حلويات رمضان... لكلّ منطقة في لبنان صنف تشتهر به

تتنوّع بين «الكلّاج» و«القطايف» و«حلاوة الجبن» و«المفروكة»

«كلّاج رمضان» أشهر من أن يُعرَّف (فيسبوك)
«كلّاج رمضان» أشهر من أن يُعرَّف (فيسبوك)
TT

حلويات رمضان... لكلّ منطقة في لبنان صنف تشتهر به

«كلّاج رمضان» أشهر من أن يُعرَّف (فيسبوك)
«كلّاج رمضان» أشهر من أن يُعرَّف (فيسبوك)

يُعدّ طبق الحلوى مسك ختام مائدة الإفطار في رمضان، فيحضُر يومياً لطعمه اللذيذ وإسهامه في ترك إحساس بالشبع لدى الصائم. عائلات لبنانية تراه بهجة المائدة بالنسبة إلى الصغار والكبار، فينتظرون وصوله بفارغ الصبر. ومهما ارتفعت أسعار هذه الحلويات، يرصد اللبناني لها، ولو ميزانية خجولة، لئلا تفتقدها سفرته الرمضانية.

يتميّز لبنان بأصناف حلويات كثيرة تشتهر كل منطقة فيه بأكثر من واحدة منها. من عاصمة الشمال طرابلس، مروراً ببيروت، وصولاً إلى صيدا الجنوبية؛ تأخذ هذه الصناعة طابعها التقليدي. أهالي تلك المناطق يتوارثونها أباً عن جد، فتحضر في محلات بيع الحلوى، ومطابخ ربّات المنازل. وعلى موائد الإفطار، كما السحور، يستمتعون بمذاقها الشهي.

«حلاوة الجبن» الطرابلسية من الأشهى (حساب «قصر الحلويات العربية» في «فيسبوك»)

«المفروكة» و«حلاوة الجبن» الأشهر في طرابلس

لـ«المفروكة» في طرابلس مكانتها بين الحلويات الشهيرة بصناعتها. البعض يسمّيها «المفروكة السمرا»، نظراً للونها المائل إلى البنّي بفضل مكوِّن السميد. فهو يُقلَّب بعد فركه بالسمنة أكثر من مرّة، ويُترك في الفرن ليتحمّص ويأخذ لونه هذا. وبعد أن تبرُد العجينة، يُضاف ماء الورد إليها ويجري الخلط. آخر مراحل ولادة هذه الحلوى يتمثّل في وضع طبقة من القشطة عليها وتزيينها بالقلوبات المحمَّصة.

أما «حلاوة الجبن»، فيُقال إنّ طرابلس تشتهر بها منذ أن كانت تابعة للسلطة العثمانية. تُنسب صناعة هذه الحلوى إلى الأتراك، وتُباع بطريقتين: الأولى بالكيلو، حيث تُشترى القشطة وحدها وعجينة الجبن المحلَّى والمخلوط مع السميد على حدة. ويجري تناولها بعضها مع بعض، مزيَّنةً بقليل من زهر البرتقال.

والطريقة الثانية تتألّف من لفافات عجينة الجبن المحلَّى والمحشو بالقشطة. فتُلفّ وتُزيَّن بالفستق الحلبي المطحون وزهر البرتقال الأحمر، ثم يُسكب عليها «القَطْر» لمنحها المذاق الحلو اللذيذ.

«المفروكة» التقليدية على الطريقة الطرابلسية (فيسبوك)

«كلّاج رمضان» و«الداعوقية» في بيروت

اعتاد أهالي بيروت في شهر رمضان على تناوُل أصناف الحلويات، مثل الكنافة بالجبن و«العثملية»، و«عيش السرايا»، وغيرها. ولكن تبقى لـ«الداعوقية» و«كلّاج رمضان» خصوصيتهما في هذا الموسم. فينتظر البيروتيون حلول الشهر الكريم لوضعهما على موائد الإفطار والسحور.

يحبّ أهالي العاصمة اللبنانية تناول «كلّاج رمضان» طازجاً، أي بعد قليه مباشرة، لذلك يشترونه قبل وقت قليل من موعد الإفطار. بينهم مَن يشتريه عجيناً ويقليه في المنزل بالزيت المغلي على شكل مستطيلات صغيرة أو كبيرة، فيغدو مقرمشاً وهو محشوّ بالقشطة والسميد، بينما تُصنَع عجينته من الطحين والسكر والسمن البلدي.

