فتوى «طالبان» باستئناف رجم النساء حتى الموت تثير الرعب

الملا هبة الله: لم ينتهِ عمل الحركة بالسيطرة على كابل

الملا هبة الله أخوند زاده زعيم حركة «طالبان» (أ.ب)
الملا هبة الله أخوند زاده زعيم حركة «طالبان» (أ.ب)
TT

فتوى «طالبان» باستئناف رجم النساء حتى الموت تثير الرعب

الملا هبة الله أخوند زاده زعيم حركة «طالبان» (أ.ب)
الملا هبة الله أخوند زاده زعيم حركة «طالبان» (أ.ب)

يقول نشطاء إن عودة النظام الأفغاني إلى الرجم والجلد العلني؛ بسبب عدم وجود «مَن يحاسبهم على الانتهاكات». وقالت جماعات حقوق الإنسان إن إعلان حركة «طالبان» استئناف رجم النساء علناً حتى الموت قد تمّ تمكينه بفضل صمت المجتمع الدولي، بحسب تقرير لـ«الغارديان»، (الجمعة).

قالت صفية عريفي، المحامية ورئيسة منظمة «نافذة الأمل للمرأة»، الأفغانية لحقوق الإنسان، إن الإعلان حَكمَ بعودة المرأة الأفغانية إلى أحلك أيام حكم «طالبان» في التسعينات.

وقالت عريفي: «مع هذا الإعلان من قبل زعيم حركة طالبان، بدأ فصل جديد من العقوبات الخاصة ومعاناة النساء الأفغانيات من عمق العزلة». ثم أضافت: «الآن، لا أحد يقف بجانبهن لإنقاذهن من عقوبات طالبان. وقد اختار المجتمع الدولي التزام الصمت في مواجهة هذه الانتهاكات لحقوق المرأة».

وأعلن الزعيم الأعلى لحركة «طالبان»، هبة الله أخوند زاده، في نهاية الأسبوع، أن الحركة ستبدأ في تطبيق تفسيرها للشريعة الإسلامية في أفغانستان، بما في ذلك إعادة الجَلد العلني ورجم النساء بتهمة الزنا. وقال أخوند زاده، في بثّ صوتي على «إذاعة أفغانستان» التي تسيطر عليها حركة «طالبان»، يوم السبت الماضي: «سنجلد النساء... وسنرجمهن علناً حتى الموت (بتهمة الزنا)». وقال هبة الله أخوند زاده: «لم ينتهِ عمل حركة طالبان بالسيطرة على كابل، بل بدأ لتوه».

فتيات يحضرن حصة تعليمية في مدرسة مقامة بالهواء الطلق في كابل (إ.ب.أ)

وقال: «يمكنك أن تسمي ذلك انتهاكاً لحقوق المرأة عندما نرجمها علناً أو نجلدها لارتكابها الزنا لأن ذلك يتعارض مع مبادئكم الديمقراطية»، مضيفاً: «لكنني أمثل الله، وأنتم تمثلون الشيطان».

وبرر هذه الخطوة بأنها استمرار لكفاح «طالبان» ضد التأثيرات الغربية. وقال: «إن عمل طالبان لم ينتهِ بالسيطرة على كابل، بل بدأ لتوه». قوبلت هذه الأنباء بالرعب، ولكنها لم تكن مفاجئة من قبل جماعات حقوق المرأة الأفغانية، التي تقول إن تفكيك أي حقوق متبقية وحماية نساء وفتيات البلاد، البالغ عددهن 14 مليون نسمة، قد اكتمل الآن تقريباً.

مقاتل من «طالبان» يحرس نساء خلال تلقي الحصص الغذائية التي توزعها مجموعة مساعدات إنسانية في كابل (أ.ب)

وقالت سحر فيترات، الباحثة الأفغانية في منظمة «هيومن رايتس ووتش»: «قبل عامين، لم تكن لديهم الشجاعة التي يمتلكونها اليوم للوعد برجم النساء حتى الموت في الأماكن العامة؛ والآن يفعلون ذلك». ثم أضافت: «لقد اختبروا سياساتهم الوحشية الواحدة تلو الأخرى، ووصلوا إلى هذه النقطة لأنه لا يوجد مَن يحاسبهم على الانتهاكات».

وتوضخ: «ومن خلال أجساد النساء الأفغانيات، تفرض حركة (طالبان) الأوامر الأخلاقية والاجتماعية وتسيطر عليها. وينبغي أن نحذر جميعاً من أنه إذا لم يتوقف الآن، فسوف يأتي المزيد والمزيد».

ومنذ توليها السلطة في أغسطس (آب) 2021، حلّت «طالبان» الدستور الأفغاني المدعوم من الغرب، وعلقت القوانين الجنائية والعقابية القائمة، واستبدلت بهذه القوانين تفسيراً متشدداً وأصولياً للشريعة الإسلامية. كما منع عناصر «طالبان» المحاميات والقاضيات، واستهدفوا عديداً منهن؛ بسبب عملهن في ظل الحكومة السابقة.

مقاتل من «طالبان» يقف في الحراسة بينما تمر امرأة في العاصمة كابل يوم 26 ديسمبر 2022... وشجب مفوض حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة القيود المتزايدة على حقوق المرأة في أفغانستان (أ.ب)

وقالت سميرة حميدي، وهي ناشطة أفغانية ومسؤولة الحملات في منظمة العفو الدولية: «لقد عملت طالبان، خلال فترة العامين ونصف الماضية، على تفكيك المؤسسات التي كانت تقدم الخدمات للنساء الأفغانيات». «ومع ذلك، فإن تأييد زعيمهم الأخير للرجم العلني للنساء حتى الموت هو انتهاك صارخ للقوانين الدولية لحقوق الإنسان، بما في ذلك اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة».

