رؤية تشيلسي المشوشة تقوده للتعاقد مع مدرب من دوري الدرجة الأولى

بعد إقالة المدير الفني الذي قاده للفوز بلقب دوري الأبطال وآخر صاحب خبرات كبيرة

مسؤولو تشيلسي ينتظرون أن يحقق ماريسكا ما لم يستطع أن يحققه بوكيتينو (أ.ف.ب)
مسؤولو تشيلسي ينتظرون أن يحقق ماريسكا ما لم يستطع أن يحققه بوكيتينو (أ.ف.ب)
TT

رؤية تشيلسي المشوشة تقوده للتعاقد مع مدرب من دوري الدرجة الأولى

مسؤولو تشيلسي ينتظرون أن يحقق ماريسكا ما لم يستطع أن يحققه بوكيتينو (أ.ف.ب)
مسؤولو تشيلسي ينتظرون أن يحقق ماريسكا ما لم يستطع أن يحققه بوكيتينو (أ.ف.ب)

أقال تشيلسي المدير الفني الذي قاده للفوز بلقب دوري أبطال أوروبا، ثم أقال المدير الفني الشاب الواعد الذي عينه ليحل محله، ثم أقال المدير الفني صاحب الخبرات الكبيرة الذي جاء بعد ذلك، ليحل محله مدير فني قادم من دوري الدرجة الأولى!

وعلاوة على ذلك، رفع النادي أسعار تذاكر المباريات لأول مرة منذ 13 عاماً. هذه هي الطريقة التي يعمل بها النادي حاليا، والغريب أن المسؤولين يشعرون بأن هذه هي الطريقة الصحيحة! وفي الوقت نفسه، فإنه لا يسعنا إلا أن نتمنى التوفيق لهذا النادي في مشاركته في دوري المؤتمر الأوروبي الموسم المقبل!

ونظرا لأن الأمور ستسير بنفس الطريقة، فسيقال إنزو ماريسكا من منصبه في النهاية أيضاً. قد لا يحدث ذلك في الموسم المقبل، وقد لا يحدث في الموسم الذي يليه، لكن هذا هو المصير الذي ينتظر كل المديرين الفنيين الذين يعملون في تشيلسي في نهاية المطاف، حتى لو تم الإعلان عن الأمر وكأنه قد حدث بـ«اتفاق متبادل» بين الطرفين، ونشر هذه العبارة على الموقع الرسمي للنادي!

ومع ذلك، فلو تعلمنا أي شيء من حجم العينة الصغيرة لمسيرة ماريسكا التدريبية - والتي تقتصر على ما مجموعه 67 مباراة فقط، جميعها في دوري الدرجة الثانية - فإن هذا الشيء يتلخص في مطالبة المدير الفني الإيطالي دائما بالحصول على وقت أطول لكي يحقق الأهداف المطلوبة.

ففي عام 2021، أقيل ماريسكا من القيادة الفنية لبارما بعد ثلاثة أشهر فقط من بداية الموسم بينما كان فريقه يبتعد قليلا عن المراكز المؤدية للهبوط من دوري الدرجة الثانية، وأصر لاحقاً على أن كل شيء كان سينجح في نهاية المطاف لو حصل على الوقت الكافي.

وقال في وقت لاحق: «مع المزيد من الوقت وإجراء بعض التصحيحات، كنا سنحقق أهدافنا. لقد حددت ثلاثة لاعبين للتعاقد معهم في فترة الانتقالات الشتوية، وأنا متأكد من أننا كنا سنتأهل إلى ملحق الصعود».

وفي ليستر سيتي هذا الموسم، تصدر فريقه جدول ترتيب دوري الدرجة الأولى وصعد للدوري الإنجليزي الممتاز، وحصد ما يقرب من 100 نقطة، لكنه أصاب الجمهور بالإحباط في بعض الأحيان لأنه يلعب كرة قدم بطيئة ومملة.

وتشير الإحصائيات إلى أن ليستر سيتي احتل المركز الـ 20 من أصل 24 فريقا في المسابقة، من حيث متوسط سرعة التقدم بالكرة داخل الملعب.

وعلاوة على ذلك، فشل ليستر سيتي في تحقيق الفوز على أي من منافسيه الرئيسيين على الصعود، وهما إبسويتش تاون وليدز يونايتد، في أربع محاولات.

وقد حدث كل هذا رغم أنه تولى قيادة فريق يضم لاعبين جيدين سبق لمعظمهم اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز وخاضوا فيما بينهم ما يقرب من 400 مباراة دولية، ويضم جيمي فاردي الذي سبق له الفوز بجائزة هداف الدوري الإنجليزي الممتاز. وبكل المقاييس، لم يكن كثيرون من مشجعي ليستر سيتي يشعرون بالحزن عندما علموا أن ماريسكا سيرحل عن الفريق!

