جهاز استشعار حراري لحماية عمال البناء في فصل الصيف

شركة أميركية توظفه للوقاية من حرارة تكساس الحارقة

جهاز استشعار حراري لحماية عمال البناء في فصل الصيف
TT
20

جهاز استشعار حراري لحماية عمال البناء في فصل الصيف

جهاز استشعار حراري لحماية عمال البناء في فصل الصيف

في عام 2022، تُوفي ما يقرب من 300 شخص بسبب أمراض مرتبطة بالحرارة في تكساس، وهو أكبر عدد منذ عقدين. ومع ذلك، وفي العام التالي، وقّع حاكم الولاية غريغ أبوت قانوناً يمنع الحكومات المحلية من فرض فترات راحة إلزامية أو فترات راحة للعمال العاملين في الهواء الطلق.

تدريبات السلامة الحرارية

إلا أن روس دالي، مدير السلامة بشركة «روجرز أوبراين» للإنشاءات، وهي شركة مقاولات عامة مقرها دالاس، يقول إنه تجاهل ما أصبح يُعرَف باسم «قانون نجمة الموت». ويضيف: «سنفعل ما هو صائب من أجل موظفينا، ونوفر مكان عمل آمناً وصحياً».

وتُجري الشركة بالفعل تدريباً على السلامة الحرارية، كل ربيع، لعمال البناء البالغ عددهم 98 عاملاً، الذين يعملون من 50 إلى 60 ساعة أسبوعياً في حرارة تكساس الحارقة.

أداة استشعار حراري

أثناء بحث الشركة عن أدوات تقنية مفيدة، عثرت على «سايف غارد SafeGuard» من شركة «فيجي لايف VigiLife»، وهو جهاز استشعار يمكن ارتداؤه يستخدم التحليلات والتنبيهات لتعزيز سلامة العمال.

ويقول دالي إن الجهاز القابل للارتداء يتصل بالساعة، مثلما يفعل تطبيق اللياقة البدنية تقريباً، ويراقب القياسات الحيوية، مثل معدل ضربات القلب، ودرجة حرارة الجسم الأساسية. وبمجرد وصول أحد هذه العناصر إلى مستوى معين، يرسل المستشعر تنبيهاً إلى العامل لإبطاء سرعة العمل.

تحذير نهائي

أما التنبيه الثاني، عند عتبة أعلى من الإجهاد، فسيؤدي إلى إرسال تنبيه إلى مدير السلامة في الموقع لإحضار العامل إلى المكتب المكيّف، للراحة وتناول الماء حتى تعود درجة حرارة الجسم إلى وضعها الطبيعي.

ونجحت التجربة، التي استمرت لمدة شهر في أبريل (نيسان) الماضي، عبر أربعة مواقع عمل، لذا أوصلت الشركة الأداة إلى جميع المواقع؛ تأهباً لفصل الصيف، واختار 80 في المائة من العمال الاشتراك طوعاً. وبينما توفر الشركة الجهاز مجاناً للعمال، فإن أولئك الذين رفضوا المشاركة كانوا قلِقين بشكل أساسي من «المراقبة»، كما يقول دالي. لكنه يؤكد لهم أن الشركة لا تجمع البيانات أو تستخدم الجهاز لتتبُّع الإنتاجية.

وفي السابق وفي معظم فصول الصيف، عانى عدد قليل من عمال «روجرز أوبراين» أمراضاً طفيفة مرتبطة بالحرارة، مثل التعب والتشنجات الحرارية.

نظام يقلل التكاليف

يقول دالي: «بشكل عام، مع الحرارة في تكساس، عليك الانتظار حتى تبدأ الشعور بها، وعند هذه النقطة يكون الأوان قد فات... الهدف الأساسي من هذا النظام هو أن يكون أكثر استباقية، ويعطيك تنبيهات قبل أن تصل إلى هذه النقطة»، كما أنه يوفر المال أيضاً، إذ تضيف الأمراض المرتبطة بالحرارة مزيداً من التكاليف إلى المشاريع بسبب الوقت الضائع والفواتير الطبية والتحقيقات في الحوادث.

وعلى الرغم من أن الشركة تدفع رسوماً شهرية لـ«سايف غارد (SafeGuard)»، و125 دولاراً لكل ساعة ذكية من «غارمين (Garmin)»، فإن التكاليف كانت أقل بمقدار 200 ألف دولار في عام 2023، مقارنة بعام 2022.

السلامة هي الشغل الشاغل للشركة، كما يقول دالي، «فإذا [أنقذت] العاملين من مرض واحد فقط مرتبط بالحرارة، فستجري تغطية ثمن النظام بأكمله».

* مجلة «فاست كومباني»، خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

الذكاء الاصطناعي قد يتيح للبشر فهم لغة الدلافين قريبًا

تكنولوجيا ربما قد نتمكن يوماً ما من إجراء دردشة مع الدلافين (رويترز)

الذكاء الاصطناعي قد يتيح للبشر فهم لغة الدلافين قريبًا

قد يتمكن العلماء قريباً من فهم الطريقة المذهلة التي تتحادث بها الدلافين بمساعدة الذكاء الاصطناعي، وفق تقرير لصحيفة «إندبندنت» البريطانية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم 7 ابتكارات ثورية في مجال الذكاء الاصطناعي

7 ابتكارات ثورية في مجال الذكاء الاصطناعي

أدوات مستقلة ومتخصصة تولِّد استجابات بشرية... وطب دقيق لعلاج كل فرد وفق تركيبته الجينية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا أعلنت «أدوبي» عن تقنية «الذكاء الاصطناعي الوكيلي» لتعزيز الإبداع عبر مساعدين أذكياء في «أدوبي أكروبات» و«فوتوشوب» و«بريمير برو» يفهمون السياق وينفذون المهام (أدوبي)

