إعلانات منتجعات سكنية في موسم رمضان تثير جدلاً بمصر

اتهامات بـ«الإساءة لأغنية العندليب»... وانتقاد الاستعانة بجورجينا

مشهد من إعلان «دقوا الشماسي» (يوتيوب)
مشهد من إعلان «دقوا الشماسي» (يوتيوب)
TT

إعلانات منتجعات سكنية في موسم رمضان تثير جدلاً بمصر

مشهد من إعلان «دقوا الشماسي» (يوتيوب)
مشهد من إعلان «دقوا الشماسي» (يوتيوب)

أثارت إعلانات جديدة لمنتجعات سكنية فاخرة في مصر بموسم رمضان الحالي جدلاً كبيراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ ومن بينها في بداية رمضان، ظهور عارضة الأزياء جورجينا رودريغيز، شريكة نجم كرة القدم البرتغالي كريستيانو رونالدو على لافتات دعائية ضخمة في شوارع القاهرة تروج لأحد المنتجعات السكنية، ولم تتضمن اللافتات الدعائية للمنتجع سوى صورة عارضة الأزياء الشهيرة، وباستثناء اسم المنتجع السكني، لم يتضمن الإعلان أي تفاصيل عن المنازل الموجودة فيه، أو المميزات التي يحويها المنتجع.

صورة إعلانات جورجينا بشوارع القاهرة (الشرق الأوسط)

ومع بداية الشهر الكريم ظهرت جورجينا في إعلانات تلفزيونية بثتها قنوات مصرية بكثافة وهي تروج لأحد المنتجعات السكنية الجديدة بالقاهرة. وهو ما أثار تبايناً في آراء جمهور «السوشيال ميديا»، في حين رأى فريق أنه إعلان جيد يستعين بشخصية إعلانية مشهورة، رأى آخرون أنه غير مفهوم لا سيما بسبب لغة جورجينا المستخدمة في الإعلان التي لا يفهمها قطاع كبير من الشعب، معدّين أن الاستعانة بها أمر غير موفق ومجرد استعراض.

وتسببت بعض هذه الإعلانات التي يعدّها متابعون أنها لا تتناسب مع الأزمة الاقتصادية والغلاء اللذين يعاني منهما ملايين المصريين راهناً في ظهور تعليقات ساخرة عبر «السوشيال ميديا» من نوعية أنهم «كانوا سعداء برؤية جورجينا على الشاشات المصرية، لكنهم لم يفهموا ما الشيء الذي تروج له».

ويشارك عدد كبير من نجوم الفن المصري الموسم الحالي في إعلانات منتجعات سكنية فاخرة من بينهم كريم عبد العزيز، وياسمين صبري، ومي عمر، ويسرا، ونيللي كريم، وعمرو يوسف، بالإضافة إلى نجم فريق ليفربول الإنجليزي اللاعب المصري محمد صلاح.

إعلان «دقوا الشماسي» أثار انتقادات في مصر (يوتيوب)

«ثمة مشكلة واضحة في الإعلانات هذا العام» في رأي الخبير الإعلاني عمرو قورة، الذي رأى أن «قلّة الوكالات والشركات التي تنفذ الإعلانات، في مقابل وجود أكثر من 35 مشروعاً سكنياً تطرح إعلانات في التوقيت نفسه خلال شهر رمضان، تعد سبباً رئيسياً في محدودية الأفكار التي تُنفّذ».

وأشار لـ«الشرق الأوسط» إلى «وجود حالة من الاستسهال في الأفكار التي تُنفّذ، عبر الاستعانة بنجم مشهور وتصويره ليكون واجهة دعائية للمشروع»، مؤكداً أن «هذا الأمر يؤدي لظهور إعلان لا يحقّق الهدف منه ولا يصل حتى لجمهوره المستهدف».

لكن أستاذ العلاقات العامة والإعلان في جامعة القاهرة الدكتور صفوت العالم يعتقد أن «هناك توجهاً من المعلنين لبناء صورة ذهنية معينة عن مشاريعهم في الإعلانات التي تعتمد على النجوم أو على الاستعانة بثيمات غنائية شهيرة، وهو أمر من وجهة نظر المعلن سيساهم في الإقبال على شراء الوحدات السكنية».

ويختلف قورة مع هذه النظرية استناداً إلى أن «الجمهور المستهدف من شراء المنازل الفاخرة في التجمعات السكانية يتجه لمتابعة المنصات، وليس شاشات التلفزيون بشكل أساسي، مما يجعل غالبية الإعلانات التي تتّسم بالإنفاق المبالغ فيه عديمة الجدوى بالنظر للجمهور المستهدف». وفق تعبيره.

