قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إن بلاده «لن تكون تابعةً لأي من القوى الدولية»، مشدداً على أنها «سيدة قرارها، وهي حرة وأبناؤها أحرار، وعضو كامل في حركة عدم الانحياز».
وكان تبون يتحدث لكبار قادة الجيش بوزارة الدفاع، في خطاب بثه التلفزيون العمومي ليل الجمعة، بمناسبة مرور 79 سنة على «مجازر الثامن من مايو (أيار) 1945، التي ارتكبتها فرنسا بشرق الجزائر خلال مرحلة الاستعمار».
وأشاد الرئيس بـ«علاقات الجزائر الطيبة مع محيطها الإقليمي والدولي، والاحترام الكبير الذي تحظى به حتى من طرف خصومها»، مشيراً إلى أن بلاده «تسعى لتحقيق السلم في العالم»، ومؤكداً من جهة ثانية «دعمها كافة الشعوب التي تناضل من أجل حريتها، وهي ترفض انتشار الخيار العسكري في العالم».
وحذر تبون من «اللعبة الجيوسياسية الخطيرة التي بدأت تظهر بوادرها من أجل إعادة رسم خريطة جديدة للشرق الأوسط ولأفريقيا»، عاداً أنها «لعبة لا نقبل بها». وتابع بنبرة فيها تحذير ووعيد: «من تعدى على حدود الجزائر فقد ظلم نفسه». ولم يوضح من يقصد تحديداً.
على الصعيد الداخلي، قال تبون إن حكومته «تعمل على تطوير البلاد على أسس صحيحة، وقد تم تجاوز أهم العوائق التي كانت تعرقل مسار التنمية في السابق»، في إشارة، ضمناً، إلى أخطاء في التسيير منسوبة لفترة حكم الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة (1999 - 2019).
ووفق تبون، فقد حققت البلاد منذ توليه السلطة نهاية 2019 «خطوات هامة، ونتائج إيجابية في الاقتصاد، الذي أصبح ثالثاً في ترتيب اقتصادات أفريقيا، بعد جنوب أفريقيا ومصر»، مشيراً إلى أنه حريص على «الارتقاء بها إلى مراتب أعلى مستقبلاً للوصول إلى بر الأمان».
وتسود في البلاد حالة ترقب بخصوص ترشح تبون لولاية ثانية بمناسبة انتخابات الرئاسة المقررة في السابع من سبتمبر (أيلول) المقبل. وكان أوحى في خطابات سابقة أنه يرغب بالاستمرار، فيما كانت قيادة الجيش أشادت بحصيلة ولايته الأولى في مقال بـ«مجلة الجيش»، لسان حال وزارة الدفاع.
وحسب الرئيس، فإن سنة 2027 «ستكون حاسمة بالنسبة للاقتصاد الوطني، بحيث ستتجسد على أرض الواقع كافة الإصلاحات الاقتصادية التي أطلقناها، وهو ما من شأنه أن يجعل من الجزائر دولة يحسب لها ألف حساب».