كيف أسهم البدلاء الموهوبون في وصول سيتي إلى نهائي كأس إنجلترا؟

غوارديولا منح 22 لاعباً فرصة المشاركة بمباريات البطولة

لعب دوكو دوراً محورياً في فوز مانشستر سيتي على تشيلسي في قبل النهائي (رويترز)
لعب دوكو دوراً محورياً في فوز مانشستر سيتي على تشيلسي في قبل النهائي (رويترز)
TT

كيف أسهم البدلاء الموهوبون في وصول سيتي إلى نهائي كأس إنجلترا؟

لعب دوكو دوراً محورياً في فوز مانشستر سيتي على تشيلسي في قبل النهائي (رويترز)
لعب دوكو دوراً محورياً في فوز مانشستر سيتي على تشيلسي في قبل النهائي (رويترز)

بحلول الساعة الثالثة بتوقيت غرينيتش بعد ظهر يوم السبت عندما يلتقي مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد في المباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي على ملعب ويمبلي، لن يفكر كثيرون في الكيفية التي بدأ بها مانشستر سيتي مشواره في هذه البطولة. لقد كانت البداية في شهر يناير (كانون الثاني) على ملعب الاتحاد، عندما سحق مانشستر سيتي نظيره هيدرسفيلد تاون بخماسية نظيفة، ليُظهر بطل الدوري الإنجليزي الممتاز الفارق الهائل بينه وبين الفريق الذي انتهى به الأمر بالهبوط لدوري الدرجة الأولى (تشامبيونشيب).

وكما جرت العادة، قرر المدير الفني لسيتي، جوسيب غوارديولا، إراحة اللاعبين الكبار، ومنح الفرصة لستيفان أورتيغا وأوسكار بوب، وحتى سيرخيو غوميز الذي نادراً ما يشارك في المباريات، والذي سُمح له باستكمال المباراة حتى نهايتها. وشارك ميكا هاميلتون لأول مرة في مباراة لفريقه على ملعبه، كما خاض جاكوب رايت أول مباراة له مع الفريق.

وإذا فاز مانشستر سيتي على مانشستر يونايتد، فسيكون هناك طابور طويل من اللاعبين خلف كايل ووكر في انتظار حمل الكأس. لا يتم الفوز بالبطولات والألقاب في مباراة واحدة، لكن الأمر يستغرق شهوراً من العمل الشاق. ستكون المباراة النهائية هي المباراة السادسة لمانشستر سيتي في المسابقة، وقد كان الطريق صعباً في حقيقة الأمر - فبعد مباراة هيدرسفيلد تاون، خاض مانشستر سيتي مباريات قوية أمام أندية تلعب كلها في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهي توتنهام ولوتون تاون ونيوكاسل ثم تشيلسي، وهي الفرق التي فاز عليها مانشستر سيتي جميعا.

ولم يشارك في كل المباريات الخمس السابقة سوى أورتيغا وبوب وجيريمي دوكو وجوليان ألفاريز، ولا يمكن وصف أي منهم بأنه لاعب أساسي. لقد منح غوارديولا 22 لاعباً فرصة المشاركة في الكأس، ومهما كانت مساهمتهم غير ملحوظة، إلا أنها كانت مهمة للغاية، مثل خروج أورتيغا بشباك نظيفة في أربع مباريات، والتمريرة الحاسمة لريكو لويس أمام هيدرسفيلد تاون، أو حصول دوكو على الركلة الركنية التي أدت إلى هدف الفوز الذي أحرزه ناثان أكي في مرمى توتنهام في الجولة الرابعة.

تصديات أورتيغا الاستثنائية كادت تزيل بعض البريق عن الأساسي إيدرسون (إ.ب.أ) Cutout

لقد جذب أداء أورتيغا القوي أكبر قدر من الاهتمام خلال الموسم الذي أصبح فيه أفضل حارس مرمى بديل في كرة القدم الإنجليزية. لقد أنقذ أورتيغا فريقه في كل من الدوري والكأس، على الرغم من اعتراف غوارديولا بأنه لم يسمع عنه قبل التعاقد معه. ووصل الأمر لدرجة أن تصدياته الاستثنائية في اللحظات الحاسمة كادت أن تزيل بعض البريق عما فعله حارس المرمى الأساسي إيدرسون طوال الموسم. في الحقيقة، لم يكن إيدرسون سيبدأ المباراة النهائية على ملعب ويمبلي بغض النظر عن الإصابة التي تعرض لها في عظمة العين. لقد لعب أورتيغا الموسم الماضي عندما فاز مانشستر سيتي على مانشستر يونايتد في النهائي أيضا، ومع انتشار شائعات حول أن إيدرسون قد ينتقل إلى المملكة العربية السعودية في الصيف، سيكون أورتيغا حريصاً على الحصول على فرصة أخرى لإثبات أنه يستحق أن يكون حارس المرمى الأول.