وكان من بين الإعلانات التي أثارت جدلاً كبيراً في مصر أخيراً، إعلان منتجع سكني تقدمه الفنانة الشابة ملك الحسيني التي قدمت أغنية «دقّوا الشماسي» في إعلان لأحد المنتجعات المطلة على البحر المتوسط في الساحل الشمالي بطريقة عدّها فنانون ومؤلفون من بينهم صبري فواز وأيمن سلامة «رديئة»، وتسيء لـ«العندليب الأسمر».

وتسبب الإعلان كذلك في جدل كبير، مع تعليقات عبر «السوشيال ميديا» اتهمت صناع الإعلان بـ«سوء توظيف» الأغنية الشهيرة للعندليب الأسمر.

وشارك حساب باسم باسل عزت على «إكس» وكتب: «مش فاهم إعلان ملك الحسيني عايز إيه بس مش مشكلة».

وانتقد حساب باسم معروف السيد على «إكس» ما وصفه بـ«تشويه لحن الأغنية الأصلية»، متسائلاً عن «الرقابة على الإعلان في ظل ملابس الفتيات غير المناسبة».

يتفق الخبير الإعلاني عمرو قورة مع جانب من الانتقادات الموجهة للإعلان فيما يتعلق باختيار الأزياء وطريقة الترويج للتجمع السكني الجديد، لافتاً إلى أن «صناع أي عمل من حقهم بعد الحصول على الموافقات اللازمة إعادة توزيع الأغنيات القديمة».

جورجينا (يوتيوب)

ويعزي الدكتور صفوت العالم جزءاً من إثارة الجدل في الإعلان إلى «تكرار استخدامها من قبل في عدة إعلانات دعائية، فضلاً عن استخدام إحدى المحطات الشهيرة للأغنية نفسها في فواصلها الدعائية، وهو أمر يضرّ بالهدف الذي يسعى الإعلان لتحقيقه».

وفي حين يرى قورة أن «الموسم الإعلاني شهد تراجعاً كبيراً على المستوى الفني في الأفكار المقدمة التي اعتمدت غالبيتها على الاستعانة بنجوم وتصويرهم معاً باستثناء فكرة لإعلان وحيد»، يقول العالم إن «هناك مضامين في الرسائل الإعلانية جيدة وسط الزخم المعروض من الإعلانات الجديدة».


مقالات ذات صلة

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

يوميات الشرق وحدها الثقة بمَن يعمل معهم تُخفّف الحِمْل (صور المخرج)

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

ينظر المخرج السوري سامر البرقاوي إلى ما قدَّم برضا، ولا يفسح المجال لغصّة من نوع «ماذا لو أنجرتُ بغير هذا الشكل في الماضي؟»... يطرح أسئلة المستقبل.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق تعبُ مصطفى المصطفى تجاه أن يكون الدور حقيقياً تسبَّب في نجاحه (صور الفنان)

مصطفى المصطفى: ننجح حين نؤدّي الدور لا وجهات نظرنا

اكتسبت الشخصية خصوصية حين وضعها النصّ في معترك صراع الديوك. بمهارة، حضن الديك ومنحه الدفء. صوَّره مخلوقاً له وجوده، ومنحه حيّزاً خاصاً ضمن المشهد.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

بين الوجوه ما يُنجِح الصورة من المحاولة الأولى، وبينها غير المهيّأ للتصوير. يتدخّل أحمد الحرك لالتقاط الإحساس الصحيح والملامح المطلوبة.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الفنان المصري دياب حمل السلاح من أجل «مليحة» (الشرق الأوسط)

دياب: لن أجامل أحداً في اختيار أدواري

أكد الفنان المصري دياب أنه وافق على مسلسل «مليحة» ليكون بطولته الأولى في الدراما التلفزيونية من دون قراءة السيناريو، وذكر أنه تعلّم حمل السلاح من أجل الدور.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق استلهمت الكثير من نجمي العمل بسام كوسا وتيم حسن (إنستغرام)

فايا يونان لـ«الشرق الأوسط»: الشهرة بمثابة عوارض جانبية لا تؤثر عليّ

تابعت فايا يونان دورها على الشاشة الصغيرة في مسلسل «تاج» طيلة شهر رمضان. فكانت تنتظر موعد عرضه كغيرها من مشاهديه.

فيفيان حداد (بيروت)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».