حسن الرداد لـ«الشرق الأوسط»: أتعبني مسلسل «محارب» وبكيت وحيداً

أولى تجاربه في التقديم التلفزيوني عبر برنامج «الليلة دوب»

ينطلق الرداد في عالم التقديم التلفزيوني مع «الليلة دوب» (الشركة المنتجة)
ينطلق الرداد في عالم التقديم التلفزيوني مع «الليلة دوب» (الشركة المنتجة)
TT

حسن الرداد لـ«الشرق الأوسط»: أتعبني مسلسل «محارب» وبكيت وحيداً

ينطلق الرداد في عالم التقديم التلفزيوني مع «الليلة دوب» (الشركة المنتجة)
ينطلق الرداد في عالم التقديم التلفزيوني مع «الليلة دوب» (الشركة المنتجة)

للممثل المصري حسن الرداد شعبية كبيرة في العالم العربي. وفي لبنان تعرّف عليه المشاهد في مسلسل «اتهام» من كتابة كلوديا مرشيليان. وها هو اليوم يدخل تجربة جديدة من خلال البرنامج الترفيهي «الليلة دوب»، النسخة العربية من «That’s my jam» الأميركي. انطلقت أول حلقة منه مساء الأربعاء الفائت عبر «إم بي سي».

يقول حسن الرداد لـ«الشرق الأوسط»، إنه شاهد بعض مقتطفات البرنامج من النسخة الأصلية لمقدمه جيمي فالكون؛ ولكنه طبعه بشخصيته وبأسلوبه الخاص. لماذا رغب في خوض هذه التجربة؟ يرد: «لقد أُعجبت بالفكرة وبالجهة التي تنتج البرنامج. سعدت باختيارهم لي وعملت على أن يشبهني البرنامج».

يقول إن التقديم التلفزيوني يلزمه العفوية (الشركة المنتجة)

«أنا والكاميرا أصحاب»، هكذا يصف الرداد علاقته بها، وكان اعتاد على مواجهتها في مجال التمثيل. ويتابع: «في عالم التقديم تمسّكت بالعفوية، بعيداً عن أي أداء مصطنع. فالانسجام بين المقدم والكاميرا يجذب المشاهد. ومفتاح هذا البرنامج روحه الجميلة، فتماهيت مع أجوائه إلى آخر حدٍّ وكنت على طبيعتي».

يقول الرداد، إن في داخل كل إنسان جوانب كثيرة لم تُكتشف. وهو شخصياً أحب التقديم التلفزيوني. «البرنامج خفيف الظل، يجمل ضحكاً وطرافة. وفيه حاولت أن أطلق العنان لنفسي بلا قيود، بعكس الممثل، الذي يتحكم المشهد بأدائه».

تشهد كل حلقة من «الليلة دوب» 4 تحديات مع 4 فنانين، يتغير اثنان منهم بين حلقة وأخرى، وتُختبر معلومات وذاكرة الضيوف، وقدرتهم على إيصال أفكارهم تحت ضغط وقت محدود للإجابة. وتضمّ كل حلقة تحدياً ثابتاً هو «كاراوكي مش أوكي»، حيث يتنافسون من خلال أدوار فنية يختارها لهم الحظ.، أما التحدي الأخير «غني أو تتغسل»، فهو اختبار طريف لقدرة النجوم على أداء أشهر الأغنيات.

في «محارب» جسّد شخصية أتعبته (الشركة المنتجة)

انخرط الرداد بسرعة في برنامج غنائي مُسلٍ، وبديناميكية وخفة ظل لافتتين أدار أولى حلقاته ببراعة. فهو سبق وأدّى من وحي مسلسله الرمضاني «محارب» أغنية «محارب ولعها»، شاركه فيها عدد من أبطال العمل، منهم، أحمد زاهر ونرمين الفقي. وعن دوره في هذا العمل الذي حصد نجاحاً واسعاً يقول: «أتعبتني شخصية (عزيز محارب) كثيراً، وتطلّبت مني جهداً كبيراً؛ لأنها بعيدة عن السطحية وعميقة. ومن أولى حلقاته يواجه مصاب فقدانه والدته بحادثة قتل حصلت بالخطأ. وتمثيل فقدان الأم يحمل الصعوبة بحد ذاته. وأنا بطبعي أحب العائلة وأتفانى من أجلها وأراها الأهم في الحياة. فلقد تربيت على هذا المبدأ وتمسكت به. وسبق لي أن فقدت والدتي؛ لذا أثّر بي الدور كثيراً».

