اعتقال جندي أميركي في فلاديفوستوك يفاقم التوتر بين واشنطن وموسكو

زيلينسكي يطلب تسريع تسليم الأسلحة وجهاز أمنه يكشف مخططاً لاغتياله

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (رويترز)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (رويترز)
TT

اعتقال جندي أميركي في فلاديفوستوك يفاقم التوتر بين واشنطن وموسكو

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (رويترز)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (رويترز)

أكد الجيش الأميركي أن الجندي الأميركي غوردون بلاك، قد تم اعتقاله الأسبوع الماضي في روسيا، خلال عودته إلى البلاد قادماً من كوريا الجنوبية، حيث يقوم بخدمته العسكرية.

وذكرت وسائل إعلام روسية، الثلاثاء، نقلاً عن مسؤولين في محكمة محلية، أن جندياً أميركياً اعتقل في روسيا الخميس الماضي، في مدينة فلاديفوستوك، المدينة الساحلية في أقصى الشرق الروسي، وسيظل في السجن حتى يوليو (تموز) على الأقل، بينما تحقق السلطات في اتهامات بالسرقة موجهة إليه. لكنّ خبر اعتقاله لم يعلن إلّا مساء الاثنين، عندما قالت وزارتا الخارجية والدفاع الأميركيتان إنه محتجز.

الجندي غوردون بلاك (رويترز)

وقال مسؤول عسكري أميركي، إن الجندي غوردون بلاك (34 عاماً)، هو رقيب في الجيش كان في طريقه عودته إلى منزله في ولاية تكساس بعد إنهاء تمركزه في كوريا الجنوبية. وأضاف أن الجندي أوقف بتهم جنائية، لكنه امتنع عن إعطاء تفاصيل؛ نظراً لحساسية القضية.

ويواجه بلاك احتمال سجنه خمس سنوات بموجب القانون الجزائي الروسي، حيث قالت المحكمة في بيان صحافي الثلاثاء، إن مواطناً أميركياً تم تحديده بالحرف «ب» فقط، تم احتجازه للاشتباه في قيامه بسرقة امرأة، مما تسبب لها في «ضرر كبير». وأضافت أنه اعتدى بالضرب على صديقته الروسية خلال زيارة لفلاديفوستوك، وسرق منها مبلغاً من المال والكحول. وفيما لم يعلق المسؤولون في موسكو على الاعتقال، ذكرت محطة «إن بي سي» الأميركية أن الجندي سافر إلى روسيا بصفة شخصية ولم يكن في رحلة عمل رسمية.

ولم يكن من الواضح سبب وجود بلاك في فلاديفوستوك، وهو ميناء عسكري بالقرب من مقر الأسطول الروسي في المحيط الهادي، بقي مغلقاً أمام الغرباء لعقود من الزمن في عهد الاتحاد السوفياتي. ولم يكن من الواضح أيضاً كيف حصل بلاك على تأشيرة للسفر إلى روسيا.

وكرّر مسؤول بوزارة الخارجية يوم الاثنين تحذير حكومة الولايات المتحدة للأميركيين من السفر إلى روسيا. وذكرت شبكة «إن بي سي نيوز» يوم الاثنين، أن بلاك، سافر إلى فلاديفوستوك من كوريا الجنوبية لزيارة امرأة كان على علاقة عاطفية معها. وذكرت أنه لم يبلغ رؤساءه بالرحلة.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال استقباله الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ في كييف (أ.ف.ب)

تدهور العلاقة مع الغرب

ومع توقيف بلاك، يرتفع عدد الأميركيين المسجونين في روسيا، بتهم يعدها المسؤولون الأميركيون ملفقة، في وقت تشهد العلاقات مع روسيا توتراً كبيراً بسبب غزو موسكو لأوكرانيا. وأوقفت السلطات الروسية مواطنين أميركيين عدة، فيما اتهمت أطراف موسكو باستخدام الموقوفين لمبادلتهم بروس مسجونين في الولايات المتحدة.

