الهند: هل يصمد حزب غاندي في وجه انتكاسة جديدة؟

حكم البلاد 6 عقود... وانهارت شعبيته أمام أداء مودي

زعيم حزب «المؤتمر الوطني» راهول غاندي خلال فعالية بالقرب من فاراناسي يوم 28 مايو (أ.ف.ب)
زعيم حزب «المؤتمر الوطني» راهول غاندي خلال فعالية بالقرب من فاراناسي يوم 28 مايو (أ.ف.ب)
TT

الهند: هل يصمد حزب غاندي في وجه انتكاسة جديدة؟

زعيم حزب «المؤتمر الوطني» راهول غاندي خلال فعالية بالقرب من فاراناسي يوم 28 مايو (أ.ف.ب)
زعيم حزب «المؤتمر الوطني» راهول غاندي خلال فعالية بالقرب من فاراناسي يوم 28 مايو (أ.ف.ب)

مع انتهاء ستة أسابيع من التصويت في الانتخابات التشريعية، تترقب الهند، الثلاثاء، تركيبة البرلمان الجديد، وسط توقعات بفوز حزب «بهاراتيا جاناتا» بغالبية مريحة، وزعيمه ناريندرا مودي بولاية ثالثة رئيساً للوزراء. في المقابل، تأمل المعارضة بقيادة راهول غاندي، زعيم حزب «المؤتمر»، في تحقيق اختراقات في مناطق نفوذها، رغم تراجع حادّ في شعبية زعيمها، ابن الجيل الخامس من عائلة نهرو - غاندي التي حكمت البلاد لعقود.

فلماذا فقد حزب غاندي بريقه؟ وهل تنجح محاولاته في استقطاب أصوات الطبقات العاملة؟

حكم عائلة نهرو - غاندي

حكمت عائلة نهرو - غاندي الهند طوال 39 عاماً في أعقاب نيل البلاد استقلالها. جدير بالذكر أن جواهر لال نهرو حكم الهند المستقلة على امتداد 17 عاماً، بوصفه أول رئيس وزراء للهند. وجرى انتخاب إنديرا، ابنة نهرو، التي حملت لقب غاندي عبر زواجها من فيروز غاندي، رئيسة للوزراء من عام 1966 إلى عام 1977، ومرة أخرى عام 1980. ووصلت سنواتها في السلطة إلى ذروتها المأساوية، عندما قُتلت بالرصاص في 31 أكتوبر (تشرين الأول) 1984 بالقرب من منزلها في نيودلهي، على أيدي حراسها الشخصيين من السيخ.

أنصار حزب المؤتمر في أمريستار يوم 25 مايو (أ.ف.ب)

وتولى راجيف، نجل إنديرا غاندي، مهامها بعد وفاتها، قبل أن يتم اغتياله عام 1991. وناضل حزب «المؤتمر» لإيجاد خليفة له.

وفي نهاية المطاف، تولى بي في ناراسيمها راو قيادة الحزب والهند بين عامي 1991 و1996. وبعد خسارة حزب «المؤتمر» في الانتخابات الوطنية عام 1996، تولت سونيا غاندي - أرملة راجيف غاندي، قيادة الحزب.

وبين عامي 2004 و2014، دعمت سونيا غاندي الخبير الاقتصادي الذي تحول للعمل السياسي، مان موهان سينغ، في منصب رئيس الوزراء. وخلال هذه الفترة، حرصت سونيا على إعداد ابنها راهول غاندي، ليخلفها في رئاسة الحزب، ويتولى منصب رئيس الوزراء مستقبلاً.

من هو راهول غاندي؟

ولد راهول غاندي في 19 يونيو (حزيران) 1970، وهو نجل راجيف غاندي، رئيس الوزراء السادس للبلاد، وأمه الإيطالية سونيا غاندي.

ويعدّ راهول الوريث الواضح لعائلة نهرو - غاندي السياسية. وكان جده الأكبر جواهر لال نهرو أول رئيس وزراء للهند، بينما كانت جدته، أنديرا غاندي، أول رئيسة وزراء للبلاد. كما كان والده أصغر رئيس وزراء في الهند.

وفي سن الرابعة والثلاثين، انضم راهول إلى عالم السياسة، وخاض أول انتخابات برلمانية له على مقعد منطقة أميثي، في ولاية أوتار براديش، التي كانت معقل عائلة غاندي لعقود.

