المستوطنون في الخليل يشكلون «جيش حماية» خاصًا بهم

الجيش الإسرائيلي يصمت ونتنياهو مشغول بمنع هدم معبد على أرض مسروقة

المستوطنون في الخليل يشكلون «جيش حماية» خاصًا بهم
TT

المستوطنون في الخليل يشكلون «جيش حماية» خاصًا بهم

المستوطنون في الخليل يشكلون «جيش حماية» خاصًا بهم

قررت لجنة المستوطنين في المستعمرات اليهودية في جبل الخليل في الضفة الغربية، تنظيم «دوريات حراسة وأمن من قبل المستوطنين»، بحجة «الدفاع عن النفس في وجه عمليات الإرهاب الفلسطينية». وبدأت طواقم عدة بالعمل، منذ أمس، بمشاركة أربعة مسلحين خدموا في الوحدات القتالية في الجيش، ويتزودون بالأسلحة والسيارات.
وقد اعتبرت الجمعيات والحركات الحقوقية هذا القرار، بمثابة «تشكيل جيش خاص بهم»، وحذرت من أن يكون «محفزا لحرب دامية وتمردا على الجيش الإسرائيلي». ورد المستوطنون، بأنهم يعتبرون أنفسهم جزءا لا يتجزأ من الجيش. وقالوا في أحاديث صحافية: «نحن نعتمد على الجيش ونقدره ونحبه، وخاصة القوات المرابطة في المنطقة، لكننا نشعر أن الشوارع لا تزال مهملة ويجب توفير حماية محلية. فليس من المعقول أن تتخلى العائلات عن السفر إلى خارج المستوطنات بسبب الوضع الأمني. هذا يمس بكل جدول حياتنا ولا نقبل به».
وقالوا، وفقا لإذاعة المستوطنين «القناة السابعة»: «ليست لدينا أي نية للتدخل في عمل الجيش. نحن نتجول في المنطقة، ونرابط على المفارق التي لا توجد عليها قوات عسكرية. وعندما تصل سيارة جيب عسكرية للوقوف مكاننا، فإننا نقدم للجنود المشروبات والمسليات ونبحث عن المفترق الخالي التالي».
ورفض الناطق بلسان الجيش التعليق على النبأ، علما بأن سلطات الجيش هي الجهة الإسرائيلية الوحيدة المخولة إدارة الشؤون الأمنية في الضفة الغربية. وتخشى المؤسسات الحقوقية من أن يتحول هذا الجيش إلى سلطة ثانية تفرض أجواء إرهاب على الفلسطينيين، خصوصا في ظل حكومة بنيامين نتنياهو، التي يحظى فيها المستوطنون بنفوذ كبير.
وكانت الحكومة، قد باشرت، في إطار دعمها للمستوطنين، بالعمل لمنع تنفيذ قرار في محكمة العدل العليا بهدم كنيس (معبد يهودي)، كان قد بني بلا ترخيص على أرض سرقت من الفلسطينيين. ومع أن الوزراء ورئيسهم توصلوا إلى اتفاق مع عدد من رجال الدين اليهود بنقل الكنيس إلى منطقة أخرى، باعتبار أنه لا يجوز بناء كنيس على أرض مسروقة، إلا أن حاخامات المستوطنين رفضوا هذا الاتفاق. وقال عزرئيل كوهين، حاخام هذا الكنيس المعروف باسم «معبد اييلت هشاحر» في مستعمرة غبعات زئيف، إنه سيواصل محاربة قرار هدم الكنيس.
يشار إلى أنه يجب هدم الكنيس حتى يوم غد، وهو الموعد الأخير الذي حددته المحكمة العليا تجاوبا مع طلب الشرطة. ويواصل عشرات المستوطنين الاعتصام داخله لمقاومة الهدم. وقد ترك نتنياهو كل أشغاله، أمس، واجتمع مع النائب العام للدولة شاي نيتسان، لفحص إمكانية منع هدم الكنيس، والتوجه إلى المحكمة العليا وطلب تمديد المهلة التي تنتهي غدا، ليتم تفكيك الكنيس ونقله إلى منطقة أخرى في المستوطنة.
وقالت مصادر مطلعة، إن وزراء الأمن موشيه يعلون، والقضاء اييلت شكيد، والأمن الداخلي غلعاد اردان، والنقب والجليل ارييه درعي، اجتمعوا بنيتسان وعرضوا عليه هذا الحل كي لا يتحول هدم الكنيس إلى سابقة في إسرائيل. وسيجري نيتسان مشاورات مع المستشار القانوني للحكومة حول ما إذا كان يمكنه التوجه إلى المحكمة العليا بهذا الشأن.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.