صندوق النقد يوافق مبدئياً على صرف شريحة قرض لمصر

القاهرة تبحث التعاون مع كوريا في بناء نظام الحكومة الرقمية

وزير الداخلية الكوري الجنوبي (يسار) لدى استقبال وزير الاتصالات المصري في العاصمة سيول الجمعة (د.ب.أ)
وزير الداخلية الكوري الجنوبي (يسار) لدى استقبال وزير الاتصالات المصري في العاصمة سيول الجمعة (د.ب.أ)
TT

صندوق النقد يوافق مبدئياً على صرف شريحة قرض لمصر

وزير الداخلية الكوري الجنوبي (يسار) لدى استقبال وزير الاتصالات المصري في العاصمة سيول الجمعة (د.ب.أ)
وزير الداخلية الكوري الجنوبي (يسار) لدى استقبال وزير الاتصالات المصري في العاصمة سيول الجمعة (د.ب.أ)

أعلن صندوق النقد الدولي أنّ خبراءه توصّلوا إلى اتّفاق مبدئي مع مصر تحصل بموجبه القاهرة على شريحة قرض قيمتها 820 مليون دولار «لتسريع الإصلاحات الهيكلية». وقالت المؤسسة النقدية الدولية ومقرّها واشنطن في بيان إنّ خبراءها توصّلوا إلى اتفاق بشأن المراجعة الثالثة لاتفاقية قرض تسهيل الصندوق الممدّد الحالية.

ويأتي الاتفاق في أعقاب ختام بعثة صندوق النقد إلى القاهرة، التي استمرت خلال الفترة من 12 إلى 26 مايو (أيار) لمراجعة أداء الإصلاحات في مصر بموجب قرض «تسهيل الصندوق الممدد» الذي تم توسيعه إلى ثمانية مليارات دولار في مارس (آذار) من قرض أصلي بقيمة ثلاثة مليارات دولار تم الاتفاق عليه في ديسمبر (كانون الأول) 2022.

وقال صندوق النقد في بيان مساء الخميس إن جهود مصر لاستعادة استقرار الاقتصاد الكلي تحرز بعض التقدم، على الرغم من البيئة الإقليمية الصعبة التي تشهد تداعيات الحرب في غزة واضطراب الشحن في البحر الأحمر؛ مما أضر بإيرادات قناة السويس.

وبحسب الصندوق، فإنّ أهمّ الإصلاحات الاقتصادية في مصر تشمل التحوّل إلى نظام سعر صرف مرن، وتشديد السياسة النقدية وسياسة المالية العامة، وإبطاء الإنفاق على البنية التحتية للحد من التضخم، والمحافظة على استدامة القدرة على تحمل الديون، مع تعزيز بيئة تمكن القطاع الخاص من ممارسة نشاطه.

وأوضح البيان أن هذه السياسات ستساهم في المحافظة على الاستقرار الاقتصادي الكلي، واستعادة الثقة، كما ستمكّن مصر من مواجهة التحديات التي اقترنت بالصدمات الخارجية في الآونة الأخيرة.

ونقل البيان عن رئيسة بعثة صندوق النقد الدولي في مصر، إيفانا فلادكوفا هولار، قولها إنّه «في الوقت الذي ما زالت فيه التوتّرات الجيوسياسية وتأثيرها على مصر لا تزال تمثل تحدّياً، فقد واصلت السلطات مسارها». وتابعت: «بدأت هذه الجهود في تقديم توقعات أفضل، وتحسين توافر العملات الأجنبية، وبدأ التضخم في التباطؤ، وعلامات الانتعاش في معنويات القطاع الخاص».

وبحسب هولار، فإنّه على الرغم من التقدّم الذي أحرزته مصر، فإنّ «المخاطر السلبية» على الاقتصاد لا تزال قائمة، مسلّطة الضوء على التداعيات المستمرة للحرب الدائرة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة وما نجم عنها من هجمات طالت خطوط الملاحة البحرية في البحر الأحمر. وأدّت الهجمات التي يشنّها المتمردون الحوثيون الموالون لإيران، والتي تستهدف السفن، إلى انخفاض حادّ في عائدات القاهرة من السفن التي تمر عبر قناة السويس.

وأشارت هولار إلى أن مصر في حاجة إلى الحفاظ على سياسات مالية حكيمة وعلى سياسة نقدية متشددة للسيطرة على التضخم. وبحسب صندوق النقد، فإنّ «الطريق مهيّأة لتسريع الإصلاحات الهيكلية؛ وهو ما سيكون حاسماً لتحقيق هدف زيادة النمو الذي يقوده القطاع الخاص بشكل مستدام».

وفي سياق منفصل، قالت وزارة الداخلية في كوريا الجنوبية إن وزير الداخلية الكوري الجنوبي لي سانغ - مين التقى وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري عمرو طلعت، في المجمع الحكومي في سيول، الجمعة؛ لمشاركة خبرات البلدين في التحول الرقمي في القطاع العام، ومناقشة سبل التعاون في بناء نظام الحكومة الرقمية.

وجاء الاجتماع بناءً على طلب من الجانب المصري بمناسبة حضور الوزير عمرو طلعت المنتدى العالمي لقيادة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، الذي أقيم ضمن فعاليات «القمة الكورية - الأفريقية 2024»، وفقاً لوكالة أنباء «يونهاب» الكورية الجنوبية.

