حذّر عبد الله الراشد، مدير مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، من تأثير الإفراط في استخدام التقنية على الأطفال، وقال بأن الإحصائيات التي قام بها المركز أظهرت أن هناك أرقاماً تدعو للقلق بالنسبة لساعات استخدام الأطفال شاشات التقنية؛ مما قد يضاعف عند الأطفال تأخر النطق في مرحلة الطفولة المبكرة.
مضيفاً أنّ هناك الكثير من الدول في العالم تنبّهت إلى التأثير السلبي للتقنية على الأطفال فقيّدت ساعات الجلوس أمام الشاشة. وأوضح أن مؤشر الاتزان الرقمي، ومن خلال الأبحاث أظهر أن 21 في المائة يعتقدون أن التقنية الرقمية تؤثر سلباً على صحتهم النفسية و32 في المائة على صحتهم الجسدية.
وأوضح الراشد في لقاء مع «الشرق الأوسط»، أن التجربة الأولى لـ«قمة الاتزان الرقمي (سينك)»، التي أقيمت في «إثراء» بالظهران شرقي السعودية مؤخراً، انطلقت في عام 2022 وحققت أثراً مستداماً، كما شهدت الكثير من التوسع في النسخة الثانية، من بينه التوسع على المستوى العالمي في المبادرة، وشارك عدد من الشخصيات المتخصصة من أطباء ومحامين ومؤلفين ورياضيين ومفكرين، ولم يقتصر الأمر على التقنيين.
وأضاف: «يمكننا القول إننا جميعاً أصبحنا تقنيين من خلال استخدام الأجهزة والبرامج والعمل عليها؛ ولذا الكل يستخدم التقنية ويكتسب خبرات فيها فكانت الخيارات من أجل رسم خريطة طريق وإيجاد حلول لتوظيف التقنية بطريقة مناسبة».
التقنية والأطفال
وعن الأثر الذي أحدثته التقنية على الأطفال، يقول الراشد، حسب الإحصائيات التي لدينا، هناك أرقام تدعو للقلق في ساعات الاستهلاك، حيث ارتفعت الساعات للاستخدام لشاشات التقنية لساعتين بعد جائحة «كوفيد» لدى الأطفال، فالجلوس نصف ساعة إضافية على الشاشات التقنية يضاعف عند الأطفال في الطفولة المبكرة تأخر النطق.
وأضاف: من الآثار السلبية أيضاً، أن الأطفال بات لديهم عدد أصدقاء أقل من أي وقت مضى كما يقضون أوقاتاً أقل مع أسرهم. وهنا يمكننا الإشارة إلى أن هناك دولاً كشرق آسيا وتحديداً الصين لديهم سياسات في استخدام التقنية وكذلك الحال لليابان.
وأشار إلى أن مؤشر الاتزان الرقمي وخلال البحث الذي أُجري العام الماضي، تبين بأن 21 في المائة يعتقدون أن التقنية الرقمية تؤثر سلباً على صحتهم النفسية و32 في المائة على صحتهم الجسدية.
ويوضح الراشد أن هناك دولاً غربية لديها مؤشرات مرتفعة في استخدام التقنية، في حين أن هناك دولاً أخرى تفرض قيوداً على ذلك كالصين؛ إذ يتم تحديد عدد ساعات معينة لكل شخص حسب العمر ويمكن أن يستخدم الشخص هويته للدخول لـ«الإنترنت» ويحدد من خلالها الوقت المسموح، وهناك أيضاً ضبط في استخدام الألعاب من أنواع معينة مع وجود قوانين بمنع استخدام التقنية في بعض أيام الأسبوع.
وبين هذين المسارين نبحث عن الحل ونرى أن «الاتزان» ما بين هذا وذاك هو الحل، ومن هنا أطلقنا هذه القمة في المملكة العربية السعودية عبر مركز «إثراء».
أكبر مؤشر رقمي
ويقول الراشد، لـ«الشرق الأوسط»، إن أقوى ما في «سينك» هو الجانب البحثي، والمؤشر العام، الذي تم إطلاقه مطلع العام الحالي، حيث استهدف البحث 35 دولة بمشاركة 35 ألف شخص من مختلف الفئات العمرية، ولدينا أكبر مؤشر رقمي للدول أصدر في هذا المجال ولدينا دراسات مع عدد من الجامعات العالمية والمراكز البحثية وجهات ذات علاقة.
وعن النتائج، يقول الراشد: هناك دراسات وبحوث عميقة اكتشفنا من خلالها أن هناك شريحة واسعة تشيد بالإيجابيات للتقنية، وهناك في المقابل من يشير إلى الجوانب السلبية لها، يمكنني أن أقول إن النسبة متساوية تماماً لمن يرون الجانب الإيجابي ومن يؤكدون على السلبية في الاستخدام. أيضاً، الأمر يتعلق بالذكاء الاصطناعي والدراسات حوله، هناك نسبة 71 في المائة ترى إيجابية الأبحاث حوله، ولكن هناك أيضاً نسبة مقاربة ترى الجوانب السلبية له، وهذا يعني أن هناك اضطراباً فعلياً موجوداً حول التقنية، علماً أن مؤشر الاتزان الرقمي توصّل إلى أن متوسط التفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي في العالم وصل إلى 68 في المائة.
وخلال قمة الاتزان الرقمي (سينك) تحدث المدرب مورينهو في جوانب عدة، من بينها تأييده استخدام التقنية في خط المرمى، وأثرها الإيجابي، وكيف يمكن أن تكون منصفة. لكن في المقابل، تحدث عن جانب آخر وهو كيفية استخدام التقنية في جانب سلبي. وذكر أمثلة من بينها دور تقنية (الفيديو) في مراجعة الحالات الجدلية، ويقول الراشد: أعتقد أن مجمل كلامه هو التأكيد على أنه لا يمكن أن نضع التقنية فوق الإنسان، بل العكس يجب أن يكون الإنسان أولاً ثم التقنية ثانياً مهما تطورت. فالتقنية يمكن أن تقتل الشغف في الكثير من أمور الحياة، ومن بينها ما ذكره مورينهو.