مصر تستقبل الدفعة الأولى من قرض صندوق النقد خلال أسبوع وسط زيادة التدفقات الدولارية

رئيس الوزراء يؤكد أن «الأمور عادت إلى طبيعتها»

مديرة صندوق النقد الدولي تتحدث مع رئيس الوزراء المصري في حضور محافظ البنك المركزي ووزير المالية المصريين (من حساب مديرة الصندوق على «إكس»)
مديرة صندوق النقد الدولي تتحدث مع رئيس الوزراء المصري في حضور محافظ البنك المركزي ووزير المالية المصريين (من حساب مديرة الصندوق على «إكس»)
TT

مصر تستقبل الدفعة الأولى من قرض صندوق النقد خلال أسبوع وسط زيادة التدفقات الدولارية

مديرة صندوق النقد الدولي تتحدث مع رئيس الوزراء المصري في حضور محافظ البنك المركزي ووزير المالية المصريين (من حساب مديرة الصندوق على «إكس»)
مديرة صندوق النقد الدولي تتحدث مع رئيس الوزراء المصري في حضور محافظ البنك المركزي ووزير المالية المصريين (من حساب مديرة الصندوق على «إكس»)

من المقرر أن تستقبل مصر الدفعة الأولى من قرض صندوق النقد الدولي، البالغة 820 مليون دولار، الأسبوع المقبل، وسط زيادة التدفقات الدولارية على الدولة التي يزيد تعدادها السكاني عن 110 ملايين نسمة، وتقع في موقع إستراتيجي في منطقة الشرق الأوسط.

وقال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، السبت، في هذا الصدد، إنه يتابع مع محافظ البنك المركزي حسن عبد الله تدفقات العملة الأجنبية، مشيراً إلى أن الدفعة الأولى من قرض صندوق النقد الدولي ستصل الأسبوع المقبل.

وشدد مدبولي في كلمة ألقاها أثناء متابعة مشروعات صناعية في مدينة العاشر من رمضان، شرق القاهرة، على أن الدولة ستعمل لضمان استكمال كل مسارات الإصلاح وعودة التدفقات الدولارية إلى طبيعتها.

وقال إن الدولة ستضع نصب أعينها «كل الموارد التي ستدخل دولاراً للبلاد»، وتعمل على ترشيد الإنفاق وتقليل الفجوة الدولارية.

ولفت رئيس الوزراء المصري إلى أن الدولة والحكومة تؤمنان مع البنك المركزي كل الاحتياجات الدولارية للقطاعات الإنتاجية، مؤكداً أن «الأمور عادت إلى طبيعتها».

كان صندوق النقد الدولي قد أعلن أن مجلسه التنفيذي أجرى المراجعة الأولى والثانية لبرنامج مصر الاقتصادي، ووافق على زيادة الاتفاق الأصلي مع مصر بواقع 5 مليارات دولار.

وقال الصندوق في بيان إن مصر بوسعها سحب نحو 820 مليون دولار على الفور، مشيراً إلى أن تنفيذ السياسات الاقتصادية في إطار البرنامج أمر مهم لمواجهة تحديات الاقتصاد الكلي في هذا البلد.

ولفت بيان الصندوق إلى أن صفقة استثمار رأس الحكمة ستخفف من ضغوط التمويل على المدى القريب، وقال إن الصدمات الخارجية وتأخر تعديل السياسات أثرا على النشاط الاقتصادي في مصر مما أدى إلى تباطؤ النمو إلى 3.8 في المائة في العام المالي 2022/23.

وقال صندوق النقد، في بيان، «البيئة الخارجية الصعبة التي خلقتها حرب روسيا في أوكرانيا تفاقمت بعد ذلك بسبب الحرب في غزة وإسرائيل، فضلاً عن التوترات في البحر الأحمر».

وأعلن عن تمديد الاتفاق لأول مرة في الساس من مارس (آذار) عندما رفع البنك المركزي المصري أسعار الفائدة بمقدار 6 نقاط مئوية، وسمح بخفض قيمة الجنيه المصري مقابل الدولار.

