قياديان في «بوكو حرام» يستسلمان للجيش النيجيري

الإفراج عن مائتي مقاتل سابق أعلنوا التوبة من «الإرهاب»

جنود من جيش نيجيريا مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)
جنود من جيش نيجيريا مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)
TT

قياديان في «بوكو حرام» يستسلمان للجيش النيجيري

جنود من جيش نيجيريا مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)
جنود من جيش نيجيريا مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)

أعلن الجيش النيجيري أنه خلال العمليات العسكرية التي يخوضها منذ أسبوع ضد جماعة (بوكو حرام) الإرهابية في ولاية بورنو، شمال شرقي البلاد، سلم اثنان من قيادات الجماعة الموالية لتنظيم «داعش»، نفسيهما لوحدة عسكرية في المنطقة.

وحسب مسؤول الاتصال في الجيش النيجيري العقيد أبو بكر عبد الله، فإن القياديين البارزين في الجماعة الإرهابية «سلما نفسيهما لوحدة من القوات الدولية المختلطة لمحاربة (بوكو حرام) في ولاية بورنو».

ويتعلق الأمر بقوات إقليمية شكلت قبل سنوات من طرف دول حوض بحيرة تشاد (بنين والكاميرون وتشاد والنيجر ونيجيريا)، من أجل محاربة جماعة «بوكو حرام» حين تحولت إلى تهديد إقليمي لهذه الدول، وقد نجحت هذه القوة في تحجيم خطورة «بوكو حرام» إلى حد كبير.

وبحسب المعلومات التي كشف عنها جيش نيجيريا، فإن الأمر يتعلق بالمدعو (إبراهيم محمد) والمدعو (أول محمد) والذي يلقب في الأوساط الجهادية بكنية (وانكا)، وكان الاثنان قد التحقا بصفوف جماعة «بوكو حرام» قبل 15 عاماً.

مسلحو «بوكو حرام» خلفوا الخراب والدمار في ولاية بورنو شمال شرقي نيجيريا (أ.ف.ب)

وخلال التحقيقات الأولية التي أجراها الجيش مع القياديين، أكدا أنهما كانا طيلة 15 عاماً ينشطان في معسكرات تابعة للتنظيم الإرهابي في (باكورا بودوما) بولاية بورنو، وهي الولاية الأكثر تضرراً من الهجمات الإرهابية خلال العقدين الماضيين.

وقال مصدر في الجيش: «بالنظر إلى المعلومات التي تم الحصول عليها بعد التحقيق مع القائدين السابقين في (بوكو حرام)، فإن توقيفهما تطور في غاية الأهمية»، على حد تعبيره.

وحين استسلم القياديان للجيش، كانت بحوزتهما أسلحة ومعدات، حيث تشير التقارير إلى أن (إبراهيم محمد) كان بحوزته سلاحا رشاش من طراز (أك 47)، و3 عبوات من الرصاص، و90 من الطلقات الخاصة بعيار 7.62 ميلمتر، بالإضافة إلى هاتف نقال. أما (أول محمد) فقد كانت بحوزته خمس عبوات رصاص ومائة من الطلقات الخاصة بعيار 7.62 ميلمتر، وهاتف نقال، وقنبلتان يدويتان وجهاز إذاعي محمول.

وتكررت في السنوات الأخيرة حوادث استسلام مقاتلي «بوكو حرام» للجيش، خاصة بعد أن تلقت الجماعة الإرهابية خسائر كبيرة على يد جيش نيجيريا المدعوم بالقوة العسكرية الإقليمية المختلطة، وقرار الجيش فتح باب التوبة أمام مقاتلي «بوكو حرام» الراغبين في تسليم أسلحتهم، ويخضعهم لبرنامج إعادة تأهيل قبل الإفراج عنهم.

وبالفعل جرى الإفراج خلال السنوات الأخيرة عن آلاف المقاتلين السابقين في «بوكو حرام»، وقبل يومين أعلن الجيش النيجيري أنه ينوي الإفراج عن مائتي مقاتل سابق في «بوكو حرام»، بعد أن أعلنوا «التوبة»، وخضعوا لعملية إعادة التأهيل.

وقال الجيش إن هؤلاء المقاتلين السابقين سيتم تسليمهم للحكومة المحلية في ولاية بورنو، من أجل الإشراف على دمجهم في المجتمع النشط، حتى يتمكنوا من استعادة حياتهم الطبيعية بعد سنوات من الإقامة في الغابات.


مقالات ذات صلة

تركيا: أوجلان إلى العزلة مجدداً بعد جدل حول إدماجه في حل المشكلة الكردية

شؤون إقليمية أكراد يرفعون صور أوجلان في مظاهرة للمطالبة بكسر عزلته (رويترز)

تركيا: أوجلان إلى العزلة مجدداً بعد جدل حول إدماجه في حل المشكلة الكردية

فرضت السلطات التركية عزلة جديدة على زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان بعد دعوة رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي للسماح له بالحديث بالبرلمان

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الخليج يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)

«اعتدال» يرصد أسباب مهاجمة «الفكر المتطرف» الدول المستقرّة

أوضح «المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرّف (اعتدال)» أن استقرار الدول «يفيد التفرغ والتركيز على التنمية؛ خدمة لمصالح الناس الواقعية».

