«درع الإخفاء» المذهل... لن يراكم الآخرون بعد اليوم!https://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/4975896-%D8%AF%D8%B1%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AE%D9%81%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B0%D9%87%D9%84-%D9%84%D9%86-%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%83%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A2%D8%AE%D8%B1%D9%88%D9%86-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%85
«درع الإخفاء» المذهل... لن يراكم الآخرون بعد اليوم!
خدعة يختفي فيها الساحر بومضة من ضوء
قفزة إلى مستقبل (.Invisibility Shield Co)
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
20
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
«درع الإخفاء» المذهل... لن يراكم الآخرون بعد اليوم!
قفزة إلى مستقبل (.Invisibility Shield Co)
ماذا يتبادر إلى ذهنك حين تعلم أنّ ثمة تقنية ستجعلك تختفي؟ هذا ليس خيالاً. فبفضل هندسة البصريات، يمكن أن تصبح غير مرئي! إنه واقع ابتكرته شركة «.Invisibility Shield Co» البريطانية، بتقديمها «درع الإخفاء» المذهل البالغ ارتفاعه 6 أقدام. ووفق شبكة «فوكس نيوز»، تتألّف هذه التقنية من مجموعة عدسات هندسية دقيقة. فبدلاً من أن تظهر فور وقوفك خلف الدرع، سيُعاد توجيه الضوء المنعكس عنك بذكاء. المجموعة المكوَّنة من عدسات عمودية تُشتّت الضوء أفقياً، فتتلاشى صورتك في الخلفية. العملية أشبه بخدعة سحرية يختفي فيها الساحر، لا بنفخة دخان، لكن بومضة من الضوء. العدسات لا تشبه سواها؛ فهي محدّبة وطويلة ومصمَّمة بدقّة على ورق «بوليمر». إنها ليست عدسات مكبِّرة عادية، بل نتاج اختبارات وعمليات ضبط دقيقة، مصمَّمة بشكل مثالي لضمان تحرُّك صحيح للضوء. ماذا عن الخلفية؟ إنها المكان الذي يظهر فيه السحر.
يمرُّ ضوء الخلفية، وهو أكثر سطوعاً وأعرض، عبر الدرع، وينكسر باتجاه المُشاهد. فمن زاوية رؤيته، يبدو الأمر كما لو أنّ الخلفية نفسها قد امتدت، مما يخفي وجودك. بإمكان الدروع تنفيذ أكثر من حيلة، لتمتُّعها بقدرة على الإحاطة بمجموعة متنوّعة من الخلفيات، سواء كانت أوراق الشجر الخضراء، أو الملمس الخشن للرمل، أو حتى الامتداد السلس للسماء. وبالنسبة إلى عشّاق التفاصيل، تعمل الدروع بشكل رائع ضدّ الخطوط الأفقية، سواء رسمتها فرشاة الطبيعة أو يد الإنسان.
المهم الانتباه إلى أنّ هذه الدروع لا تحمي من الأذى. وظيفتها فقط جَعْلك غير مرئي تقريباً. وهي مصمَّمة لتتحمّل تقلُّب العناصر ومرور الزمن. تقول الشركة المُبتكِرة: «طلب منا عملاء ابتكاراً صغيراً يسمح بإخفاء الأشياء على مكاتبهم، وتنفيذه ضمن ابتكارات أخرى. بالنسبة إلى النماذج الكبيرة، استُخدِمت دروعنا لغايات عدّة: مطاردة الحياة البرّية، والمقالب، والسحر على المسرح، وصنع نوافذ الإخفاء في الديكورات الداخلية للشقق». سيكون بإمكانك طلب درع مسبقاً مقابل 870 دولاراً عبر موقع «Kickstarter campaign» لتمويل الشركات الناشئة. ويتوفّر إصدارٌ أصغر وأقلّ تكلفة بارتفاع 7.9 بوصة مقابل 67 دولاراً.
يُقرّبنا ابتكار شركة «.Invisibility Shield Co» من أشياء تخيّلناها في أحلام اليقظة. يمكن لهذه التكنولوجيا إعادة تشكيل تفاعلنا مع العالم المرئي. إنها أشبه بقفزة إلى مستقبل يكون فيه الاختفاء مجرّد خيار.
تهدد الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة بارتفاع أسعار الأجهزة التكنولوجية وتعطل سلاسل التوريد وتقلص الابتكار، كما تضع المستهلك أمام خيارات أقل وتكاليف أعلى.