راهول غاندي ووالدته سونيا عقب الإدلاء بصوتيهما في نيودلهي (أ.ف.ب)

وفي عام 2014، تكبّد حزب «المؤتمر» هزيمة في الانتخابات الوطنية، مع اقتناص حزب «بهاراتيا جاناتا» الأغلبية المطلقة داخل مجلس النواب بالبرلمان. ومباشرة بعد الخسارة، اختفى راهول غاندي عن الأنظار، واختار عدم المشاركة في العديد من المناسبات المهمة لحزب «المؤتمر»، بما في ذلك وداع رئيس الوزراء المنتهية ولايته مان موهان سينغ.

وفي عام 2017، جرى تعيين راهول غاندي رسمياً رئيساً للحزب، قبل عامين من الانتخابات الوطنية. وعندما خسر الحزب مرة أخرى عام 2019، تقدم باستقالته. ومن المفارقات أنه فقد كذلك المقعد التقليدي لعائلته في دائرة أميثي.

وفي عام 2019، تولت والدته مرة أخرى منصب الرئيس المؤقت للحزب. ورغم أنه لم يكن في أي منصب حزبي، بين عامي 2019 و2024، سيطر راهول غاندي على مقاليد الحزب، واتخذ قرارات حاسمة دون أن يتحمل المسؤولية الفعلية عنها.

لماذا فقد «المؤتمر» بريقه؟

فقد حزب «المؤتمر»، الذي ظل قوة سياسية بارزة طيلة 76 عاماً بعد الاستقلال، شعبيته في أوساط الناخبين الهنود بسبب أدائه الرديء عبر السنوات العشر الماضية في الانتخابات الوطنية؛ إذ لم يفز سوى بـ44 مقعداً في عام 2014 و52 مقعداً عام 2019، كما خسر في العديد من انتخابات الولايات. ولمواجهة حزب «بهاراتيا جاناتا» في الانتخابات الحالية، شكّل حزب «المؤتمر» بقيادة غاندي تحالفاً انتخابياً مع نحو عشرين حزباً إقليمياً، العام الماضي، لتقديم جبهة موحدة قادرة على إزاحة الحزب القومي الهندوسي، الحاكم بقيادة مودي.

أنصار ناريندرا مودي خلال فعالية انتخابية بأمريستار (أ.ف.ب)

وسعى التحالف إلى طرح مرشح مشترك في مواجهة حزب «بهاراتيا جاناتا»؛ تجنباً لتشتت الأصوات في الدوائر الانتخابية البرلمانية التي غالباً ما يتنافس عليها عدة مرشحين. إلا أن محللين سياسيين توقعوا بالفعل حدوث انشقاقات في التحالف، وفقدان حزب «المؤتمر» بقيادة غاندي مكانته الرفيعة بعد أن تعرض لهزيمة ساحقة في خمس ولايات، خسر أربعاً منها لصالح حزب «بهاراتيا جاناتا» وتحالفه. ويقول محللون إن المعارضة تواجه مهمة شاقة في مواجهة مودي الذي لا يزال يتمتع بشعبية كبيرة.

دعوات التغيير

إلى جانب ذلك، ثارت شكوك حول قيادة غاندي للحزب، وتصاعدت مطالب داخلية بالتغيير. ويطالب البعض في الحزب بتسليم دفة القيادة داخل الحزب إلى أخت راهول؛ بريانكا فادرا، التي يرون أنها تتمتع بموهبة سياسية أفضل بكثير، على غرار والدتها سونيا وجدّتها أنديرا غاندي.

ويقول معسكر آخر إن الحزب يجب أن يتوقف عن اختيار قياداته من عائلة نهرو - غاندي، وأن يجري تخفيف سيطرة العائلة داخل الحزب إذا رغب الأخير في البقاء. ويرى مصدر من داخل حزب «المؤتمر»، طلب عدم الكشف عن هويته، إن سونيا غاندي مصرة على إبقاء ابنها راهول على رأس الحزب، بدلاً عن ابنتها. ويعتقد كذلك أن العديد من الزعماء الإقليميين لم يكونوا ليقبلوا أي زعيم آخر للحزب لا يحمل لقب غاندي. إلا أنه قال إنه ينبغي اختبار هذا الافتراض الآن. وتابع: «إن نتيجة الانتخابات في الرابع من يونيو ستحدد المستقبل السياسي لراهول غاندي».