مشاهد كثيرة صوّرها وطبعته بالحزن والإحباط. يروي منها: «في أحد المشاهد أقف أمام جثة أمي في ثلاجة المشرحة وأقول لها (ما اتفقناش على كده). وهي عبارة استخدمتها حقيقة عندما فقدت والدتي. أذكر يومها عندما عدت إلى البيت انفجرت باكياً وحدي في غرفتي. لا أحب أن يتأثر أفراد عائلتي بمهنتي وبمشاعر تُفرض عليّ».

مع ضيوفه في الحلقة الأولى من «الليلة دوب» (الشركة المنتجة)

وهل أنت من الممثلين الذين يعتمدون الذاكرة الانفعالية في مشاهدهم؟ «لست من هذه المدرسة، وقد تبيّن بأنها خاطئة. لأن استحضارنا أحياناً، مواقف معينة مرّت بنا، قد لا تناسب مشاعر مشهد نصوره. والفرق بين حزن وآخر مختلف. ولكن من دون شك رافقني طيف أمي مرّات مع فيضان من المشاعر وتأثرت إلى حد بعيد».

وعن الشخص الذي يركض إليه اليوم ليتكئ على كتفه بعد غياب والدته يصارح «الشرق الأوسط»: «لا أحد يمكنه أن يحتلّ مكان الأم، ولكن إذا ما شعرت بضرورة البوح أو الاتكاء على أحدهم فأركن إلى رب العالمين. أبتعد قدر الإمكان عن إقحام عائلتي بمشكلاتي، وأحاول إحاطتهم بطاقة إيجابية تُفرحهم بدلاً من أن أزيد من همومهم بطاقة سلبية تغمرني».

يصف الرداد المشهدية الدرامية ككل في موسم رمضان بالمتنوعة، ويقول: «أرضت أذواق الناس على اختلاف مشاربهم ومزاجاتهم. حضرت المسلسلات الكوميدية كما الاجتماعية والشعبية. ولكن أعتقد أن هذه الأخيرة تلاقي رواجاً كبيراً لأنها تخاطب الناس بلسان حالهم». ومن ناحية ثانية، يؤكد الرداد بأن فكرة التميّز والإبداع بما يخص الدراما العربية صارت أمراً صعباً؛ «كلّما مرّ الزمن وتطور يصعُب على أقلام الدراما إيجاد الفكرة الجديدة. كما أن الانفتاح والسوشيال ميديا والمنصات الإلكترونية تقدم كل أنواع الدراما. فالمشاهد العربي بات ملماً بالدراما العالمية والعربية. ولذلك؛ من الصعب إرضاؤه إلا بما يشبهه ويختلف عن موضوعات الغرب».

قريباً يطلّ حسن الرداد في أعمال فنية مع زوجته إيمي سمير غانم. «هناك مشاريع عدّة نحضّر لها معاً، ولا تزال في مرحلة الورق، وهي الأصعب بنظري. ومن بينها فيلم سينمائي وعمل درامي لمنصة إلكترونية».

وفي رأيك، لماذا يتحمّس الناس لرؤية ثنائي متزوج في عمل واحد؟ يجيب: «حسب الثنائي ومدى تقبل الناس لهما. فالمشاهد يرى فيهما ترجمة لهالة أُعجب بها وأحبها؛ كما يرى في العمل الذي يطلان من خلاله معاً، وكأنه ينبع من واقع حياتهما، خصوصاً، إذا كانت العلاقة بينهما حقيقية وليست مجرد تمثيل».

يعترف بإعجابه بالممثلة نادين نسيب نجيم «لقد برهنت عن قدرتها ممثلة ممتازة». وهل تحب التعاون معها في عمل معين؟ «نعم، أكون سعيداً بهذا التعاون، فأنا ممّن يحبون العمل مع الممثل المجتهد».

ويختم الرداد حديثه بقوله، إن وسائل التواصل الاجتماعي أنتجت كثيراً من الشهرة المزيفة، «فيها ظهر أشخاص غير موهوبين، وصدّقوا هذا الوهم مع الأسف. أما الموهبة الحقيقية فتصل الناس مباشرة».