وتم الكشف عن اعتقال بلاك، بينما كان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يستعد لأداء اليمين لولايته الخامسة رئيساً لروسيا يوم الثلاثاء، وسط تصاعد المواجهة مع الغرب. وأضرت الاعتقالات بالعلاقة المتوترة بالفعل بين روسيا والولايات المتحدة اللتين اشتبكتا بشكل خاص بشأن الغزو الروسي لأوكرانيا. وكذلك حول مجموعة من الأمور الأخرى، بما في ذلك ما تقول واشنطن إنه مسعى موسكو لوضع سلاح نووي في الفضاء، وإعلانها الأخير عن القيام بتدريبات على استخدام أسلحة نووية تكتيكية.

وقال الجنرال بات رايدر، المتحدث باسم البنتاغون، خلال رده على سؤال حول هذه التدريبات: «هي مثال على نوع الخطاب غير المسؤول الذي رأيناه من روسيا في الماضي». وأضاف رايدر أنه «أمر غير مناسب على الإطلاق؛ نظراً للوضع الأمني ​​الحالي. وكما تعلمون، لم نشهد أي تغيير في وضع قوتهم الاستراتيجية. لكن من الواضح أننا سنواصل المراقبة. لكن هذا مجرد خطاب غير مسؤول».

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال استقباله الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ في كييف (أ.ف.ب)

وعندما سُئل رايدر عن عرض روسيا خلال احتفالات عيد العمال، لدبابة «أبرامز»، وناقلة جند «برادلي» الأميركيتين، تم الاستيلاء عليهما في أوكرانيا، وعمّا إذا كان ذلك يعرّض للخطر بعض التكنولوجيا الأميركية، رفض الإدلاء بمعلومات أو تفاصيل إضافية. ومع توقع أن تتم مساءلة وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال شهادته أمام الكونغرس الأربعاء، حول هذه القضية، أوضح رايدر أن البنتاغون «يأخذ بعين الاعتبار هذا الأمر عند تقديم قدراتنا العسكرية لشركائنا الأجانب».

وكانت روسيا قد عرضت أنواعاً عدة من الأسلحة الغربية التي حصلت عليها أوكرانيا، قالت إنها غنمتها في ساحات المعركة، في ظل التقدم الذي يحرزه الجيش الروسي على جبهات القتال، وخصوصاً في إقليم دونيتسك ومنطقة خاركيف شرق أوكرانيا.

تدهور جبهات القتال

ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى تسريع وتيرة تسليم الأسلحة التي وعد بها الغرب، قائلاً في خطابه اليومي مساء الاثنين: «يجب أن تتبع القرارات السياسية لوجيستيات حقيقية، وأن يستلم جنودنا بالفعل الأسلحة». وأوضح أنه من أجل ذلك، يجب تنسيق التعاون مع الشركاء، خصوصاً الولايات المتحدة، بشكل أفضل. ويجب القيام بعمل مستمر على مدار الساعة لتسريع الأمور. وأصدرت الولايات المتحدة حزمة مساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة تقدر بنحو 61 مليار دولار قبل نحو أسبوعين، بعد أشهر من الجمود في مجلس النواب الأميركي. وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إن تلك المساعدات ستصل «خلال أيام».

بوتين يتوجه لأداء اليمين في قصر الكرملين الكبير الثلاثاء (أ.ب)

ومع ذلك، لا تزال أوكرانيا في وضع دفاعي صعب. وقال قائد الجيش الأوكراني أوليكساندر سيرسكي، في تقرير رفعه إلى زيلينسكي، إن «العدو» لا يزال يمتلك مزيداً من القوات البشرية والأسلحة والمعدات التقنية، وبالتالي يهاجم مواقع الجيش الأوكراني يومياً. ووفقاً لتقريره، تستهدف القوات الرئيسية للجيش الروسي بلدتي كوراخوف، وبوكروفسك في منطقة دونيتسك شرق أوكرانيا.