«مسيرة العدالة»

في محاولة لإحياء صورته السياسية، بدأ راهول ما أطلق عليه «مسيرة العدالة الهندية الموحدة»، التي قطعت مسافة 6.600 كيلومتر عبر 15 ولاية، ما وفر لحزبه دفعة قبل الانتخابات العامة. وفي العشرات من الحملات الترويجية، قال إن السياسات الحكومية أفادت كبار رجال الأعمال، وليس الجماهير المهمشة، ووعد بأن يعالج حزبه قضايا مثل البطالة، خاصة بين الشباب المتعلم.

وقال المحلّل السياسي سانديب شاستري: «المؤكد أن راهول غاندي يثير القضايا الصحيحة»، مشيراً إلى أن البيانات الأخيرة تظهر أن البطالة والتضخم يشكلان مصدر قلق رئيسياً في البلاد. واستطرد قائلاً: «لكن، هل سيجري تحويل القضايا الصحيحة التي يجري طرحها إلى أصوات؟ هذه علامة استفهام كبيرة؛ لأنها تتعلق بتصور الناخبين حول من القادر على حل المشكلة».

شعبية مودي

يرى محللون أن مودي يتمتع بشعبية قوية، ذلك أنه يجذب الفقراء والأثرياء على حد سواء، خاصة بين نسبة كبيرة من الهندوس الذين يشكلون نحو 80 في المائة من سكان الهند. وخلال السنوات العشر التي قضاها في السلطة، أطلق مودي مجموعة من سياسات الرعاية الاجتماعية، بما في ذلك توفير مساعدات غذائية مجانية، والإسكان، وأسطوانات الغاز الرخيصة، ومشروعات البنية التحتية.

مودي لدى إلقائه خطاباً في نيودلهي يوم 22 مايو (رويترز)

وتعد الهند كذلك أسرع الاقتصادات الكبرى نمواً في العالم. وقد أكد مودي سعيه لأن يجعل الهند ثالث أكبر اقتصاد في العالم في أثناء ولايته الثالثة. ويعتقد الهنود أن مودي جلب لهم قوة لا يستهان بها على المسرح العالمي.

ويبدو أن جماعات المعارضة فشلت في مواجهة مودي، بسبب أنها غارقة في سياساتها القديمة المتعلقة بالطبقية والانقسامات الطائفية، واستحقاقات الأسر السياسية البارزة، والافتقار العام إلى رؤية متماسكة. ويستمر حزب «المؤتمر» في التفكك، مع انضمام الكثير من أنصاره إلى حزب «بهاراتيا جاناتا»، أو تشكيلهم أحزاباً إقليمية خاصة بهم.

وقد تنبأ بالوضع الحالي لحزب «المؤتمر» أحد المفكرين الاستراتيجيين السابقين بصفوفه، جيرام راميش، الذي قال في وقت مبكر من عام 2017 إن الحزب يواجه «أزمة عميقة»، و«أزمة وجودية».


مقالات ذات صلة

منع مراقبين من دخول فنزويلا عشية الاستحقاق الرئاسي

أميركا اللاتينية رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو يسعى للفوز بولاية ثالثة أمام خصمه السفير السابق إدموندو غونزاليس أوروتيا (أ.ب)

منع مراقبين من دخول فنزويلا عشية الاستحقاق الرئاسي

ساهم قيام كراكاس بمنع رحلة جوية تقل رؤساء دول سابقين من أميركا اللاتينية لمراقبة الانتخابات الرئاسية المقررة الأحد في تفاقم الأجواء المتوترة أصلاً في فنزويلا.