ومع ذلك، يجب ألا ننظر إلى الأمور بناء على ذلك وحده. ويجب أن نطرح بعض الأسئلة من قبيل: ما الذي يمكن أن يحدث عندما يُطبق ماريسكا أساليبه وخططه التدريبية، التي صقلها من خلال العمل مساعدا لجوسيب غوارديولا في مانشستر سيتي، على لاعبين أفضل بكثير من اللاعبين الذين تولى تدريبهم من قبل؟ وماذا سيحدث عندما تعطيه محوري ارتكاز تم التعاقد معهما مقابل 250 مليون جنيه إسترليني، وأحد أخطر لاعبي خط الوسط في الدوري الإنجليزي الممتاز، بالإضافة إلى كريستوفر نكونكو بعد استعادة لياقته البدنية، ونيكولاس جاكسون بعد استعادة ثقته في نفسه، وميخايلو مودريك عندما يكون في أفضل حالاته؟ وماذا سيحدث عندما تمنحه الوقت الكامل لإعداد الفريق في الصيف قبل بداية الموسم الجديد، وتدعمه بكل قوة في فترة الانتقالات؟ وماذا سيحدث عندما تمنحه الوقت الكامل لتنفيذ أفكاره وفلسفته التدريبية؟

حسناً، لقد كنت أمزح فيما يتعلق بالنقطة الأخيرة المتعلقة بحصوله على الوقت الكافي! لكن في الأساس هذه هي الحسابات التي سيتوصل إليها المالكان المشاركان تود بوهلي وبهداد إقبالي، جنباً إلى جنب مع المديرين الرياضيين بول وينستانلي ولورنس ستيوارت: أن ماريسكا موهبة شابة ومتطورة، ومتاح بمقابل مادي زهيد نسبياً، ولديه إمكانات جيدة. لكن ألا تبدو هذه العبارات والكلمات مألوفة؟ ألم نسمعها من قبل من مسؤولي تشيلسي؟ في الحقيقة، ربما لا ينبغي أن نشعر بالدهشة في نهاية المطاف من رؤية تشيلسي يتعاقد مع المديرين الفنيين بنفس الطريقة التي يتعاقد بها مع اللاعبين!

أما الميزة الأخرى للمدير الفني الجديد فتتمثل في أنه من السهل تشكيله والتأثير عليه. لقد أصيب توماس توخيل بالإحباط، وظهرت علامات التوتر الشديد على ماوريسيو بوكيتينو خلال المؤتمرات الصحافية.

ولم يكن أي منهما، في نهاية المطاف، يشعر بالراحة في ظل الطريقة التي يتبعها النادي فيما يتعلق بالتعاقد مع اللاعبين الجدد وبيع بعض اللاعبين الآخرين لتحقيق التوازن المالي المطلوب، حيث يتم اتخاذ القرارات من قبل عدد من الأشخاص الذين يعتقدون أنهم قد اكتشفوا الطريقة المثالية للتعامل مع كرة القدم وأنهم وحدهم من يفكرون بشكل جيد!

هناك بالطبع مفارقة غير قابلة للحل هنا، وهي أن تشيلسي نادٍ يحاول التعاقد مع مدير فني بنفس مواصفات المديرين الفنيين الذين قضى السنوات العشرين الماضية في إقالتهم واحدا تلو الآخر بلا رحمة!

وتتمثل المفارقة في عصر رومان أبراموفيتش في أنه كان يريد في الأساس شيئين متناقضين: تحقيق النجاح الفوري والدائم، وفريق يلعب بطريقة فنية متطورة لا يمكن تحقيقها إلا من خلال الحصول على الوقت الكافي ومن خلال التعلم من الأخطاء.

ماريسكا مدرب تشيلسي الجديد (رويترز)

وعلى مدار ولايته، ظلت هاتان الرؤيتان تتقاتلان. فإذا نجح الفريق في تحقيق النجاح المطلوب ولم يلعب بشكل جيد، تتم إقالة المدير الفني. وإذا لعب الفريق بشكل جيد ولم يحصل على البطولات والألقاب، تتم إقالة المدير الفني. وإذا لعب الفريق بأسلوب جيد وبحماس وبرؤية، لكنه لا يستحوذ على الكرة كثيرا، تتم إقالة المدير الفني. والآن، يُطلب من المدير الفني أن يعمل مع لاعبين شباب يفتقرون للخبرة المطلوبة، ثم يقال من منصبه لأنه لم يحقق المطلوب.

