«مايكروسوفت».. رؤية خارقة للمستقبل تتجسد بعدد لا يحصى من الأجهزة

شركة البرمجيات العملاقة تنطلق في سباق لتصميم أنواع مطورة منها

«مايكروسوفت».. رؤية خارقة للمستقبل تتجسد بعدد لا يحصى من الأجهزة
TT

«مايكروسوفت».. رؤية خارقة للمستقبل تتجسد بعدد لا يحصى من الأجهزة

«مايكروسوفت».. رؤية خارقة للمستقبل تتجسد بعدد لا يحصى من الأجهزة

أغلق عينيك، وتخيل أنه قد مرت خمس سنوات عليك من الآن، ثم تفقد جيوبك ومكتبك، ما الأجهزة التي تستخدمها؟
من المحتمل للغاية أن يكون بحوزتك هاتف ذكي، ولكن هل الجهاز الثاني على قائمتك هو «آيباد» أم لعله كومبيوتر مكتبي من النوع التقليدي؟ أو ربما لديك كومبيوتر محمول مكون من جهاز لوحي (تابلت) ولوحة مفاتيح مستقلة، مثل مايكروسوفت سيرفس؟ أو من الممكن أنك لا تمتلك جهازا ثانيا، وذلك لأن هاتفك من القوة والفعالية بمكان. أو قد يتوفر لك كل شيء، وذلك لأنها هي الطريقة التي سوف نتعامل بها في مستقبلنا الافتراضي.
حسنا، افتح عينيك الآن ولنرجع إلى الوقت الحاضر. وإذا ما واجهتك أي مشكلة في الاختيار، فلديك بكل تأكيد نصيبك من المعضلات التي تواجه «آبل» و«غوغل» و«مايكروسوفت»، وهي الثلاث الشركات الرئيسية التي تخوض معركة ملحمية من أجل مستقبل الحوسبة.
* أجهزة المستقبل
تسمح التقنية الآن بوجود كثير وكثير من أجهزة الحوسبة القوية والفعالة بمختلف الأشكال والأحجام. وكما يعتقد الجميع في تلك الصناعة، فإن الهاتف الذكي سوف يستمر بوصفه أكثر أجهزة الحوسبة وجودا وهيمنة خلال المستقبل القريب المنظور. ولكن لا يزال المكان الثاني فارغا، ويسعى عمالقة التقنية الكبرى إلى جعل الجهاز الثاني من الأجهزة التي سوف تستخدم جنبا إلى جنب دائما برفقة الهاتف المحمول.
لدى شركة «آبل» «الآيباد» و«ماك»، بينما «غوغل» لديها أجهزة «آندرويد» اللوحية وكومبيوترات «كروم بوك» المحمولة المستندة على الإنترنت في عملها.
ولكن الإضافة الجديدة المثيرة لكثير من الاهتمام في هذه اللعبة هي شركة «مايكروسوفت»، التي تشهد إعادة إحياء جديدة عقب معاناة من تراجع طويل الأجل في مجال الكومبيوترات الشخصية. وتحت إدارة ساتيا ناديلا، الذي صار الرئيس التنفيذي للشركة العام الماضي، تتبنى «مايكروسوفت» رؤية مجزأة حيال المستقبل، حيث لا هيمنة مستقلة لجهاز بعينه أو لفئة معينة من الأجهزة على مستقبل الشركة. وتبدو الخطة الجديدة مجنونة بعض الشيء، وتعج بالتوترات الداخلية والخارجية على حد سواء. ولا يعني ذلك فشل الخطة بالكلية. فالمستقبل عصي على التنبؤ بكل تأكيد، فلماذا لا نعمل على تجريب مجموعة من الأشياء الجيدة ونرى كيف يكون مردودها؟
ومؤخرا أبهرت «مايكروسوفت» أوفى مستخدميها (أجل، هناك لمايكروسوفت معجبيها الأوفياء) بعدد من المنتجات الجديدة عملت على تبسيط تلك الفكرة كثيرا. ولقد كنت أستخدم اثنين منها بنفسي، جهاز «سيرفس برو4 Surface Pro 4»، وهو جهاز هجين يجمع بين التابلت والكومبيوتر ويبدأ سعره عند 1030 دولارا إذا ما أضفت إليه غطاء لوحة المفاتيح، وجهاز «سيرفس بوك Surface Book»، وهو الكومبيوتر المحمول الذي يتكلف 1500 دولار مع الشاشة التي يمكن فصلها لتكون حاسوبا لوحيا مستقلا بذاته، وهو أفضل ما خرجت به «مايكروسوفت» خلال ذلك الأسبوع.
وإجمالا، أرى أن الجهازين من الجودة بمكان، ولكن أليس أحدهما جيدا بما فيه الكفاية ليكون ذلك الجهاز الذي نرغب في أن يكون المرافق للمستقبل الذي يهيمن عليه الهاتف الذكي؟
حسنا، تلك هي المعضلة. فكلما استخدمت أجهزة «مايكروسوفت» الجديدة، ظننت أنه ربما لن يكون هناك جهاز بعينه يُقدر له حيازة المركز الثاني بجانب الهواتف الذكية. وربما أن الفكرة ذاتها من وجود فائز بالمركز الثاني هي فكرة خاطئة بالأساس.
ماذا لو أن مستقبل الحوسبة كان مفعما بالفوضى؟ سوف يكون لدينا الهواتف الذكية، ثم مجموعة هائلة من الكومبيوترات المكتبية، والمحمولة، والأجهزة اللوحية، والأجهزة الهجينة، وسوف يختار كثير من الناس، ولأسباب جدا متباينة، مختلف الأجهزة من كل فئة.
* كومبيوتر لوحي
إن أجهزة «مايكروسوفت»، واستراتيجية ناديلا بمعناها الأوسع، تتوقع بل تنتظر مثل تلك الفوضى. بالنسبة لجانب كبير من تاريخها، كانت «مايكروسوفت» شركة برمجيات بالأساس، فلقد أنتجت نظام ويندوز، نظام التشغيل الذي صار بمثابة اللغة المشتركة في عصر الكومبيوترات المكتبية، ثم أنتجت برامج أوفيس، وهي حزمة البرمجيات التي جعلت من الأجهزة العاملة بنظام ويندوز متاحة لمجال الأعمال.
تدور خطة «مايكروسوفت» الجديدة على الاستمرار في إنتاج ويندوز والبرمجيات الخاصة بويندوز، وهو البرنامج الذي تُصدر الشركة التراخيص بشأنه إلى صانعي الأجهزة الأخرى، ولكنها تعمل الآن على إنتاج هواتفها الخاصة وأجهزتها اللوحية طراز سيرفس، كما أنها تنتج التطبيقات لنظام «آي أو إس»، وهو نظام التشغيل الخاص بهواتف شركة «آبل».
لا توجد شركة أخرى في صناعة التقنية تعمل بذلك القدر التوسعي من الأعمال. تصنع شركة «آبل» الأجهزة والبرمجيات، ولكنها لا تدور إلا حول منتجاتها الأساسية وما يتعلق بها، حيث تعمل برمجيات «آبل» على أجهزة «آبل»، وهي لا تعمل على أي أجهزة أخرى في أغلب الأحيان.
كما أن «غوغل» تنتج نظام «آندرويد» ونظم تشغيل «كروم أو إس» الذي يصدر مجانا إلى الشركات الأخرى، كما أنها تنتج مجموعة قليلة من الهواتف والأجهزة اللوحية طراز نكسيز. ولكن بسبب أنها لا تبيع أجهزتها المصنعة لقاء الأرباح وتسهم بالكاد في تسويقها، فإن شركاء «غوغل» في صناعة الأجهزة لا يبالون كثيرا بمجال أعمال الأجهزة الخاصة بـ«غوغل».
إن شركة «مايكروسوفت» الحديثة تكسر كل تلك القواعد، فإن أجهزة سيرفس من إنتاجها تتنافس مع صناع الأجهزة الأخرى العاملة بنظام تشغيل ويندوز، كما أن تطبيقاتها غير العاملة على نظام ويندوز، مثل إصدار «آي أو إس» من أوفيس، يعزز من أجهزة «آبل» التي تتنافس مع «مايكروسوفت» وصناع الأجهزة الأخرى العاملة بنظام تشغيل ويندوز.

