بعد ستة أشهر من الزلازل المدمّرة... تلاميذ أفغان ما زالوا من دون مدارس

فتيات المدارس الأفغانيات يحضرن فصولهن الدراسية في اليوم الأول من العام الدراسي الجديد في كابل السبت 25 مارس 2023. تفتح المدارس الأفغانية أبوابها يوم الأربعاء للعام الدراسي الجديد (أ.ب)
فتيات المدارس الأفغانيات يحضرن فصولهن الدراسية في اليوم الأول من العام الدراسي الجديد في كابل السبت 25 مارس 2023. تفتح المدارس الأفغانية أبوابها يوم الأربعاء للعام الدراسي الجديد (أ.ب)
TT

بعد ستة أشهر من الزلازل المدمّرة... تلاميذ أفغان ما زالوا من دون مدارس

فتيات المدارس الأفغانيات يحضرن فصولهن الدراسية في اليوم الأول من العام الدراسي الجديد في كابل السبت 25 مارس 2023. تفتح المدارس الأفغانية أبوابها يوم الأربعاء للعام الدراسي الجديد (أ.ب)
فتيات المدارس الأفغانيات يحضرن فصولهن الدراسية في اليوم الأول من العام الدراسي الجديد في كابل السبت 25 مارس 2023. تفتح المدارس الأفغانية أبوابها يوم الأربعاء للعام الدراسي الجديد (أ.ب)

جلس تلاميذ على أرض حاوية شحن حاملين كتبهم، إذ لا يزالون في انتظار إعادة إعمار مدارسهم التي دمّرتها سلسلة زلازل ضربت غرب أفغانستان قبل ستة أشهر.

ما زالت مئات المدارس متضرّرة منذ ضربت سلسلة من الزلازل القوية ولاية هرات الأفغانية في أكتوبر (تشرين الأول) حيث عاد العديد من التلاميذ إلى الدراسة في خيام وحاويات في مارس (آذار)، وفقاً لهيئة إدارة التعليم في هرات.

يدرس فتيان وفتيات في قرية نائب رافي في منطقة زنده جان في حاوية مكتظة موضوعة بين خيام ومنازل زرقاء صغيرة شُيِّدت حديثاً على أرض قاحلة.

وقالت سياه غول البالغة 11 عاماً: «أريد أن أتابع تعليمي وأن تكون لدي مدرسة وأن أصبح مدرّسة لأعلّم أصدقائي».

تريد سياه الاستفادة قدر الإمكان من الدروس التي تتلقاها في هذه الحاوية قبل أن تُستبعد قريباً من الفصول الدراسية بموجب القواعد التي فرضتها حكومة «طالبان»، التي تمنع الفتيات والنساء من إكمال تعليمهن الثانوي وارتياد الجامعات.

فتاة تقرأ كتاباً بفصلها الدراسي في اليوم الأول من العام الدراسي الجديد في كابل (أ.ب)

أسفرت سلسلة الزلازل القوية التي ضربت غرب أفغانستان في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عن مقتل أكثر من 1500 شخص وأدت إلى تضرر أو تدمير أكثر من 63 ألف منزل، وفق تقييم نشرته الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وبنك التنمية الآسيوي في فبراير (شباط).

ما زال العديد من الأشخاص يعيشون في خيام وملاجئ مؤقتة، وفق ما قالت منظمة الصحة العالمية في فبراير.

أطفال مدرسة أفغان يحضرون الفصل في مدرسة مؤقتة تقع في حاوية في قرية نايب رافي بمنطقة زنده جان في مقاطعة هرات في 3 أبريل 2024 بعد أشهر من تدمير زلزال بقوة 6.3 درجة مدرستهم في 7 أكتوبر 2023 (أ.ف ب)

وأفاد التقرير أن التعليم هو ثاني أكثر القطاعات تأثراً، مع تضرر نحو 300 مدرسة عامة ومراكز تعليمية أخرى.

