هجمات باريس تصعّد الجدل حول فشل الاستخبارات في تعقب اتصالات «داعش»

رئيس الاستخبارات الأميركية: التقنيات الحديثة تصعب إحباط المخططات الإرهابية

هجمات باريس تصعّد الجدل حول فشل الاستخبارات في تعقب اتصالات «داعش»
TT

هجمات باريس تصعّد الجدل حول فشل الاستخبارات في تعقب اتصالات «داعش»

هجمات باريس تصعّد الجدل حول فشل الاستخبارات في تعقب اتصالات «داعش»

أحيت اعتداءات باريس الجدل حول وسائل الاتصال المشفرة التي يستخدمها المتطرفون، مستفيدين من التكنولوجيا الحديثة التي تعجز أجهزة الاستخبارات والمراقبة عن اختراقها، في الوقت التي تقوم فيه الحكومات بمراقبة ملايين الاتصالات اليومية للأفراد.
وثار الجدل حول حدود وقدرات المراقبة الاستخباراتية من قبل الحكومات على تكنولوجيا الاتصالات والتشفير، بعد مجموعة من الهجمات المروعة التي أقدم عليها تنظيم داعش بعد تفجير الطائرة الروسية في مصر، والتفجير الانتحاري في بيروت، ثم الهجمات المروعة في باريس.
ويقول مسؤولون في إدارة أوباما إن تنظيم داعش استخدم مجموعات من تقنيات التشفير على مدى فترة العام ونصف العام الماضية، وكثير من تلك التقنيات في التشفير كسرت قدرة وكالة الأمن القومي على اختراقها. فيما أشار مسؤولون بلجيكيون إلى أن الإرهابيين في تنظيم داعش ينوعون أساليب التواصل عبر ألعاب عبر الإنترنت، مثل «بلاي ستيشن»، لإخفاء المحادثات بين ملايين من اللاعبين لهذه اللعبة المعروفة بألعاب الحرب، وتستخدم لغة العنف نفسها.
وقال بان جامبون، وزير الشؤون الداخلية البلجيكي، إن مراقبة اتصالات لعبة «بلاي ستيشن 4» أصعب من تطبيق «واتساب» للدردشة. وفيما لا يوجد دليل قاطع على أن المتطرفين في هجمات باريس استخدموا اتصالات مشفرة ورسائل رقمية لا يمكن قراءتها دون المفاتيح الرقمية المناسبة للتخطيط لعمليات إطلاق النار، إلا أن العديد من وسائل الإعلام المتخصصة تقول إن تنظيم داعش يستخدم بشكل متزايد تطبيقات ووسائل اتصال مشفرة لتفادي رصده من قبل أجهزة الأمن.
من جانبهم، يوضح المتخصصون أن تكنولوجيا التشفير تستخدم الآن على نطاق واسع في كثير من نظم الرسائل العادية، بما في ذلك رسائل نظم «آبل» (Apple I-message)، وتطبيق «واتساب». وهي تقنية تمنع أي شخص خارج المحادثة بين الطرفين من رؤية أو التصنت على المحادثة. ورغم أن شركة «فيسبوك» لا يمكنها قراءة محتويات الرسائل لمستخدمي موقعها، إلا أن لديها طرقا تتبع لتعريف هوية المتحدثين وتخزين المعلومات الخاصة بهم والتي يمكن توفيرها للمحققين في حال الاشتباه في التخطيط لمؤامرة إرهابية.
إلى ذلك، هناك مستويات أكثر تطورا من التشفير والتي تستخدم بشكل واسع لحماية ملفات الشركات الكبيرة وأرقام بطاقات الائتمان للمتسوقين عبر الإنترنت. ويشير الخبراء في هذا المجال إلى أن الاستخدام الواسع للتشفير كان يقتصر في السابق على أقوى أجهزة الكومبيوتر الكبيرة وخوادم الكومبيوتر، وهو ما يقلق أجهزة الاستخبارات التي عجزت عن كشف تلك المخططات الإرهابية في باريس قبل وقوعها. وطالبت بعض الأجهزة الأمنية بفرض مزيد من القيود على تلك التكنولوجيات المتقدمة، قائلة إن التكنولوجيا الحديثة المتاحة في أيدي الجميع تعوق قدرة أجهزة الأمن والاستخبارات على تعقب وتعطيل مؤامرات مثل هجمات باريس.
من جهته، صرح رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه»، جون برينان، في اجتماع أول من أمس في واشنطن، بأن بعض التقنيات «تجعل من الصعب جدا على أجهزة المراقبة الوصول إلى عناصر ضرورية» لإحباط أي هجمات محتملة. وبرينان ليس وحده الذي يشعر بالقلق، فقد حذر رئيسا مكتب التحقيقات الفيدرالية «إف بي آي» ووكالة الأمن القومي «إن إس إيه» في السابق من أن المتشددين يستخدمون وسائل اتصال مشفرة للتضليل. وقال نائب مدير الـ«سي آي إيه» مايكل موريل، الأحد على شبكة «سي بي إس»: «أعتقد أنه سيتبين لنا أنهم يتواصلون من خلال تطبيقات تجارية للتشفير، من الصعب جدا لا بل من المستحيل على الحكومات اختراقها».
وحتى الآن، ترفض كبرى شركات التقنيات الجديدة طلبات الوصول إلى بيانات مشفرة في قضايا تحقيق مهمة، بل قامت بتعزيز جهودها في مجال التشفير بعد التسريبات التي قام بها المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي في 2013، إدوارد سنودن. إلا أن المراقبين يعتقدون أن الوضع سيتغير بعد الاعتداءات الدامية في باريس.
وتطالب أجهزة الاستخبارات بأن تتبنى شركات مثل «آبل» و«غوغل» استراتيجية «أبواب خلفية» في أنظمة التشفير الخاصة بها، من شأنها أن تسمح للمحققين في الأجهزة الأمنية بمراقبة المشتبه فيهم. وتشجع إدارة أوباما شركات التكنولوجيا للمضي قدما في استراتيجية الأبواب الخلفية، رغم أنها تقول إنها لن تتقدم بطلب إلى الكونغرس بسن قانون جديد يتيح لأجهزة الاستخبارات المراقبة من خلال تلك الأبواب الخلفية.
في المقابل، أشار تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «آبل»، إلى أنه لا توجد تكنولوجيا أبواب خلفية تسمح فقط للأشخاص الأخيار بالنفاذ وتمنع الأشرار، فإذا كانت هناك أبواب خلفية للتكنولوجيات الحديثة فإن أي شخص يمكنه اختراقها، لافتا إلى مخاطر توفير أبواب خلفية لمحققي الاستخبارات قد تنجم عنها محاولات لشن هجمات قرصنة سيبرانية على شركات كبرى على غرار الهجوم الإلكتروني المدمر التي تعرضت له شركة «سوني» العام الماضي أو استهداف الأفراد لسرقة الهوية أو للابتزاز.
وقالت النائب العامة الأميركية، لوريتا لينش، إن أجهزة الحكومة الأميركية في مناقشات مستمرة مع خبراء شركات صناعة التكنولوجيا حول الطرق التي يمكن للشركات أن توفرها بشكل قانوني للحصول على معلومات عن مستخدميها وفي الوقت نفسه ضمان الخصوصية. أما بنجامين وايتس، محرر مدونة «لوفير» القانونية، فيقول إن «إثبات أن الإرهابيين استخدموا وسائل تشفير للتواصل وللقتل يمكن أن يشكل منعطفا في الجدل الذي كان يقتصر حتى الآن على الخوف من وكالة الأمن القومي».
من جانبه، أوضح مارك روتنبورغ، رئيس مركز «إلكترونيك برايفسي إنفورميشن سنتر»، أنه لا يوجد في الوقت الحالي «دليل على أن أحد أنظمة التشفير شكل عائقا أمام تحقيق مرتبط باعتداءات باريس، فالأمر يمكن أن يتعلق أيضا بتقصير على صعيد الاستخبارات». وعلق بروس شناير، مشفر ومدير شركة «رزيليانت سيستمز» للأمن الإلكتروني: «سيستغلون (اعتداءات باريس) لإقناع الناس بضرورة إيجاد أبواب سرية»، مضيفا: «يمكن أن يتغير الأمر لأن الناس خائفون».