«الشرق الأوسط» (كراكاس)
الولايات المتحدة​ الممثلة الشهيرة جينيفر أنيستون (أ.ب)

«نساء القطط»... جينيفر أنيستون تهاجم فانس لانتقاده هاريس «غير المنجبة»

انتقدت الممثلة الشهيرة، جينيفر أنيستون، جي دي فانس، بعد أن وصف بعض السيدات من الحزب الديمقراطي، بمن في ذلك كامالا هاريس بـ«نساء القطط بلا أطفال».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ف.ب)

ترمب يحذر: الأبقار قد تحل مكان البشر

يعتقد الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترمب أن الأبقار ستحل مكان البشر في النهاية إذا تم حظر تناول اللحوم الحمراء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الوزير السابق بلقاسم ساحلي يعلن رفع طعون في قرار رفض ترشحه للرئاسة (إعلام الحملة)

وزير جزائري سابق يطعن في أسباب رفض ترشحه للرئاسة

رفض وزير جزائري سابق المسوّغات التي قدمتها «سلطة الانتخابات» لتفسير رفض ترشحه لاستحقاق الرئاسة، فيما أعلن مرشحان تم قبول ملفهما عزمهما خوض الحملة الشهر المقبل.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الرئيس عبد المجيد تبون أبرز المرشحين للفوز بولاية ثانية (الرئاسة)

غربلة ملفات المرشحين لـ«رئاسة» الجزائر تبقي على 3

سيقتصر السباق في الانتخابات الرئاسية الجزائرية، المقررة في السابع من سبتمبر المقبل، على ثلاثة مترشحين، بحسب ما أعلنت عنه هيئة الانتخابات.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

محادثات «صريحة ومثمرة» بين وزيري خارجية أميركا والصين

وزيرا خارجية الصين وأميركا خلال لقائهما على هامش اجتماع «آسيان» في عاصمة لاوس فينتيان السبت (أ.ف.ب)
وزيرا خارجية الصين وأميركا خلال لقائهما على هامش اجتماع «آسيان» في عاصمة لاوس فينتيان السبت (أ.ف.ب)
TT

محادثات «صريحة ومثمرة» بين وزيري خارجية أميركا والصين

وزيرا خارجية الصين وأميركا خلال لقائهما على هامش اجتماع «آسيان» في عاصمة لاوس فينتيان السبت (أ.ف.ب)
وزيرا خارجية الصين وأميركا خلال لقائهما على هامش اجتماع «آسيان» في عاصمة لاوس فينتيان السبت (أ.ف.ب)

أعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن مخاوف بلاده حيال «الخطوات الاستفزازية» التي تقوم بها بكين في محيط تايوان، خلال محادثات «صريحة ومثمرة» أجراها مع نظيره الصيني، وانغ يي، في لاوس، على ما أفاد به مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية.

وقال المسؤول إن بلينكن طرح «مخاوف الولايات المتحدة بشأن الخطوات الاستفزازية التي قامت بها الصين مؤخراً، بما في ذلك محاكاة حصار (لتايوان) عند تنصيب» لاي تشينغ - تي رئيساً جديداً للجزيرة في مايو (أيار) الماضي.

وتعد الصين تايوان جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، وضاعفت في السنوات الأخيرة تحركاتها الرامية إلى ترهيب الجزيرة ذات الحكم الديمقراطي.

وبعد تنصيب لاي تشينغ، أجرت الصين مناورات عسكرية قامت خلالها سفن وطائرات حربية بمحاصرة الجزيرة، وذلك رداً على خطاب تنصيب عدَّته «إقراراً بالاستقلال».

بلينكن ومساعدوه في طريقهم لحضور اجتماع «آسيان» في عاصمة لاوس فينتيان السبت (أ.ف.ب)

وقال المتحدث باسم «الخارجية الأميركية»، ماثيو ميلر، في بيان إن بلينكن أجرى مع وانغ «محادثات صريحة ومثمرة حول مسائل ثنائية وإقليمية وعالمية جوهرية» خلال اللقاء بينهما، السبت، في فينتيان، عاصمة لاوس، على هامش اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان).

والتقى الوزيران بعد الظهر على مدى ساعة و20 دقيقة، وهو سادس اجتماع لهما خلال 18 شهراً.

كما تطرق بلينكن إلى مسائل حقوق الإنسان في تايوان والتيبت وهونغ كونغ، وإلى دعم بكين لروسيا في حربها على أوكرانيا، على ما أوضح المسؤول مشيراً إلى أنه طرح أخيراً «مسألة المعتقلين بصورة غير عادلة في الصين، وضرورة إحراز تقدم بهذا الصدد».

«إجراءات تصعيدية وغير قانونية»

وبدأ بلينكن، السبت، جولة آسيوية يعتزم خلالها التأكيد على الزعامة الأميركية بوجه تصاعد النفوذ الصيني.