مدمرة بالكامل

وفي قرية تشاهاك، تظهر شقوق كبيرة في سقف المدرسة وجدرانها، فيما نوافذها محطمة وأكوام الغبار تملأ زوايا الصفوف.

أطفال مدرسة أفغان يأتون الفصل في مدرسة محددة تقع في كونيو بقرية نايب بجوار رافي زنده جان بمقاطعة هرات في 3 أبريل 2024 (أ.ف.ب)

وقال المدرّس محمد نسيم نصرت: «دمر الزلزال قرية شاهاك بالكامل ولم توفَّر لنا ملاجئ دائمة حتى الآن».

وأضاف المدرس البالغ 25 عاماً: «مدرستنا أيضاً، التي تضرّرت بالزلزال، لم ترمّم حتى الآن. لا أعلم إذا ما كان هناك مخطط للقيام بذلك»، مضيفاً أن أطفال القرية «يواجهون مستقبلاً غير واضح من دون مدارس مناسبة».

دمّرت عقود من النزاع نظام التعليم في أفغانستان حيث يقدر عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس بنحو 3.7 مليون، 60 في المائة منهم فتيات، وفقاً لمنظمة اليونيسيف التابعة للأمم المتحدة.

ويشكّل الفقر وصعوبة الوصول إلى المدارس في المناطق النائية عقبتين رئيسيتين، علماً أن الأعراف الثقافية غالباً ما تمنع الفتيات من الالتحاق بالمدارس.

فتاة أفغانية صغيرة تلعب بمجرفة مكسورة خارج منزلها المؤقت في مخيم للاجئين في كابل أفغانستان الجمعة 10 مايو 2013 ... يعيش آلاف الأفغان الذين شردتهم الحرب في بلادهم ظروفاً قاسية بمخيمات على أطراف العاصمة (أ.ب)

كذلك، تفيد الأمم المتحدة بأن 20 في المائة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و17 عاماً هم ضحايا العمل القسري في بلد يواجه أزمات اقتصادية وإنسانية ومناخية عميقة.

ودُمِّرت مدرسة صفة الله البالغ 11 عاماً في قرية كاشكاك بالهزات الأخيرة وقال: «ليس لدينا كتب ودفاتر».

وأورد المدرّس محمد داود الذي يعطي الآن حصصاً في خيمة مؤطرة تحمل شعار اليونيسيف، إن أربعة أطفال قتلوا عندما انهارت المدرسة. وخصصت هذه المدرسة المؤقتة لقريتين ويعمل فيها مدرّس واحد فقط هو داود.

وقال: «في الأيام التي يكون فيها الطقس عاصفاً أو ممطراً، يصبح الأمر معقداً للغاية. لا يمكننا الاستمرار على هذه الحال لفترة أطول».


مقالات ذات صلة

البنك الإسلامي للتنمية يقدم تمويلات بـ575.63 مليون دولار للدول الأعضاء

الاقتصاد جانب من اجتماع مجلس المديرين التنفيذيين (البنك الإسلامي للتنمية)

البنك الإسلامي للتنمية يقدم تمويلات بـ575.63 مليون دولار للدول الأعضاء

وافق مجلس المديرين التنفيذيين للبنك الإسلامي للتنمية، برئاسة الدكتور محمد الجاسر، على تمويل بقيمة 575.63 مليون دولار لتعزيز التعليم والطاقة والترابط الإقليمي.

«الشرق الأوسط» (جدة)
تكنولوجيا بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت الذي فرضته جائحة «كوفيد»، يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم، رغم الشكوك في منافعه.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا طلاب الطب الأفغان يحضرون امتحاناتهم النهائية في كلية طب بختر في كابل، أفغانستان، 05 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

فرنسا تندد بمنع «طالبان» الأفغانيات من الالتحاق بالمعاهد الطبية

دانت فرنسا قراراً نُسب إلى حكومة «طالبان» يمنع التحاق النساء الأفغانيات بمعاهد التمريض، واصفةً هذه الخطوة بأنها «غير مبررة».