وخلال الفوز على نيوكاسل في الدور ربع النهائي، أظهر دوكو أنه يمتلك قدرات وفنيات هائلة، حيث شكل تهديداً مستمراً لنيوكاسل من عمق الملعب. لقد غير غوارديولا مركزه ليلعب في عمق الملعب، ربما على سبيل التجربة، ليرى ما يمكن أن يفعله اللاعب البلجيكي بعيدا عن مركز الجناح. يتسبب دوكو في فوضى كبيرة في دفاعات المنافسين بمجرد استحواذه على الكرة، بسبب سرعته الفائقة ومهاراته الفذة. إنه لاعب يثير حماس مشجعي مانشستر سيتي بمجرد استحواذه على الكرة، على الرغم من افتقاده للفعالية أمام المرمى إلى حد ما، وقد ساعدته المشاركة في مباريات الكأس على التطور بشكل أفضل.

في الواقع، تعد مباريات الكأس بمثابة فرصة للاعبين البدلاء لإثبات ما إذا كانوا يستحقون حقا المشاركة في المباريات الأكثر قوة. لقد لعب زاك ستيفن، الحارس الثاني السابق لمانشستر سيتي، في كل جولة من جولات الكأس في عام 2022، لكنه لم يظهر مرة أخرى بعد الكارثة التي ارتكبها في المباراة التي خسرها الفريق أمام ليفربول في الدور نصف النهائي. ويحتاج غوارديولا إلى معرفة ما إذا كان اللاعبون البدلاء يمتلكون القدرات الذهنية والبدنية التي تمكنه من الاعتماد عليهم وقت الحاجة أم لا.

أورتيغا يتصدى لهجمة خطرة لتشيلسي في قبل نهائي كأس إنجلترا (أ.ب)

في كثير من الأحيان يتم إشراك اللاعبين البدلاء في الفرق الكبيرة في مسابقات الكؤوس لإرضائهم، لكن يجب على هؤلاء اللاعبين أيضا أن يستغلوا المشاركة في هذه المباريات لإثبات أنهم يستحقون اللعب بشكل أساسي. على سبيل المثال، لم يستغل كالفن فيليبس الفرص التي أتيحت له في هذه المسابقة لإثبات نفسه، وتم الاستغناء عنه لينتقل في فترة الانتقالات الشتوية الماضية إلى وستهام على سبيل الإعارة. ويدرك زميله في خط الوسط ماثيوس نونيز الطبيعة القاسية للعب في أحد أندية النخبة، لكنه استعد جيدا وقدم مستويات جيدة عندما شارك بديلا لمدة 18 دقيقة في المباراة التي فاز فيها مانشستر سيتي على هيدرسفيلد تاون، قبل أن يلعب المباراة كاملة أمام لوتون تاون. إن خروج مانشستر سيتي من كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة أمام نيوكاسل في سبتمبر (أيلول) الماضي جعل مباريات كأس الاتحاد الإنجليزي أكثر أهمية بالنسبة للاعبين البدلاء الذين يسعون لإثبات أنفسهم.

يسعى غوارديولا للفوز بكل البطولات التي يشارك فيها، ولا يدفع إلا باللاعبين الذين يبذلون مجهودا كبيرا في المباريات ويتحلون بالسلوك الصحيح. على سبيل المثال، تم الإبقاء على هاميلتون ورايت ضمن قائمة الفريق الأول، وحصلا على فرصة المشاركة في دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في مارس (آذار) الماضي مكافأة لهما على مجهودهما في التدريبات. سيلعب أقوى 11 لاعباً في المباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي على ملعب ويمبلي، لكن بمجرد انتهاء المباراة، سيتم توزيع 40 ميدالية - سواء كانت ذهبية أو فضية - على لاعبي مانشستر سيتي وطاقمه الفني. وبالنسبة لكيفن دي بروين أو بيرناردو سيلفا، قد تكون هذه الميدالية شيئا آخر يضاف إلى عدد كبير من الميداليات الأخرى، لكن بالنسبة لأورتيغا ودوكو وغوميز وهاملتون ورايت، فإنها ستكون شيئا لا يقدر بثمن!