كريتي سانون تروي رحلتها من دروس شاروخان إلى شجاعة الاختيار

الفنانة الهندية تحدثت عن تجربتها في السينما (مهرجان البحر الأحمر)
الفنانة الهندية تحدثت عن تجربتها في السينما (مهرجان البحر الأحمر)
TT

كريتي سانون تروي رحلتها من دروس شاروخان إلى شجاعة الاختيار

الفنانة الهندية تحدثت عن تجربتها في السينما (مهرجان البحر الأحمر)
الفنانة الهندية تحدثت عن تجربتها في السينما (مهرجان البحر الأحمر)

في واحدة من أكثر الجلسات جماهيرية في مهرجان البحر الأحمر السينمائي هذا العام، حلّت الممثلة الهندية كريتي سانون في ندوة حوارية تحوّلت سريعاً من حوار تقليدي إلى عرض كامل تفاعل خلاله الجمهور بحماسة لافتة، حتى بدا المشهد وكأنه لقاء بين نجمة في ذروة تألقها وجمهور وجد فيها مزيجاً من الذكاء والعفوية والثقة.

منذ اللحظة الأولى، بدا واضحاً أن الجمهور جاء محملاً بأسئلته، فيما شجع التفاعل الجماهيري الممثلة الهندية على أن تجيب بصراحة عن كل ما يتعلق بمسيرتها، ومن بين كل أسماء الصناعة، لم يلمع في حديثها كما لمع اسم شاروخان. توقفت عند ذكره كما يتوقف شخص أمام لحظة صنعت في داخله تحولاً، وصفته بأنه «الأكثر ذكاءً وخفة ظل» ممن قابلتهم، ومثال حي على أن الفروسية والذوق الرفيع لا يزالان ممكنَين في صناعة صاخبة.

واستعادت كريتي كيف كان شاروخان ينظر إلى من يتحدث معه مباشرة، وكيف يمنح الجميع احتراماً متساوياً، حتى شعرت في بداياتها بأنها تلميذة تقع فجأة في حضرة أستاذ يعرف قواعد اللعبة من دون أن يستعرضها، ومع أن كثيرين يرون أن سانون دخلت عالم السينما من باب الجمال والأزياء، فإنها أكدت أن دراستها للهندسة لعبت دوراً في دخولها مجال الفن باعتبار أنها تعلمت منها أن كل شيء يجب أن يكون منطقياً وقائماً على أسئلة لماذا؟ وكيف؟

وأوضحت أن تحليل الأمور ومراجعتها منحتاها أدوات لم يمتلكها ممثلون آخرون، مروراً بتجارب وورشات تمثيل طويلة، فيما كانت هي تتعلم على أرض الواقع عبر طرح الأسئلة، حتى تلك التي قد يضيق منها البعض أو يعدها دليلاً على التردد.

الممثلة الهندية خلال جلستها الحوارية (مهرجان البحر الأحمر)

توقفت أيضاً في حديثها عند واحدة من أكثر محطاتها صعوبة، شخصية الروبوت «سيفرا» في فيلم «لقد وقعت في شرك كلامك»، شارحة أنها كانت لعبة توازن دقيقة بين أن تكون آلة بما يكفي ليصدّقها المشاهد، وإنسانة بما يكفي ليُصدّقها شريكها في الفيلم، مشيرة إلى أنها لم ترمش في أثناء الحوارات، وضبطت كل حركة لتكون دقيقة ومحسوبة، ورغم أنها معروفة بخفة الحركة و«العثرات الطريفة» كما وصفت نفسها، فإن أكثر ما أسعدها في الفيلم كان مشهد «الخلل» الذي ابتكرته بنفسها، لتمنح الشخصية ملمساً أكثر واقعية.

لكن اللحظة الأكثر دفئاً كانت عندما تحدثت عن الموسيقى، وعن دورها في مسيرتها؛ حيث روت كيف كانت غرف التسجيل التي تعمل فيها مع الملحّنين تشبه «متجر حلوى»، وكيف كان اللحن يُولد من جلسة ارتجال بسيطة تتحول بعد دقائق إلى أغنية جاهزة، ومع أن الجلسة كانت مليئة بالضحك واللحظات الخفيفة، فإنها لم تخفِ الجانب العميق من تجربتها، خصوصاً عندما تحدثت عن انتقالها من الإعلانات والصدفة إلى البطولة السينمائية.