*خدمة «نيويورك تايمز»



الذكاء الاصطناعي لتحديد الأنواع الفرعية لمرض السكري

يسعى العلماء إلى إعادة تعريف كيفية إدارة الحالات المزمنة مثل السكري مما يوفر أملاً لملايين الأشخاص حول العالم (أدوبي)
يسعى العلماء إلى إعادة تعريف كيفية إدارة الحالات المزمنة مثل السكري مما يوفر أملاً لملايين الأشخاص حول العالم (أدوبي)
TT

الذكاء الاصطناعي لتحديد الأنواع الفرعية لمرض السكري

يسعى العلماء إلى إعادة تعريف كيفية إدارة الحالات المزمنة مثل السكري مما يوفر أملاً لملايين الأشخاص حول العالم (أدوبي)
يسعى العلماء إلى إعادة تعريف كيفية إدارة الحالات المزمنة مثل السكري مما يوفر أملاً لملايين الأشخاص حول العالم (أدوبي)

لطالما تم تصنيف مرض السكري إلى نوعين رئيسيين. النوع الأول الذي يظهر غالباً في مرحلة الطفولة، والنوع الثاني الذي يرتبط بالسمنة ويتطور في وقت لاحق من الحياة. ومع ذلك، بدأ الباحثون يدركون أن النوع الثاني من السكري أكثر تعقيداً مما كان يعتقد سابقاً، مع وجود أنواع فرعية تختلف بناءً على العمر، والوزن، والعوامل الفسيولوجية.

في خطوة مبتكرة، طور باحثون من جامعة ستانفورد خوارزمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي تستخدم بيانات من أجهزة مراقبة الغلوكوز المستمرة (CGMs) لتحديد 3 من أكثر الأنواع الفرعية شيوعاً للنمط الثاني من السكري. هذا التطور يعد بإمكانية تخصيص العلاج وتحسين الرعاية، بالإضافة إلى توسيع نطاق الوصول إلى التكنولوجيا الصحية.