وقال الصندوق: «يجري تنفيذ خطة قوية لتحقيق الاستقرار الاقتصادي لتصحيح الأخطاء في السياسات»، مع التركيز على تحرير نظام الصرف الأجنبي، وتشديد السياسة المالية والنقدية، وخفض الاستثمار الحكومي، وإتاحة مساحة أكبر للقطاع الخاص.

وسيشمل ذلك استمرار خفض الدعم الذي يستهلك جزءاً كبيراً من النفقات الحكومية. وفي الأسبوع الماضي رفعت مصر أسعار مجموعة واسعة من منتجات الوقود.

وأوضح الصندوق في بيانه: «لا يزال من الضروري استبدال دعم الوقود غير المستهدف بالإنفاق الاجتماعي المستهدف كجزء من حزمة تعديل مستدامة لأسعار الوقود».

ووافقت مصر الشهر الماضي على بيع حقوق تطوير أرض متميزة في رأس الحكمة على ساحل البحر المتوسط ​​إلى الإمارات مقابل 24 مليار دولار. كما تلقت مصر خلال هذا الشهر تعهدات بتمويل قدره 6 مليارات دولار من مجموعة البنك الدولي و8.1 مليار دولار من الاتحاد الأوروبي.

وتوقع الصندوق أن يتباطأ النمو في مصر إلى 3 في المائة في السنة المالية 2023-24، قبل أن يتعافى إلى نحو 4.5 في المائة في 2024-2025، مشيراً إلى أن التضخم ما زال مرتفعاً في مصر، لكن من المتوقع أن يتراجع على المدى المتوسط مع استمرار تشديد السياسة.

وعقب وزير المالية المصري محمد معيط على موافقة الصندوق الرسمية، بأن إعلان مجلس المديرين التنفيذيين لصندوق النقد الدولي الموافقة على تسهيل ائتماني ممتد لبرنامج الإصلاح الاقتصادي المصري بتمويل 8 مليارات دولار بدلاً من 3 مليارات دولار، يعكس أهمية الإجراءات التصحيحية لمسار الاقتصاد المصري بسياسات مالية ونقدية متكاملة.

وأضاف في بيان أن «برنامج الإصلاح الاقتصادي المدعوم من الصندوق يستهدف استعادة الاستقرار الاقتصادي، ويحظى بدعم وتمويلات إضافية من مؤسسات التمويل الأخرى وشركاء التنمية الدوليين، يتجاوز 20 مليار دولار، بخلاف 35 مليار دولار من صفقة (رأس الحكمة)، على نحو يخفف القيود التمويلية على المدى القصير والمتوسط».

وأضاف معيط أن الإجراء يعطي مصر أيضاً الحق في التقدم لصندوق «الصلابة والاستدامة» للحصول على تمويل طويل الأجل بتكلفة منخفضة جداً لمشروعات المناخ بقيمة 1.2 مليار دولار.

وأكد الوزير أن مصر تعمل على سرعة استعادة النشاط الاقتصادي بسياسات أكثر تحفيزاً للقطاع الخاص، لقيادة النمو والتشغيل اعتباراً من موازنة هذا العام، مضيفاً: «ننتهج مساراً متوازناً لاستدامة الانضباط المالي وخفض معدلات عجز الموازنة والدين إلى الناتج المحلي والتعافي الاقتصادي والنمو المستدام وتخفيف الأعباء عن المواطنين».


مقالات ذات صلة

 «صندوق النقد» يتوصل لاتفاق مع مصر بشأن المراجعة الرابعة

الاقتصاد أرشيفية لمواطن داخل أحد محلات الصرافة في القاهرة يستبدل الجنيه بالدولار (رويترز)

 «صندوق النقد» يتوصل لاتفاق مع مصر بشأن المراجعة الرابعة

توصل صندوق النقد الدولي إلى اتفاق على مستوى الخبراء بشأن المراجعة الرابعة بموجب اتفاق تسهيل ممدد مع مصر، وهو ما قد يتيح صرف 1.2 مليار دولار بموجب البرنامج.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد حصَّادة تحصد القمح في حقل زراعي (رويترز)