«أدوبي» تُعيد رسم مستقبل الإبداع عبر الذكاء الاصطناعي الوكيلي

كشفت شركة «أدوبي» (Adobe) عن رؤيتها المستقبلية لتسريع عجلة الإبداع والإنتاجية من خلال الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي الوكيلي (Agentic AI)، وهي تقنية…

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص التبريد وحده يستهلك ما يصل إلى 50 % من الطاقة في مراكز البيانات بالمنطقة ما يعزز الحاجة إلى تقنيات أكثر كفاءة (شاترستوك)

خاص الطاقة المستدامة... هل ستكون ركيزة مستقبل مراكز البيانات في الشرق الأوسط؟

يشهد الشرق الأوسط تحولاً في تشغيل مراكز البيانات باستخدام الطاقة المستدامة، مثل الغاز المشتعل، لتحقيق كفاءة أكبر وسيادة رقمية وتقليل الانبعاثات البيئية.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا النظام الجديد يستخدم كاميرا وخوارزمية ذكاء اصطناعي لتحليل البيئة وتحديد المسارات الخالية من العقبات (Nature Machine Intelligence)

اسمع واشعر وتقدَّم... جهاز ذكي للمكفوفين عبر الذكاء الاصطناعي

جهاز قابل للارتداء مدعوم بالذكاء الاصطناعي قد يُحدث ثورة في تنقّل ضعاف وفاقدي البصر.

نسيم رمضان (لندن)

علماء يرصدون أول دليل قوي على وجود حياة خارج الأرض

رسم فني يظهر كوكب «K2-18b» العملاق (أ.ف.ب)
رسم فني يظهر كوكب «K2-18b» العملاق (أ.ف.ب)
TT
20

علماء يرصدون أول دليل قوي على وجود حياة خارج الأرض

رسم فني يظهر كوكب «K2-18b» العملاق (أ.ف.ب)
رسم فني يظهر كوكب «K2-18b» العملاق (أ.ف.ب)

كشفت دراسة أجرتها جامعة كامبريدج البريطانية أنه قد يوجد عالم محيطي يعج بالكائنات الفضائية على بُعد 124 سنة ضوئية من الأرض.

ووفق تقرير نشرته صحيفة «تلغراف»، يبدو أن الكوكب الخارجي «K2 - 18b»، الموجود في كوكبة «ليو»، لديه غلاف جوي يحتوي على كميات هائلة من ثنائي ميثيل الكبريتيد، وهي مادة كيميائية تنتجها فقط الكائنات الحية مثل العوالق النباتية البحرية.

كميات هذه المواد الكيميائية كبيرة جداً لدرجة أنها تمثل 20 ضعف النشاط البيولوجي للأرض. يختفي الجزيء بسرعة كبيرة، مما يشير إلى أن هناك شيئاً ما يستمر في إنتاجه.

ووصف علماء الفيزياء الفلكية بالجامعة هذه النتائج بأنها «لحظة تحولية هائلة» وأقوى تلميح حتى الآن إلى وجود حياة في مكان آخر من الكون.

وقال البروفسور نيكو مادوسودان، من معهد كامبريدج لعلم الفلك: «لا توجد آلية يمكنها تفسير ما نراه من دون وجود حياة»، مضيفاً: «بالنظر إلى كل ما نعرفه عن هذا الكوكب، فإن العالم الذي يحتوي على محيط يعج بالحياة هو السيناريو الذي يتناسب بشكل أفضل مع البيانات المتوفرة لدينا».

وتابع: «ما نراه الآن هو الإشارات الأولى لعالم غريب ربما يكون مأهولاً، وهذه لحظة ثورية».

ويبلغ حجم كوكب «K2 - 18b» نحو 2.6 مرة حجم الأرض ويوجد فيما يسمى المنطقة الذهبية لنجمه؛ حيث الظروف ليست شديدة الحرارة ولا شديدة البرودة للحياة.

ويعتقد أن هذا العالم هو عالم هيسياني، مع محيط ضخم من المياه السائلة تحت غلاف جوي غني بالهيدروجين، ودرجة حرارته أعلى قليلاً من درجة حرارة الأرض.

كانت الملاحظات السابقة قد حددت وجود غاز الميثان وثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي لكوكب «K2 - 18b»، الذي يمكن أن يكون أيضاً علامة على وجود حياة، ولكن يتم إنتاج كلتا المادتين الكيميائيتين أيضاً من خلال عمليات طبيعية، مثل النشاط البركاني.

وطلب العلماء تدريب تلسكوب جيمس ويب الفضائي على الكوكب، للبحث بشكل خاص عن المؤشرات الحيوية.

وقالوا إنهم شعروا «بالصدمة» عندما ظهرت الإشارة الكيميائية، وإنهم قضوا العام الماضي في محاولة دحض هذا الاكتشاف و«إخفاء الإشارة». يمكن أن تكون المادة الكيميائية أيضاً عبارة عن ثنائي ميثيل ثنائي الكبريتيد، وهو أيضاً علامة على الحياة، التي تبدو مشابهة.

وأضاف البروفسور مادوسودان: «لقد أمضينا قدراً هائلاً من الوقت... في محاولة القيام بكل أنواع الأشياء لقتل الإشارة».

وتابع: «بصراحة، كان الأمر مذهلاً. إنها صدمة للنظام. لا أريد أن أكون متفائلاً للغاية، لكنني أعتقد بصراحة أن هذا أقرب ما وصلنا إليه من سمة يمكن أن ننسبها إلى الحياة».