لمنع المساعدات عن إسرائيل... ما هو «قانون ليهي» الذي قد تستعين به الولايات المتحدة؟

لم يسبق لأي حكومة أميركية أن استخدمت «قانون ليهي» ضد إسرائيل (رويترز)
لم يسبق لأي حكومة أميركية أن استخدمت «قانون ليهي» ضد إسرائيل (رويترز)
TT

لمنع المساعدات عن إسرائيل... ما هو «قانون ليهي» الذي قد تستعين به الولايات المتحدة؟

لم يسبق لأي حكومة أميركية أن استخدمت «قانون ليهي» ضد إسرائيل (رويترز)
لم يسبق لأي حكومة أميركية أن استخدمت «قانون ليهي» ضد إسرائيل (رويترز)

تتوقع إسرائيل أن تعلن حليفتها الكبرى، الولايات المتحدة، اليوم (الاثنين)، عن حظر المساعدات العسكرية لوحدة تابعة للجيش الإسرائيلي بسبب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في الضفة الغربية.

ويأتي ذلك في الوقت الذي تتعرض فيه العلاقات الأميركية - الإسرائيلية لضغوط متزايدة بسبب الحرب الإسرائيلية في غزة.

وبحسب وكالة «أسوشييتد برس»، ستكون هذه الخطوة بمثابة المرة الأولى منذ عقود، إذا قررت الإدارة الأميركية تفعيل قانون تاريخي أصدره الكونغرس منذ 27 عاماً يُعرف باسم «قانون ليهي».

ما هو «قانون ليهي»؟

دعم السناتور السابق عن ولاية فيرمونت، باتريك ليهي، تشريعاً، سُمي لاحقاً «قانون ليهي» في التسعينات، قائلاً إن الولايات المتحدة في حاجة إلى ما تستند إليه لمنع المساعدات العسكرية عن الكيانات الأجنبية المتهمة بارتكاب جرائم القتل خارج نطاق القضاء والاغتصاب والتعذيب، وغيرها من الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان.

ثم في فبراير (شباط) 2023، أصدر الرئيس جو بايدن قراراً ينص على أنه لن يتم السماح بنقل أي أسلحة في حال وجدت الولايات المتحدة أنه من المرجح أن تستخدمها قوة أجنبية في ارتكاب انتهاكات خطيرة لقوانين الحرب أو حقوق الإنسان أو غيرها من الجرائم، بما في ذلك «أعمال العنف ضد الأطفال».

كيف يعمل «قانون ليهي»؟

ينص القانون على قطع المساعدات تلقائياً عن أي جهة عسكرية إذا وجدت وزارة الخارجية أدلة موثوقة على ارتكاب انتهاكات جسيمة، ويشمل ذلك أيضاً تدريب وزارة الدفاع للجيوش الأجنبية.

ولطالما اتُهمت جماعات حقوق الإنسان الإدارات الأميركية، بما في ذلك إدارة بايدن، بالتهرب من التحقيقات الصارمة في مزاعم الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين لتجنب التذرع بمثل هذه القوانين التي تهدف إلى ربط المساعدات العسكرية بالسلوك القانوني للقوات الأجنبية.

وتقول إسرائيل إن قواتها الأمنية تحقق في الانتهاكات، وإن محاكمها تحاسب مرتكبيها.

ويؤكد قدامى المحاربين في الإدارة أنه لم يسبق لأي حكومة أميركية أن استخدمته ضد إسرائيل، كما تقول سارة إيلين هاريسون، المحامية السابقة بوزارة الدفاع التي عملت في قضايا «قانون ليهي»، وهي الآن محللة بارزة في مجموعة الأزمات الدولية.

ما الذي يمكن لإسرائيل أن تفعله بشأن وقف إطلاق النار؟

تشير سارة إلى معاهدة عام 2021 التي نصّت فيها إسرائيل على أنها لن تستخدم المساعدات العسكرية الأميركية مع أي جهة تعدّها الولايات المتحدة متهمة بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.

ويشير القانون الأميركي إلى مخرج واحد لمرتكب الانتهاك، إذ يمكن لوزير الخارجية التنازل عن «قانون ليهي» إذا وجد أن الحكومة المعنية تتخذ خطوات فعالة لتقديم الجناة إلى العدالة.

يُذكر أن الولايات المتحدة لا تزال ترسل مليارات الدولارات من التمويل والأسلحة إلى إسرائيل، بما في ذلك حزمة جديدة بقيمة 26 مليار دولار لدعم الدفاع الإسرائيلي، وكذلك تقديم المساعدات الإنسانية في غزة. ومن المتوقع أن يوافق مجلس الشيوخ على ذلك خلال هذا الأسبوع في حين أكد بايدن أنه سيوافق.


مقالات ذات صلة

اختلافات جوهرية في سياسات ترمب وهاريس الخارجية

الولايات المتحدة​ هاريس وزيلينسكي في البيت الأبيض في 26 سبتمبر 2024 (د.ب.أ)

اختلافات جوهرية في سياسات ترمب وهاريس الخارجية

استغلّ كل من ترمب وهاريس وجود قادة العالم في نيويورك لإثبات أهليتهما على صعيد السياسة الخارجية.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ «السيدة الأولى» الأميركية جيل بايدن (أ.ف.ب)

وزارة الدفاع الأميركية تخصص 500 مليون دولار سنوياً لصحة المرأة

أعلنت «السيدة الأولى» الأميركية جيل بايدن، الاثنين، أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ستخصص 500 مليون دولار سنوياً للبحوث المتعلقة بصحة المرأة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد مبنى الكابيتول في واشنطن العاصمة بالولايات المتحدة (رويترز)