روسيا تسعى لخفض التكاليف المتعلقة بمدفوعات القمح لمصر

قال رئيس اتحاد منتجي ومصدري الحبوب في روسيا إدوارد زرنين، إن مصدّري الحبوب الروس سيقترحون سبلاً لخفض تكاليف المعاملات المتعلقة بسداد أسعار تصدير القمح لمصر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد وزير البترول والثروة المعدنية المصري خلال استقباله بندر الخريف وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي والوفد المرافق له في القاهرة (الشرق الأوسط)

مصر للاستفادة من خبرات السعودية في قطاع التعدين

تسعى مصر لتعظيم الاستفادة من قطاع التعدين خلال الفترة المقبلة، وذلك عبر علاقتها الوطيدة بالسعودية التي تمتلك خبرة كبيرة في هذا القطاع.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد منظر للعاصمة المصرية (الشرق الأوسط)

مصر توقع اتفاقين بقيمة 600 مليون دولار لمشروع طاقة مع «إيميا باور» الإماراتية

وقّعت مصر وشركة «إيميا باور» الإماراتية اتفاقين باستثمارات 600 مليون دولار، لتنفيذ مشروع محطة رياح، بقدرة 500 ميغاواط في خليج السويس.

الاقتصاد اجتماع وزير البترول  والثروة المعدنية المصري كريم بدوي بمسؤولي شركة «إكسون موبيل» (وزارة البترول والثروة المعدنية)

«إكسون موبيل» تستعد لحفر بئر جديدة للتنقيب عن الغاز في مصر

ستبدأ شركة «إكسون موبيل» المتخصصة في أعمال التنقيب عن البترول وصناعة البتروكيماويات يوم 15 ديسمبر (كانون الأول) المقبل بأنشطة الحفر البحري للتنقيب عن الغاز.

«الشرق الأوسط» (لندن )

«السوق المالية» السعودية: تقييد دعويين جماعيتين ضد تنفيذيين بـ«شركة الخضري»

المدعي طلب تعويضه عن خسائر نتيجة مخالفات مرتكبة (الشرق الأوسط)
المدعي طلب تعويضه عن خسائر نتيجة مخالفات مرتكبة (الشرق الأوسط)
TT

«السوق المالية» السعودية: تقييد دعويين جماعيتين ضد تنفيذيين بـ«شركة الخضري»

المدعي طلب تعويضه عن خسائر نتيجة مخالفات مرتكبة (الشرق الأوسط)
المدعي طلب تعويضه عن خسائر نتيجة مخالفات مرتكبة (الشرق الأوسط)

قررت «لجنة الفصل في منازعات الأوراق المالية» السعودية قبول طلبين لتقييد دعويين جماعيتين مقدمتين من مستثمر ضد الرئيس التنفيذي وبعض موظفي شركة أبناء عبد الله بن عبد المحسن الخضري، حسبما أعلنت هيئة السوق المالية في بيان، الخميس.

جاء ذلك في قرارين للجنة، أفادا بأن طلبي تقييد الدعاوى الجماعية قدّما ضد الرئيس التنفيذي وبعض موظفي الشركة، الصادر بحقّهم قراران نهائيان من لجنة الاستئناف في منازعات الأوراق المالية، المعلن عنهما على موقع الأمانة العامة للجان الفصل في منازعات الأوراق المالية في 7 أكتوبر (تشرين الأول) و13 يونيو (حزيران) 2024.

وأضاف البيان أن المدعي طلب إلزام المدعى عليهم بتعويضه عن الخسائر المترتبة جراء عمليات الشراء التي قام بها في أسهم الشركة نتيجة المخالفات المرتكبة.

وأبانت الأمانة العامة أنه يحقّ لأي مشترٍ لسهم الشركة من تاريخ 16 فبراير (شباط) 2011 واحتفظ به حتى نهاية تداول يوم 12 فبراير 2019، والمشتري من 13 فبراير 2019 واحتفظ به لحين تعليق تداوله في الأول من أبريل (نيسان) 2019، التقدم إلى اللجنة بطلب الانضمام للدعويين خلال 90 يوماً من 26 ديسمبر (كانون الأول) 2024، استناداً للمادة «57» من لائحة إجراءات الفصل في منازعات الأوراق المالية.

ونوّه البيان أن تقديم الطلبات يكون عبر البوابة الإلكترونية للهيئة، وستدرسها اللجنة وفق الإجراءات النظامية.