مخبز واحد يعمل في مدينة غزة بعد أشهُر من الانقطاع

فلسطينيون يصطفّون للحصول على الخبز في مدينة غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يصطفّون للحصول على الخبز في مدينة غزة (أ.ف.ب)
TT

مخبز واحد يعمل في مدينة غزة بعد أشهُر من الانقطاع

فلسطينيون يصطفّون للحصول على الخبز في مدينة غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يصطفّون للحصول على الخبز في مدينة غزة (أ.ف.ب)

يقف وسام داوود في طابور أمام مخبز أُعيد فتحه في مدينة غزة مثل مئات الفلسطينيين الذين جاءوا لشراء الخبز بعد وصول إمدادات جديدة إلى شمال القطاع بعد أشهُر من انقطاعها.

واصطفّ المئات للحصول على الخبز، بينهم أطفال وشبان ومسنّون، منتظرين لساعات في شوارع أكبر مدينة في غزة، فيما كان العاملون في المخبز يعكفون على إخراج أكياس الخبز المدعوم من برنامج الأغذية العالمي.

يقول داوود: «عندما منعت إسرائيل الطحين عنّا، وصل بنا الأمر إلى أن نأكل الذرة والشعير، وحتى أكل طعام بعض الحيوانات».

أما فراس سكر، فيقول بعد حصوله على حصته من الخبز: «رسالتي الوحيدة: أوقفوا الحرب. لقد تعبنا، أقسم أننا تعبنا».

فلسطينيون يصطفّون لشراء الخبز المدعوم في مخبز بمدينة غزة (أ.ف.ب)

وتواجه إسرائيل معارضة دولية متصاعدة للحرب المتواصلة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، التي حوّلت مساحات شاسعة إلى أرض قاحلة مع بعض المباني المدمرة وأكوام الركام المنتشرة في كل مكان.

وتسببت الحرب والحصار المفروض على قطاع غزة الذي يبلغ عدد سكانه 2.4 مليون نسمة، في أزمة إنسانية حادة وسط نقص شديد في المواد الغذائية والأدوية والوقود.

وحذّرت الأمم المتحدة من أن الحرب والحصار على غزة تسببا في «مستويات جوع كارثية».

لكنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تعهّد بالمضي قدماً في الحرب رغم المعارضة التي يواجهها من جهات عدة.

«كميات غير كافية»

وأوضح برنامج الأغذية العالمي أن «المخابز لم تتمكن من العمل لأشهُر بسبب الحرب وعدم القدرة على الوصول» إلى القطاع، معلناً أنه «سلَّم الوقود لمخبز في غزة لبدء إنتاج الخبز».

وحذّر البرنامج عبر حسابه على منصة «إكس» قائلاً: «نحتاج إلى وصول آمن ومستدام لمنع المجاعة».

من جهته، يقول خالد الغولة، وهو من سكان غزة: «أنْ تنتظر 6 ساعات من أجل ربطة خبز، فهذه معاناة كبيرة وأمر صعب للغاية، مخبز واحد لكل القطاع».

ويصرّح معتز عجور، أحد العاملين في المخبز الذي أُعيد فتحه: «الكميات الموجودة غير كافية».

ويتابع فيما كانت آلات المخبز تعمل خلفه: «نأمل أن يدعمنا الناس وبرنامج الأغذية العالمي حتى تكون الكميات كافية ونتمكن من مواصلة عملنا».

فلسطينيون يصطفّون للحصول على الخبز المدعم في مدينة غزة (أ.ف.ب)

واندلعت الحرب عقب هجوم غير مسبوق نفّذته حركة «حماس» في السابع من أكتوبر على مناطق غلاف غزة، ورداً على ذلك، توعدت إسرائيل بـ«القضاء» على «حماس» التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007، وتصنّفها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي «إرهابية».
وأدت الحرب إلى مقتل 33899 شخصاً في القطاع، غالبيتهم من النساء والأطفال، حسب وزارة الصحة.


مقالات ذات صلة

«سلاح أبيض» و«أحزمة ناسفة»... تكتيكات جديدة لـ«القسام» في غزة

تحليل إخباري «كتائب القسام» تشارك في عرض عسكري وسط قطاع غزة (أرشيفية - أ.ف.ب)

«سلاح أبيض» و«أحزمة ناسفة»... تكتيكات جديدة لـ«القسام» في غزة

الواقع الميداني أجبر عناصر «القسام» على العمل بتكتيكات وأساليب مختلفة، خصوصاً وأن الجيش الإسرائيلي نجح في تحييد الكثير من مقدرات المقاومين.

«الشرق الأوسط» (غزة)
أوروبا رجل فلسطيني ينظر لجثامين الأطفال الذين قُتلوا في غارة إسرائيلية في مستشفى الأهلي العربي في وسط غزة (أ.ف.ب)

«هذه قسوة وليست حرباً»... البابا فرنسيس يدين مقتل أطفال في غارة إسرائيلية على غزة

أدان البابا فرنسيس «قسوة» غارة جوية إسرائيلية أسفرت عن مقتل سبعة أطفال من العائلة ذاتها في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (الفاتيكان)
المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلاً مصاباً في غارة إسرائيلية على مخيم النصيرات وسط غزة (رويترز)

بينهم 7 أطفال.. مقتل 12 شخصاً من عائلة واحدة في غارة إسرائيلية على غزة

أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة مقتل12 شخصاً من عائلة واحدة، بينهم 7 أطفال، في غارة إسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية رجال الطوارئ الإسرائيليون يتفقدون حفرة في الموقع الذي سقط فيه مقذوف أطلق من اليمن في تل أبيب في وقت مبكر من اليوم السبت (أ.ف.ب)

إصابة 16 شخصاً في سقوط صاروخ وسط تل أبيب... و«الحوثي» يتبنى الهجوم

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم (السبت)، أن صاروخاً أطلِق من اليمن أصاب الأراضي الإسرائيلية قرب تل أبيب بعد فشل محاولات اعتراضه.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي جنديان من الجيش الإسرائيلي خلال العمليات العسكرية في قطاع غزة (موقع الجيش الإسرائيلي)

الجيش الإسرائيلي ينفي تقريراً حول قتل عشوائي للمدنيين في غزة

رفض الجيش الإسرائيلي ما أوردته صحيفة إسرائيلية بارزة نقلاً عن جنود يخدمون في غزة، عن وقوع عمليات قتل عشوائية للمدنيين الفلسطينيين في ممر نتساريم بغزة.


