تقول موسيقية عانت فقداناً مفاجئاً لحاسة السمع إن ذلك قد حفَّزها على تأليف موسيقى بطرق جديدة ومبدعة باستخدام الطبيعة، حسب موقع «بي بي سي».
وقالت شيريل بيير، البالغة من العمر 58 عاماً، إن فقدانها حاسة السمع «قد حدث حرفياً بين عشية وضحاها». تم تشخيص حالتها بأنها طنين حاد واحتداد السمع، أي تراجع القدرة على تحمل الأصوات، وبدأت في قضاء وقت طويل في الغابة بالقرب من بيتها في بلدة لانيللي في مقاطعة كارمارثينشير في بريطانيا. وقالت: «علَّمتني الطبيعة النضج بطرق جديدة».
لقد عملت شيريل موسيقية، ومؤدية، ومؤلفة أغانٍ، ومؤلفة موسيقية، طوال حياتها، وتجيد عزف الغيتار والبيانو. وفي صباح أحد الأيام بعد عودتها إلى المنزل من حفلة في سويسرا، استيقظت وهي تتساءل عن سبب عدم سماعها لأصوات زقزقة الطيور. وتم تزويد شيريل بأجهزة مساعدة على السمع بعد تشخيص حالتها بأنها فقدان سمع جزئي في كلتا الأذنين، إضافةً إلى عدد من المضاعفات ذات الصلة. وبدأت في تسجيل أصوات من الطبيعة لكبار السن في دور الرعاية خلال فترة الإغلاق بسبب انتشار وباء «كوفيد-19». بعد ذلك قررت دراسة التكنولوجيا المتعلقة بالأجهزة المساعدة على السمع لمعرفة ما إذا كان من المتاح أن تصبح جزءاً من الفن الذي تبدعه. واستخدمت التكنولوجيا في قياس إيقاعات مد وجزر البحر عند الجدران المصمَّمة للحماية من الفيضانات في بلدة لانيللي على طول طريق الألفية الساحلي.
وبدأت شيريل، في أثناء رصد وتسجيل القراءات، ملاحظة درجات المد والجزر لتأليف موسيقى يقودها البحر. كذلك عدّلت أغراض إحدى المعدات لتسجيل البيئة المحيطة بها في أماكن أخرى في الطبيعة. وقالت: «لقد سجلت من أسفل لحاء الشجر، وألّفت موسيقى تقودها الغابات المطيرة ذاتها، ومكّنتها بحيث يكون لها صوتها الخاص في رفع وعي علم البيئة الهشّ». كذلك أوضحت أن فقدانها السمع، والموسيقى التي ألّفتها نتيجة لذلك، قد ساعدا في رفع الوعي الخاص بالقضايا البيئية، إلى جانب تفكيك وتقويض القوالب والنماذج النمطية المتعلقة بالعجز أو الإعاقة. وتم تدشين مشروعها في حديقة ويلز الوطنية النباتية مع منصّة دائمة قبيل جولة عالمية.