نسيم رمضان (لندن)
فرقة أدونيس... بين «وديان» الموسيقى وسهولها والقممhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5129658-%D9%81%D8%B1%D9%82%D8%A9-%D8%A3%D8%AF%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%B3-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%8A%D9%82%D9%89-%D9%88%D8%B3%D9%87%D9%88%D9%84%D9%87%D8%A7-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%85%D9%85
فرقة أدونيس... بين «وديان» الموسيقى وسهولها والقمم
جيو فيكاني ونيكولا حكيم وجويي أبو جودة وأنطوني خوري أعضاء فرقة أدونيس (إدارة أعمال الفرقة)
تستوحي فرقة «أدونيس» ألبومها الجديد من الحياة بدروبها الشاقّة، بوديانها وسهولها وقممها الشاهقة. لم يُطلق الموسيقيون اللبنانيون الأربعة على مجموعتهم الغنائية عنوان «وديان» عبثاً. للألبوم حكايةٌ يشبه بطلُها البشرَ العاديين الذين يصلون إلى حافة الهاوية ويختبرون قعرها.
«الناس عموماً، والجيل الصاعد خصوصاً، يريدون موسيقى تشبه الحقيقة وكلاماً مقتبساً من الواقع، وهذا ما نحاول تقديمه». يتحدّث أنطوني خوري، مغنّي الفرقة، لـ«الشرق الأوسط»، عشية إطلاق ألبوم «أدونيس» السابع، والذي يضمّ 12 أغنية.
الرحلة عبر الألبوم والانتقال من أولى أغانيه إلى آخِرها، كما الخروج من مكانٍ صاخب مليء بالناس، والذهاب طوعاً نحو العزلة. لدى «أدونيس» حرصٌ على سرد الحكايات من خلال الموسيقى: «تتنوّع المشاهد أمام عينيْ بطل الألبوم. يسير نحو مكانٍ غير مأهول، يجد نفسه حيناً في الوادي السحيق فينتابه الخوف، وأحياناً على قمة الجبل فتتغيّر انطباعاته».
غلاف ألبوم «وديان» لفرقة أدونيس اللبنانية (إدارة الأعمال)
هذه المشهديّة الطبيعية المتبدّلة انعكست حتماً على مزاج الألبوم وألوانه الموسيقية. صحيح أنّ الهوية الأساسية هي «الإندي روك»، كما في «ناديني»، و«لو بدّك ياني»، إلّا أنّ للـ«RnB» مساحته كذلك في أغانٍ مثل «ما اعرفها». تخوض الفرقة أيضاً تجربة الـbaroque pop حيث يتداخل البوب الهادئ والموسيقى الأوركسترالية في أغنية «الطريق السريع». ومهما تعدّدت الأنواع الموسيقية في «وديان»، يبقى الثابت ذلك الدمج المتقَن والسلس بين الغربي والشرقي، والذي يبلغ ذروته في «خود ساعات».
وفق أنطوني، فإنّ الفرقة حريصة على الهوية التي عُرفت بها، منذ انطلاقتها قبل 14 عاماً؛ أي الروك الكلاسيكي المستقل والناطق باللهجة اللبنانية. لكن في مقابل هذا الثبات، ثمة كثير من التحوّلات. سارت «أدونيس» على إيقاع التجديد في موسيقاها. يعدّد أنطوني مفاتيح التطوّر: «أوّلاً نحب أن نتسلّى بالموسيقى ونصنع ما ليس متوقّعاً. ثم إننا نفتح دائماً باب التعاون مع موسيقيين آخرين آتين من خلفيّات ثقافية متعددة». هذا ما حصل في «وديان»، حيث كانت للمنتج الأردني عمرو الشوملي اليد الطولى في العملية الإنتاجية، إلى جانب المنتجيْن اللبنانييْن تَيم وروبير الأسعد.
في «وديان»، كما في سائر أعمال «أدونيس»، لا يقتصر اللهو بالموسيقى على اللحن، بل ينسحب على الكلام. ليس مستغرباً مثلاً أن تتداخل اللهجتان اللبنانية والأردنية في أغنية مثل «ما اعرفها»؛ «ما المانع في ذلك؟»، كما يعلّق أنطوني مبتسماً. هو الذي أمضى فترات طويلة في عمّان لإنجاز الألبوم، كان لا بدّ من أن يتأثّر باللهجة ويضمّنها إحدى الأغاني.