تقرير: ثغرة في نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي وراء الفشل في اعتراض صاروخ الحوثي

صورة وزعها الحوثيون لحظة إطلاق صاروخ باليستي باتجاه إسرائيل (رويترز)
صورة وزعها الحوثيون لحظة إطلاق صاروخ باليستي باتجاه إسرائيل (رويترز)
TT

تقرير: ثغرة في نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي وراء الفشل في اعتراض صاروخ الحوثي

صورة وزعها الحوثيون لحظة إطلاق صاروخ باليستي باتجاه إسرائيل (رويترز)
صورة وزعها الحوثيون لحظة إطلاق صاروخ باليستي باتجاه إسرائيل (رويترز)

قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية إن الفشل الأخير في اعتراض الصواريخ اليمنية التي تستهدف إسرائيل قد يكون مرتبطاً بضعف في نظام الدفاع الجوي، أو زيادة في تطور الصواريخ الإيرانية.

وأضافت أن هناك عدة أسباب قد تفسر فشل الجيش الإسرائيلي ليلة السبت في اعتراض الصاروخ الباليستي الذي أطلقه الحوثيون، والذي تسبب في أضرار جسيمة.

ويأتي هذا الحادث في أعقاب اعتراض صاروخ آخر أصاب مدرسة، والطائرة من دون طيار التي تسللت إلى المجال الجوي الإسرائيلي وضربت مبنى.

قد تكشف هذه الحوادث عن ثغرة خطيرة في نظام الدفاع الجوي الذي يحمي الجبهة الداخلية المدنية والعسكرية لإسرائيل.

ومن المتوقع أن يعالج نظام اعتراض الليزر «Iron Beam» العسكري التحديات التي تفرضها مثل هذه الهجمات، ولكن حتى يتم تشغيله، يجب على إسرائيل جمع المعلومات الاستخبارية حول مواقع إطلاق وإنتاج الصواريخ واستهدافها.

وبحسب التقارير، يمتلك الحوثيون، الذين يعملون تحت رعاية إيران، عشرات الصواريخ.

أفراد من خدمة الإسعاف الإسرائيلي يشاهدون مكان انفجار صاروخ أطلقه الحوثيون (رويترز)

وهناك سببان رئيسان قد يفسران فشل اعتراض الصاروخ يوم السبت. الأول هو أن الصاروخ أطلق ربما من اتجاه غير متوقع، ونتيجة لذلك ربما لم تتمكن أنظمة الكشف الإسرائيلية أو الأميركية من تحديده في الوقت المناسب، مما أدى إلى اكتشافه متأخراً وعدم توفر الوقت الكافي لأنظمة الاعتراض للعمل.

السبب الثاني والأكثر ترجيحاً هو أن الإيرانيين طوروا رؤوساً حربية مناورة تنفصل عن الصاروخ خلال الثلث الأخير من مساره وتنفذ مناورات لتغيير الاتجاه والمسار قبل ضرب هدفها، ومثل هذه المناورة تشكل تحدياً لأنظمة الدفاع الجوي، وهذا يفسر سبب إصابة الرأس الحربي للصاروخ الذي أطلق في وقت مبكر من صباح الخميس لمبنى.

ومن المعروف أن إيران تمتلك صواريخ برؤوس حربية مناورة، ووفقاً لتقارير أجنبية، ضرب كثير من هذه الصواريخ القواعد الجوية الإسرائيلية في الهجوم الإيراني الأخير.

ويبدو أن إيران، بالتعاون مع الحوثيين، طورت طريقة لإطلاق هذه الصواريخ في مسارات منخفضة، مما يعقد اعتراضها.

والسؤال الملح الآن هو لماذا لم تتمكن أي من طبقات الدفاع الجوي الأخرى في إسرائيل من اعتراض الرأس الحربي، والتفسير المحتمل هو التأخر في الكشف والمسار، مما منع تشغيل أجهزة الدفاع المتاحة.

وقالت الصحيفة إن التهديد الذي تشكله الرؤوس الحربية المناورة على الصواريخ الإيرانية بعيدة المدى سيصبح وجودياً بالنسبة لإسرائيل إذا نجحت إيران في تطوير رؤوس حربية نووية لهذه الصواريخ، فرأس حربي نووي مناور واحد يخترق نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي يمكن أن يسبب دماراً كارثياً وخسائر في الأرواح.

صور وزعها الحوثيون لإطلاق صاروخ باتجاه إسرائيل (رويترز)

وأعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن الهجوم الصاروخي في وسط إسرائيل يوم السبت، مؤكدين أنهم استهدفوا «هدفاً عسكرياً في يافا باستخدام صاروخ باليستي فرط صوتي من طراز (فلسطين 2)».

وتحدث القيادي محمد علي الحوثي عقب الهجوم قائلاً: «نظام (آرو) لا يوفر لإسرائيل الأمان ضد صواريخ (فلسطين 2). وقدراتنا مستمرة في التطور وفشل أنظمة الدفاع الأميركية والأوروبية والإسرائيلية مستمر».