إعادة التفكير في النمط الثاني من السكري

يمثل النمط الثاني من السكري نحو 95 في المائة من جميع حالات السكري. توضح الدكتورة تريسي مكلوغلين أستاذة الغدد الصماء بجامعة ستانفورد «أن الأمر أكثر تعقيداً من ذلك، وهناك فسيولوجيات مختلفة تؤدي إلى الحالة». وتضيف أن تصنيف الأنواع الفرعية للنمط الثاني يمكن أن يساعد في تحديد المخاطر المرتبطة بمضاعفات مثل أمراض القلب، أو الكلى، أو الكبد، وتخصيص العلاجات لتحسين النتائج. وتشرح: «كان هدفنا إيجاد طريقة أكثر وصولاً وفورية للناس لفهم صحتهم وتحسينها».

يقول الباحثون إن الدقة العالية للخوارزمية تصل إلى 90 % في تحديد الأنواع الفرعية (أدوبي)

كيف تعمل التكنولوجيا؟

تُستخدم اختبارات تشخيص السكري التقليدية لقياس مستويات الغلوكوز في الدم من خلال تحليل بسيط للدم، لكنها تقدم معلومات محدودة عن العمليات الفسيولوجية الأساسية. توفر أجهزة مراقبة الغلوكوز المستمرة (CGMs)، المتاحة دون وصفة طبية، صورة أكثر تفصيلاً من خلال تتبع مستويات السكر في الدم في الوقت الفعلي.

يشرح مايكل سنايدر، أستاذ علم الوراثة في جامعة ستانفورد وأحد قادة الدراسة، كيفية تحليل الخوارزمية لبيانات الغلوكوز. من خلال تحديد أنماط ارتفاع وانخفاض مستويات السكر في الدم بعد استهلاك الغلوكوز، يمكن للأداة الكشف بدقة تصل إلى 90 في المائة عن الأنواع الفرعية مثل مقاومة الإنسولين ونقص خلايا بيتا. ويشرح سنايدر أنه يمكن استخدام الأفراد للأداة من أجل اتخاذ تدابير وقائية، موضحاً كيف يمكن للتحذيرات المبكرة من مقدمات السكري أن تدفع لتغييرات في نمط الحياة مثل تحسين النظام الغذائي أو ممارسة الرياضة.

النتائج الرئيسية

شملت الدراسة 54 مشاركاً، منهم 21 لديهم مقدمات السكري و33 شخصاً أصحاء. قارن الباحثون بيانات «CGM» مع نتائج اختبارات تحمل الغلوكوز التقليدية التي تُجرى في العيادات. لم تطابق الخوارزمية هذه النتائج فقط، بل تجاوزتها من حيث الدقة. حددت الدراسة 3 أنواع فرعية رئيسية:

- مقاومة الإنسولين: عدم استجابة الخلايا بشكل فعال للإنسولين، مما يؤدي إلى تراكم الغلوكوز.

- نقص خلايا بيتا: عجز البنكرياس عن إنتاج كمية كافية من الإنسولين بسبب خلل في خلايا بيتا.

- نقص الإينكرتين: فشل هرمونات الأمعاء في تحفيز إفراز الإنسولين بشكل كافٍ بعد الوجبات.

تتطلب كل نوعية علاجاً مخصصاً، مما يجعل هذه التكنولوجيا نقطة تحول في رعاية السكري.

تمكن للأجهزة المحمولة المزودة بـ«CGM» والمدعومة بالذكاء الاصطناعي توفير رؤى في الوقت الفعلي لجعل الرعاية الشخصية أكثر سهولة وفعالية (أدوبي)

فوائد تتجاوز السكري

يمتد فهم هذه الأنواع الفرعية ليشمل فوائد تتجاوز إدارة السكري. أشارت مكلوغلين إلى أن مقاومة الإنسولين، حتى من دون التقدم إلى السكري، تمثل عامل خطر كبير لحالات مثل أمراض القلب والكبد الدهني.

علاوة على ذلك، تتيح سهولة استخدام «CGM» للأفراد مراقبة صحتهم من أي مكان. وأوضحت أن هذه التكنولوجيا تعد أداة قيّمة للأشخاص الذين يواجهون تحديات اقتصادية أو يعيشون في مناطق معزولة مؤكدة إمكانياتها في سد فجوات الوصول إلى الرعاية الصحية.

الصورة الأكبر

تمثل هذه الدراسة، التي نُشرت في مجلة «Nature Biomedical Engineering» خطوة كبيرة نحو الطب الدقيق. بدعم من مؤسسات مثل المعاهد الوطنية للصحة ومركز أبحاث السكري في جامعة ستانفورد. وتسلط الدراسة الضوء على أهمية دمج التكنولوجيا مع الرعاية الصحية لمعالجة الحالات المزمنة مثل السكري. ومع استمرار مكلوغلين وسنايدر في اختبار الخوارزمية على مرضى السكري من النوع الثاني، يتصور العالمان مستقبلاً تصبح فيه هذه الأدوات معياراً في رعاية السكري.