«الشرق الأوسط» (باريس - كابل)
المشرق العربي حرم الجامعة الأميركية بالقاهرة الجديدة (موقع الجامعة)

تبرع آل ساويرس للجامعة الأميركية بالقاهرة يثير جدلاً «سوشيالياً»

أثار الإعلان عن تبرع عائلة ساويرس، بمبلغ ضخم للجامعة الأميركية في القاهرة، جدلاً واسعاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي في مصر.

محمد عجم (القاهرة)
آسيا فتيات أفغانيات في الطريق إلى المدرسة في كابل (متداولة)

«طالبان» تغلق المعاهد الطبية أمام النساء في أحدث القيود

أصدر بشكل فعال زعيم «طالبان» الملا هبة الله آخوندزاده توجيهاً جديداً يمنع النساء من الالتحاق بالمعاهد الطبية؛ ما يقطع فرص التعليم الأخيرة المتاحة أمام النساء.

«الشرق الأوسط» (كابل (أفغانستان))

الصين تريد «حلاً شاملاً» لنزاعها الحدودي مع الهند

وزير الخارجية الصيني وانغ يي (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الصيني وانغ يي (أ.ف.ب)
TT

الصين تريد «حلاً شاملاً» لنزاعها الحدودي مع الهند

وزير الخارجية الصيني وانغ يي (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الصيني وانغ يي (أ.ف.ب)

أجرت الصين محادثات رفيعة المستوى مع الهند، اليوم (الأربعاء)، أكدت فيها ضرورة «الحفاظ على السلام» والسعي إلى «حل شامل» لنزاعاتهما الحدودية، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

جاء ذلك خلال لقاء بين وزير الخارجية الصيني وانغ يي، ومستشار الأمن القومي الهندي أجيت دوفال، في بكين، ضمن مسعى لتخفيف التوتر بين الجارتين العملاقتين.

وهذا أول اجتماع من نوعه منذ ديسمبر (كانون الأول) 2019، وهو يأتي بعد أن أعلنت نيودلهي عن اتفاق مع بكين خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بشأن الدوريات في المناطق المتنازع عليها.

ودخلت العلاقات بين البلدين حالة جمود منذ الاشتباك الدامي بين قواتهما عام 2020 على الحدود بين التيبِت ومنطقة لاداخ الهندية، الذي خلف ما لا يقل عن 20 قتيلاً على الجانب الهندي و4 صينيين.

وقالت وزارة الخارجية الصينية إن وانغ ودوفال أجريا «مناقشات جوهرية»، مشيرة إلى «نقاط توافق» عدة.

وأضافت: «اتفق الجانبان على مواصلة اتخاذ التدابير للحفاظ على السلام والهدوء بالمناطق الحدودية وتعزيز التنمية السليمة والمستقرة للعلاقات الثنائية».

وقالت بكين إن الصين والهند «ستواصلان السعي إلى حل شامل لمسألة الحدود يكون عادلاً ومعقولاً ومقبولاً من الجانبين، واتخاذ تدابير إيجابية لتعزيز العملية».

التقى المسؤولان في إطار «آلية المناقشة الثنائية» التي أُنشئت في عام 2003، وهي تضم «ممثلين خاصين» لقضايا الحدود.

واتفقت بكين ونيودلهي، الأربعاء، على عقد اجتماع آخر في الهند العام المقبل، وفق الوزارة.

وأعلنت الهند عن اتفاق أكتوبر قبل وقت قصير من لقاء الرئيس الصيني شي جينبينغ مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي لأول مرة منذ 5 سنوات، على هامش قمة «بريكس».

ويتقاسم العملاقان الآسيويان حدوداً بطول 3 آلاف و500 كيلومتر تظل مصدراً محتملاً للتوتر، مع اشتباكات متقطعة.

وتتهم بكين ونيودلهي كلتاهما الأخرى بانتظام بمحاولة الاستيلاء على أراض على طول خط ترسيم الحدود.