وهي الجولة الثامنة عشرة التي يقوم بها في آسيا منذ تولي مهامه قبل أكثر من 3 سنوات، ما يشير إلى اشتداد المنافسة بين الولايات المتحدة والصين في المنطقة.

بلينكن يصعد إلى طائرته لمغادرة عاصمة لاوس فينتيان متوجهاً إلى فيتنام السبت (أ.ب)

وجعل بلينكن من السعي لجعل منطقة المحيطين الهندي والهادئ «منطقة حرة ومفتوحة ومزدهرة» أولوية له، في مؤشر إلى سعي واشنطن للتصدي لطموحات الصين الاقتصادية والجغرافية والاستراتيجية في المنطقة.

وهو يقوم بزيارته في ظل اشتداد التوتر في الأشهر الماضية بين السفن الصينية والفلبينية في منطقة الشعاب المرجانية، مع زيادة بكين مساعيها لتثبيت حضورها في بحر الصين الجنوبي.

وقبل بدء لقائه مع وانغ يي، انتقد بلينكن «الإجراءات التصعيدية وغير القانونية» التي اتخذتها بكين في منطقة بحر الصين الجنوبي، خلال لقاء مع دول «آسيان» العشر.

مصافحة بين وزيري خارجية الصين وأميركا خلال لقائهما على هامش اجتماع «آسيان» في عاصمة لاوس فينتيان السبت (أ.ف.ب)

في المقابل، طلب وزير الخارجية الصيني من نظيره الأميركي «عدم صب الزيت على النار» في الخلاف بين بكين ومانيلا في بحر الصين الجنوبي.

وأورد بيان لبكين أن وانغ أبلغ بلينكن خلال اجتماعهما «على الولايات المتحدة ألا تصب الزيت على النار، وألا تؤجج الاضطرابات، وتقوض الاستقرار في بحر الصين الجنوبي.

وأبرمت بكين ومانيلا، الأسبوع الماضي، اتفاقاً مؤقتاً لإيصال إمدادات، والقيام بمهمات تبديل للقوات الفلبينية الموجودة في منطقة الشعاب المرجانية، وأعلنت مانيلا إجراء عملية أولى من هذا النوع بنجاح.

وعلق بلينكن بالقول: «يسرنا أن نلاحظ أن عملية الإمداد جرت بنجاح اليوم... ونأمل أن يتواصل ذلك في المستقبل».

وزير الخارجية الفلبيني إنريكي مانالو اجتماع «آسيان» في عاصمة لاوس فينتيان السبت (أ.ف.ب)

توتر إقليمي

وصرح وزير الخارجية الفلبيني، إنريكي مانالو، للصحافيين، مساء الجمعة: «نأمل أن تنفذ الصين الاتفاق»، مضيفاً: «أعتقد أنها ستكون خطوة مهمة نحو تهدئة التوتر، ونأمل أن يؤدي إلى مجالات أخرى للتعاون في بحر الصين الجنوبي».

وتطالب بكين بالسيادة شبه الكاملة على هذا الممر التجاري الهام، على الرغم من قرار صدر عام 2016 عن محكمة دولية أكد عدم وجود أي أساس قانوني لمطالبها.

وشدد وزراء «آسيان» في بيان مشترك صدر، السبت، على أهمية «الأمن والاستقرار والسلامة وحرية الملاحة والتحليق فوق بحر الصين الجنوبي».

وجاء في البيان أن بعض الوزراء أعربوا عن قلقهم حيال «حوادث خطيرة في المنطقة... قوضت الثقة، وصعّدت التوتر»، من دون أن يورد مزيداً من التفاصيل.

ووصل بلينكن إلى هانوي لتقديم التعازي للمسؤولين الفيتناميين بوفاة الزعيم الشيوعي، نغوين فو ترونغ، وذلك بعدما قام الرئيس جو بايدن بزيارة تاريخية إلى هذا البلد في الخريف الماضي.

وسيتوجه بعد ذلك إلى اليابان والفلبين وسنغافورة ومنغوليا.

وقال دانيال كريتنبرينك، نائب وزير الخارجية لشؤون جنوب شرقي آسيا والمحيط الهادئ في مطلع الأسبوع معلقاً على الجولة: «لم أر من قبل طلباً بهذا المستوى على مزيد من الالتزام الأميركي في المنطقة».