أميركا: اتفاق الإنفاق يمنع الإغلاق الفيدرالي المحتمل ويموّل الحكومة حتى ديسمبر

اتفق زعماء الكونغرس بشأن مشروع قانون إنفاق قصير الأجل من شأنه أن يمول الوكالات الفيدرالية لمدة ثلاثة أشهر تقريباً، وهو ما يجنب الإغلاق الحكومي الجزئي المحتمل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ رئيس مجلس النواب مايك جونسون (أرشيفية - أ.ب.ا)

جمهوريو «النواب الأميركي» يكشفون عن مشروع قانون لتجنب إغلاق الحكومة

اقترح الجمهوري مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأميركي، اليوم الأحد، مشروع قانون لتمويل مؤقت للحكومة لمدة ثلاثة أشهر لتجنب إغلاق جزئي للحكومة في نهاية الشهر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد الرئيس الأرجنتيني خافيير مايلي يُلقي كلمة أمام الكونغرس في أثناء تقديمه موازنة عام 2025 (أ.ب)

موازنة «العجز الصفري» تُشعل مواجهة جديدة بين الرئيس الأرجنتيني والمشرعين

قدم الرئيس الليبرالي الأرجنتيني خافيير مايلي، بنفسه الموازنة إلى الكونغرس بدلاً من وزير اقتصاده، مهاجماً تاريخ الأرجنتين في سوء الإدارة الاقتصادية الكلية.

«الشرق الأوسط» (بوينس آيرس )

تقرير: ترمب طلب نصيحة بوتين بشأن تسليح أوكرانيا في عام 2017

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال لقاء سابق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال لقاء سابق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
TT

تقرير: ترمب طلب نصيحة بوتين بشأن تسليح أوكرانيا في عام 2017

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال لقاء سابق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال لقاء سابق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)

كشف تقرير صحافي أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب طلب نصيحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن تسليح الولايات المتحدة لأوكرانيا في أول اجتماع وجهاً لوجه بينهما في السابع من يوليو (تموز) 2017.

وأشار التقرير الذي نقلته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إلى أن هذا الحدث وقع خلال لقاء جمع بين الزعيمين في هامبورغ بألمانيا، حيث خرج وزير الخارجية آنذاك ريكس تيلرسون من غرفة الاجتماعات وقال لعدد من موظفي البيت الأبيض إن بوتين كان يحاول «تشكيل تفكير وسياسة» ترمب، الذي كان رئيساً جديداً في ذلك الوقت، بشأن أوكرانيا.

وقال تيلرسون إن الرئيس الروسي استخف بمحاولات أوكرانيا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، وقال لترمب إنها «دولة فاسدة ومختلقة». وأصر على أن روسيا، التي استولت على شبه جزيرة القرم من أوكرانيا قبل هذا الحدث بثلاث سنوات ودعمت الانفصاليين المؤيدين لروسيا في منطقة حدودية، لها كل الحق في ممارسة نفوذها على البلاد.

وخلال الاجتماع، أخبر ترمب بوتين أن إدارته تدرس تقديم أسلحة لأوكرانيا، وسأله عن رأيه في هذا الأمر، ليرد بوتين بقوله إن هذا سيكون «تصرفاً خاطئاً»، مضيفاً أن «أي شيء تقدمه أميركا للأوكرانيين سوف يطلبون المزيد منه».

ولم يبد ترمب أي اعتراض على كلام بوتين، وفقاً لثلاثة مسؤولين أميركيين حضروا الاجتماع.

وأفاد التقرير أن تيلرسون قال لموظفي البيت الأبيض بعد الاجتماع: «لدينا الكثير من العمل الذي يجب القيام به لتغيير رأي الرئيس ترمب بشأن أوكرانيا».

ومنذ بدء حرب أوكرانيا العام الماضي، زعم ترمب مراراً وتكراراً أن هذه الحرب لم تكن لتحدث لو كان قد استمر في منصبه رئيساً للولايات المتحدة.

كما أشاد الرئيس الأميركي السابق بالرئيس الروسي، واصفاً إياه بـ«الذكي»، وقال إنه «كان يجيد التعامل معه تماماً مثلما كان يجيد التعامل مع معظم قادة العالم».

والأسبوع الماضي، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في مقابلة مع قناة «فوكس نيوز»، إنه تلقى «معلومات مباشرة للغاية» من ترمب تشير إلى أن الرئيس الأميركي السابق سيدعم أوكرانيا في الحرب ضد روسيا إذا أُعيد انتخابه في الانتخابات الرئاسية، نوفمبر (تشرين الثاني).

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال لقائه مع ترمب في نيويورك الأسبوع الماضي (أ.ب)

وقدم زيلينسكي، الذي كان في الولايات المتحدة لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة: «خطة النصر»، في الحرب إلى ترمب خلال اجتماع مغلق، بعد أن قال المرشح الجمهوري للرئاسة إنه سيعمل مع كل من أوكرانيا وروسيا لإنهاء الصراع بينهما.

وقال زيلينسكي في تصريح لشبكة «فوكس نيوز» بعد ذلك الاجتماع: «لا أعرف ماذا سيحدث بعد الانتخابات ومن سيكون الرئيس... لكنني حصلت من دونالد ترمب على معلومات مباشرة للغاية بأنه سيكون إلى جانبنا، وأنه سيدعم أوكرانيا».

وأعلن ترمب في بودكاست بثّ الشهر الماضي، أنّ لديه «خطة محدّدة» لإنهاء الحرب في أوكرانيا، لكنّه لن يكشف عنها بهدف الحفاظ على تأثير المفاجأة.