وروت كيف أن فيلم «ميمي» منحها مساحة أكبر مما حصلت عليه في أي عمل سابق، وغيّر نظرتها إلى نفسها بوصفها ممثلة، مؤكدة أن ذلك العمل حرّرها من الحاجة الدائمة إلى إثبات ذاتها، وأعطاها الشجاعة لاختيار أدوار أكثر مجازفة. ومنذ ذلك الحين -كما تقول- لم تعد في سباق مع أحد، ولا تبحث عن لائحة إيرادات، بل عن أن تكون أفضل مما كانت عليه أمس.

وحين سُئلت عن فيلمها الجديد «تيري عشق مين» وعن موجة النقاشات التي أثارها على مواقع التواصل، أكدت أنها تتابع الآراء بشغف، لأن السينما تشبه اللوحة الفنية التي يراها كل شخص من زاوية مختلفة، مشيرة إلى أن الناس يتفاعلون مع قصة الفيلم، لأنهم قد عرفوا في حياتهم شخصاً مثل الممثلين.

وأكدت أن جزءاً من التفاعل يرجع إلى كون العمل يعرض الحب السام من جهة، لكنه يتيح للشخصية النسائية أن تُسمّيه وتواجهه، وهذا ما تعدّه تطوراً مهماً في كتابة الشخصيات النسائية، فلم تعد المرأة مجرد ضحية أو محبوبة مثالية، «فالمرأة المعاصرة على الشاشة يمكن أن تكون معقدة، متناقضة، واقعية، ومحبوبة رغم كل ذلك»، حسب تعبيرها.


جيسيكا ألبا تكشف عن مشروع سينمائي مع هيفاء المنصور

جيسيكا ألبا خلال حضورها مهرجان البحر الأحمر (إدارة المهرجان)
جيسيكا ألبا خلال حضورها مهرجان البحر الأحمر (إدارة المهرجان)
TT

جيسيكا ألبا تكشف عن مشروع سينمائي مع هيفاء المنصور

جيسيكا ألبا خلال حضورها مهرجان البحر الأحمر (إدارة المهرجان)
جيسيكا ألبا خلال حضورها مهرجان البحر الأحمر (إدارة المهرجان)

كشفت الفنانة الأميركية جيسيكا ألبا عن ملامح مشروع سينمائي جديد يجمعها بالمخرجة السعودية هيفاء المنصور، مشيرة خلال ندوتها في «مهرجان البحر الأحمر السينمائي» إلى أن هذا التعاون لم يتشكل بين ليلة وضحاها، بل جاء نتيجة نقاشات طويلة امتدت على مدار سنوات.

وأوضحت في اللقاء الذي أقيم، الجمعة، أن الفكرة التي استقرتا عليها تدور حول قصة إنسانية عميقة تتناول علاقة ابنة بوالدها المتقدّم في العمر، ضمن سردية تقترب من تفاصيل العائلة وتحولاتها، وتسلّط الضوء على هشاشة العلاقات حين تواجه الزمن، وما يتركه ذلك من أسئلة مفتوحة حول الذاكرة والواجب العاطفي والمسؤولية المتبادلة.

وأضافت أن ما شدّها إلى المشروع ليس موضوعه فقط، بل الطريقة التي تقارب بها هيفاء المنصور هذه العلاقات الحسّاسة وتحولها إلى لغة بصرية تتسم بالهدوء والصدق، لافتة إلى أن «هذا التعاون يمثّل بالنسبة لي مرحلة جديدة في اختياراتي الفنية، خصوصاً أنني أصبحت أكثر ميلاً للأعمال التي تمنح الشخصيات النسائية مركزاً واضحاً داخل الحكاية، بعيداً عن الأنماط التقليدية التي سيطرت طويلاً على حضور المرأة في السينما التجارية».

وأشارت إلى أنها تبحث اليوم عن قصص تستطيع فيها المرأة أن تظهر بوصفها شخصية كاملة، تملك مساحتها في اتخاذ القرارات والتأثير في مسار الحكاية، وهو ما تراه في مشروعها مع المنصور، الذي وصفته بأنه «قريب من قلبها»؛ لأنه يعيد صياغة علاقة الأم والابنة من منظور مختلف.

وخلال الندوة، قدّمت ألبا قراءة موسّعة لتغيّر مسارها المهني خلال السنوات الأخيرة، فهي، كما أوضحت، لم تعد تنظر إلى التمثيل بوصفه مركز عملها الوحيد، بل بات اهتمامها الأكبر موجّهاً نحو الإنتاج وصناعة القرار داخل الكواليس.