والآن، أصبحت هذه القوى أكثر تضخيماً، وأصبح النادي يبحث عن مدير فني يمكنه العمل ضمن النظام الحالي، ويفعل ما يقال له، لكن يجب أن يكون في نفس الوقت صاحب شخصية قوية وطموحة ولديه رؤية، فكيف يحدث هذا؟ يريد النادي مديرا فنيا لا يقبل المساومات، لكنه في نفس الوقت يرضى بالعمل مع اللاعبين الذين يُقدمون له ويقودهم للعب في دوري أبطال أوروبا!

ونتيجة لذلك، يجد النادي نفسه يختار مديرا فنيا يقود فريقا في دوري الدرجة الأولى! دعونا نكن واقعيين ونتفق على أنه لا يمكن لأي شخص أن يعرف حقاً ما إذا كان ماريسكا هو أفضل رجل لهذا المنصب أم لا.

لكن ما نعرفه حقا هو: منذ وصول أبراموفيتش، فاز تشيلسي بـ 21 بطولة كبرى، وتم الفوز بالغالبية العظمى منها تحت قيادة مديرين فنيين يلعبون بطريقة عملية، ومدربين يمكنهم التكيف وتشكيل أنفسهم وفقا للظروف، ومدربين يمكنهم المساومة وتقديم التنازلات.

لقد فاز النادي بهذه البطولات تحت قيادة جوزيه مورينيو، وتوماس توخيل، وكارلو أنشيلوتي، وجوس هيدينك. وربما يكون الفوز بلقب الدوري الأوروبي في عام 2019 بقيادة ماوريسيو ساري هو الاستثناء الحقيقي الوحيد.

ربما يكون المدير الفني الذي يريده تشيلسي غير موجود بالفعل. وبالتالي، ربما يكون ماريسكا هو أفضل خيار متاح: رجل يحقق نتائج جيدة، لكنه سيظل يشعر بالامتنان إلى الأبد لهذه الفرصة، ولديه رؤية واضحة، وواحد من المديرين الفنيين الذين يسعون إلى تصوير الخسارة برباعية نظيفة على أنها إنجاز وتقدم!

والأهم من ذلك، أنه المدير الفني الذي لن يحزن عليه أحد عندما تتم إقالته من منصبه في نهاية المطاف! قد لا ينجح ماريسكا، لكن ربما يكون أفضل شيء يمكن أن نقوله عنه هو أنه قد يحصل على فرصة للفشل لكن بطريقة جديدة!

* خدمة «الغارديان»


مقالات ذات صلة

تشيلسي يعزّز هجومه بالشاب كيليمان بـ24 مليون دولار

رياضة عالمية أوماري كيليمان (نادي تشيلسي الإنجليزي)

تشيلسي يعزّز هجومه بالشاب كيليمان بـ24 مليون دولار

أعلن تشيلسي، المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، السبت، التعاقد مع المهاجم أوماري كيليمان لمدة 6 سنوات، قادماً من أستون فيلا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية الصفقات الزائفة باتت مثار قلق لمسؤولي الدوري الإنجليزي الممتاز (أ.ف.ب)

البريميرليغ يحذر أنديته من «الصفقات الزائفة»: ستعاقَبون!

بعثت رابطة البريميرليغ خطاباً إلى أنديتها العشرين، وذلك لتذكيرها بأنها ستتعرض للعقوبات بسبب انتقالات اللاعبين الاحتيالية.

نواف العقيّل (الرياض )
رياضة عالمية كاتي زيليم (رويترز)

مانشستر يونايتد يعلن رحيل القائدة زيليم عن فريق السيدات

قال مانشستر يونايتد المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز للسيدات لكرة القدم الخميس إن قائدة الفريق كاتي زيليم سترحل عن النادي في نهاية عقدها.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية لوسيا غارسيا خلال مباراة لمانشستر يونايتد (رويترز)

الإسبانية غارسيا ترحل عن مانشستر يونايتد نهاية الشهر

أكد مانشستر يونايتد رحيل اللاعبة لوسيا غارسيا عن النادي بعد انتهاء عقدها في نهاية الشهر الجاري وفقاً لـشبكة The Athletic.

ذا أتلتيك الرياضي (مانشستر)
رياضة عالمية ويس فودرينغهام (نادي وست هام)

صفقة انتقال حر تأخذ فودرينغهام إلى وست هام

أعلن نادي وست هام الإنجليزي لكرة القدم تعاقده مع ويس فودرينغهام، حارس مرمى شيفيلد يونايتد، في صفقة انتقال حر.