وتتواصل وزارة الداخلية الكورية الجنوبية مع الحكومة المصرية منذ فترة، حيث أرسلت وفداً للتعاون في مجال الإدارة العامة في عام 2021، ووفداً للتعاون في مجال الحكومة الرقمية في عام 2023. وتسعى الوزارة إلى إنشاء «مركز التعاون للحكومة الرقمية» في مصر في عام 2025.

وعرض الوزير لي على طلعت رؤية «حكومة المنصة الرقمية» لكوريا الجنوبية وسياساتها الرئيسية، واستمع إلى استراتيجية «مصر الرقمية 2030» للحكومة المصرية. وقال: «نخطط لدعم التحول الرقمي للقطاع العام في مصر بشكل فعال من خلال مشاركة خبرتنا الرائدة في مجال الحكومة الرقمية. ونأمل في أن نأخذ زمام المبادرة في سد الفجوة الرقمية العالمية والمساهمة في تحقيق المجتمع الرقمي للرخاء المشترك».

وبدوره، قال الوزير المصري إن إنشاء مركز التعاون للحكومة الرقمية بين كوريا الجنوبية ومصر سيكون فرصة كبيرة لتعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.


مقالات ذات صلة

للمرة الأولى... اتحاد الغرف السعودية يشكّل لجنة للطاقة والبتروكيماويات

الاقتصاد مبنى اتحاد الغرف السعودية في الرياض (الموقع الإلكتروني لاتحاد الغرف السعودية)

للمرة الأولى... اتحاد الغرف السعودية يشكّل لجنة للطاقة والبتروكيماويات

أعلن اتحاد الغرف السعودية تشكيل أول لجنة وطنية من نوعها للطاقة والبتروكيماويات تحت مظلة القطاع الخاص، لتعزيز مشاركته في صناعة سياسات هذا القطاع الحيوي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مسؤولون بوزارة الطاقة السعودية بعد الإعلان عن الانضمام لمبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين (وزارة الطاقة السعودية)

السعودية تنضم لمبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين وخلايا الوقود

أعلنت وزارة الطاقة السعودية انضمام المملكة إلى مبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين وخلايا الوقود، وذلك ضمن مساعي البلاد لدعم الجهود الدولية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

رفعت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني تصنيف السعودية إلى «إيه إيه 3» (Aa3) من «إيه 1»، مشيرة إلى جهودها لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

«الشرق الأوسط» (نيويورك) «الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)

«كوب 29» يشتعل في اللحظات الحاسمة مع اعتراضات من كل الأطراف

سيطر الخلاف على اليوم الختامي لـ«كوب 29» حيث عبرت جميع الأطراف عن اعتراضها على «الحل الوسطي» الوارد في «مسودة اتفاق التمويل».

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد أبراج إدارية وخدمية في الضاحية المالية بالعاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)

حاكم تكساس يأمر الوكالات المحلية ببيع أصولها في الصين

أمر حاكم ولاية تكساس الأميركية وكالات الولاية بالتوقف عن الاستثمار في الصين، وبيع أصول هناك في أقرب وقت ممكن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن - بكين)

«جي إف إتش المالية» البحرينية تواصل المحادثات للاستحواذ على محافظ «الإثمار القابضة»

جناح «جي إف إتش» في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار بالرياض (الموقع الرسمي للمبادرة)
جناح «جي إف إتش» في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار بالرياض (الموقع الرسمي للمبادرة)
TT

«جي إف إتش المالية» البحرينية تواصل المحادثات للاستحواذ على محافظ «الإثمار القابضة»

جناح «جي إف إتش» في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار بالرياض (الموقع الرسمي للمبادرة)
جناح «جي إف إتش» في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار بالرياض (الموقع الرسمي للمبادرة)

أعلنت شركة «جي إف إتش المالية» البحرينية، الأحد، أن محادثات الاستحواذ على محافظ «الإثمار القابضة للتمويل والاستثمار» لا تزال مستمرة، وأنه يجري التفاوض حالياً بشأن هذه العملية التي تخضع لموافقة الجهات التنظيمية.

وأوضحت الشركة، في بيان، للبورصة البحرينية، أنه سيجري إطلاع المساهمين على أي تطورات أخرى بصورة دورية، كما سيعلن الأثر المالي المتوقع في حينه.

وكانت «الإثمار القابضة» قد أعلنت، خلال يونيو (حزيران) الماضي، أن القيمة الدفترية الإجمالية للأصول التي يُعتزم بيعها تبلغ 691 مليون دولار، في حين تُقدَّر الالتزامات المقترح نقلها بـ680 مليون دولار.

ووفقاً للصفقة، سيجري تأسيس شركتين من قِبل «الإثمار القابضة» أو «بنك الإثمار» أو شركة «آي بي كابيتال» بِاسم «المشروع العقاري المشترك» التي ستُنقل إليها الأصول العقارية، و«مشروع بنك فيصل المشترك» التي سينقل لها حصة «بنك الإثمار» البالغة 66.7 في المائة في «بنك فيصل».

وعليه، سيجري نقل 71.51 في المائة من شركة «المشروع العقاري المشترك»، و75 في المائة من شركة «مشروع بنك فيصل»، إلى «جي إف إتش المالية»، لتحصل على عائد سنوي تفضيلي بمعدل 12 في المائة من حصتها في الشركتين، مستحَق على أساس تراكمي لمدة 5 سنوات.