* خدمة «الغارديان»


مقالات ذات صلة

أرتيتا: نوانيري يمنح آرسنال «كل الأسباب» للاستعانة به

رياضة عالمية إيثان نوانيري (أ.ب)

أرتيتا: نوانيري يمنح آرسنال «كل الأسباب» للاستعانة به

اعترف ميكيل أرتيتا، المدير الفني لفريق آرسنال، بأنه أصبح من الصعب مقاومة إغراء الدفع باللاعب الشاب إيثان نوانيري رغم سباق المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية كايل ووكر (أ.ف.ب)

كايل ووكر منزعج من كبوة مانشستر سيتي

شدّد كايل ووكر، مدافع مانشستر سيتي، على ضرورة التخلص من هذه الهزيمة، والتركيز على الأساسيات بعد الخسارة صفر - 4 أمام توتنهام في الدوري الإنجليزي الممتاز، السبت.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية الحزن كان واضحاً على لاعبي السيتي (أ.ب)

كيف أذهل توتنهام مانشستر سيتي؟

في نهاية أسبوعين غريبين بالنسبة لتوتنهام هوتسبير، ستكون الصورة المميزة هي أنجي بوستيكوغلو، وهو يرفع قبضته منتصراً في الهواء على خط التماس في «ملعب الاتحاد».

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية بيب غوارديولا (إ.ب.أ)

غوارديولا: كرة القدم مزاج... علينا استعادة الثقة قبل مواجهة فينورد

تعهد الإسباني بيب غوارديولا المدير الفني لمانشستر سيتي بأن يعمل ولاعبوه بجد لإنهاء سلسلة الهزائم المتتالية

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية روبن أموريم (أ.ف.ب)

أموريم مدرب يونايتد: سأكون صارماً عندما يتطلب الأمر

يُعرف روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد الجديد بقدرته على التواصل مع اللاعبين وهو أمر يقول كثيرون إن سلفه إريك تن هاغ كان يفتقده.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)

هزيمة خامسة وانهيار غير مسبوق... ما الذي يحدث في مانشستر سيتي؟

أكانجي وستونز وغوندوغان ثلاثي سيتي وشعور بالخذي من السقوط المدو أمام توتنهام برباعية (رويترز)
أكانجي وستونز وغوندوغان ثلاثي سيتي وشعور بالخذي من السقوط المدو أمام توتنهام برباعية (رويترز)
TT

هزيمة خامسة وانهيار غير مسبوق... ما الذي يحدث في مانشستر سيتي؟

أكانجي وستونز وغوندوغان ثلاثي سيتي وشعور بالخذي من السقوط المدو أمام توتنهام برباعية (رويترز)
أكانجي وستونز وغوندوغان ثلاثي سيتي وشعور بالخذي من السقوط المدو أمام توتنهام برباعية (رويترز)

غوارديولا يعترف بأن فريقه في وضع لا يسمح له بالتفكير في اللقب... وإصلاح المسيرة الهدف الأهم ما الذي يحدث في مانشستر سيتي؟ هل هو نهاية لجيل فرض سيطرته على الساحة الإنجليزية لنحو 10 سنوات، أم أن جعبة المدير الفني الإسباني العبقري بيب غوارديولا أفلست من الأفكار؟

خسر مانشستر سيتي بقيادة غوارديولا 5 مباريات متتالية للمرة الأولى في المسيرة التدريبية للمدير الفني الإسباني، وآخرها كانت هزيمة مذلة برباعية نظيفة في عقر داره على «ملعب الاتحاد» أمام توتنهام، السبت.

واعترف غوارديولا: «عندما تخسر برباعية نظيفة، فلا يمكنك أن تقول كثيراً. يتعين علينا أن نتقبل الأمر الواقع ونتغلب عليه». وقدَّم المدير الفني الكاتالوني التهنئةَ لتوتنهام على أكبر فوز حققه خارج ملعبه على مانشستر سيتي. ورغم تأكيد غوارديولا على أنه لو يوجد ما يقوله، فإنه عاد ليتحدث عن أن «التراجع» كان أمراً لا مفرَّ منه بعد كل هذه النجاحات على مدى فترة طويلة من الزمن، وكيف كانت «التفاصيل الصغيرة» سبباً في حدوث مشكلات كبيرة، تعود معظمها وليست كلها إلى الإصابات الكثيرة التي عصفت بعدد كبير من اللاعبين الأساسيين، وكيف لم تتزعزع ثقته في اللاعبين بسبب كل ما حققوه.