غازي الحارثي (الرياض)
أفريقيا جنود نيجيريون مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)

​نيجيريا... مقتل 5 جنود وأكثر من 50 إرهابياً

سبق أن أعلن عدد من كبار قادة الجيش بنيجيريا انتصارات كاسحة في مواجهة خطر «بوكو حرام»

الشيخ محمد (نواكشوط)
أوروبا القاتل النرويجي أندرس بيرينغ بريفيك (إ.ب.أ)

«سفاح النرويج» يطلب الإفراج المشروط للمرة الثانية

مَثُل القاتل النرويجي، أندرس بيرينغ بريفيك، الذي قتل 77 شخصاً في حادث تفجير وإطلاق نار عشوائي عام 2011، أمام المحكمة، الثلاثاء، لحضور جلسة استماع بشأن إطلاق

«الشرق الأوسط» (أوسلو)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان التقى حليفه دولت بهشلي الخميس الماضي وسط تأكيدات عن خلافات بينهما (الرئاسة التركية)

حليف إردوغان استبعد الخلاف معه... وهاجم مَن يخدمون «أولاد بايدن» بالتبني

أشعل رئيس حزب «الحركة القومية»، شريك حزب «العدالة والتنمية» في «تحالف الشعب»، جدلاً جديداً حول حلّ المشكلة الكردية في تركيا، ونفى وجود أي خلاف مع الرئيس إردوغان

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

إطلاق نار كثيف في مقر إقامة رئيس الاستخبارات السابق بجنوب السودان

جوبا عاصمة جنوب السودان (مواقع التواصل)
جوبا عاصمة جنوب السودان (مواقع التواصل)
TT

إطلاق نار كثيف في مقر إقامة رئيس الاستخبارات السابق بجنوب السودان

جوبا عاصمة جنوب السودان (مواقع التواصل)
جوبا عاصمة جنوب السودان (مواقع التواصل)

وقع إطلاق نار كثيف، الخميس، في جوبا عاصمة جنوب السودان بمقر إقامة رئيس الاستخبارات السابق، أكول كور، الذي أقيل الشهر الماضي، حسبما أكد مصدر عسكري، فيما تحدّثت الأمم المتحدة عن محاولة لتوقيفه.

وبدأ إطلاق النار نحو الساعة السابعة مساء (17.00 ت.غ) قرب مطار جوبا واستمر زهاء ساعة، بحسب مراسلي «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأبلغت الأمم المتحدة في تنبيه لموظفيها في الموقع، عن إطلاق نار «مرتبط بتوقيف الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات»، ناصحة بالبقاء في أماكن آمنة.

وقال نول رواي كونغ، المتحدث العسكري باسم قوات الدفاع الشعبي لجنوب السودان، لإذاعة بعثة الأمم المتحدة في البلاد (مينوس) إنه «حصل إطلاق نار في مقر إقامة رئيس الاستخبارات السابق».

وأضاف: «شمل ذلك قواتنا الأمنية التي تم نشرها هناك لتوفير مزيد من الأمن».

وتابع: «لا نعرف ماذا حدث، وتحول سوء التفاهم هذا إلى إطلاق نار»، و«أصيب جنديان بالرصاص». وأضاف: «بعد ذلك هرعنا إلى مكان الحادث... وتمكنا من احتواء الموقف عبر إصدار أمر لهم بالتوقف».

وقال: «مصدر عسكري مشارك في العملية» لصحيفة «سودانز بوست» اليومية، إن أكول كور أوقف بعد قتال عنيف خلف «عشرات القتلى والجرحى من عناصره»، لكن التوقيف لم يتأكد رسمياً حتى الآن.

وأظهرت صور انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وأخرى نشرتها الصحيفة شبه توقف لحركة المرور بالقرب من مقر إقامة رئيس الاستخبارات السابق، حيث فر سائقون خائفون بعد سماع إطلاق النار تاركين سياراتهم، وفقاً لصحيفة «سودانز بوست».

وأقال رئيس جنوب السودان سلفاكير في أكتوبر (تشرين الأول) رئيس جهاز الاستخبارات الوطنية أكول كور الذي تولى منصبه منذ استقلال البلاد عام 2011، وكلّفه تولي منصب حاكم ولاية واراب التي تشهد اضطرابات.

ولم تُحدّد أسباب هذه الخطوة. ويأتي هذا القرار بعد أسابيع من إعلان الحكومة تأجيلاً جديداً لعامين، لأول انتخابات في تاريخ البلاد، كان إجراؤها مقرراً في ديسمبر (كانون الأول).

بعد عامين على استقلاله، انزلق جنوب السودان إلى حرب أهلية دامية عام 2013 بين الخصمين سلفاكير (الرئيس) ورياك مشار (النائب الأول للرئيس)، ما أسفر عن مقتل 400 ألف شخص وتهجير الملايين.