من جهة أخرى، أعلن جهاز الأمن الأوكراني، أنه ألقى القبض على عملاء لروسيا داخل جهاز أمني يخططون لاغتيال الرئيس زيلينسكي، وغيره من كبار المسؤولين الحكوميين، بناء على أوامر من موسكو. ويُعرف الجهاز الأمني باسم إدارة حماية الدولة في أوكرانيا. وقالت الأجهزة في بيان إنها «فككت شبكة من العملاء التابعين لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي كانوا يعدون لاغتيال الرئيس الأوكراني». وأضافت أن «مسؤولين رفيعي المستوى آخرين في المجالين العسكري والسياسي كانوا مستهدفين أيضاً، مثل رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية كيريلو بودانوف». وأكدت الأجهزة، كما نقلت عنها «وكالة الصحافة الفرنسية»، أن المشتبه بهما اللذين أوقفا «شخصان برتبة كولونيل». وقالت إن هذه الشبكة كانت «تحت إشراف» جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، ويُشتبه في أن المسؤولَين «نقلا معلومات سرية» إلى روسيا. وأكدت أنهما كانا يريدان تجنيد عسكريين «مقربين من جهاز أمن» الرئيس زيلينسكي بهدف «احتجازه رهينة وقتله»، بحسب السلطات الأوكرانية. وأكدت أجهزة الأمن الأوكرانية أن أحد أعضاء هذه الشبكة حصل على مسيّرات ومتفجرات. وندّدت أوكرانيا مراراً بمحاولات لاغتيال رئيسها أو مسؤولين كبار آخرين أو أقاربهم. وفي أبريل (نيسان)، أوقف رجل يشتبه في أنه ساعد الاستخبارات الروسية في التحضير لهجوم ضد زيلينسكي في بولندا، وفقاً للادعاء العام في بولندا وأوكرانيا. واتُهمت روسيا مراراً بتسميم خصوم للكرملين في الداخل والخارج، لكنها نفت دائماً هذه الاتهامات.


مقالات ذات صلة

تقرير: ترمب طلب نصيحة بوتين بشأن تسليح أوكرانيا في عام 2017

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال لقاء سابق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)

تقرير: ترمب طلب نصيحة بوتين بشأن تسليح أوكرانيا في عام 2017

كشف تقرير صحافي أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب طلب نصيحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن تسليح الولايات المتحدة لأوكرانيا في عام 2017.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية رئيس البرلمان التركي نعمان كورتولموش (من حسابه في «إكس»)

رئيس البرلمان التركي: لا مفاوضات لحل أزمة أوكرانيا من دون روسيا

أكد رئيس البرلمان التركي نعمان كورتولموش ضرورة إدراك أميركا وبعض الدول الأوروبية استحالة نجاح أي مفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا من دون روسيا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا زيلينسكي يصافح الرئيس الأميركي جو بايدن على هامش اجتماعات الجمعية العامة بنيويورك في 25 سبتمبر (أ.ف.ب)

زيلينسكي يستعدّ لطرح «خطة النصر» في اجتماع الحلفاء الأسبوع المقبل

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده ستطرح «خطة النصر» في اجتماع دوري لحلفائها في رامشتاين بألمانيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا انفجار في السماء خلال هجوم روسي بطائرة مسيّرة على كييف (رويترز)

إعلانات روسية أوكرانية متبادلة باستهداف بنى تحتية حيوية

كييف تعلن عن هجوم بمسيرات ونشوب حرائق في مستودعات وقود روسية وعن إسقاط 19 طائرة مهاجمة

«الشرق الأوسط» (موسكو) «الشرق الأوسط» (كييف)
يوميات الشرق المراهقة تواجه تهمة القتل غير العمد وهي حالياً قيد الاحتجاز الوقائي (رويترز)