ماديسون سجل هدفين من رباعية توتنهام في مرمى سيتي وأظهر ضعف دفاع منافسه (اب)

لكن لا يمكن لغوارديولا أيضاً أن يتجاهل حقيقة أن فريقه تعرَّض لـ5 هزائم متتالية، وهو أمر لم يحدث أبداً في تاريخ المدير الفني الإسباني، ولم يحدث لمانشستر سيتي منذ عام 2006، عندما كان ستيوارت بيرس هو مَن يقود الفريق. ولا يمكنه أيضاً تجاهل أن ليفربول بات يملك الفرصة للتغريد منفرداً بالصدارة، وهو مدعو لاستضافة مانشستر سيتي على ملعب «آنفيلد» بعد ذلك.

قال غوارديولا بعد المباراة: «لم نعش مثل هذه اللحظات أبداً خلال 8 سنوات. كنت أعلم أننا سنتراجع عاجلاً أم آجلاً. لم أتوقع أبداً أن نخسر 3 مباريات متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكننا تمكّنا من تقديم مستويات ثابتة بشكل لا يصدق مراراً وتكراراً. والآن، لا يمكننا إنكار الواقع الذي يحدث أحياناً في كرة القدم وفي الحياة كلها».

وتعد هذه هي المرة الأولى التي يخسر فيها مانشستر سيتي 3 مباريات متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز تحت قيادة غوارديولا، كما أن المدير الفني الكاتالوني لم يخسر طوال مسيرته التدريبية أي مباراة على ملعب فريقه في الدوري بفارق 4 أهداف. وتعد هذه هي أكبر هزيمة لغوارديولا بصفته مديراً فنياً، وهي النتيجة نفسها التي تكررت 3 مرات في مسيرته التدريبية، عندما خسر برباعية نظيفة أمام إيفرتون في عام 2017، ومع برشلونة في دوري أبطال أوروبا في عام 2016، ومع بايرن ميونيخ أمام ريال مدريد في عام 2014.

وعلاوة على ذلك، تعدّ الخسارة برباعية نظيفة أمام توتنهام أثقل هزيمة لمانشستر سيتي على «ملعب الاتحاد». كما أصبح مانشستر سيتي أول حامل للقب الدوري الإنجليزي الممتاز يخسر 5 مباريات متتالية في جميع المسابقات منذ تشيلسي في مارس (آذار) 1956. وتعدّ هذه أسوأ هزيمة لمانشستر سيتي على ملعبه في الدوري منذ خسارته بـ5 أهداف مقابل هدف وحيد أمام آرسنال في عام 2003. وأصبح توتنهام أكثر فريق يحقق الفوز على غوارديولا، بـ9 انتصارات. وتشير الأرقام والإحصاءات إلى أن مانشستر سيتي سدَّد 23 تسديدة في هذه المباراة دون أن يحرز أي هدف، وهو أكبر عدد من التسديدات للفريق في مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز فشل في التسجيل منها منذ خسارته بهدفين دون رد أمام مانشستر يونايتد في مارس (آذار) 2021.

وتُظهر الإحصاءات أيضاً أن تراجع مانشستر سيتي لم يقتصر على النتائج فقط، حيث أصبح الفريق يتعرَّض للهجمات المرتدة أكثر بكثير من أي موسم آخر تحت قيادة غوارديولا. واستقبل الفريق 1.17 تسديدة من الهجمات المرتدة في المباراة الواحدة في المتوسط هذا الموسم، في حين كانت أعلى نسبة سابقة هي 0.66 قبل موسمين. وجاءت 4 من الفرص الـ5 التي أُتيحت لتوتنهام في الشوط الثاني ممّا أطلقت عليه شركة «أوبتا» للإحصاءات اسم «هجمة مرتدة خاطفة»، بما في ذلك هدفا بيدرو بورو وبرينان جونسون.

هالاند هداف سيتي أهدر أكثر من فرصة وخرج مطأطأ الرأس (د ب ا)cut out

وخلال هذا الموسم، باستثناء ركلات الجزاء، تهتز شباك مانشستر سيتي بمعدل 1.25 هدف في المباراة الواحدة، مقارنة بـ0.79 في الموسم الماضي. ربما يكون عدد التسديدات على مرمى الفريق قريباً مما كان عليه في الموسم الماضي (7.8 الآن مقارنة بـ7.7 في الموسم الماضي)، لكن جودة هذه التسديدات أفضل بكثير، حيث ارتفعت نسبة الأهداف المتوقعة المستقبلة إلى 1.26 مقابل 0.8 في الموسم السابق.