وأكدت أن دخولها عالم الإنتاج لم يكن مجرد انتقال وظيفي، وإنما خطوة جاءت نتيجة إحساس عميق بأن القصص التي تُقدَّم على الشاشة ما زالت تعكس تمثيلاً ناقصاً للنساء وللأقليات العرقية، خصوصاً للمجتمع اللاتيني الذي تنتمي إليه.

وتحدثت ألبا عن تجربة تأسيس شركتها الإنتاجية الجديدة، معتبرة أن الهدف منها هو خلق مساحة لصناع المحتوى الذين لا يجدون غالباً فرصة لعرض رؤاهم، موضحة أن «غياب التنوّع في مواقع اتخاذ القرار داخل هوليوود جعل الكثير من القصص تُروى من زاوية واحدة، ما أدّى إلى تكريس صور نمطية ضيّقة، خصوصاً فيما يتعلّق بالجاليات اللاتينية التي غالباً ما تظهر في الأعمال ضمن أدوار مرتبطة بالعنف أو الجريمة أو الأعمال الهامشية».

وشددت على أنها تريد أن تساهم في معالجة هذا الخلل، ليس عبر الخطابات فقط، بل من خلال إنتاج أعمال تظهر فيها الشخصيات اللاتينية والعربية والنساء بصورة كاملة، إنسانية، متنوّعة، لافتة إلى أن تنوّع التجارب الحياتية هو العنصر الذي يجعل صناعة السينما أكثر ثراء، وأن غياب هذا التنوع يجعل الكثير من الكتّاب والمخرجين عاجزين عن تخيّل شخصيات خارج ما اعتادوا عليه.

وأضافت أن مهمتها اليوم، من موقعها الجديد، هي فتح المجال أمام أصوات غير مسموعة، سواء كانت نسائية أو تنتمي إلى أقليات ثقافية واجتماعية، لافتة إلى أنها تعمل على تطوير فيلم جديد مع المخرج روبرت رودريغيز، يعتمد على مزيج من الكوميديا العائلية وأجواء أفلام السرقة، مع طاقم تمثيل لاتيني بالكامل.

وأوضحت أن هذا العمل يأتي امتداداً لرغبتها في دعم المواهب اللاتينية، وفي الوقت نفسه تقديم أعمال جماهيرية لا تُختزل في سرديات العنف أو الهوامش الاجتماعية، واصفة المشروع بأنه خطوة مختلفة على مستوى بنية الحكاية؛ لأنه يجمع بين الترفيه والأسئلة العائلية، ويقدّم الشخصيات اللاتينية في إطار طبيعي وغير مصطنع.

وتوقفت جيسيكا عند مشاركتها المرتقبة في فيلم «الشجرة الزرقاء»، ويتناول علاقة أم بابنتها التي تبحث عن استقلاليتها رغم حساسية ظروفها موضحة أن ما جذبها لهذا العمل هو طبيعته الهادئة، واعتماده على بناء علاقة حميمة بين شخصيتين، بعيداً عن الصراعات المفتعلة، معتبرة أن هذا النوع من الحكايات يمثّل مرحلة أصبحت قريبة جداً منها في هذه الفترة من حياتها.


«الآثار المسترَدة»... محاولات مصرية لاستعادة التراث «المنهوب»

جهود مصرية متواصلة لاسترداد الآثار المهرَّبة إلى الخارج (وزارة السياحة والآثار)
جهود مصرية متواصلة لاسترداد الآثار المهرَّبة إلى الخارج (وزارة السياحة والآثار)
TT

«الآثار المسترَدة»... محاولات مصرية لاستعادة التراث «المنهوب»

جهود مصرية متواصلة لاسترداد الآثار المهرَّبة إلى الخارج (وزارة السياحة والآثار)
جهود مصرية متواصلة لاسترداد الآثار المهرَّبة إلى الخارج (وزارة السياحة والآثار)

في إطار الجهود المصرية المستمرة للحفاظ على التراث وحمايته واستعادة الآثار المصرية المنهوبة من الخارج وصيانتها، تعدَّدت الجهود الرسمية والأهلية والبحثية والأكاديمية للعمل على حفظ التراث واستعادة الآثار المُهرَّبة، واستضافت مكتبة الإسكندرية مؤتمراً علمياً، بالتعاون مع مؤسسة ألمانية، تناول استرداد الآثار المصرية من الخارج، وحفظ وصيانة التراث.