لافروف: ليس لدينا نوايا عدوانية تجاه «الناتو» أو «الأوروبي» ولن نقبل أي قوة حفظ سلام أوروبية

وزير الخارجية سيرغي لافروف (أ.ب)
وزير الخارجية سيرغي لافروف (أ.ب)
TT

لافروف: ليس لدينا نوايا عدوانية تجاه «الناتو» أو «الأوروبي» ولن نقبل أي قوة حفظ سلام أوروبية

وزير الخارجية سيرغي لافروف (أ.ب)
وزير الخارجية سيرغي لافروف (أ.ب)

نقل تلفزيون «أر تي» الروسي عن وزير الخارجية سيرغي لافروف تأكيده اليوم الخميس أن بلاده ليس لديها أي نوايا عدوانية ضد دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) أو «الاتحاد الأوروبي» لكنها لن تقبل نشر قوات حفظ سلام أوروبية في أوكرانيا.

وأكد لافروف خلال تصريحات تلفزيونية أن روسيا مستعدة لتقديم ضمانات مكتوبة للناتو والاتحاد الأوروبي لتوثيق عدم وجود نوايا عدوانية ضدهما.

لكن وزير الخارجية الروسي شدد، في الوقت نفسه على أنه إذا قررت أوروبا شن الحرب على بلاده فإن روسيا مستعدة لمواجهتها حتى لو اندلعت الآن، مؤكداً أن بلاده لن تقبل إرسال قوات حفظ سلام أوروبية إلى أوكرانيا وسيتم استهدافها.