«القطايف» المقلية أساسية على المائدة الرمضانية (فيسبوك)

ومن ناحية ثانية، تُعدّ «الداعوقية» واحدة من أفخم حلويات رمضان وألذّها. تُصنَّع في محلات عدّة ببيروت، ولكن صاحب فكرتها، ومُطلِقها، هو محمد خير الداعوق؛ وورثها عنه ابنه أحمد الذي لا يزال يصنعها على طريقة والده.

سر «الداعوقية» اللذيذة يكمن بنوعية الفستق الحلبي الذي يؤلّف عجينتها الخضراء، وبمقادير السكر المتوازنة فيها، فتُزيّن مائدة الإفطار كما السحور. يُعلق أحمد الداعوق لـ«الشرق الأوسط»: «البعض يفضّلها طبقاً أساسياً للسحور تماماً مثل الكنافة بالجبن أو بالقشطة، فمكوّناتها تُشعر متناولها بالشبع خلال ساعات الصوم الطويلة». وهي تتألّف من عجينة تشبه بمكوّناتها الكنافة بالجبن (السميد والسمن)، المخلوط مع الفستق الحلبي. وبعدما تُمدّ القشطة على الصينية، وتوضع عجينة الداعوقية فوقه.

«الداعوقية» غنية بالفستق الحلبي الشهي (فيسبوك)

لـ«القطايف المقلية» رونقها في صيدا

حلوى «القطايف» تُعدّ الأشهر في صيدا بموسم رمضان. وهي تؤكل مقلية بعدما تُحشى بالجوز أو القشطة. وتتنافس ربّات المنازل بإعدادها، فيُحضّرن عجينتها المؤلَّفة من خليط الطحين والماء والحليب، بينما يشتريها البعض جاهزة لتُقلى في البيت بعد حشوها على طريقته. أما المرحلة الأخيرة التي تسبق تناولها، فتتمثل بوضع «القَطْر» عليها، وهي ساخنة، لإضفاء نكهة خاصة. تنتشر محلات بيع «القطايف» في أحياء صيدا وأزقّتها، وتُخصَّص في الأحياء الشعبية فيها أكشاكٌ لصنعها خلال رمضان، فتُحضَّر مباشرة أمام الزبائن بعدما يصبّها صاحبها ساخنةً على لوح حديدي حامٍ. ومن ثم يحشوها ويقليها بأحجام عدّة.

وتحتل حلوى «المدلوقة» المركز الثاني بين أصناف الحلويات الأكثر مبيعاً في صيدا خلال رمضان. وهي تتألّف من السميد، والسكر، وعصير الليمون، وماء الزهر. وتُزيَّن بالقشدة وتُقدَّم باردة بعد غَمْر سطحها بالفستق الحلبي المطحون.


مقالات ذات صلة

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

يوميات الشرق وحدها الثقة بمَن يعمل معهم تُخفّف الحِمْل (صور المخرج)

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

ينظر المخرج السوري سامر البرقاوي إلى ما قدَّم برضا، ولا يفسح المجال لغصّة من نوع «ماذا لو أنجرتُ بغير هذا الشكل في الماضي؟»... يطرح أسئلة المستقبل.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق تعبُ مصطفى المصطفى تجاه أن يكون الدور حقيقياً تسبَّب في نجاحه (صور الفنان)

مصطفى المصطفى: ننجح حين نؤدّي الدور لا وجهات نظرنا

اكتسبت الشخصية خصوصية حين وضعها النصّ في معترك صراع الديوك. بمهارة، حضن الديك ومنحه الدفء. صوَّره مخلوقاً له وجوده، ومنحه حيّزاً خاصاً ضمن المشهد.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

بين الوجوه ما يُنجِح الصورة من المحاولة الأولى، وبينها غير المهيّأ للتصوير. يتدخّل أحمد الحرك لالتقاط الإحساس الصحيح والملامح المطلوبة.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الفنان المصري دياب حمل السلاح من أجل «مليحة» (الشرق الأوسط)

دياب: لن أجامل أحداً في اختيار أدواري

أكد الفنان المصري دياب أنه وافق على مسلسل «مليحة» ليكون بطولته الأولى في الدراما التلفزيونية من دون قراءة السيناريو، وذكر أنه تعلّم حمل السلاح من أجل الدور.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق استلهمت الكثير من نجمي العمل بسام كوسا وتيم حسن (إنستغرام)

فايا يونان لـ«الشرق الأوسط»: الشهرة بمثابة عوارض جانبية لا تؤثر عليّ

تابعت فايا يونان دورها على الشاشة الصغيرة في مسلسل «تاج» طيلة شهر رمضان. فكانت تنتظر موعد عرضه كغيرها من مشاهديه.