وركز المؤتمر على تجارب مصر في استرداد القطع الأثرية التي خرجت من البلاد بطرق غير قانونية، سواء عبر المتاحف الأجنبية أو الأسواق غير المشروعة. وشارك فيه عدد من المسؤولين والخبراء المصريين والدوليين، وتم عرض نماذج بارزة من الآثار المسترَدة حديثاً، مثل التوابيت المذهبة والقطع الخشبية النادرة، مع مناقشة الإجراءات القانونية والدبلوماسية التي اعتمدتها مصر لاستعادة هذه القطع الأثرية وحمايتها بوصفها جزءاً من التراث العالمي.

وأكد عالم الآثار المصرية، الدكتور حسين عبد البصير، أن هذه الجهود تمثل رسالةً قويةً للعالم حول أهمية حماية التراث الثقافي المصري والعربي والعالمي، وأن استعادة كل قطعة أثرية هي خطوة نحو الحفاظ على الهوية الوطنية وإعادة حق الأجيال القادمة في التراث الحضاري لمصر، والعالم العربي، والعالم.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن دور المجتمع المدني والجمعيات الأثرية مهم في دعم هذه الجهود، من خلال التوعية، والبحث العلمي، والتعاون مع المنظمات الدولية؛ لتقوية موقف مصر القانوني في مواجهة التجارة غير المشروعة بالآثار.

جانب من المؤتمر الذي ناقش الآثار المسترَدة وحفظ التراث (الشرق الأوسط)

وتحت عنوان «الاتجار بالآثار سرقة للتاريخ وطمس للهوية»، تحدَّث الدكتور شعبان الأمير، أستاذ ترميم الآثار ومواد التراث بكلية الآثار بجامعة الفيوم، وتناول التنقيب والاتجار بالآثار وتقارير اليونيسكو حول هذه العمليات، التي تُقدَّر بنحو 10 مليارات دولار سنوياً، وهي ثالث أكبر عملية تجارية بعد المخدرات والسلاح على مستوى العالم.

وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «حماية التراث واجب وطني ومجتمعي، والاتجار بالآثار يعدّ سرقةً للتاريخ وطمساً ومحواً وفقداناً للهوية». وأشار إلى أن المؤتمر تناول أبحاثاً حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والهندسة، والكيمياء، والوعي المجتمعي، وغيرها من الموضوعات التي اهتمت بكيفية حماية التراث والآثار، والحد من عمليات التنقيب غير الشرعي، وعمليات التسجيل والتوثيق والفحص والتحليل تمهيداً لعمليات الترميم والصيانة والحفظ والعرض المتحفي أو بالمواقع الأثرية.

وفي ورقة بحثية بالمؤتمر، تناولت الدكتورة منى لملوم، قوة الميديا ووسائل الإعلام المختلفة في المطالبة باسترداد الآثار، مشيرة إلى الحملات التي تقوم بها وسائل الإعلام من أجل الضغط لاسترداد الآثار المُهرَّبة من مصر بطرق غير مشروعة. وأضافت لـ«الشرق الأوسط» أنها «تناولت كثيراً من النماذج، منها استعادة تمثال من أميركا عام 2019 بجهود رسمية كبيرة، بالإضافة إلى قوة الإعلام، وكذلك الضغط من خلال حملات صحافية وأهلية، إلى جانب الجهود الحكومية لاستعادة آثار مصرية مهمة مثل رأس نفرتيتي من ألمانيا، وجدارية (الزودياك) أو الأبراج السماوية من متحف اللوفر، فضلاً عن استعادة حجر رشيد من المتحف البريطاني».

ولفتت د. منى إلى دور الدراما والسينما في التعامل مع الآثار والتاريخ مثل فيلم «المومياء» من إخراج شادي عبد السلام الذي لعب دوراً إيجابياً وصُنِّف من أهم 100 فيلم مصري في القرن الـ20، وهناك نماذج سلبية مثل مسلسل «كليوباترا» الذي أنتجته «نتفليكس» وقوبل بهجوم شديد لتجسيد الملكة المصرية بممثلة سوداء، و«اضطرت الشبكة إلى تغيير تصنيف الفيلم من (وثائقي) إلى (درامي) تحت ضغط (الميديا)» على حد تعبيرها.