وقالت حميدي إن النساء الأفغانيات في الواقع الآن عاجزات عن الدفاع عن أنفسهن من الاضطهاد والظلم. في العام الماضي وحده، أمر قضاة عينتهم «طالبان» بجلد 417 شخصاً وإعدامهم، وفقاً لمنظمة «أفغان ويتنس»، وهي منظمة بحثية تراقب حقوق الإنسان في أفغانستان. وكان من بين هؤلاء 57 امرأة. في الآونة الأخيرة، في فبراير (شباط)، أعدمت حركة «طالبان» أشخاصاً في الأماكن العامة في ملاعب في إقليمي جاوزجان وغزني. وقد حثت الجماعة المسلحة الناس على حضور عمليات الإعدام والعقوبات بوصفه «درساً»، لكنها حظرت تصوير الفيديو أو التصوير الفوتوغرافي.


مقالات ذات صلة

إندونيسيا تدرس تخفيف عقوبات السجن لـ180 عضواً سابقاً بـ«الجماعة الإسلامية»

آسيا استنفار أمني إندونيسي عقب عملية إرهابية (متداولة)

إندونيسيا تدرس تخفيف عقوبات السجن لـ180 عضواً سابقاً بـ«الجماعة الإسلامية»

تعتزم وكالة مكافحة الإرهاب في إندونيسيا التوصية بتخفيف عقوبات السجن لأعضاء «الجماعة الإسلامية» السابقين المسجونين.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا )
آسيا آصف علي زرداري (أرشيفية)

الرئيس الباكستاني يتعهد باستئصال الإرهاب من البلاد

أدان بشدة الرئيس الباكستاني، آصف علي زرداري «الهجوم الإرهابي الذي شهدته نقطة تفتيش في وزيرستان الجنوبية».

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد )
أفريقيا جنود فرنسيون يؤمِّنون المنطقة التي هاجمها انتحاري عند مدخل مدينة غاو شمال مالي في 10 فبراير 2013 (أ.ب)

مقتل أكثر من 20 مدنياً في هجمات على قرى بوسط مالي

قال مصدران إن مسلحين يشتبه بأنهم متشددون قتلوا أكثر من 20 شخصاً، في سلسلة من الهجمات على قرى في منطقة موبتي بوسط مالي، الجمعة.

«الشرق الأوسط» (باماكو )
مدخل مكتب قناة «آرزو» التلفزيونية في كابل (صورة أرشيفية)

كابل: إطلاق سراح 7 موظفين في قناة تلفزيونية تحت إشراف قضائي

أُطلق سراح 7 موظفين في قناة تلفزيونية أفغانية أوقفتهم سلطات «طالبان» مطلع ديسمبر، ووضعوا تحت إشراف قضائي.

«الشرق الأوسط» (كابل)
آسيا ضابط شرطة باكستاني يحمل مدفعاً رشاشاً مشاة عيار 12.7 ملم يتخذ موقعه على سطح مركز شرطة سارباند في ضواحي بيشاور يوم 9 فبراير 2023 (إ.ب.أ)

مقتل 17 جندياً باكستانياً أثناء إحباط مهاجمة مسلحين نقطة تفتيش بمقاطعة وزيرستان

قُتل 17 من أفراد قوات الأمن الباكستانية، أثناء إحباط مهاجمة مجموعة من المسلحين نقطة تفتيش، في منطقة ماكين، بمقاطعة وزيرستان الجنوبية.

«الشرق الأوسط» (روالبندي - بيشاور (باكستان))

زعيم حركة «طالبان» يأمر بشن حملة صارمة على الاتجار بالبشر

الزعيم الأعلى لحركة «طالبان» هيبة الله أخوند زاده (مواقع التواصل)
الزعيم الأعلى لحركة «طالبان» هيبة الله أخوند زاده (مواقع التواصل)
TT

زعيم حركة «طالبان» يأمر بشن حملة صارمة على الاتجار بالبشر

الزعيم الأعلى لحركة «طالبان» هيبة الله أخوند زاده (مواقع التواصل)
الزعيم الأعلى لحركة «طالبان» هيبة الله أخوند زاده (مواقع التواصل)

أصدر زعيم حركة «طالبان» الأفغانية هيبة الله أخوند زاده مرسوماً يوجه المؤسسات الحكومية لمكافحة الاتجار بالبشر في أفغانستان.

ووفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، قال نائب المتحدث باسم حكومة «طالبان» حمد الله فيرتات، في بيان صدر اليوم الأحد، إن المرسوم يوجه وزارة الداخلية بتحديد هوية المتاجرين بالبشر واعتقالهم ومحاكمتهم في المحاكم العسكرية بجميع أنحاء البلاد.

وينص المرسوم على أحكام بالسجن تتراوح بين عام وثلاثة أعوام للمهرّبين الذين يساعدون ويستغلون الأفغان اليائسين لمغادرة البلاد، وغالباً ما يستخدمون طرقاً خطيرة.

وتوجد جالية كبيرة من الأفغان في الخارج، حيث يقدَّر عدد اللاجئين الأفغان الذين يعيشون في الخارج بنحو 7.5 مليون لاجئ، وعلى نحو خاص في البلدان المجاورة.

وقد أجبرت عقود من الحرب وأعمال القتال وعدم الاستقرار ملايين الأفغان على الفرار من ديارهم.