حثّت مئات من مجموعات المجتمع المدني رؤساء شركات التكنولوجيا الكبرى، على تكثيف المعركة ضد الأكاذيب التي يغذّيها الذكاء الاصطناعي.
مكافحة المعلومات المضللة
دعا أكثر من 200 مجموعة مناصرة للحقوق المدنية شركات التكنولوجيا الكبرى إلى تعزيز معركتها ضد المعلومات المضللة التي يغذّيها الذكاء الاصطناعي مع توجه مليارات الناخبين إلى صناديق الاقتراع هذا العام في الانتخابات في جميع أنحاء العالم.
وكتب تحالف النشطاء إلى الرؤساء التنفيذيين لشركات «ميتا» و«رديت» و«غوغل» و«إكس» إضافةً إلى 8 مديرين تنفيذيين آخرين في مجال التكنولوجيا، يوم الثلاثاء، لحثهم على تبني سياسات مواجهة أقوى في وجه موجة الدعاية السياسية الخطيرة.
المطالبة بحظر التزييف العميق
وتعد هذه الخطوات الإضافية حاسمة في عام 2024 بالنظر إلى أن أكثر من 60 دولة ستُجري انتخابات وطنية، وفق الرسالة التي نشرتها محللة التكنولوجيا نعومي نيكس، في موقع The Technology 202.
علامات على منشورات الذكاء الاصطناعي
وقالت نورا بينافيديز، كبيرة المستشارين في مجموعة الحقوق الرقمية «فري برس Free Press»: «يُجرى كثير من الانتخابات حول العالم هذا العام، وتعد منصات التواصل الاجتماعي إحدى أهم الطرق التي يتواصل بها الناس عادةً مع المعلومات». لذا تحتاج الشركات إلى «زيادة إجراءات سلامة النظام الأساسي في هذه اللحظة».
كما طالبت المجموعات عمالقة التكنولوجيا بتعزيز سياساتها بشأن الإعلانات السياسية، بما في ذلك حظر التزييف العميق ووضع علامة على أي محتوى جرى إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي فيها. ولعدة أشهر، ظل المدافعون عن الحقوق المدنية يُحذرون من أن ارتفاع عدد منشورات المقاطع الصوتية ومقاطع الفيديو التي ينتجها الذكاء الاصطناعي يؤدي بالفعل إلى إحداث الارتباك في الانتخابات في جميع أنحاء العالم.
ويقول الخبراء إن مخاطر الذكاء الاصطناعي يمكن أن تؤدي إلى ضرر حقيقي في الديمقراطيات المتقلبة سياسياً.
علامات مائية
إلا أن شركات التكنولوجيا مثل «ميتا» و«غوغل» و«ميدجورني» تصرّ على أنها تعمل على تطوير نظم لتحديد المحتوى الناتج عن الذكاء الاصطناعي باستخدام علامة مائية. وفي الأسبوع الماضي، قالت «ميتا» إنها ستوسع سياسة وضع العلامات الخاصة بالذكاء الاصطناعي لتطبَّق على نطاق أوسع من الفيديو والصوت والصور.
لكنّ الخبراء يقولون إنه من غير المرجح أن تكتشف شركات التكنولوجيا كل المحتوى المضلل الناتج عن الذكاء الاصطناعي والمنتشر على شبكاتها أو من إصلاح الخوارزميات الأساسية التي تُسهّل على بعض هذه المنشورات الانتشار على نطاق واسع في المقام الأول.
كما دعت المجموعات شركات التكنولوجيا إلى أن تكون أكثر شفافية بشأن البيانات التي تدعم نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، وانتقدتها لإضعاف السياسات والنظم التي تهدف إلى مكافحة المعلومات السياسية المضللة على مدى العامين الماضيين.
دعايات ضارة
وقالت المجموعات إنه إذا لم تكثف شركات التكنولوجيا جهودها، فإن الدعاية الخطيرة على وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تؤدي إلى التطرف أو العنف السياسي. وقالت فرنسيس هاوغين، التي سبق لها وأعلنت عن المخالفات التي رصدتها في «ميتا»، والتي وقّعت مجموعتها «بيوند ذا سكرين» على الرسالة: «إن الأمر ليس خارج نطاق الاستحالة لأننا سنرى المزيد من المعلومات الخاطئة المقنَّعة في شكل التزييف العميق». وأضافت أن البلدان ذات الديمقراطيات الأكثر هشاشة بكثير من الولايات المتحدة... معرَّضة بالمقدار نفسه لكل هذه التلاعبات».