبات جراء ارتكاب أعمال عنف في الضفة الغربية.

وتشهد الضفة الغربية تصاعدا في أعمال العنف منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 والحرب المستمرة في قطاع غزة.

وسجل مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في تقريره الأخير أكثر من 300 حادثة مرتبطة بالمستوطنين في الضفة الغربية، في الفترة ما بين 1 أكتوبر و4 نوفمبر.

وباستثناء القدس الشرقية المحتلة، يعيش حوالي 490 ألف مستوطن في الضفة الغربية بالإضافة إلى ثلاثة ملايين فلسطيني.