شهدت الهند حرارة قياسية (الأربعاء) سجلت في العاصمة نيودلهي، ووصلت إلى 52.3 درجة مئوية، بينما حذّرت السلطات من نقص المياه في المدينة، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».
وسجّلت هيئة الأرصاد الجوية هذه الحرارة بعد ظهر الأربعاء في مونجشبور إحدى ضواحي نيودلهي، متجاوزة بأكثر من درجة المستوى القياسي الوطني السابق المسجل في صحراء راجاستان.
وسبق للهيئة أن أشارت إلى تسجيل مستويات قياسية في نيودلهي الثلاثاء مع 49.9 درجة مئوية، وفي وقت سابق من الأربعاء مع 50.5 درجة.
وأصدرت سلطات المدينة البالغ عدد سكانها نحو ثلاثين مليون نسمة إنذاراً صحياً ليوم الأربعاء. وحذّرت من «احتمال كبير للإصابة بأمراض مرتبطة بالحر لكل الفئات العمرية».
ومن المتوقع أن تتراجع درجات الحرارة في وسط الهند وشمالها وغربها «تدريجياً» بدءاً من الخميس، وفقاً للهيئة.
وترتفع درجات الحرارة كثيراً في الصيف بالهند، لكنّ باحثين أشاروا إلى أنّ تغيّر المناخ أدّى إلى موجات حر أطول، وأكثر تواتراً وأكثر شدّة.
وفي شوارع نيودلهي الأربعاء بدا السكان عاجزين عن تخفيف وطأة الحر.
«البقاء في الداخل»
وقال روب رام بائع طعام جوال (57 عاماً): «الجميع يريد أن يبقى في الداخل»، مؤكداً أنه يواجه صعوبة في بيع بضاعته.
وأكد رام الذي يقيم مع زوجته ونجليه في مسكن صغير أن مروحة التهوية لا تنجح في ترطيب الأجواء، ويعول على حلول موسم الأمطار في يوليو (تموز).
وقالت راني التي تركب الحافلة كل صباح لمدة ساعتين لبيع الحلي التي تصنعها، للسياح في كشك صغير «لا أعرف ما عسانا نفعل غير ذلك. الحر أكثر وطأة بكثير ونحن عاجزون عن القيام بأي شيء حياله»، فيما تشرب المياه التي حملتها معها في عبوة من المنزل.
كذلك، حذرت السلطات في نيودلهي من خطر شحّ المياه، مع تقنين الإمدادات في بعض المناطق.
ونقلت صحيفة «تايمز أوف إنديا» عن وزيرة المياه أتيشي مارلينا دعوتها السكان إلى ممارسة «المسؤولية الجماعية» لوضع حدّ لهدر المياه.
كذلك، نقلت صحيفة «إنديان إكبرس» عن أتيشي قولها إنّه «من أجل حلّ مشكلة نقص المياه، اتخذنا سلسلة إجراءات، مثل تقليل الإمداد بالمياه من مرتين في اليوم إلى مرة واحدة في عدد من المناطق».
«مياه مقنّنة»
وأضافت: «سيتمّ توزيع وتوفير المياه المقنّنة على المناطق (التي تواجه) نقصاً في المياه، والتي يستمرّ إمدادها بها 15 إلى 20 دقيقة فقط يومياً».
وينخفض تدفّق نهر يامونا وهو أحد روافد نهر الغانج شديد التلوّث، الذي يعبر نيودلهي، بشكل كبير خلال أكثر الأشهر حراً على مدار العام.
وتعتمد العاصمة الهندية بشكل شبه كامل في مياهها على ولايتي هاريانا وأوتار براديش الزراعيتين المجاورتين واللتين تحتاجان إلى كميات كبيرة من المياه.
كذلك حذرت هيئة الأرصاد الجوية الهندية من تداعيات الحر على الصحة، خصوصاً في صفوف الرضّع وكبار السن والأشخاص الذين يعانون أمراضاً مزمنة.
وكانت سجّلت أعلى حرارة يوم الثلاثاء في ولاية راجاستان مع 50.5 درجة مئوية مع رياح حارقة.
وكانت المنطقة الصحراوية في محيط مدينة فالودي في الولاية ذاتها الواقعة في شمال غربي الهند قد شهدت حرارة قياسية تاريخية وصلت إلى 51 درجة مئوية في عام 2016.
كذلك شهدت باكستان المجاورة موجات حر شديدة، حيث قُدّرت درجة الحرارة القصوى بـ53 درجة مئوية الأحد في إقليم السند المتاخم للهند.
وأفادت هيئة الأرصاد الجوية الباكستانية بأنّها تتوقع أن تنخفض درجات الحرارة ابتداءً من الأربعاء، غير أنّها توقّعت أيضاً موجات حر أخرى في يونيو (حزيران).
وفي الوقت ذاته، شهدت ولايتا البنغال الغربية وميزورام في شمال شرقي الهند رياحاً قوية وأمطاراً غزيرة بالتزامن مع إعصار «رمال» القوي الذي ضرب الهند وبنغلاديش الأحد، وأسفر عن مقتل أكثر من 65 شخصاً.
وأكّدت هيئة الأرصاد الجوية في بنغلاديش أنّ هذا الإعصار يعد من أطول الأعاصير التي شهدتها البلاد على الإطلاق، مشيرة في الوقت ذاته إلى أنّ تغيّر المناخ هو السبب الرئيسي وراء استمراره كل هذه الفترة على نحو استثنائي.