الجزائر: أنباء متضاربة عن وجود بوتفليقة بمستشفى جنوب فرنسا

مقربون من الرئيس يثيرون جدلاً حادًا حول «تغييبه من طرف محيطه»

الجزائر: أنباء متضاربة عن وجود بوتفليقة بمستشفى جنوب فرنسا
TT

الجزائر: أنباء متضاربة عن وجود بوتفليقة بمستشفى جنوب فرنسا

الجزائر: أنباء متضاربة عن وجود بوتفليقة بمستشفى جنوب فرنسا

تثير أخبار عن وجود الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في الخارج بغرض العلاج، جدلا في البلاد.
وتزامن ذلك مع مسعى أطلقته مجموعة شخصيات مقربة منه، فجرت قنبلة عندما قالت إن «قرارات صدرت عن الرئيس من دون علمه»، وبأن «محيط الرئيس يخفي أشياء كثيرة عنه». ونشرت صحيفة «لودو فيني» التي تصدر بمدينة غرونوبل، جنوب شرقي فرنسا، أمس أن «شخصية أجنبية من مستوى عال، توجد حاليا في عاصمة جبال الألب بغرض العلاج». ونقلت هذه المعلومة عن «مصادر متطابقة كثيرة»، من دون توضيح هوية هذه الشخصية. ونقلت أيضا عن «مصدر محلي»، أن طابقا كاملا من المجمع الاستشفائي المحلي، تم تخصيصه لمسؤول سياسي أجنبي كبير.
وربطت الصحيفة الفرنسية المعطيات التي حصلت عليها، بما كتبه موقع إلكتروني إخباري جزائري أول من أمس، عن نقل الرئيس بوتفليقة إلى غرونوبل. لكن من دون توضيح إن كان السبب مضاعفات يعاني منها، أم للخضوع لفحوصات روتينية درج عليها بوتفليقة منذ تعرضه لإصابة بجلطة في الدماغ في 27 أبريل (نيسان) 2013، أفقدته التحكم في بعض وظائفه الحسية.
ولاحظت الصحيفة غياب تدابير أمنية في محيط المستشفى، خلافا للظروف التي أحاطت تنقل الرئيس إلى نفس المنشأة الطبية، في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي. فقد تم تعزيز المكان بعدد كبير من رجال الأمن، وكان حضور الصحافيين لافتا بسبب كثافته. وأجريت على الرئيس يومها، فحوصات طبية بقسم أمراض القلب الذي يرأسه طبيب مختص، أشرف على علاج بوتفليقة بالمستشفى العسكري الباريسي «فال دوغراس» في ربيع نفس العام بعد الإصابة بجلطة في الدماغ.
واتصلت «الشرق الأوسط» بمديرية الإعلام بالرئاسة الجزائرية للاستفسار عما إذا كان بوتفليقة يعالج في الخارج، لكن لا أحد من المسؤولين بالمديرية، أراد الخوض في الموضوع.
والحال أن ملف «مرض الرئيس» يجري تسييره في غموض تام منذ 10 سنوات. فقد نقل عدة مرات إلى فرنسا وسويسرا للعلاج في السنوات الأخيرة، ولا يعلن عن ذلك إلا إذا كانت حالته خطيرة. وفي الغالب يستعلم الجزائريون عن تطورات حالة رئيسهم الصحية، من الصحافة الأوروبية وأحيانا من مسؤولين فرنسيين لا يكشفون عن أسمائهم. وللرئيس طريقة خاصة لتفنيد الأخبار المتعلقة بحالته الصحية، ويكون ذلك عادة بتنظيم استقبال مع أي مسؤول أجنبي يزور الجزائر، ويبث في نشرات أخبار التلفزيون الحكومي.
ويأتي الغموض حول «صحة الرئيس»، بعد أسبوع من الجدل حول رسالة رفعتها إليه مجموعة من المقربين منه، من بينهم وزيران سابقان، يطلبون مقابلته بحجة أنهم يستغربون قرارات صدرت عنه «لا تمت بصلة لشخصيته». وخلف المسعى سخط رئيس الوزراء عبد المالك سلال، والأحزاب الموالية للرئيس التي رأت فيه «إيحاء بأن الرئيس عاجز بدنيا علن الاستمرار في الحكم».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.