صورة عمّمها نتنياهو مع زوجته تورّطه مع عائلات أسرى «حماس»

الأهالي يستعدون لمحاصرة الكنيست ومقار رئيس الوزراء

يدا متظاهر بالطلاء الأحمر أثناء مسيرة الأربعاء طالبت نتنياهو بالإفراج الفوري عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة (رويترز)
يدا متظاهر بالطلاء الأحمر أثناء مسيرة الأربعاء طالبت نتنياهو بالإفراج الفوري عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة (رويترز)
TT

صورة عمّمها نتنياهو مع زوجته تورّطه مع عائلات أسرى «حماس»

يدا متظاهر بالطلاء الأحمر أثناء مسيرة الأربعاء طالبت نتنياهو بالإفراج الفوري عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة (رويترز)
يدا متظاهر بالطلاء الأحمر أثناء مسيرة الأربعاء طالبت نتنياهو بالإفراج الفوري عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة (رويترز)

عندما علم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأن عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة «حماس»، تنوي الاستمرار في المظاهرات احتجاجاً على الجمود في مفاوضات تبادل الأسرى، في أيام عيد الفصح العبري، وباشروا فعلاً هذه المظاهرات تحت عنوان: «أياديك ملطخة بدماء أبنائنا»، نشر ديوان رئيس الوزراء صورة له مع زوجته سارة نتنياهو مع لوحة تضم صور جميع الأسرى، لإثبات أنه يفكر بهم ولا ينساهم.

لكن الصورة فعلت مفعولاً عكسياً لدى الإسرائيليين وعدّوها معبرة بالضبط عن استخفافه بهم. ونشرت إيلانا كورئيل، قريبة أحد الأسرى، في الشبكات الاجتماعية الصورة وكتبت تحتها: «تمعنوا جيداً في هذه الصورة. رئيس الوزراء وزوجته يحتلان أكثر من 90 في المائة من الصورة، بينما صور المختطفين صغيرة هزيلة بالكاد تُرى. هذا هو حجم اهتمامه بموضوعهم. 90 في المائة من اهتماماته تذهب لنفسه ولزوجته، وأقل من 10 في المائة للمختطفين».

الصورة التي عمّمها مكتب نتنياهو وأثارت موجة سخط لدى الإسرائيليين (مكتب الصحافة الحكومي)

من هنا، انفجرت ردود فعل واسعة تؤيد أقوالها وتقول إن هذه الصورة تعبّر فعلاً عن مشكلة كبرى في حسابات رئيس الحكومة. في أحسن الحالات عدّها بعض مؤيدي نتنياهو بمثابة فشل إعلامي، وتساءلوا: ألم يكن لدى مساعدي رئيس الوزراء القدرة على تكبير صورة المختطفين ضعفين أو ثلاثة؟

وكان نحو 3 آلاف شخص قد تظاهروا ليلة الثلاثاء - الأربعاء، في مواقع عدة في تل أبيب وقيسارية، وألقيت كلمات توسلت فيها العائلات أن ينزل الجمهور إلى الشارع لمساندتهم في مطلبهم بوقف الحرب وإنجاح المفاوضات. وعبّر بعضهم عن خيبة الأمل والإحباط لانفضاض الناس عن المظاهرات.

صور الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة منذ هجوم 7 أكتوبر على جدار في تل أبيب (أ.ف.ب)

وقال يهودا، والد الجندي الأسير، نمرود كوهن: «حتى أهالي الأسرى لم يعودوا يجرؤون على المشاركة. فهم يقعون تحت وابل من الافتراءات والادعاءات التي تحاول تشويههم والنيل منهم وتخويفهم»، داعياً الجمهور الإسرائيلي إلى «الخروج للصراخ معنا من أجل إعادة الرهائن فوراً». وانتقد سلوك نتنياهو ودعاه إلى الاستقالة، وقال: «رئيس حكومة العار، أدعوك إلى الاستقالة، أنت الرأس - أنت مذنب».