«الشرق الأوسط» (لندن )

سباليتي: أتحمل مسؤولية خروج إيطاليا... أنا من اختار الفريق

سباليتي مدرب إيطاليا متحسراً عقب الخروج من المعترك الأوروبي (أ.ف.ب)
سباليتي مدرب إيطاليا متحسراً عقب الخروج من المعترك الأوروبي (أ.ف.ب)
TT

سباليتي: أتحمل مسؤولية خروج إيطاليا... أنا من اختار الفريق

سباليتي مدرب إيطاليا متحسراً عقب الخروج من المعترك الأوروبي (أ.ف.ب)
سباليتي مدرب إيطاليا متحسراً عقب الخروج من المعترك الأوروبي (أ.ف.ب)

وجد المدرب لوتشانو سباليتي نفسه في وضع صعب لدرجة أنه لم يكن حاسماً بشأن مستقبله مع المنتخب الإيطالي، وذلك بعدما تنازل «أتزوري» عن لقبه بطلاً لكأس أوروبا لكرة القدم بخسارته المستحقة، السبت، في ثمن النهائي أمام سويسرا 0 - 2 على الملعب الأولمبي في برلين.

ووفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، قدم «أتزوري» مباراة سيئة بكل المعايير ضد منتخب سويسري استحق عن جدارة بلوغ ربع النهائي للمرة الثانية توالياً بعدما سيطر منذ الثانية الأولى، وسط عجز رجال سباليتي الذين كانوا غير قادرين لفترات طويلة عن تجاوز منتصف الملعب.

ورأى سباليتي بعد اللقاء أن «الوتيرة كانت متدنية خلال المباراة، وإذا كنت غير قادر على الاستحواذ على الكرة، فالمستوى يهبط. عانينا من بعض الأفراد الذين كانت سرعتهم في التحرك والانطلاق متدنية على غير العادة».

وتابع في حديث لتلفزيون «راي» الإيطالي: «بهذه الوتيرة، يصبح من الصعب الحديث عن أي شيء آخر».

وأجرى مدرب نابولي السابق 6 تغييرات في التشكيلة مقارنة بالمباراة ضد كرواتيا التي خطف فيها فريقه نقطة التعادل 1 - 1 في الوقت القاتل، ما سمح له ببلوغ ثمن النهائي.

وبرر ذلك بالقول: «قمت بالتغيير اليوم بهدف إشراك لاعبين غير مرهقين»، مقراً: «لكن المستوى كان أدنى من مستوى المنافس»، ومضيفاً: «من الصعب الحديث عن خطة المباراة عندما تلعب بهذا المستوى».

ورأى أن «هذه التجربة، وهذا الإقصاء، يمنحانا مؤشرات عن الأشياء التي نحتاج بالتأكيد إلى تغييرها. علينا أن نتحرك بشكل أسرع لأن هذا ما يصنع الفارق في المساحات التي يجب أن تغطيها».

وعن تجربته الأولى في بطولة كبرى مع المنتخب الوطني، قال سباليتي: «كان بالإمكان تحقيق ما هو أفضل، لا سيما فيما يخص ما قدمناه اليوم وضد إسبانيا (0 – 1) في الجولة الثانية من دور المجموعات. إذا كنت في مواجهة فريق يمرر الكرة بشكل جيد، تصبح الأمور صعبة إذا لم تكن مسيطراً على المباراة».

ولدى سؤاله عما إذا كان سيناقش مستقبله مع رئيس الاتحاد الإيطالي غابرييلي غرافينا، الذي كان حاضراً في المدرجات، السبت، أجاب سباليتي: «المسؤولية تقع دائماً على المدرب لأنني من يتخذ القرارات. لطالما تصرف غرافينا بشكل جيد معي... سنتحدث وسنرى ما سيقوله بعضنا لبعض. جميع المدربون مسؤولون عن النتائج التي تسجل في الملعب».

وتسلم سباليتي مهمة الإشراف على المنتخب في سبتمبر (أيلول) 2023 بعد القرار المفاجئ لروبرتو مانشيني بالاستقالة، ومن ثم الانتقال بعدها لتولي مهمة تدريب المنتخب السعودي.

وكرر سباليتي: «أتحمل مسؤولية ما حصل. أنا من اختار الفريق». وبدوره قال الحارس القائد جانلويجي دوناروما: «الأمر مؤلم. إنه مؤلم حقاً. لا يمكننا سوى الاعتذار من الجميع. كنا مخيبين للآمال اليوم ويستحقون (سويسرا) الفوز. لقد عانينا طوال المباراة».