موافقة مصرية على انضمام واشنطن لتحقيقات الطائرة الروسية

تعليق رحلات السفر لمصر يكبد قطاع النقل الروسي ملايين الدولارات

موافقة مصرية على انضمام واشنطن لتحقيقات الطائرة الروسية
TT

موافقة مصرية على انضمام واشنطن لتحقيقات الطائرة الروسية

موافقة مصرية على انضمام واشنطن لتحقيقات الطائرة الروسية

كشف مسؤولون أميركيون لشبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية، أن الولايات المتحدة تلقت ردا إيجابيا من القاهرة يسمح لعناصر أميركية بالمشاركة في التحقيقات التي تجريها القاهرة وموسكو لمعرفة ملابسات سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء، وذلك في تطور هو الأول من نوعه بعد أيام من طلب واشنطن المشاركة في التحقيق وترجيح مصادرها الأمنية لوجود قنبلة على متن الطائرة.
ونقلت الشبكة اليوم (الأربعاء) عن مسؤولين في المجلس الوطني الأميركي لأمن النقل، أن المجلس تلقى إجابة شفهية من الجانب المصري تؤكد قبوله عرض المشاركة الأميركية في التحقيق.
وذكر مصدر مطلع على الملف، أن المجلس الأميركي ما زال بانتظار معلومات أكثر دقة من الجانب المصري لمعرفة مكان وزمان نقل المحركات الخاصة بالطائرة من أجل إخضاعها للفحص لإرسال فريق من المحققين الأميركيين للمشاركة في التحقيقات.
وذكرت الشبكة، أن محركات الطائرة من صناعة أميركية، ومن إنتاج شركة «برات أند ويتني»، وسيضمن وصول المحققين الأميركيين إلى حطام الطائرة فرصة تأكيد أو نفي الترجيحات الأمنية السابقة التي اعتمدت عليها أجهزة الأمن الأميركية لافتراض وجود قنبلة على متن الرحلة.
ولم توضح المصادر الأميركية ما إذا كان فريق التحقيق الأميركي سيضم عناصر أمنية كرجال مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) أم أن المشاركة ستقتصر على محققين من المجلس الوطني الأميركي لأمن النقل.
وفي ظل تداعيات الفاجعة، سيؤدي تعليق رحلات شركات السفر الروسية لمصر الى أضرار مالية بقيمة 200 مليون دولار تقريبا تتكبدها شركات تنظيم الرحلات الروسية، على ما اعلنت ممثلة للقطاع اليوم.
وشكلت مصر الى جانب تركيا الوجهة المفضلة للروس، لكنها كانت كذلك بفضل اسعارها المنخفضة الاقل تضررا من انهيار السوق السياحية بسبب الانكماش الاقتصادي في روسيا.
وصرحت المديرة التنفيذية لجمعية شركات تنظيم الرحلات الروسية مايا لوميدزه "اذا استمر منع الرحلات شهرين او ثلاثة فسينعكس بأضرار بقيمة 200 مليون دولار تقريبا، من ضمنها الربح الفائت".
وتبلغ كلفة اعادة السياح الموجودين حاليا في مصر وحدها 1.5 مليار روبل اي 22 مليون دولار يسددها القطاع، بحسب المسؤولة.
يذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان قد أمر يوم الجمعة الماضي بالعمل بتوصية اجهزة الاستخبارات وتعليق رحلات شركات الطيران الروسية الى مصر بعد تحطم طائرة ايرباص ايه321 تابعة لشركة متروجت في سيناء ومقتل 224 شخصا.
وانذر مدير الادارة الرئاسية الروسية سيرغي ايفانوف أمس (الثلاثاء) من ان هذا الحظر سيستغرق "عدة اشهر على الأقل".
وكانت مصر قد استقبلت في النصف الاول من العام 1.05 مليون سائح روسي، ما يمثل خمس الرحلات الى الخارج للروس، بحسب ارقام الوكالة الفدرالية الروسية للسياحة.
وقدر اتحاد اختصاصيي السياحة مؤخرا ان حوالى 140 الف رحلة تم شراؤها لموسم الشتاء.



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.