وأضاف لافروف أن روسيا تنتظر نتيجة الاتصالات التي تجريها أوكرانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا.


عمدة موسكو يعلن إسقاط 31 مسيرة كانت متجهة إلى العاصمة

نظام الهجوم بالطائرات المسيرة انتشر على نطاق واسع بين الوحدات العسكرية الأوكرانية (إ.ب.أ)
نظام الهجوم بالطائرات المسيرة انتشر على نطاق واسع بين الوحدات العسكرية الأوكرانية (إ.ب.أ)
TT

عمدة موسكو يعلن إسقاط 31 مسيرة كانت متجهة إلى العاصمة

نظام الهجوم بالطائرات المسيرة انتشر على نطاق واسع بين الوحدات العسكرية الأوكرانية (إ.ب.أ)
نظام الهجوم بالطائرات المسيرة انتشر على نطاق واسع بين الوحدات العسكرية الأوكرانية (إ.ب.أ)

قال سيرجي سوبيانين عمدة موسكو، إن الدفاعات الجوية الروسية أسقطت 31 طائرة مسيرة كانت في طريقها إلى المدينة خلال الليل.

وكتب سوبيانين على قناته على تطبيق تيليغرام، أن الطائرات المسيرة تم إسقاطها خلال فترة استمرت ثلاث ساعات ونصف الساعة تقريباً.

وقال سوبيانين إنه تم إرسال فرق الطوارئ لفحص الحطام على الأرض. ولم يشر إلى وقوع أي إصابات أو أضرار.

وأعلنت هيئة الطيران المدني الروسية (روسافياتسيا) تعليق العمليات في جميع المطارات في منطقة موسكو.

وقال مطار بولكوفو في سان بطرسبرغ، ثاني أكبر المدن الروسية، على تطبيق تيليغرام إنه يتعامل مع الرحلات التي تم تحويل مسارها من العاصمة، كما علق عدد من المطارات في وسط روسياً أيضا رحلات الوصول والمغادرة.


زيلينسكي يبحث مع البرلمان الأوكراني سبل إجراء انتخابات

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)
TT

زيلينسكي يبحث مع البرلمان الأوكراني سبل إجراء انتخابات

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم (الأربعاء)، إنه بحث مع البرلمان الأوكراني الأمور القانونية وغيرها من القضايا المرتبطة بإمكانية إجراء انتخابات، وحثّ دولاً أخرى، من بينها الولايات المتحدة، على عدم ممارسة ضغوط بشأن هذه المسألة، وفق ما أوردته وكالة «رويترز».

وأضاف زيلينسكي، في خطابه المسائي المصور، إنه أجرى «نقاشاً موضوعياً» مع أعضاء البرلمان، مضيفاً أنه لن يسمح «بأي تكهنات ضد أوكرانيا». وتابع: «إذا كان الشركاء، بما في ذلك شريكنا الرئيسي في واشنطن، يتحدثون كثيراً وبشكل محدد عن الانتخابات في أوكرانيا، وعن الانتخابات في ظل الأحكام العرفية، فعلينا أن نقدم إجابات أوكرانية قانونية على كل سؤال وكل شك».

وقال: «الأمر ليس سهلاً، لكن الضغط في هذه القضية ليس ما نحتاجه بالتأكيد. أتوقع من أعضاء البرلمان أن يطرحوا وجهات نظرهم. فالتحديات الأمنية تعتمد على الشركاء، وفي مقدمتهم أميركا. أما التحديات السياسية والقانونية فيجب أن تتعامل أوكرانيا معها. وسيحدث ذلك».

ولفت زيلينسكي، أمس، إلى أنه مستعد لإجراء انتخابات في غضون 3 أشهر، إذا وفّرت الولايات المتحدة وحلفاء كييف الآخرون الأمن لعملية الاقتراع. وكان يرد على تعليقات للرئيس ترمب تضمنت تلميحاً إلى أن الحكومة الأوكرانية تستخدم الحرب ذريعة لعدم إجراء انتخابات.

ويحظر القانون إجراء انتخابات في وقت الحرب، لكن زيلينسكي، الذي انتهت ولايته العام الماضي، يواجه ضغوطاً متكررة من ترمب لإجراء تصويت. وانتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مراراً زيلينسكي، ووصفه بأنه شريك تفاوضي «غير شرعي» لعدم إجراء انتخابات.

وتسعى أوكرانيا إلى الحصول على ضمانات أمنية قوية من حلفائها في إطار أي اتفاق لإنهاء الحرب التي تقترب الآن من إكمال عامها الرابع. ورفض زيلينسكي ومسؤولون آخرون فكرة إجراء انتخابات في ظل الضربات الجوية الروسية المتكررة في جميع أنحاء البلاد ووجود ما يقرب من مليون جندي على الجبهة وملايين الأوكرانيين النازحين.