وعلاوة على ذلك، يجد مانشستر سيتي صعوبةً كبيرةً في التعامل مع غياب رودري، أفضل لاعب خط وسط مدافع في العالم، والفائز بجائزة الكرة الذهبية هذا العام. وتشير الإحصاءات إلى أن مانشستر سيتي فاز بـ78 في المائة من المباريات التي لعبها في الدوري الإنجليزي الممتاز في ظل مشاركة رودري، في حين تراجعت هذه النسبة إلى 50 في المائة دون نجم خط الوسط الإسباني. أما فيما يتعلق بالهزائم، فكان الأمر أكثر وضوحاً، حيث لم يخسر مانشستر سيتي أي مباراة شارك فيها رودري، في حين خسر 43 في المائة من المباريات التي لم يشارك فيها.

بالإضافة إلى ذلك، من الواضح للغاية أن الفريق تأثر كثيراً بتقدم عدد من لاعبيه في السن، فنحو 52 في المائة من الدقائق التي لعبها الفريق في الدوري كانت بلاعبين تبلغ أعمارهم 29 عاماً أو أكثر، وهو أكبر متوسط أعمار لأي فريق في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم. كما تراجع مستوى اللاعبين بشكل واضح خلال الموسم أيضاً، حيث انخفض متوسط تسديداتهم على المرمى من 7.3 تسديدة في أول 14 مباراة في جميع المسابقات إلى 4.8 تسديدة في المباريات الـ5 التي خسرها الفريق، في حين ارتفعت تسديدات المنافسين على المرمى من 2.4 إلى 6 تسديدات.

وعلى الرغم من البداية الجيدة لمانشستر سيتي في المباراة الأخيرة، فإن توتنهام فاز عن جدارة واستحقاق، وكان الفريق الأفضل بفارق كبير. وقال غوارديولا: «من الواضح أننا ضعفاء بعض الشيء الآن. لقد وجدنا صعوبةً في تسجيل الأهداف، لكنهم سجَّلوا في المرات التي وصلوا فيها إلى المرمى. إننا نلعب ولدينا بعض السلبية في أفكارنا، لكن هذا أمر طبيعي، فكرة القدم هي انعكاس للحالة المزاجية. لقد كنّا دائماً فريقاً قوياً يقدِّم مستويات ثابتة، ويستقبل قليلاً من الفرص، وكنّا نعتمد على الاستحواذ على الكرة. هذا ليس فريقاً تم بناؤه للقيام بـ40 هجمة بدءاً من منطقة جزائه وحتى منطقة جزاء الفريق المنافس في المباراة، فنحن لا نجيد ذلك. كنّا دائماً فريقاً يستقبل قليلاً من الأهداف، لكننا الآن نستقبل أهدافاً كثيرة. أود أن يكون هناك سبب واحد فقط وراء ذلك، لكن الحقيقة هي أن هناك أسباباً كثيرة».

وقال مهاجم المنتخب الإنجليزي السابق آلان شيرار في برنامج «مباراة اليوم» على شاشة «بي بي سي»: «هناك كثير من الأشياء الخاطئة ظهرت في سيتي. الأمر لا يتعلق فقط بعدم وجود رودري، لكن المدافعين لا يقومون بواجباتهم بشكل صحيح، ولا يضغطون في جميع أنحاء الملعب كما كانوا يفعلون من قبل. هناك كثير من الأشياء التي يجب العمل عليها، حيث لم تكن هناك حماية من خط الوسط لخط الدفاع، وكانت دفاعات الفريق مفتوحةً للغاية. ستكون مواجهة ليفربول، الأسبوع المقبل، اختباراً قوياً للغاية لمانشستر سيتي. لأول مرة الجميع يشعر بمخاوف حقيقية على سيتي في هذه المباراة. هناك كثير من العلامات المقلقة. إذا فاز ليفربول الأسبوع المقبل، أعتقد بأن الأمور ستكون صعبةً للغاية على سيتي للحاق به».