يتولى أنطوني إضافة إلى الغناء كتابة الأغاني وتلحينها (إدارة الأعمال)
يكتب الكلام مستنداً إلى موهبةٍ تتمازج فيها لغة الناس مع مستوى عالٍ من الشاعريّة. يؤلّف الموسيقى كذلك. أما المنتَج النهائي من ألبومات وحفلات، فلا يكتمل دون رفاقه الذين يستمدّ منهم أنطوني الطمأنينة والرغبة في الاستمرار؛ هم عازفو فريق «أدونيس» وشركاء الرحلة الطويلة: نيكولا حكيم، وجويي أبو جودة، وجيو فيكاني.
بعد إطلاق الألبوم، في 10 أبريل (نيسان) الحالي، تقوم الفرقة بجولةٍ تأخذها من أبوظبي والقاهرة، إلى أوروبا وكندا، مروراً بالرياض. كلّما حطّ أنطوني في المملكة العربية السعودية، استرجعَ سنواتٍ من طفولته ومراهقته أمضاها في منطقة الدمّام. «أذكر الهدوء والشعور بالأمان والسكون. في الخُبَر، حصل احتكاكي الأول بالموسيقى. هناك، قررت تطوير موهبتي ومنحتُها مساحتها». ومنذ ذلك الحين، لم يفارق الشاب الثلاثينيّ البيانو، لتنسكب كلماته فوق النغم لاحقاً وتكتمل الخلطة بصوته المتأرجح بين الأداء القويّ والنبرة الحزينة التي لا بدّ منها.
من إحدى حفلات الفرقة (إدارة الأعمال)
بما أنّ قبالة كل وادٍ جبل، لا تغيب الإيقاعات المرحة والراقصة عن الألبوم، كما في أغنية «نانسي». هي مستوحاة ببساطة من مزحة أطلقتها الفنانة نانسي عجرم عندما قالت إنها لا تحب الرقص. وحتى في أغنية مثل «خود ساعات»، والتي تتطرّق إلى الفراق والصمت بين الحبيبَين، لا مفرّ من إيقاع الفرح المستوحى من أغاني الفنانين اللبنانيين التي ضربت في فترة عام 2000.
يلفت أنطوني إلى أنّ العمل على ألبوم «وديان» استمرّ سنتَين، وقد تأخّر الإصدار بسبب ما مرّ به لبنان والمنطقة من عدوان إسرائيلي. ولكل مَن عبَروا وادي الحرب بصلابة وعزيمة، تُهدي الفرقة أغنية «أبطال»؛ «لأنّ الأبطال ليسوا فحسب مَن يقاتلون على الجبهة، بل كل مَن واصل أداء رسالته الإنسانية، رغم الخطر والخوف، كالأطباء والمُسعفين والطيّارين والصحافيين»، وفق تعبيره.
تتكلم «أدونيس» لغة الشباب اللبناني والعربي وتريد لأغانيها أن تشبه الواقع (إدارة الأعمال)
لا تقتصر التحيّات القلبيّة على أبطال الحرب، بل يخصّ أنطوني كذلك كلاً من جدّته جانو وابن أخيه تيمو بمعزوفتَين. «أثّرت بي وفاة جدّتي جانو كثيراً، وهي كانت في طليعة مَن شجّعوني على خوض الموسيقى، فقررت إهداءها هذه المعزوفة. ثم وُلد تيمو، الحفيد الأول في العائلة، الذي جاء ليذكّرنا بأنّ بعد الموت حياة، وبعد الوديان سهولاً».
الإرث، وانقضاء الزمن، والبقاء، واستدامة الطبيعة مقابل فناء الإنسان، كلّها موضوعات تعبر بين سطور أغاني «وديان». وعندما يُسأل أنطوني عن أولويات «أدونيس»، بعد 14 سنة على انطلاقتها، يعود ليشدّد على فكرة الإرث تلك، رغم أنّ الفرقة ما زالت شابّة. يقول: «نفكّر حالياً بالموسيقى التي سنترك خلفنا، نريد أن يليق ما نقدّم، الآن، بمَن قد يسمعوننا بعد 20 أو حتى 100 عام».
«أدونيس» في مهرجانات بعلبك الدولية عام 2022 (إدارة الأعمال)
يخطّط الشبّان الأربعة للاستمرارية كذلك، متحصّنين بشراكتهم المتينة وصداقتهم الحقيقيّة. يؤمنون بالانفتاح على فنانين آخرين آتين من خلفيات ثقافية متنوّعة ومن تجارب موسيقية مختلفة. «لا نقلق من المنافسة»، كما يقول أنطوني. «ننظر بفضول إلى التجارب الموسيقية الصاعدة، هي تُلهمنا وتحفّزنا على التحدّي والتجديد».