فيفيان حداد (بيروت)

علماء يُثبتون قدرة خلايا القلب على التَّجدد

قصور القلب يؤثر على نحو 30 مليون شخص عالمياً (جامعة أريزونا)
قصور القلب يؤثر على نحو 30 مليون شخص عالمياً (جامعة أريزونا)
TT

علماء يُثبتون قدرة خلايا القلب على التَّجدد

قصور القلب يؤثر على نحو 30 مليون شخص عالمياً (جامعة أريزونا)
قصور القلب يؤثر على نحو 30 مليون شخص عالمياً (جامعة أريزونا)

أثبتَ فريق بحثي دولي بقيادة علماء من جامعة أريزونا الأميركية قدرة خلايا عضلة القلب على التّجدد لدى بعض مرضى قصور القلب الذين يعتمدون على القلوب الاصطناعية.

وأوضح الباحثون أن دراستهم تُغيّر المفهوم السائد منذ عقود بأن خلايا القلب لا تستطيع التّجدد، ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية (Circulation).

وقُصور القلب، أو فشل القلب، هو حالة مُزمنة يعجز فيها القلب عن ضخ الدم بكفاءة كافية لتلبية احتياجات الجسم من الأكسجين والمغذيات. يحدث ذلك نتيجة ضعفٍ أو تصلُّبٍ في عضلة القلب، مما يؤدي إلى تراجع وظيفتها. يُصنّف قُصور القلب واحداً من أبرز تحدّيات الطّب الحديث، إذ يؤثر على نحو 30 مليون شخصٍ عالمياً، بما في ذلك نحو 7 ملايين بالغٍ في الولايات المتحدة، وفقاً للمراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها.

وعلى الرغم من أن الأدوية والعلاجات المُتاحة تُساعد في تخفيف الأعراض وإبطاء تقدّم المرض، فإن العلاجات المتاحة للحالات المتقدمة تقتصر على زراعة القلب أو استخدام مضخّات اصطناعية مثل جهاز دعم البطين الأيسر لتقوية ضخِّ الدم.

وتشير الأبحاث إلى أن قدرة خلايا عضلة القلب على التّجدد بعد الأزمات القلبية تُعد محدودة للغاية، على عكس أنسجة أخرى في الجسم مثل الجلد أو الكبد. وعند تعرض القلب لضررٍ، تتعرض الخلايا للتلف ويُستبدل بها غالباً نسيجٌ ليفي غير قادرٍ على الانقباض أو المساهمة في ضخِّ الدم.

ويرجع ذلك إلى أن خلايا القلب العضلية تتوقف عن الانقسام الطبيعي بعد الولادة، وتُكرِّس وظيفتها لضخِّ الدم بشكل مستمر، مما يُضعف قدرتها على التّجدد.

لكن الدراسة أظهرت أن نحو 25 في المائة من المرضى الذين يعتمدون على القلوب الاصطناعية تمكّنوا من تجديد خلايا عضلة القلب بمعدل يفوق 6 أضعاف المعدل الطبيعي للقلوب السليمة.

وفسَّر الباحثون ذلك بأن الأجهزة الاصطناعية مثل جهاز دعم البطين الأيسر، تُخفّف العبء عن القلب وتمنحه «راحة» من ضخِّ الدّم، مما يُتيح للأنسجة القلبية فرصة للتّجدد.

وقال الدكتور هشام صادق، الباحث الرئيسي للدراسة ورئيس أقسام القلب في جامعة أريزونا، إن هذه النتائج تُقدّم أقوى دليلٍ حتى الآن على أن عضلة القلب البشرية قادرة على التّجدد.

وأضاف عبر موقع الجامعة أن «عدم قدرة القلب على الراحة المستمرة بعد الولادة هو العامل الأساسي الذي يُفقد خلايا القلب هذه القدرة الطبيعية».

وأشار الفريق إلى أن هذه النتائج تُمثّل خطوةً كبيرة نحو فهمٍ أعمقَ لقدرة القلب البشري على التّجدد، مما يفتح الباب لتطوير علاجات جذرية تستهدف تعزيز هذه القدرة بدلاً من الاكتفاء بإبطاء تقدم المرض. كما يهدف الباحثون إلى تحديد العوامل التي تُمكّن ربع المرضى فقط، من تجديد خلايا القلب بمعدلات مرتفعة، لتحسين هذه القدرة لدى المزيد من المرضى.