وقالت عيناف تسنغاوكر، والدة الجندي الأسير متان: «نتنياهو. ابني موجود في غياهب أنفاق (حماس) المظلمة وابنك يتسكع في شوارع ميامي. هذه هي الحكاية كلها. أنت منسلخ عنا. قبل سنتين فقط كنت تتباهى بأنك سيد الأمن وأنه لا يوجد رئيس حكومة يردع أعداء إسرائيل مثلك. وأنا بسذاجتي صدقتك ومنحتك صوتي. اليوم أنت وأنا نعرف أنك تكذب. وقد سمعتك أمس تحيي اليهود وتراهم «خلقوا للحرية». وهنا أيضاً أنت تكذب. فأين هي الحرية عندما يكون لدينا 133 عزيزاً في الأسر ورئيس حكومتنا لا يفعل شيئاً لإطلاق سراحهم. وأنت تعدنا بإطلاق سراحهم بالحرب. لم تعد في غزة حرب. انتهت من زمن، لكن مصلحتك تقتضي ألا تعلن وقفها. وحتى لو قمتم باجتياح رفح، فهذا لن يغير شيئاً سوى زيادة خطر موت أولادنا. لا تدخل رفح. اذهب إلى تسوية، إلى صفقة، إلى أي شيء يعيد الأبناء. فإن لم تكن قادراً، تنحَّ ودعنا نجرّب قائداً آخر مكانك».

متظاهرون كمّموا أفواههم وقيّدوا أياديهم بتل أبيب مطالبين بإطلاق سراح الرهائن في غزة في اليوم الـ200 على أسْرهم (أ.ف.ب)

وقالت نوعم دان، قريبة المخطوف عوفر كلدرون: «يجب أن تتخذ عملية الاحتجاج شكلاً آخر. يجب أن يسمع العالم كله صرختنا. لكي يحدث هذا علينا أن نزعزع الدولة». ودعت المتظاهرين إلى محاصرة الكنيست ومنع النواب من الدخول أو الخروج. وعمل حصار على نتنياهو وحبسه في بيته. وكذلك الأمر مع وزير الدفاع، يوآف غالانت. وقالت: «هؤلاء يهدرون دماءنا. ويحطّمون دولتنا. ويمسكون بخناقنا. ويدبّون أولادنا في حرب بلا هدف حقيقي».

المتظاهرون تمددوا في الشارع وسط تل أبيب يرفعون أكفهم المدهونة باللون الأحمر، في إشارة إلى أن أيدي نتنياهو ملطخة بالدماء. وتظاهر المئات بمشاركة بعض عائلات الأسرى أمام منزل نتنياهو الخاص في مدينة قيسارية، مطالبين باستقالته، معتبرين أنه «العقبة الأساسية في طريق التوصل إلى اتفاق» حول صفقة تبادل أسرى مع حركة «حماس». وهتفوا: «الحكومة تتخلى عن المختطفين»، و«دماء المختطفين تُلطخ أيدي الحكومة الدموية».

لافتات رفعها أقارب الرهائن في غزة أمام مقرّ وزارة الدفاع في تل أبيب الثلاثاء ضد رئيس الوزراء نتنياهو تطالب بإطلاق سراحهم (أ.ف.ب)

وبحسب صحيفة «هآرتس»، شاركت عائلات 12 أسيراً إسرائيلياً في غزة في المظاهرة، بالإضافة إلى مئات الناشطين، وأوضحت أن المتظاهرين عبّروا عن رفضهم لطريقة تعامل نتنياهو مع ملف الأسرى، ونقلت عن والدة أحد الجنود الأسرى في غزة، قولها مخاطبة نتنياهو: «حرّرنا منك حتى نحصل على قائد آخر يستطيع التوصل إلى اتفاق». وأفادت بأن المتظاهرين طالبوا خلال النشاط الاحتجاجي بتنحي نتنياهو، على خلفية «فشله في إدارة الحرب على غزة وإعادة الأسرى»، ونقلت عن ابنة أحد الأسرى قولها مخاطبة نتنياهو: «أنت مسؤول عن الفشل الذريع والمتواصل لاختطاف ذوينا، وعدم عودتهم، وعن الفوضى؟ أنت مسؤول عن كل شيء».