غوارديولا إعترف بأن سيتي يمر بأسوأ فتراته (ا ب ا)cut out

ووصف مدافع مانشستر يونايتد السابق، غاري نيفيل، ما حدث أمام توتنهام بأنه «يوم صادم» لحامل اللقب، بينما قال لاعب خط وسط توتنهام السابق، جيمي ريدناب، إن مانشستر سيتي «من السهل جداً اللعب ضده». وقال مدافع مانشستر سيتي السابق، ميكا ريتشاردز، لشبكة «سكاي سبورتس»: «أنا مذهول تماماً. لقد أظهر توتنهام جودةً رائعةً، لكن مانشستر سيتي كان سيئاً للغاية. لقد تمت السيطرة على خط وسط سيتي تماماً، وبدا الأمر وكأن لاعبي الفريق يفتقرون إلى الطاقة والإقناع. كنت أعتقد بأن توقيع غوارديولا على عقد جديد سوف يعطي الفريق دفعةً كبيرةً للأمام، لكن ما حدث أمام توتنهام يجعل الأمر يبدو وكأنه ليس مجرد تعثر عابر».

لكن السؤال الذي يطرحه البعض الآن هو: هل لا يزال سيتي قادراً على المنافسة على اللقب؟ سيلعب الفريق ضد فريق فينورد الهولندي في دوري أبطال أوروبا غداً (الثلاثاء)، في حين ستكون مباراته التالية في الدوري الإنجليزي الممتاز أمام ليفربول الأحد المقبل. ونظراً لأن ليفربول يحتل الصدارة فإن فوزه على سيتي قد يضعه أمام فرصة لم يكن يتوقعها للمضي قدماً وإحراز اللقب.

وفقاً للكومبيوتر العملاق التابع لشركة «أوبتا» للإحصاءات، فإن فرصة فوز مانشستر سيتي باللقب هذا الموسم لا تزيد على 25.3 في المائة. وعندما سُئل غوارديولا عمّا إذا نجح ليفربول في توسيع الفارق إلى 11 نقطة، وهل في هذه الحالة سيكون فريقه خارج المنافسة، ردّ قائلاً: «نعم، هذا صحيح. لكننا لا نفكر في الفوز باللقب أو خسارته، فلسنا في وضع يسمح لنا بالتفكير فيما سيحدث في نهاية الموسم. إذا لم نفز باللقب في النهاية فلأننا لا نستحق ذلك».

خلال فترة تدريبه بايرن ميونيخ الألماني عانى غوارديولا من هزائم متتالية في مايو (أيار) 2015 أمام باير ليفركوزن وأوغسبورغ، وناديه السابق برشلونة الإسباني في دوري أبطال أوروبا، وقد سبق ذلك الخسارة بركلات الترجيح أمام الغريم التقليدي بوروسيا دورتموند، في قبل نهائي كأس ألمانيا، وهي النتيجة التي تم تسجيلها رسمياً على أنها تعادل، ولكنها توفر السابقة الوحيدة لغوارديولا، الذي هُزم 4 مرات متتالية.

وفي أبريل (نيسان) 2018 خسر غوارديولا مرتين في 3 مباريات متتالية مع مانشستر سيتي، الأولى 2 - 3 أمام الغريم والجار مانشستر يونايتد بقيادة نجمه آنذاك الفرنسي بول بوغبا، والتي جاءت بين هزيمتَي الفريق أمام ليفربول في مباراتَي الذهاب والإياب بدور الـ8 بدوري أبطال أوروبا.

أما المرة الثانية التي يخسر فيها في 3 مباريات متتالية، فقد امتدت لموسمين وعبر 3 بطولات، حين سقط سيتي في نهائي دوري أبطال أوروبا موسم 2020 - 2021 أمام تشيلسي، قبل أن يخسر أيضاً أمام ليستر سيتي في مباراة الدرع الخيرية في افتتاح موسم 2021 - 2022، وأعقبتها الهزيمة في مباراته الأولى في الدوري الإنجليزي الممتاز أمام توتنهام صفر - 1.

ولم يخسر غوارديولا أكثر من مباراتين متتاليتين مع برشلونة، حيث انهزم أمام فيسلا كراكوف البولندي، ونومانسيا في مباراتيه الثانية والثالثة في منصبه عام 2008، وأمام مايوركا وأوساسونا بالدوري الإسباني عام 2009، وكذلك أمام تشيلسي الإنجليزي والمنافس اللدود ريال مدريد الإسباني في أبريل 2012.

ويعلق غوارديولا بعد تعرضه لأسوأ سلسلة من الخسائر مع سيتي: «الآن بدأتم تدركون مدى صعوبة ما فعلناه خلال السنوات الماضية بالبقاء على القمة».