صدمة في الرأس وكدمات ونزيف... مراهقة عائدة من أوكرانيا تضرب جدتها حتى الموت

وُجهت اتهامات لفتاة أوكرانية تبلغ من العمر 14 عاماً انتقلت مؤخراً إلى ولاية فلوريدا الأميركية بصفتها شخصاً بالغاً بعدما ضربت جدتها البالغة من العمر 79 عاماً حتى

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تحريك دعوى قضائية في ألمانيا ضد 3 مراهقين للاشتباه بإعدادهم لهجوم إرهابي إسلاموي

عناصر من الشرطة الألمانية المختصة بمكافحة الإرهاب (غيتي)
عناصر من الشرطة الألمانية المختصة بمكافحة الإرهاب (غيتي)
TT

تحريك دعوى قضائية في ألمانيا ضد 3 مراهقين للاشتباه بإعدادهم لهجوم إرهابي إسلاموي

عناصر من الشرطة الألمانية المختصة بمكافحة الإرهاب (غيتي)
عناصر من الشرطة الألمانية المختصة بمكافحة الإرهاب (غيتي)

حرك الادعاء العام الألماني دعوى قضائية ضد ثلاثة مراهقين من ولاية شمال الراين-ويستفاليا بتهمة الإعداد لهجوم إرهابي إسلاموي.

وقالت متحدثة باسم محكمة دوسلدورف الإقليمية في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية، إن المشتبه بهم، الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و16عاماً، محتجَزون منذ عيد الفصح، وأمرت المحكمة بتمديد حبسهم الاحتياطي مؤخراً.

وتشتبه السلطات في أن فتاة من دوسلدورف وأخرى من إيزرلون وفتى من ليبشتات ناقشوا خططاً إرهابية عبر تطبيق «تلغرام»، شملت شن هجمات على كنائس أو قاعات المحاكم، أو محطات قطار، أو مراكز شرطة.

وحسب البيانات، أدلى المشتبه بهم بأقوالهم في هذه الاتهامات. ولم تذكر السلطات ما إذا كانوا قد أنكروا الاتهامات أم اعترفوا بها. ووفقاً للمتحدثة، لم تقرر المحكمة بعد ما إذا كانت ستقبل الدعوى، وبالتالي لا يوجد حتى الآن موعد للمحاكمة. وتم فصل القضية المرفوعة ضد مشتبه به رابع من أوستفيلدرن في بادن-فورتمبرغ وإحالتها إلى مكتب المدعي العام في شتوتغارت. وذكرت السلطات في الربيع الماضي أن الخطط تسترشد بآيديولوجية تنظيم «داعش». ووفقاً للدعوى التي حرَّكها مكتب المدعي العام في دوسلدورف، يُشتبه في أن المراهقين أعلنوا استعدادهم لارتكاب جريمة وحضّروا لـ«عمل عنف خطير يُعرِّض الدولة للخطر». وعلمت الشرطة في هاغن في البداية بأمر الفتاة البالغة من العمر 16 عاماً من مدينة إيزرلون، بسبب وجود مؤشرات على أنها أرادت مغادرة البلاد للانضمام إلى تنظيم «داعش» والقتال في صفوفه. ويشتبه في أنها ناقشت هذا الأمر مع الفتاة الأخرى من دوسلدورف. وعند تحليل بيانات هاتفها الخلوي، عثر المحققون على محادثة ثانية نوقشت فيها خطط الهجوم. وحسب مصادر أمنية، لم تكن هناك خطة هجومية محددة بزمان ومكان. وحسب الادعاء العام، فإن أحد المراهقين الثلاثة جمع معلومات عن مراكز الشرطة في دورتموند.

ووفقاً للمصادر الأمنية، ضُبط منجل وخنجر خلال عمليات تفتيش في دوسلدورف. وأشارت المصادر إلى أن والد فتاة دوسلدورف لفت انتباه السلطات من قبل، وحُقِّق معه بوصفه مؤيداً للإرهاب على خلفية جمعه تبرعات لصالح «داعش».