وقالت العائلات في بيان، بعنوان «عيد الفصح عيد الحرية وأولادنا محرومون من الحرية». وكتبوا: «لا توجد حرية ما دام المختطفون في أيدي (حماس)»، وأضافوا أن «نتنياهو الذي فشل في إدارة الحرب وإعادة المخطوفين لا يمكن أن يستمر في القيادة»، وقالت رافيت ابنة الأسير عميرام كوبر: ابنة أحد الأسرى «لا نستطيع أن نحتفل هذه الليلة بالتحول من العبودية للحرية، فيما نشعر بالشوق المؤلم لأحبائنا الذين يعيشون في الظلام ولا يد ممدودة إليهم».

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية (كان 11) بأن المتظاهرين اتهموا نتنياهو وحكومته بعرقلة التوصل إلى صفقة تبادل لإعادتهم ذويهم المحتجزين لدى في قطاع غزة، والعمل على إطالة أمد الحرب لصالح مسيرته السياسية وفي محاولة لتجنب تحمل المسؤولية وفي ظل تراجع شعبيته في أعقاب هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.


مقالات ذات صلة

واشنطن طلبت من قطر طرد قادة «حماس» بعد رفض أحدث مقترح بشأن الرهائن

الولايات المتحدة​ الكونغرس الأميركي (أرشيفية - رويترز)

واشنطن طلبت من قطر طرد قادة «حماس» بعد رفض أحدث مقترح بشأن الرهائن

أرسل أعضاء بارزون في مجلس الشيوخ الأميركي، الجمعة، رسالة لوزارة الخارجية وعدة وكالات حكومية تتضمن تحركات ضد مسؤولي حركة «حماس» الذين يعيشون في قطر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في نيويورك (أ.ف.ب)

بلينكن يبحث مع نظيره الفرنسي أهمية التوصل لحل دبلوماسي في لبنان

قالت وزارة الخارجية الأميركية، إن الوزير أنتوني بلينكن، بحث مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو، ضرورة التوصل إلى حل دبلوماسي في لبنان وإنهاء الحرب في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ مقاتلات «إف-15» وصلت إلى منطقة مسؤولية القيادة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم)

الجيش الأميركي يعلن وصول مقاتلات من طراز «إف-15» إلى الشرق الأوسط

أعلن الجيش الأميركي أنّ مقاتلات من طراز «إف-15» وصلت الخميس إلى الشرق الأوسط، وذلك بعد أسبوع على إعلان واشنطن نشر قدرات عسكرية إضافية في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية رجل يقف على أنقاض المباني المتضررة في أعقاب الضربات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)

الجيش الإسرائيلي يقصف أكثر من 110 أهداف لـ«حزب الله» و«حماس» ويقتل 60 مسلحاً

 قصفت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي أكثر من 110 أهداف تعود لـ«حزب الله» في لبنان، ولحركة «حماس» في قطاع غزة، خلال الـ24 ساعة الماضية.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ف.ب)

الجيش الإسرائيلي: أغلب المدنيين في جباليا تم إجلاؤهم

تم إخلاء الغالبية العظمى من السكان المدنيين الفلسطينيين الذين كانوا يقيمون في جباليا شمال قطاع غزة، حيث يواصل الجيش الإسرائيلي هجومه ضد حركة «حماس».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

«البنتاغون»: أوستن تحدث مع وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (أ.ف.ب)
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (أ.ف.ب)
TT

«البنتاغون»: أوستن تحدث مع وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (أ.ف.ب)
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (أ.ف.ب)

قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الجمعة، إن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، تحدث مع وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد.

وفي خطوة وُصفت بأنها «دراما ستحدث هزة أرضية»، أقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وزير الدفاع يوآف غالانت من منصبه، وأعلن عن تعيين وزير الخارجية، يسرائيل كاتس، لتولي المنصب مكانه.

ويرى محللون أن الغرض من هذه الخطوة، التي جاءت في خضم الحرب، وفي وقت ينشغل فيه العالم بانتخابات أميركا، هو إنقاذ الائتلاف الحكومي من غضب الأحزاب الدينية الحريدية، التي تطالب بسن قانون يعفي شبانهم من الخدمة العسكرية، لكن غالانت يعارضه.